الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

﴿   وما وجدنا لاكثرهم من عهد ، وان وجدنا اكثرهم لفاسقين 
                                                                                 صدق الله العظيم  الاية 102 من سورة الاعراف

 

 

تمخض الجمل فولد فأرا
بمناسبة زيارة السيد سعد الحريري رئيس تيار المستقبل الى بغداد

 

 

شبكة المنصور

د. عبدالكريم الحسني

 

وصل السيد سعد الحريري - زعيم تيار المستقبل في لبنان- والذي هو اكبركتلة برلمانية داخل البرلمان اللبناني ، الى بغداد يوم الخميس 17/07/2008 للاجتماع  بابو المحاسن وبالمتمرد الانفصالي الكردي الطالباني في الزريبة الخضراء، وليلتقي بالسيد السيستاني ، الرجل اللامرئي، الفارسي عراب احتلال العراق ليتشاور معه بناء على أوامر امريكية .

وتعد هذه الزيارة بانها الاولى التي يقوم بها مسؤول لبناني للعراق منذ احتلال العراق في 09/نيسان/2003 على الرغم من ان جماعة (حزب الله) بقيادة ) نصر الفرس ( كانت قد قدمت العديد بل الكثير من اشكال الدعم والتدريب للمليشيات الصفوية المسلحة العاملة في العراق.

ولد سعد الحريري في 18/نيسان/1970 في السعودية من زوجة الحريري الاولى العراقية الجنسية وبدأ دراسته الابتدائية في المدارس السعودية وانتقل منها الى المدارس الفرنسية ثم اكمل دراسته الجامعية في ادارة الاعمال في جامعة جورج تاون في واشنطن.

وتزوج السيد (ابو السعود) من (لارا) ابنة المهندس المقاول بشير العظم وهي سورية الجنسية، سعودية الولادة والمنشأ ، ولابد لنا ان نعتز بهذا الانتماء العربي الاصيل ونبارك له...

لقد اصبح (ابو السعود) زعيما سياسيا بين ليلة وضحاها حيث في 20/نيسان/2005 ولد سعد السياسي وبويع من قبل بندر بن عبدالعزيز بناء على توصية الملك فهد ليكون رئيس التيار المقاوم للاحتلال...في لبنان.

لقد وصلت  ياابو السعود الى بغداد بعد ان ذاقت امريكا طعم المذلة والهوان تحت الضربات الموجعة للمقاومة العراقية الباسلة  ،وخيمت شحب اليأس والانكسار على قطعات جيشها العرمرم، وفقدت معظم خياراتها، ولم يبقى امامها الا الهروب لتنجوا بنفسها. وستشاهد بنفسك الهروب الامريكي من العراق كما شاهدنا نحن الهروب المذل والمهين لامريكا من فيتنام .

ولا ندري ان كانت  زيارتك هذه تعد .زيارة ام هروب  حيث انها كانت حجة لعدم حضور مسرحية ((الاسرى)) التي شهدتها بيروت يوم الاربعاء الماضي ليلة زيارتك ، وكانت مليشيات حزب الله   تقصف مقر اقامتك  في حادثة ذات مغزى...ففررت ايها السيد المبجل قاصدا حكومة ابو المحاسن (فالمستجير بها كالمستجير من الرمضاء بالنار) ،حيث ان حكومة ابو المحاسن وكما وصفها مبتهجا في 26/تموز/2008 الفارسي(محمد علي جعفري) القائد لقوات الحرس الثوري  ((المعجزة التي لاسابق لها في التاريخ)) ... ياللمهزلة.

وربما كانت زيارتك ياابو السعود توافقا مع الرغبة الامريكية في تطوير العلاقات العربية العراقية لتضع وهي كاذبة حدا للنفوذ الفارسي المهيمن على العراق.

ان رايس السوداء ، سواد وجوه الزعامات العربية الكالحة  ، كانت قد امرت عملاؤها وحلفاؤها في المنطقة ،في البحرين و الكويت والامارات العربية المتحدة وغيرها بزيارة بغداد وفتح صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة العميلة لاعتقاد الادارة الامريكية الفاشلة انها تستطيع  ان توهم شعبها المضطهد وتوهم العالم بان الوضع الامني قد تحسن في العراق عسى ان يخدم حزبها الجمهوري في الانتخابات القادمة التي اصبحت على الابواب .

فامريكا تريدها مواجهة بالوكالة ،حيث لم يعد لديها قوة تكفي لفتح جبهة ثالثة مع حلفاء الامس الفرس الصفويين بعد ان عملت هي والكيان الصهيوني على تقوية الفرس ومدهم باسباب القوة و استعانت بهم لاسقاط حكومة طالبان في افغانستان وكذلك لاحتلال العراق ، واليوم بدأت تلوح كاذبة بان ساعة تصفية الحسابات قد حانت بعد انتهاء المصالح المشتركة بينهما... والله اعلى واعلم...وان التاريخ سيدون بان الرئيس بوش كان رئيسا فاشلا وتاكيدا لهذه الصفة، منحه بريجينسكي مستشار الامن القومي الامريكي في زمن كارتر درجة(    F   ) في الحكم... يعني راسب في الامتحان ، اي فاشل ،وكلمة الفاشل  من اكثر الكلمات قسوة وكراهية في القاموس الامريكي ...

لقد كانت زيارتك لبغداد مفاجئة للكثيرين ، وكانت زيارة غامضة الاهداف والنوايا       والتوقيت ،وحملت معاني لاتحتملها ، فقد رأى البعض بان الحريري يلعب دور الوساطة، فيما رأى البعض الاخر ان لها جانبا استثماريا يتعلق بما يسمى مشاريع اعادة الاعمار ،لكننا نحن نعلم اسبابها الحقيقية ، وهنا  أتساءل ،هل ان المقصود بما يسمى مشاريع اعادة الاعمار ، هو بناء تدمير البنية التحتية والاقتصادية ؟ اهو تهجير ثلث سكان العراق الى خارج اراضيه ؟ اهو استشهاد اكثر من مليون وستمائة  وخمسون الف شهيدا من خيرة ابناء العراق ؟ اهو سرقة ميزانيات السنوات الخمس الماضية من عمر الاحتلال ؟

مابالك ياابو السعود وانت وبمجرد ان تخرجت من جامعة جورج تاون الامريكية ، وبسبب كفاءتك العالية اصبحت مديرا عاما في عام 1996 لشركة(سعودي اوجيه) التي تضم اكثر من 35000 خمس وثلاثون الف موظف وهي مخصصة لمشاريع البناء ولها فروع في السعودية وفي مختلف بلدان الشرق الاوسط وفي اوروبا وامريكا . كذلك فانت تدير اسطول الطائرات العائد لعائلة الحريري وانت تتابع اعمال عشرات الشركات وتتابع ايضا اعمال جميع الاستثمارات العائدة للامبراطورية الحريرية والتي بلغت رؤوس اموالها عشرات المليارات من الدولارات ،والان فاني اتساءل ياحريري هل انت بحاجة الى المال الحرام؟؟

ان العقود التي يبرمها اللصوص في حكومة الاحتلال العميلة هي بمجملها عقود وهمية و بنسبة كبيرة وان اللصوص الحاكمين واسيادهم الامريكان ابتداء من اللص بريمر وانتهاء بجنرالاتهم من اللصوص يتقاضون مبالغها التي اصبحت مقاديرها مليارات الدولارات ولا يتم تنفيذ اي شي من هذه العقود الوهمية، بل ان المليارات تسرق بكاملها . والادارة الامريكية تعلم ذلك واصبحت تعلنها كل يوم وبدأت لاتخشى شيئا فالكل حرامية ، ومن يحاسب من ؟ وان صحف الاحتلال في  لندن وواشنطن تفضح ذلك صباح كل يوم ، ويكفي ان تسأل حكومة الاحتلال القابعة في الزريبة الخضراء ، هل تم تنفيذ مشروع زراعي ؟ او صناعي ؟ مدرسة او جامعة؟ مسجد او حسينية؟ والجواب واضح وهو كلا والف كلا .علما ان  ماتزامن مع زيارتك حول افتتاح مطار النجف كان كاذبا تماما ، فان مطار النجف قد تم بناؤه في زمن الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله واستخدم   مطارا عسكريا لطائرات( الميغ 23 )والعراقيين يعلمون ذلك وكل ماجرى هو تحسين الارصفة بعد ان عبثت بها الدبابات الامريكية.

منذ احتلال العراق ، والعراق يشهد يوميا نهبا لامواله بشكل علني ولثرواته المختلفة بشهادة الامريكان انفسهم، فانهم واعوانهم الخونة الذين سلموهم زمام الامر في العراق وهم ايضا  سراق لكي يسهلوا  لهم سرقة خيرات البلد بل وبيعه لهم. لقد بلغت ميزانية العراق لعام 2008 اكثر من 53 ثلاثة وخمسون مليار دولار والشعب يعاني من الحرمان ومن الفقر المدقع لان السرقة مستمرة حيث تجاوزت 250 مليار دولار في  هذه السنوات الخمس العجاف..حيث يفتقر الوطن الى ابسط وسائل العيش فلا وجود للماء الصالح للشرب ولا وجود للكهرباء ولا لكل ماهو ضروري لادامة الحياة. وبالنتيجة سيدفع الوطن والشعب العراقي الثمن بالنهاية وليس هؤلاء حثالة السراق الباحثون عن القصور في بلاد الغرب... فقد نشرت الصحف البريطانية  ان اكبر سبعة قصور في لندن يمتلكها سراق عراقيون اشتروها بعد احتلال العراق اي بعد عام 2003م . فالمال مهدور وزادت الاختلاسات وتضخمت احجام السرقات، والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي لان هؤلاء اللصوص سوف يهربون قبل هروب المحتل الامريكي.

وهنا عليك ان تتاكد ياابو السعود فانك سوف لن تحصل على اي عقد ذو معنى...  ولكي لااطيل على الجميع اود ان اذكر البعض مما جاء في دراسة عراقية اصدرها ( مركز دار بابل العراقي للابحاث ) نشرت في 22/تموز/2008 وكشفت بالاسماء والارقام والعناوين معلومات خطيرة ومذهلة عن تغلغل الاخطبوط الصهيوني في العراق طال الجوانب  السياسية والتجارية والامنية وهو مدعوم مباشرة من ازلام حكومة الاحتلال العميلة في الزريبة الخضراء من امثال الطالباني، البرزاني، كوسرت رسول-مدير مخابرات السليمانية، مثال الالوسي، احمد الجلبي، كنعان مكية-وغيرهم من ازلام سلطة الاحتلال العميلة واوضح ان رئيس حزب العمل الصهيوني المدعو (فؤاد بنيامين بن اليعازر) اليهودي من اصل عراقي من مواليد محافظة البصرة ، يشرف على ادارة مجموعة  شركات نقل الوفود الدينية اليهودية _الاسرائيلية ( ان احمد الجلبي يدير احدى هذه الشركات في بغداد ) بعد جمعهم من الكيان الصهيوني وافريقيا واوروبا والسفر بهم على متن خطوط جوية عربية الى مطار النجف ومن ثم الى المواقع الدينية اليهودية وخاصة ( المعبد اليهودي في منطقة الكفل القريبة من النجف) وان السيد احمد الجلبي هو المشرف على هذه الشركة بالتنسيق مع الصهيوني المذكور.

وبالنسبة للنفط  فتقول الدراسة ا ن عملية تشغيل المصافي تشرف عليها شركة ( بزان) التي يترأسها الصهيوني ( يشار بن مردخاي) وتم التوقيع على عقد تشتري بمقتضاه نفطا من حقول كركوك ومن شمال العراق وتصدره الى  الكيان الصهيوني عبر تركيا والاردن.

وبالنسبة للانفصاليين الاكراد فتقول الدراسة ان الكيان الصهيوني نشط منذ بداية الاحتلال عام 2003 بنشر ضباط الموساد لاعداد الكوادر الكردية العسكرية والحزبية الخاصة بتفتيت العراق... (وهو ما يحصل اليوم) ،كما يقوم الموساد داخل معسكرات قوات البيشمركة الكردية العراقية بمهام تدريب وتاهيل متمردين اكراد من سوريا ومن ايران  ومن تركيا.

ويقوم الموساد بمساعدة البيشمركة وعصابات الفرس بقتل وتصفية واعتقال العلماء والمفكرين والاكاديميين العراقيين من كل الطوائف ومن العرب والتركمان وتهجير الالاف منهم ( وهذا ماحصل فعلا)...بغية جلب الخبرات الصهيونية وتعيينها بدلا عنهم في الجامعات العراقية في شمال العراق.

فهل فهمت ياسيد سعد الحريري ؟ فلقد ارتكبت خطأ كبيرا... وسوف لن نغفره لك ... وسوف لن تقدر على اصلاحه اطلاقا ، لقد ورطوك ، ولا  ينفعك قولك السخيف ( زيارتي للعراق لاؤوكد انه دولة صديقة ) ، ماهذا الهراء  وما هذه السخافة؟  الم تعلم ان  العراق عربيا و كان وما زال رقما صعبا ... وان رجال العراق قد ولدوا من رحم البطولة المجاهدة ... وانهم هم الذين سيعيدون للامة عزتها وكرامتها ... والان اود ان اتساءل ، اين قضيت ليلتك؟ هل في فندق الرشيد المجاور للزريبة الخضراء؟ فالمعلومات تقول ان الموساد استاجر الطابق السابع منه وتم تحويله الى شبه مستوطنة للتجسس على الاتصالات  الهاتفية والمحادثات الخاصة باعضاء البرلمان العار، والمسؤولين في حكومة الاحتلال ، بل وعلى موظفي السفارة الامريكية ...

ولي لك نصيحة ياابو السعود، عليك ان تعلم ان (حسن عبدالكريم نصر الله) كان قد التحق بحركة امل ، وبعد انشقاق  الحركة  في اعقاب الغزو الصهيوني للبنان عام 1982م برز( حزب الله) كقوة بديلة تراهن على المقاومة المسلحة ...! لكنه وللاسف ظل  يمثل الوجه الاكثر فارسية  في حزب تتحول ارتباطاته بالحرس الثوري الفارسي الى عقيدة امنية سياسية لاتشكل فيها ( ولاية الفقيه) الا الجزء الظاهر من جبل الجليد. فالولاء للفرس ولاعداء الامة ،  و ليس للبنان ولا للعرب ،والدعم المادي والعسكري يصله من الحكومة الفارسية في طهران،  ومن حكومة الاحتلال في الزريبة الخضراء والتي نصبها الفرس ايضا .

ان قضية العراق كبيرة  كبر الارض كلها، لكن المجاهدين العراقيين يدركون ان المحتل اوشك على الهروب ، وسيهرب حتما ومعه جميع اذنابه ، بفضل الضربات الماحقة للمقاومة العراقية الباسلة والعملاقة ،وان العراق  وهو عظيم امته وكبيرها وسيفها وهو الداعم لامته العربية والمحارب من اجلها ، سيبقى بعون الله شامخا برجاله الابطال وبمقاومته العراقية الباسلة.

ان العراق سينهض حتما ، كما نهض معافى واصبح رقما صعبا في زمن الشهيد الحي المجاهد صدام حسين رحمه الله ، وان الروحية التي كان الشهيد يتمتع بها هي التي اكسبته كل امجاد التقديس في عيون امة عربية بلغ فيها العطش للموقف العربي الصلب والشجاع حدا  جفت فيه الماقي والعروق، وتفطرت الشفاه .

عاشت المقاومة العراقية الباسلة حتى النصر بقيادة المجاهد عزت ابراهيم رعاه الله.

عاش البعث ورفاق دربه رجال العراق الابطال .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  02  شعبان  1429 هـ

***

 الموافق   04  /  أب / 2008 م