الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الإرادة الوطنية العراقية وإيران والمخابرات وكتابات

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

أحد الذين يساهمون بشكل واضح في توضيح كثير من الأبعاد الخطيرة للتدخل الإيراني المحموم في الشأن العراقي وله العديد من الإسهامات في هذا الموضوع الحساس وهو الكاتب د.فواز الفواز كتب مؤخرا يقول بأنه وبعد الاحتلال الأمريكي الغادر للعراق بدأ التغلغل الإيراني للعراق يظهر بشكل مثير للجدل وقال: (هنالك جهتان لهما الفضل في كشف التغلغل الإيراني الخبيث في بلدنا العراق وهاتان الجهتان واحده إعلاميه وأخرى دائرة أمنيه.  

الدائرة الأمنية هي جهاز المخابرات الوطني الذي كشف خبث أعداء هذا البلد وقد قدم هذا الجهاز ضباط شهداء دفاعا عن العراق.

الجهة الثانية التي كشفت هذا التوغل هو موقع ( كتابات ) وهذا الموقع له الفضل الكبير في كشف كل الجرائم  والسرقات والخفايا الخبيثة التي مست هذا البلد وتجاوزت حتى على أطفاله ونساءه وشيوخه).. 

وهنا لابد لنا من تعليق يستند على الثوابت التالية :

-    التغلغل الإيراني في العراق هو ناتج واحد من نتاجات الاحتلال الأمريكي وما كان لإيران أن تحلم يوما بالدخول للأرض العراقية في زمن النظام الوطني الشرعي قبل نيسان 2003..فالذي مهد وساعد ورتب وأزال الصعاب أمام العقل الإيراني لاستثمار الحالة في العراق هو احتلال العراق وسياسة الولايات المتحدة بعد الاحتلال والتي هيأت مناخا خصبا وميسرا للتغلغل الإيراني من كل المنافذ وبكل الصيغ وحدث ذلك بعلم وسكوت وتغاضي القوة الأمريكية العظمى التي اهتمت بأجندتها وترتيب حلفاءها الذين خذلوها في الداخل العراقي..ومعروف ان اولايات المتحدة أصدرت قرارات حاسمة وصارمة استهدفت النيل من أركان النظام الوطني الشرعي الذي قوضته بالقوة الغاشمة وسكوت المتخاذلين وخيانة البعض ممن يدعون المعارضة ..وهذه القرارات قد استهدفت الحزب والجيش والمؤسسات الأمنية ومنها المخابرات العامة والاعلام.

-    نصبت الولايات المتحدة سلطة وبحكومات متعاقبة مسلوبة الإرادة والسيادة وكانت هذه الحكومات أداة مزدوجة الولاء والعمالة لكل من إيران والولايات المتحدة فكان على الحاكم الإيراني أن يجاهر بمعاداة الأمريكان ويدعم من جهة أخرى الحكومة التي نصبها!..وكانت هذه الحكومة كما يعرف القاصي والداني ولازالت هي وسيلة القوة الغاشمة الأمريكية السياسية والعسكرية والاقتصادية والاستخبارية لتنفيذ المشروع الأمريكي والذي يفترض أن يكون هذا المشروع في تفاصيله معادي لإيران ..

-    من بقي من جوانب محددة من المؤسسات التي خلقها الأمريكان بولاء واحد لهم لا يعني الحكم بوطنية هذه المؤسسات..فقط الإرادة الوطنية العراقية الحقيقية والشرعية هي القادرة على خلق المؤسسات الوطنية ..أما المحتل فهو صانع الكيانات التي تخدم مشروعه.

-    قامت إيران بدعم حكومة الاحتلال بشتى الطرق واعتبرتها الوسيلة المضادة للاستخدام في الهجوم المقابل ووصل الأمر بان تصف الإدارة الإيرانية حكومة المالكي بأنها الحكومة المعجزة وقالوا عنها بان هذه الحكومة هي التي أفشلت المخطط الأمريكي باستيعاب كل من إيران والعراق ..فهل يصدق عاقل وسياسي ذلك؟!..

-    لذلك فقد حددت المقاومة الوطنية العراقية موقفها من هذا الموضوع بصراحة ووضوح وقالت : ( إن على إيران أن هي أرادت إفشال المشروع الأمريكي الذي يستهدفها أن توقف دعمها للحكومة المعينة من قبل الاحتلال والتي تقوم بمهمة تنفيذ مشروع المحتل وتدعوها لدعم المقاومة العراقية الوطنية لطرد المحتل الأمريكي من العراق) .. وهذا ما تعارضه إيران !.. وبذلك فان إيران تساهم في دعم المشروع الأمريكي وتقف ضد الإرادة الوطنية العراقية.

-    لقد قام المحتل بغزو العراق بعدوان همجي ظالم تحت ذرائع وحجج وأسباب واهية وملفقة وكاذبة وقام بتدمير المؤسسة الرسمية العراقية العريقة في القدم والتقاليد وأدخل المحاصصة الطائفية والعنصرية وعوامل الخيانة والتآمر لتكون معيارا للمنصب والمسؤولية ..ولان هذا الاحتلال غير شرعي وغير قانوني فكل ما نتج عنه من مؤسسات وقرارات وهيئات هو غير شرعي وغير قانوني وبعيد كل البعد عن مفهوم الوطنية العراقية .

-    ولقد استهدف الاحتلال الأمريكي كما وضحنا في أول هجومه وعبثه بالدولة العراقية كل من حزب البعث العربي الاشتراكي والجيش العراقي البطل بكل تشكيلاته والمؤسسات الأمنية والإعلامية..ولازال يمارس ذلك لحد الآن..وعمد الى تضليل الشعب والعالم بتشكيل جيش ضعيف بلا عقيدة ومؤسسات أمنية بلا أهداف وخلقوا لها من مناضلي العراق ومعارضي الاحتلال أهدافا يتدربون عليها..وخلقوا مؤسسات اعلامية طائفية وحاقدة ومنتقمة علمت الناس الكذب والتزوير .. وقد توجهت فيالق الحزب والجيش البطل والمؤسسات الامنية المضحية والاعلام الشجاع  للوقوف في صف الشعب..حيث انخرط منتسبيها كمقاتلين أشداء في المقاومة الوطنية الشعبية دفاعا عن العراق..

-    وفور تشكيل الحكومة المعينة من قبل المحتل وخاصة بعد وصول الجعفري ولحد الآن انصب هدف الحكومة وأحزابها وهدف إيران على نفس الأهداف الأمريكية..وإذا كان الأمريكان قد استخدموا أساليب الاعتقالات والإقصاء والفصل والإحالة على التقاعد والتسريح والتحقيق فإيران ومن خلال كل مؤسسات الدولة العراقية وميليشياتها قامت بحملة دموية اغتالت مايزيد عن 120000 مائة وعشرين ألف مناضل وضابط ومهندس وطبيب وعالم ومدير عام وشيخ عشيرة من رجال العراق وأعلامه من رجال ونساء البعث إضافة إلى أكثر من مليون ونصف المليون  شهيد من مختلف قطاعات الشعب العراقي وقواه وكفاءاته..

-    وقام المحتل بتشكيل جيش صوري بعيد عن المهنية وغير واضح الرؤية والأهداف الوطنية وبلا عقيدة دفاعية سوى انه سيف على رقاب الشعب واستخدمته كل من حكومة الاحتلال والقوات الأمريكية ليكون ملقط الجمر في حملات غاية في الدموية والتدمير للأزقة والحارات والاقضية والنواحي والمدن والقرى والقصبات ..أداة للقتل والاعتقال والدمار خلافا لعقيدة الجيش العراقي البطل حامي حمى العراق والأمة..

-    وفورا قامت الإدارة الأمريكية بتشكيل أجهزة أمنية بديلة عن تلك الأجهزة ..فكانت هذه الأجهزة ومنها جهاز المخابرات الجديد والأمن الوطني والقومي والاستخبارات نتاج المحتل وإحدى وسائله لتغيير دفة ومحاور الاستهداف الأمني فجعلت من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل دول وأجهزة استخبارات صديقة وصنعت لها أعداء جدد منها المقاومة الوطنية العراقية والبعث وأبقت على إيران عدوا لهذه الأجهزة ليس حبا بالشعب العراقي ولكن لان هذا الاستهداف يخدم مشروعها ( على الرغم من وجود مغازلين لها في داخل هذه الأجهزة!) ولا يمكن لأحد من العراقيين الوطنيين أن يصف هذه الأجهزة بأنها نابعة من الإرادة الوطنية العراقية والتي تعمل من اجل العراق وتحارب إيران..في حين أن كل الحكومة ومجلس النواب والميليشيات تقاتل العراقيين لصالح إيران ومن ضمنها تشكيلات الداخلية والأمن القومي والأمن الوطني والأمن العام !..

-    وإذا كانت المخابرات العراقية الحالية (مخابرات وطنية) فهل هذا يعني أن الإعلام الرسمي العراقي في هذه القنوات الطائفية التي تروج للمشروع الإيراني هي مؤسسات وطنية أيضا وكذلك أجهزة الشرطة والأمن القومي والدفاع !!..وهذا ما لا يقبله المنطق قبل العقل.. 

هذه هي الحقائق وهذه هي طبيعة الميدان .. 

والذي كشف إيران وتدخلها وتغلغلها وخبث مشروعها هو الشعب العراقي وخاصة مناضلي ووطنيي ورجال العراق من مناضلي الحزب في كل العراق وخاصة الجنوب والفرات الأوسط ومن العشائر والحمايل العربية الموغلة جذورها بحب العراق ..هم الذين كشفوا إيران وحذروا من تغلغلها منذ الأيام الأولى وهم لها يتصدون اليوم كما تصدوا لها بالأمس  جنبا إلى جنب مع مقاتلي البعث والمقاومة الوطنية .. 

أما الحديث عن اقتصار كل نضال الشعب وقواه الوطنية والعربية والعشائر والأحزاب والمواقع والمنتديات والشبكات الإخبارية والصحف والإعلام القومي والوطني والإنساني والعالمي وتضحياتنا التي تلقيناها ولا زلنا من فيالق المخابرات الايرانية وميليشياتها بجهة اعلامية واحدة فهذا حجب لنور الشمس الساطعة وملاحظة ما كان لها أن تصدر من شخص له اسهامات في عرض الحقائق .. 

الذي يعرف.. 

نقول من الخطأ وضعف التحليل والنظرة أن نلغي كل هذا الزخم الذي كشف الدور الإيراني وحجم اطماعه في العراق ودور الحكومة في تسهيل تغلغل هذا المد الذي وصل لكل بيت..انما  هو مغالاة ومحاباة ..ان اقتصره الكاتب في موقع واحد يسمح لمن يمجدون فيه بالدور الإيراني والحكومة العميلة وينال من ثوابت العراق الوطنية بحجة " الديمقراطية وحرية الكلمة" بقدر أكثر من أولائك الذين يكشفون مخاطر هذا التدخل  .. 

المجد للشعب الذي لن يقبل بالذل والمهانة وهو يواجه مذابح الانتقام والحقد والكراهية على مسمع ومرأى وسكوت الدبابات الأمريكية ورجال المخابرات!.. 

وإذا كان الحديث قد دار حول دور المخابرات في الميدان.. 

فهل اقتصت المخابرات العراقية الجديدة لقتلة منتسبيها ولجثثهم المفقودة لحد الآن لكي تقتص "لا نقول لشهداء البعث!" وانما لشهداء العراق وحمامات الدم والجثث مجهولة الهوية ؟!..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  30  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   02  /  أب / 2008 م