الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

بمناسبة اِقتراب ذكرى ثورة الثالث والعشرين من تموز
 وما كتبته الشخصية الناصرية المناضل الأستاذ سامي شرف
بعنوان : المنهج الناصري المقاوم . . رد وتوضيح . .

 

ولنا في الموضوع المثار رأي

النقد الذاتي أساس كل نقد ، ومراجعة التاريخ المبتدأ وربما المنتهى

الحلقة الاولى

 

 

شبكة المنصور

باقر الصراف / كاتب عراقي مقيم في هولندا

 

  ـ 1 ـ

    خلال أواخر شهر أيار / مايو ، أي بتاريخ 22 / 5 / 2008 ، أتحفنا الأخ المناضل سامي شرف بجملة من ((النصائح الأخوية)) المستخلصة من التاريخ الواقعي للصراع المتعدد الوجوه في المنطقة ، ما بين مشروعين وخطين سياسيين ، أحدهما معادٍ للأمة العربية التحررية وطموحها السياسي ، من ناحية ، والآخر يحاول الدفاع عن مفهوم الأمة ومستقبلها . صيغت المقالة تلك بـ((القلم القاسي)) والفكرة ((المرهفة)) ، و((الرصاصة المستقيمة في سيرها نحو الهدف)) ، و((الموقف السياسي الواضح والنبيل)) على أي صعيد كان ، تلك هي المعالم الأساسية للتوجهات السياسية التي سطـّرها السيد الكاتب .

 

     مناسبة تلك ((النصائح الحيوية)) هو إصدار جهة تطلق على نفسها ((موقع العروبة نت)) نشرتْ فيه رأياً سياسياً قوامه نصرة معسكر الموالاة اللبناني بشكل مطلق ، ومناوأة المعارضة اللبنانية بشكل تام ، بنصوص ((جريئة)) أو وقحة على وجهٍ أدق ، ومن كتابة ((شخص عراقي)) يتكلم باِسم الناصرية بصوت عالٍ ، طارحاً نفسه ((كادراً متقدماً وذا علاقة بالمناضل الكاتب للنقد السياسي)) ، ولا يتوانى في أحاديثه السياسية بمناسبة أو من غير مناسبة ، بالاِستشهاد بما روى له السيد المناضل سـامي شـرف ، ومن هنا ، كما أقدر وأظن ، دوافع الكتابة التي أفاض بها قلم السيد شرف من أجل تسديد موقف ((الأصدقاء)) الآخرين ، أو النأي بنفسه عنهم .

 

    قبل البدء بتسليط الأضواء على وجهة النظر السياسية للسيد المناضل شرف ، وإيماناً بحق الجميع في التمتع ((بفرصة الحوار المتساوي الحقوق)) ، نود تذكير المجموع المفكر المبدئي والملتزم السياسي ، أنَّ المعيار الأساسي في تقويم أي موقف سياسي مسؤول ، ويحترم ذاته السياسية ، ويجل تاريخه الكفاحي ، ويتمثل خصائص الفكر القومي العربي ، ويتشرب مفاهيم وإستخلاصات معانيه الأساسية ، ومستوعب دروس التاريخ القومي العربي وفق معايير الإخلاص المبدئي ، كتجربة ذاتية شخصية وممارسات موضوعية عامة ، وفق المفهوم السياسي الناصري ومنهجه في العمل ، ينبع من الإيمان العميق بمفهوم الأمة العربية كمعطى تاريخي مشترك ، وهو ما يعد القاسم السياسي المشترك في إيمان المتحاورين وقناعاتهم السياسية .

 

     فإذا كان الأمر هو كذلك ، وفي ظني أنه كذلك ، فالعتب على السيد المناضل شرف ، هو عدم إقدامه على تصويب آراء السادة الناصريين أولئك ـ أو غيرهم ـ ممن هاجموا القضية الوطنية العراقية بذريعة ((الحاكم المستبد)) المهيمن على الوضع السياسي العراقي ، خلال بعض المراحل التي اِنتظم فيها الصراع الشامل ما بين أعداء العراق على تعدد مشاربهم الفكرية والسياسية ، من جهة ، والدولة العراقية بما هي مفهوم يعبر عن الأرض والمجتمع والمؤسسات الحكومية والسياسية المختلفة ، من جهة أخرى .  ممن ألحقوا بالمنهج الناصري أبلغ الضرر عندما ((شتموا)) كل الذين وقفوا مع القضية الوطنية العراقية في المرحلة التي سبقت العدوان الأمريكي الصهيوني على الدولة العراقية ، وما نتج عنه من اِحتلال بغيض في اليوم المشؤوم الموافق 9 / 4 / 2003 .

 

ـ 2 ـ

 

    ونأتي بالمثال الملموس على ذلك الاِتجاه الإعلامي / الدعائي للأحزاب ((الناصرية !)) ، والشخصيات المحسوبة على الفكر الناصري في العراق من خلال اِستعادة اِستذكار المعلومات التالية :

(1) ـ في بيان أصدرته ثلاثة {أحزاب !} عراقية قومية عربية مناهضة للدكتاتورية ، مثلما تشيع عن نفسها ، وبمناسبة اِنعقاد دورة تضامنية للمؤتمر القومي العربي في بغداد للإعراب مع الموقف الوطني والقومي العراقي ، بتاريخ 10 ـ 13 / 5 / 2001 ، جاء فيه إنّ مهمة ذلك المؤتمر الأساسية هي ((حشد التأييد للنظام الجاثم على صدور العراقيين منذ أكثر من ثلاثة عقود)) ، وكان موقف تلك الأحزاب خطل سياسي واضح تنبع أبعاده من تغييب مفهوم الأمة العربية من التحليل الفكري والسياسي ، والقفز الأكروباتيكي المخاتل عن مفاهيم ((الزمان)) و((المكان)) لتفسير أي حالة عيانية ، وتجاهل مفاهيم القطبية الإمبريالية التسلطية الواحدة والمخططات السياسية الأمريكية والصهيونية الإسرائيلية ! .

    وقبل أي شيء حيوي وهام ينبغي أنْ يكون في أي نص فكري وسياسي قومي عربي هو عدم التغييب المتعمّد للدروس السياسية التاريخية التي أفرزتها التجربة الناصرية من حيث علاقة التناقض الرئيس بين الأطراف المتصارعة ، وعملية الصراع بين الحركة القومية العربية في مرحلتها الناصرية ، من جهة ، والعدوان الأمريكي الصهيوني على مصر ، كموقع مضاد للرؤى الإمبريالية ، من جهة أخرى ، وذلك الواقع كان يتماهى مع حالة الصراع السياسي المتعدد الوجوه الذي كان يخوضه العراق ضد الإمبريالية العالمية : والأمريكية على وجه التحديد ..

 

(2) ـ ورأى كاتب يصف نفسه بأنه قومي عربي وناصري ، في عقد ذلك المؤتمر في العراق ، مجرد عملية مكيجة زائفة للنظام القائم آنذاك ((وملابسات تحيط بالظروف الذي دعت{رئيسه خير الدين حسيب} إلى نقل اِجتماعات الدورة الأخيرة في بغداد)) ، وزاد في إستخلاصاته تلك ، الأقوال الزقاقية المعيبة التالية : {فالناصريون الذين حضروا ذلك المؤتمر هم ((مرتزقة أفاقون)) قد ((وضعوا على رؤوسهم قناع الناصرية)) ، و((اِستمروا في غيبوبتهم ، وزادوا من تعاطيهم مع صدام ، بحجج متهافتة لا تستند إلى المنطق والعقل السويين ، وكشفوا عن نفوس ضعيفة متهالكة)) ، و((ظهروا على حقيقتهم كمحترفي نصب وإحتيالات يؤمنون {؟!} بأنَّ العمل السياسي مجرد أرباح وأرصدة وشركات)) ، وأنَّ ((أغلبهم ركب رأسه وواصل طريق الضلال والخطيئة)) لاسيما ((أنَّ هذا النفر الضال والمشبوه {؟!} من المصريين مدعي الناصرية قد تحول إلى كتبة تقارير ومخبرين)) ، و((محترفي الاِرتزاق)) ومن رموز ((زمن الرياء)) ، وكل ذلك أدى إلى ((ممارسة المتعة الحرام والسهرات غير البريئة)) {؟!} ، وبذلك اِرتكب ((هؤلاء الذين خانوا {؟!} الأمانة القومية واِنقلبوا على الوصايا الناصرية)) . [نقلاً عن صحيفة الاِِشتراكي التي كان يصدرها الحزب الاِشتراكي في العراق الذي أمينه العام ((الدكتور)) ((الناصري)) مبدر الويس ، العدد الثاني ، السنة 35 ، الصادر في كانون الثاني ـ  2002م ، وكان عنوان المقالة : مُرتزقة أفاقون نعم . . . ناصريون لا ، وكان كاتبه السيد هارون محمد ، نقلاً عن كتيب الأمة العربية : المواقف السياسية على ضوء مستقبل[تمت الاِستفادة من كتابنا المعنون باِسم الأمة العربية : ماضياً . . . حاضراً ـ المواقف السياسية على ضوء مستقبل أجزائها ، الطبعة الثانية ، الصادرة في أواسط شهر شباط عام  2002 .

 

    (3) ـ  وناشدت شخصيات عراقية تنتمي لمختلف الاِنتماءات السياسية ((القومية العربية)) قداسة البابا السابق : بولص الثاني بعدم زيارته للعراق ، لأن ذلك سيدعم السلطة القائمة آنذاك  ، وضمّنت عريضتها بالكثير من الآراء الدعائية على ضوء ما كان تشيعه الأجهزة الدعائية الإمبريالية الصهيونية والرجعية العربية عن العراق .

      وقد ضمت شخصيات محسوبة على الفكر الناصري بَصَمَتْ تواقيعها على العريضة التي ضمت تلك المناشدة إلى جانب تلك الأسماء العراقية ذات الاٍِتجاهات السياسية المتنوعة ، أما الأسماء الناصرية  التي سنذكرها بعد قراءة النص :

 

     قداسة الحبر الأعظم يوحنا بولص الثاني المحترم :

((. . . واِستمرار النظام الحاكم في اِنتهاكاته لحقوق الإنسان ، التي شملت أبناء العراق من العرب والكرد والآشـوريين والكلدان ، مسلمين ومسيحيين ، ومن كافة طوائفه المتآخية ، وهذه الاِنتهاكات الفظة ، التي تشمل حملات الإعدام الجماعية المستمرة والتعذيب الوحشي و((الاِختفاء)) القسري لآلاف المواطنين وجرائم الإبادة بالأسلحة الكيمياوية ضد الشعب الكردي وجريمة تجفيف الأهوار، موثقة في العديد من تقارير المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان ، [. . . إضافة] إلى حقيقة ما يجري في العراق من اِمتهان لكرامة الإنسـان ومصادرة لحقوقه الأساسية ، وفي مقدمته حقه في الحياة [. . .]  وطموحنا الكبير أنْ يعدل قداستكم عن التوجه لزيارة العراق ، وهو يرزح تحت حكم طاغية لطخ يديه بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا)) .

لندن 2 / 9 / 1999                                                                      

 

 وهذه عينة من بعض أسماء الموقعين من المحسوبين على التيار القومي الوحدوي الناصري :

2 ـ السيد أحمد الحبوبي .

6 ـ السيد حامد الجبوري (الحركة العربية الديمقراطية في العراق) .

22 ـ د . مبدر الويس (الحزب الاِشتراكي العراقي) .

28 ـ السيد نوري البحراني (الأمين العام للتجمع الوحدوي الناصري في العراق) .

 

(4) ـ ولم تكتفِ بعض الشخصيات الناصرية بتلك المناشدة ، بل ذهبت أبعد من ذلك عندما توجهت للملوك والرؤساء العرب بطلب التدخل ((لتحرير)) العراق على شاكلة ((تحرير الكويت)) ، ولندع تلك العريضة تتكلم وهي مثبتة في جريدة ((صوت الكويت)) وفي عددها المؤرخ بـ 11 أيار  من عام 1991.

  

 ((نداء إلى الملوك والرؤساء العرب

شخصيات سياسية عراقية تدعو إلى تحرير العراق من صدام

   دمشق ـ صوت الكويت : وجهت شخصيات من المعارضة العراقية نداء إلى الملوك والرؤساء العرب ناشدتهم فيه السعي إلى عزل نظام العراق وطرده من كل المحافل والمؤسسات العربية والدولية ، وتمنت هذه الشخصيات إنقاذ الشعب العراقي من مجازر جلاديه بالطريقة التي تم فيها إنقاذ الشعب الكويتي ، وطالبت بنجدة عربية مسلحة يساهم فيها العرب للدفاع عن الشعب العراقي وفي الآتي نص النداء :

   الوقت الذي نتمنى فيه على مقاماتكم الجليلة إنقاذه من مجازر جلاديه بالطريقة التي أنقذتم فيها شعب الكويت مطالبين بنجدة عربية مسلحة يساهم ، [1] ،فيها العرب للدفاع عن شعبنا الذي يتعرض للإبادة في معركة عسكرية غير متكافئة ضد نظام شرس وحاكم لا يرعى ((حرمة)) ولا ذمة .

   

    4 ــ حسن العلوي (كاتب سياسي) .

    6 ــ الدكتور مبدر الويس (أمين عام الحزب الاِشتراكي في العراق) .

    8 ــ الدكتور نوري البحراني (الأمين العام للتجمع الوحدوي الناصري) .

    16 ــ الدكتور عبد الحسين شعبان (باحث ـ التيار الديمقراطي) .

    19 ــ عامر عبد الرحمن البزاز (ممثل التجمع الوحدوي الناصري ــ سابقاً) .

    32 ــ الدكتور سعدي الحلي (ممثل التجمع الوحدوي ــ هولندا) .

    33 ــ صالح حميد (ممثل التجمع الوحدوي ــ ألمانيا) .

    43 ــ الدكتور حيدر البحراني (ممثل التجمع الوحدوي الناصري ــ كندا) .

    44  ــ المحامي غانم السماك (من التيار القومي العربي) .

    45 ــ جاسم معروف عبد الرحمن (من التيار القومي العربي) .)).

    [1] ـ  تمت الاِستفادة من كتابنا المعنون : الذاكرة ، الجزء الأول .

(5) ـ علاوة على هؤلاء كان شخص آخر ممن كان ـ ولا يزال ـ يتحدث باِسم ((حزب ناصري)) ويقيم علاقات متينة مع بعض الأحزاب الناصرية في مصر ، كان مقيماً بشكل دائم عند السيد جلال الطالباني ، يصدر له ومن خلاله الشهادات المتواصلة ضد الوطن العراقي ، بذريعة ((محاربة الديكتاتورية)) ، متغافلاً عن المعنى العلمي لمفهوم السياسة كونها خيار مبدئي عند مَنْ يؤمنون بالأمة العربية ، وبالتالي ضرورة تخيل المستقبل ورسم المواقف السياسية باِشتقاق المهمات الراهنة على ضوء التحليل السياسي الملموس لمواقف الأطراف المتصارعة الأساسية .

    (6) ـ وهناك الكثير من الأسماء ((الناصرية ، وأحزابها)) كانت تقف إلى جانب الرؤية السياسية ، بلهه حتى الفكرية،جنباً إلى جنب الرؤية السياسية الأمريكية التي لا تخفي مواقفها الصهيونية الداعمة لإسرائيل كأولوية في كل ممارساتها بصدد المنطقة .

    كل هذه المواقف السياسية تجاه العراق الذي هو جزء من الوطن العربي ، لم تستفز قلم المناضل سامي شرف من أجل تحديد موقف ((المنهج الناصري المقاوم))،من الممارسات السياسية لهؤلاء الناصريين ، فهل كان الأمر ينطوي على تجاهل متعمد لأهمية العراق ؟ أو عدم الوعي بالمخاطر المحتملة ، أم وقع السيد الكاتب في حبال أو شِباك غفلة النظرة القومية تجاه رؤية البعض الذي اِدعى عن قلة وعي وعدم إدراك تاريخ العلاقة بين الغرب والعرب ؟ وغياب النظرة القومية التي حاول التملص من مواقف البعض السياسي الذي تلطى بها وراء المسميات الكبيرة التي كانت ممارساتها هي التجلي الأبرز والأكثر إضاءة للمفهوم القومي العربي : أي التجربة العربية القومية التي قادها الرئيس الخالد جمال عبد الناصر .

    ومع ذلك دعونا نفهم ونفسر الموقف السياسي لحزب الله تجاه مجمل التطورات على الصعيد العربي .

 

يتبع ....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  25  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   28  /  تمــوز / 2008 م