الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

في ذكرى ثورة السابع عشر من تموز العظيمه

 

 

شبكة المنصور

د فيصل الفهد

 

لايزال المسئولين الأمريكيين يتشدقون  ومن بعدهم عملاتهم في الحكومة الكارتونية بالمصطلحات الرنانة عن الديمقراطية والحرية وتوفر الأمن والاستقرار في كل محافظات العراق ويدعون أنهم خلال رمشه عين سيلحقون المحافظات بالمتمردة الأخرى بالخارجة عن القانون والشرعية الأمريكية بعمليات تأديبية (إبادة تامة) لسكان هذه المحافظات وأنهم سيقرضون الديمقراطية بقوة( البسطال)  ويا ويل من يعرقل هذه الممارسة الإنسانية . وهنا وددت لو يتعرف قراء هذا المقال ( في حالة أنهم لم يعرفوا ذلك قبلي) على إجابات هذه الأسئلة من المسئولين الأمريكيين ومن ذيولهم ؟

أين جميع عوائل هؤلاء الخونة .؟ وفي أي دول يسكنون؟
أين يقضون كل هؤلاء ليلهم أن تواجدوا حقاً في العراق؟
أين يقضون أغلب أيام الشهر؟
هل يستطيع أحدهم أن يغادر أنفاق المنطقة الخضراء ومتى؟

ولا أريد أن أجيب على هذه الأسئلة لأن كل العراقيين يعرفون الإجابة عليها بالتفصيل الممل!!.

وبمناسبة الحديث عن الديمقراطية وشعبية بطانتهم من الحكومة والعملاء والجواسيس الذين لا ينتمون لا من قريب ولا من بعيد لشعب العراق الشريف. أريد أن أذكر هنا ببعض التفاصيل القليلة والبسيطة عن طبيعة النظام الذي يحاولون بائسين تشويهه والإساءة إلى رموزه وأقول لهم هل يستطيع أحدكم أن يخرج بين الناس ويزور جميع العوائل من أعلى قمم جبال شمال العراق إلى أقصى نقطة في أهواره من شرقه إلى غربه كما كان يفعل قادة العراق قبل الاحتلال حيث كانوا يأكلون مع أفراد الشعب ويسامروهم في بيوتهم وكان الغفور له الرئيس صدام حسين يستقبل يومياً العشرات بل والمئات ويساعدهم في حل مشاكلهم المستعصية في إطار لا يتخطى القوانين النافذة في الدولة العراقية المعاصرة........ كان مع جيشه وقوى أمنه الداخلي مع كل مؤسساته داخل الدولة وفي القطاع الخاص والمشترك فالكل شركاء بالعراق والدولة كانت تصونه ويصونوها. .

لم تفرق ألدوله بين هذا المواطن وذلك على أساس عرقي أو طائفي ففي دولة العراق فرص واسعة لكل عراقي مخلص كفيء.

لقد كان أحد أهم مترجمي الرئيس الراحل كردي وكان مستشاره للشؤون العلمية الفريق د. عامر السعدي من الطائفة الشيعية وكل مؤسسات الدولة والحزب في العراق نسيج من كل ألوان الطيف العراقي عرب وأكراد وتركمان والأقليات الأخرى مسلمين ومسيحيين صابئة سنة وشيعة ولم يلتفت أحد إلى الانتماء القومي أو الديني لأن يكون سبباً للتقرب أو الابتعاد..... أن الشيء الأساسي لأن يكون العراقي في هذا الموقع أو ذلك هو كفائتة وإخلاصه وحبه للعراق و لخطه الوطني القومي الإنساني.

ولذلك فالعراقيين يسخرون من خونة العراق وعملاء أمريكا وإسرائيل عندما يدعون كذباً أن هناك فئة استأثرت بالسلطة على حساب أخرى بسبب طائفي أو عرقي وليأتوا ببرهان واحد ونأتي لهم بآلاف البراهين......... وإن كانت ذاكرتهم ممسوحة أو ضعيفة بسبب حشوها بالهوس والخيانة للوطن نقول لهؤلاء وغيرهم من فاقدي الغيرة والشرف اجروا إحصائيات بالأسماء لمن كانوا يشعلون أعلى المناصب ابتداء من قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي ثم بالحكومة العراقية من وزراء ووكلاتهم وقيادات القوات المسلحة بكل صنوفها وأجهزة الأمن الداخلي والأمن العام والمخابرات.....الخ........سيفجعون حتماً !!

نعم سيفجعون بالنتيجة فدولة العراق وحزبها القائد كانا وسيبقيان يزهوان بتشكيلاتهما الجميلة من كل ألوان الطيف العراقي الذي يجسد الوحدة الوطنية العراقية وكان ينقصها شيء واحد عملت قيادة العراق على معالجته وهو مد الجسور المتينة مع كل العناصر الوطنية والقومية العراقية من الذين تواجدوا خارج العراق لأسباب وظروف فرضتها بعض التحولات إضافة إلى أوضاع معينة بحينها ...........وكاد العراق أن يشهد إقامة جبهة وطنية واسعة تضم كل القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية والقومية العراقية ولم تشأ قوى العدوان انطلاق هذا المشروع الوطني القومي العراقي فكان العدوان الإمبريالي الصهيوني على العراق واحتلاله في 9/4/2003.

إلا أن هذه الجبهة وكل ما زرعه الحزب ودولته في أرض العراق وشعبه البار من بذور الخير قد أثمر عن قيام أشرف وأنبل مقاومة وطنية عرفها التاريخ الإنساني بوقت ونتائج فاقت كل التصورات وفاجأت الصديق والحليف قبل العدو وأجمل ما في لوحة العراق المقاوم اليوم هو تراص كل جهود القوى والأحزاب والتيارات الوطنية الشريفة خلف مقاومتهم المسلحة التي استطاعت أن تنجز أهم حلقات التحرير ولم يبقى إلا تتويجها بالنصر المؤزر قريباً إنشاء الله ..

إن محاولات الاحتلال وعملائه رغم أنها لم تتوقف مع إتباع سياسة الترقيع  ورغم وفرة الحديث عنها وما حاولت الدوائر التي وقفت خلفه من لتزويقها وتضخيم أهدافها وما يمكن أن يترتب عليها من نتائج إلا أن الحقيقة الوحيدة التي يمكن وصف هذا السياسة بها هو أنها ولدت ميتة .

وهذه المحاولات لم ولن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة في مسلسل المحاولات الأمريكية البائسة لمعالجة مأزقها القاتل الذي رمت نفسها به في العراق بكل غباء وعجرفة دون أن تملك رؤية في كيفية خروجها منه لاسيما إذا استمرت الإدارة الأمريكية تنظر إلى المشكلة من زاوية العقيدة التي تحكمها وهي عقيدة بعيدة كل البعد عن العقل و التعقل .

صحيح إن الإدارة خططت للعد وان على العراق واحتلاله منذ أمد طويل بحكم حسابات المخطط الكوني للهيمنة على العالم وأهدافه في هذه المنطقة من العالم التي ألهبتها السياسة الهوجاء لبوش الابن بنيرانها المستعرة  التي لن تطفأ جدواها ما دام هذا الرئيس غير السوي يهيمن على مقدرات  أكبر قوة في العالم ويحيط به مجموعة من تجار الحروب و مبتكريها نقول رغم تلك الخطط وما هيأ لها لأغراض التطبيق الفعلي فإن هذه الإدارة المارقة وكل ما توفر لها من وسائل التدمير و القتل و الهيمنة فإنها  لم تعطي مرحلة ما بعد الاحتلال مساحة واسعة من الاهتمام بناء على تلك المعلومات المحرفة و المخادعة التي اعتمدتها مؤسسات العدوان في الإدارة الأمريكية و التي استمدتها من مصادر أثبتت الأيام و الوقائع أنها لم تكن دقيقة بل ومضللة أوقعت  إدارة يوش في أكبر إشكالية في تاريخها ولن تخرج منها إلا وهي مثخنة جراح وخسائر لن تبارح المخيلة الأمريكية لعقود طويلة إن لم نقل أنها  ستكون بداية الانهيار الكامل  للإمبراطورية الأمريكية التي يحكمها أكبر محطم للحضارة و المدنية بوش الذي فاق التتار و المغول في عقدهم وفي رغبتهم القضاء على  الحضارة الإنسانية ونورها الوهاج العراق العظيم .

إن هذه المحاولات لن تكون أكثر من حبة أسبرين قد تسكن الأم الإدارة الأمريكية بعض الوقت !!

إلا أنها لن تكون أفضل من سابقاتها التي يعلن عن بعضها ويبقى بعضها الآخر طي الكتمان فجميعها استهلاك سلبي للوقت و الجهد فالمشاكل المتزايدة بالتفاقم في العراق بسبب الاحتلال لا يمكن أن تحل من قبل أي قوة أو أطراف مهما كانت مسمياتها أو حدود صلاحياتها وهذه الحقيقة تترسخ أكثر في كل يوم يمضي بحكم إن خيوط حل القضية لم يعد بيد هذا الطرف أو ذاك بما فيهم الإدارة الأمريكية باعتبارها الطرف الثاني في المعادلة وأصبحت كل الخيوط الآن بيد الطرف الأول وهو الشعب العراقي وطليعته المقاومة العراقية الباسلة .
لقد أصبح واضحاً للقاصي و الداني رغم كل محاولات وسائل الدعاية المساندة للاحتلال بما فيها القنوات العربية التي تعمل على تزوير الحقائق وخلط الأوراق إن الذي يسيطر على العراق من شماله إلى جنوبه هم أبطال المقاومة العراقية وهم وحدهم من سيحدد شكل أو أسلوب الحل الذي سيفرض على الإدارة الأمريكية شاءت أم أبت ولن ينقذها كل محاولاتها لإقحام عملائها من المأجورين في لعبتها وضغوطها  على تركيا وإيران فهذه الدول وإن سعت ظاهراً إلى دعم الإدارة الأمريكية وتقديم كل أشكال العون و الإسناد  لها إلا أن حكام هذه الأنظمة سيكونوا في أفعالهم الخيانية كمن يحرق أوراقه في هشيم النار وآتونها وسرعان ما سينقلب  السحر على الساحر فهؤلاء الحكام الغارقين في مزبلة الخيانة و الذي تفوح منهم الروائح العفنة للعهر السياسي يعتقدون خطأ أن شعوبهم التي نكبت بهم قد جيرت كل رصيدها الوطني لصالح سياستهم الخيانية وأنها أصبحت بلا إحساس  أو مشاعر يمكن أن تتحرك في يوم ما للعصف برموز هذه الأنظمة التي ابتلت بهم الأمة و كبتت أنفاسها وقيدت حرياتها وكممت أفواهها حتى اعتقد هؤلاء الحكام أن ليس في الشعب العربي عرق حي ينبض .

إن الذي يطمح من الحكام لأن يقدم خدماته الخسيسة مثله إلى أسياده في الإدارة الأمريكية سيواجه  إن قدر الله لهو الحياة مصيراً أسوداً ولعنه من الشعب العراقي الذي كان في الماضي يغرق بكرمه وفضائله وتضحياته لأبناء جلدته حتى وإن أساء بعضهم إليه كثيراً إلا أنه سيغرق هذه المرة كل من تآمر عليه من الأنظمة العربية ومن والى المحتلين بما لم يتخيلوه من حساب عسير وسيتمنوا لحظتها لو أنهم لم يجرؤا ويكفروا بالعراق و شعبه لأن العراقيين سيصبو عليهم كل نيران جهنم التي اعتقد هؤلاء المجرمين  أنهم أوقدوها في العراق ولن تنفعهم حينها صحوة ضمير بقى نائماً أو لومه لائم ولن تنقذهم من شعب العراق ومحرقته سوى رحمة الله وهي أقرب الآجلين إنشاء الله .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  16  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   19  /  تمــوز / 2008 م