الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

نحن والانتخابات الأمريكية وعود نتمنى تحقيقها !

 

 

شبكة المنصور

د . فيصل الفهد

 

كما توقع كل الشرفاء العرب وفي مقدمتهم قادة العراق قبل الاحتلال إن المشروع الأمريكي في المنطقة وان كان ابتدأ بالعراق فانه لن يتوقف عند حدود اغتيال قيادته وتدمير العراق أرضا وشعبا وما الزوبعة التي تستهدف الرئيس السوداني إلا خطوه على طريق استهداف المسؤلين العرب حتى وان كان بعضهم لايزال متوهما لحد الآن بشكل خاطئ ان مجرد علاقاته وقبوله بالاملاءت  والضغوط الامريكيه فالحكومة السودانية لم تألوا جهدا في محاولات تهدأة خواطر الثور الامريكي الهائج ومع ذلك حصل الذي حصل وايا كان رأي البعض بالقياده السودانيه فاننا نلفت الانتباه الى قضيه واحده اساسيه وربما لايعد الحديث عن غيرها امرا ذو قيمه وتتلخص بسؤال بسيط وواضح وهو (من هو اكثر ارتكابا للجرائم الرئيس بوش ام الرئيس البشير) ولا نريد ان نجيب بل نشير الى ما اقره مجلس النواب الامريكي الذي طالب بعزل الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش من السلطة بسبب حرب العراق . وقالت وكالة اسوشيتدبرس للانباء ان مجلس النواب صوت   بأغلبية 238 صوتا مقابل 180 صوتا على أن يرسل إلى اللجنة القضائية التابعة له طلب العزل الذي يطعن في الأسباب التي ساقها الرئيس بوش لدفع البلاد إلى الحرب. .... وكانت اللجنة ذاتها قد رفضت طلبا سابقا قدمه النائب الديمقراطي دينيس كونتشي الذي قدم الطلب الجديد أيضا.

وستبدأ اللجنة هذه المرة في عقد جلسات استماع يقول الأعضاء الديمقراطيون إنها لن تكون بشأن عزل الرئيس ولكن بدلا من ذلك ستجري اللجنة مراجعة لكل شيء يعتقد الديمقراطيون أنه إساءة لاستعمال السلطة من جانب الرئيس بوش.

في هذه الأجواء التي شابها خلط الألوان تأتي هذه ألخطوه المتأخرة كثيرا وبوش في أيامه الاخيره في البيت الأسود وكنا نتمنى أن مثل صحوة الضمير هذه كانت قبل سنوات مضت رغم أننا لانتوقع أن ثمة شئ يمكن أن يحدث وإنما هي جزء من عمليات شد الحبل بين المتنافسين للوصول إلى البيت الأسود نهاية العام الحالي.

 في جانب آخر من ألصوره الامريكيه يستمر المرشح الديمقراطي للرئاسة باراك اوباما بطرح آرائه الداعية لانسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق معللا ذلك بأنه لا يعني "استسلام"، بل تسليم العراق إلى حكومته، مشددا على انه لن يضع موارد بلاده ولا جيشها رهناً لرغبة طائشة في الإبقاء على قواعد عسكرية في بلاد الرافدين.

,قال باراك أوباما  نهاية الاسبوع الماضي  وفي اطار الحملة الانتخابية: إن الحرب في العراق تُضعف أمن الولايات المتحدة وحضورها في العالم ورأى كذلك في خطاب أمام أنصاره قبيل زيارة ينوي القيام بها إلى العراق وأفغانستان، أن حرب العراق تُنهك جيش الولايات المتحدة ومواردها الاقتصادية.

واكد أوباما: إن الحرب في العراق تشغل الولايات المتحدة عن الانتباه إلى سائر المخاطر التي تحيط بها، مضيفًا أن العراق لم يكن في يوم ما الجبهة المركزية في الحرب ضد "الإرهاب".

واعتبر المرشح الديمقراطي أنه على واشنطن أن تكون متأنية في خروجها من العراق بقدر ما كانت متسرعة في دخولها إليه.

والحقيقة أن الخلافات بشأن العراق في الحملة الانتخابية الجارية الآن كبيرة وعميقة جداً. فخلافاً للسيناتور جون ماكين، كان اوباما قد أعلن معارضته لهذه الحرب قبل أن تدوي مدافعها، وقطع على نفسه عهداً بوضع حد لها فيما لو فاز بالمنصب الرئاسي. ويعتقد اوباما أن الولايات المتحده الامريكيه ارتكبت خطأً فادحاً بالانصراف عن قتال تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" بغزوها لدولة لم تكن تشكل خطراً لى امريكا، ولا صلة لها بهجمات 11 ايلول. ومنذ احتلال العراق، لقي آلالاف من الجنود الامريكان حتفهم، وأنفقت الخزانه العامة على الغزو ثلاثة تريليونات من الدولارات واستنزفت فيه القدرات العسكريه، وتفاقمت المخاطر الأمنية على امريكا لاسيما من أفغانستان و"القاعدة" والباكستان وصولاً إلى إيران وخلال الثمانية عشر شهراً التي أعقبت إعلان الرئيس بوش عن خطة زيادة عدد القوات، لكن ومع ذلك، تظل الظروف السلبيه كما هي. ذلك لأن الضغط على القوات الامريكيه المنهكه قد اشتد، بينما تردت الأوضاع الأمنية كثيراً داخل أفغانستان، وزاد الإنفاق على الحرب في العراق، يضاف إلى ذلك فشل الحكومه المنصبه امريكيا في إعادة إعمارالعراق، إلى جانب عجزها في تحقيق أي تقدم سياسي الذي برر بموجبه خطة زيادة عدد القوات أصلاً.
أن سحب القوات ألغازيه  من العراق،  سيجبر العراقيين على توحيد جهودهم لبناء بلدهم، واتخاذ خطوة نحو والدفع ببلادهم نحو الاستقرار. وبدلاً من هذه ألخطوه والإمساك بهذه الفرصة الثمينة لايزال الرئيس بوش وجون ماكين يرفضون ذلك وبسبب هذا الرفض فهما يفسران أي دعوة لتحديد جدول زمني لانسحاب القوات، على أنه "استسلام"، رغم أن الانسحاب في الأساس، هو تسليم العراق كاملاً إلى حكومته الوطنية ذات السيادة! كما يؤكد اوباما ذلك إن إستراتيجية بوش وماكين ليست استراتيجيه للنصر او للنجاح، وإنما إستراتيجية للبقاء في العراق، وهي تتناقض تناقضاً صارخاً مع إرادة العراقيين، ورغبة الأميركيين، إضافة إلى تهديدها للمصالح الأمنية الأميركية. وهذا ما دفع اوباما ومن باب استغلال اخطاء خصومه الى التركيز على جعل أولوياته عند وصوله إلى البيت الأبيض، أن يصدر الامر الاول للجيش الامريكي ليضع حداً للحرب على العراق.

ان اوباما (يعتقد بضرورة توخي الحذر في تنفيذ الانسحاب من العراق، على نقيض الطيش الذي صاحب الغزو له. بسحب القوات منه بشكل آمن خلال ستة عشر شهراً حتى صيف عام 2010، أي بعد عامين من الآن، مع ابقاء قوة صغيرة تكلف بمهام محددة، مثل ملاحقة أي فلول متبقية من عناصر تنظيم "القاعدة"، وتوفير الحماية اللازمة للعاملين الأميركيين، إلى جانب مواصلة تدريب قوات الأمن العراقية، بالتزامن مع نجاح القادة العراقيين في إحراز النجاح السياسي الذي ينشدونه. ولن يكون انسحاب كهذا متهوراً ولا خطيراً ) ويضيف المرشح الديمقراطي ( وفي تنفيذنا لهذه الإستراتيجية، لا بد من إجراء بعض التعديلات التكتيكية. وكما قلت مراراً، لن أمضي خطوة واحدة في تطبيق الاستراتيجية هذه، قبل أن أستشير القادة العسكريين الميدانيين، للتأكد من سلامة انسحاب قواتنا واستمرار حماية مصالحنا القومية. وعلينا أن نبدأ بسحب القوات من المناطق الآمنة أولاً، لنشرع في سحبها لاحقاً من المناطق المضطربة. وفي غضون ذلك سنعمل على إطلاق أقوى حملة دبلوماسية مع كافة دول المنطقة، بهدف تأمين استقرار العراق واستتباب أمنه. وإلى ذلك أتعهد بتخصيص ملياري دولار في إطار مسعى دولي جديد لدعم اللاجئين العراقيين.

( ان المهم فيما يطرحه اوباما( رغم انه كلام يقال لاهداف انتخابيه بحته وقد يتنصل عنه اوباما بعد انتخابه كل او جزءا منه ) انه يحدد تصورات محدده لخطه انسحاب قد لاتكون كامله الا انها تمثل انعطافا في رؤية الساسه الامركين او بعض منهم لقضية احتلال العراق لاسيما وان باراك اوباما يعتقد أن وضع حد للحرب يُعد شرطاً أساسياً لتمكن امريكا من تحقيق أهدافها الاستراتيجية الأوسع نطاقاً، بدءاً من أفغانستان وباكستان، حيث ينشط التمرد "الطالباني" مجدداً، وحيث تتوفر ملاذات آمنة لعناصر تنظيم "القاعدة". فالعراق حسب وف اوباما ليس مركز الحرب على الإرهاب اليوم، مثلما لم يكن يوماً بالأمس. وكما قال الجنرال "آدم مولين"، رئيس قيادة الأركان المشتركة مؤخراً:"فإنه لن يكون في مقدورنا إنهاء مهمتنا الجارية في أفغانستان، ما لم نسع لخفض التزاماتنا العسكرية الحالية في العراق".

ويشدد اوباما (إذا ما انتخبت رئيساً لأميركا، فإني أتعهد بإتباع إستراتيجية جديدة مختلفة، تشمل البدء بإرسال لواءين عسكريين إضافيين على أقل تقدير، لدعم المجهود الحربي في أفغانستان. فنحن بحاجة إلى المزيد من الجنود والطائرات العمودية، وإلى جهود استخباراتية أفضل. وفي المقابل لن أضع موارد بلادي ولا جيشها ولا سياستها الخارجية، رهناً لرغبة طائشة في الإبقاء على قواعد عسكرية لها في العراق. وفي الحملة الانتخابية الرئاسية هذه، أقولها صراحة- على نقيض السيناتور جون ماكين- إنه لن تكون لأميركا قواعد عسكرية دائمة في العراق، مثلما هي قواعدها القائمة في كوريا الجنوبية ... ان الذي نتمناه ان يكون اوباما صادقا في تنفيذ وعوده ان سمحوا بانتخابه !!

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  19  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   22  /  تمــوز / 2008 م