الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الكتابة من السبات

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

غريب أن يلجأ البعض ممن يصفون أنفسهم ويسوقون لها من إنهم محللون سياسيون إلى أسلوب نبش الماضي بشكل غير علمي وغير منطقي ..ذلك الماضي الذي أصبح واضحا للجميع سواء كان هؤلاء من الأعداء المغالين بالحقد أو الأصدقاء الذين هالهم ما عرض من أكاذيب مرتبة وقد تم إخراجها على أيدي أمهر الفنانين بفن الماكياج وتغيير الصور والحقائق.. 

ومن هؤلاء الكتاب احد الصغار الذين يعيشون على تصديق الأكاذيب والارتزاق من خلالها والذين يرون أنفسهم كبارا وقد هرول مسرعا لنشر خبر قبل أن يلتقطه قفاص آخر !!. وأسمه سعدي يوسف .. ويكتب من لندن ..  

الخبر يقول حسب ما روي" إن عضو في مجلس الشيوخ الايطالي وعضو آخر في البرلمان الأوربي نشرا مقالا في 21 تموز 2008 حول مانشر في إحدى الصحف الاسبانية عام 2007 حول مادار في اجتماع ضم بوش وخوزيه ماريا رئيس الوزراء الاسباني وتناولا فيه خيار آخر غير خيار الحرب على العراق وهو نفي الرئيس صدام حسين وقد وافق الرئيس صدام على ذلك مقابل مبلغ مليار دولار ولكن بوش نقض الاتفاق وشن الحرب!!)  

وأبدى الكاتب "فزعه من الخبر وكيف أن هذا الثمن رخيص لبيع العراق!!"..وختمه بعدد من الجمل "على طريقة جلال الدين الصغير والقبانجي والأديب في استخدام مفردات الإساءة!" 

الظاهر أن هذا الكاتب الذي ذيل مقاله بأنه يسكن في لندن قد نسي إن وقت الخروج من السبات الشتوي في بريطانيا قد بدا منذ زمن طويل منذ أن عرف الشعب الانكليزي الحقيقة وتيقن كيف إن بوش وبلير التابع الذليل قد ورطوه في حرب غير شرعية وغير أخلاقية وغير شريفة الأهداف وتستند إلى أكاذيب مزورة..فأين كان كاتبنا من شمس الربيع وزهور الريف الانكليزي وصفاء هواءه الذي ينعش بعض القلوب العراقية الدخيلة التي لازالت رغم كل انهار الدم التي أراقوها وهي لازالت مليئة بالحقد والكراهية وحب الانتقام والتشهير والإساءة..

وهذا الكاتب لا يعرف بأنه ليس هنالك سبات يطول أكثر من خمس سنوات فما باله اليوم وقد نهض ليشيع كذبة  إن الرئيس صدام كان مستعدا لبيع العراق بمبلغ مليار دولار !!؟؟.. 

كذبة تشبه أن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل..وانه يجب نزع هذه الأسلحة بالقوة..ثم تحولت الكذبة إلى إن النظام العراقي يتعاون مع القاعدة وتبين بطلانها لتتحول كذبتهم إلى تحرير العراق من الديكتاتورية وكان تريليونان الدولارات التي صرفتها الولايات المتحدة وعشرات الألوف من القتلى قد ضحت بهم أمريكا من اجل الديمقراطية في العراق !..ومن اجل أن تبقى عيون مثل هؤلاء الكتاب في سباتها الطويل ولا تؤرقهم وطنية العراق واستقلالية رأيه وإرادة شعبه.. 

لماذا لم يكلف هذا الكاتب نفسه ليسال المخابرات العراقية الحالية التي تنسق بشكل جيد مع المخابرات البريطانية أو المدعي العام في المحكمة الأمريكية التي تحاكم أبطال العراق أو يسال احد أصدقاءه من حزب الدعوة وتنظيمات فيلق بدر والحكيم والجلبي وعلاوي والربيعي ليتعلم منهم وصدام هو ألد أعدائهم  من أن الرئيس الشهيد قد ضحى بحياته وحياة أولاده وأحفاده وعائلته وملكه من اجل العراق ولم يساوم ولم يهادن ولم يقبل بكل العروض التي عرضت عليه ليبقى رمزا شامخا لكل المناضلين .. 

ولو فرضنا إن الشهيد الخالد هو كما تتوهمون من انه كان ( دكتاتورا ومنفردا بالتحكم بثروة العراق!!) فهل يحتاج إلى هذا المبلغ .. 

وما هو تعليق هذا الكاتب لو أن احد الكتاب المؤرخين الانكليز كان قد كتب من إن : " صلاح الدين الأيوبي في حملته لتحرير بيت المقدس كان قد قبل بكيس صغير من الذهب لقاء استسلام جيشه؟!"..هل كان سيصدق الخبر ويبني عليه مقالا يتهجم به على القائد الإسلامي المذكور؟!..أم إن هنالك مباديء وقيم علينا إتباعها في قتالنا حتى مع أعدائنا.. 

ألم تهاجم أقلامكم الشهيد الخالد عندما كنتم تلومونه على عدم قبول كل العروض التي عرضت عليه؟!!.. 

وصدام حسين ارفع وأنقى وأكرم وأشجع من أن يقبل بالمقايضة بأي ثمن ليتخلى عن شعبه ووطنه وتأريخه..وقد عرض عليه من العروض ما فاق ما يقال هنا بمئات المرات ورفض حفاظا على تاريخه وكرامة شعبه .. 

فما الذي جعل هذا الكاتب للنهوض فزعا من نومه طوال هذه السنوات ليغوص في موضوع أكبر من عقله وفهمه وإدراكه ليخرج بهذا الموضوع المشوش المرتبك والمفبرك بالتواريخ الخاطئة ..بدلا عن ان يكتب عن مصيبة العراق التي يعيش فيها .. 

ومتى صدق بوش وتشيني ورايس ورامسفيلد لتسرع مصدقا وناقلا بفرح صدق خوزيه  وماركو برودكا  وماركو كباتو؟!!.. 

وهل إن بوش في عدم إشارته لهذا الموضوع كان قد نسيه أم تناساه عمدا في خضم معركته المعادية لشخص الرئيس الشهيد الراحل ؟!!..أو انه لم يذكره حبا بالرئيس العراقي الشرعي الذي ما انفكت كل مخابراتهم تسعى جاهدة للبحث عن أي موضوع يسيء إليه وخسئت ورجعت خائبة ليتم اغتياله تحت سبب كونه صادق بحكم كونه رئيسا للجمهورية على قرار إعدام جواسيس لدولة معادية كنا في حالة حرب معها وحاولوا اغتياله وباعترافاتهم!.. 

إننا نعيب عليك ما يلي: 

-    نسيانك لآلام شعبك والمليون والنصف من القتلى وملايين المشردين والمهجرين والفقر والعازة والدمار لشعبك وأرضك وأنت تجتر  كذب حاقد أقل ما فيه انه يدغدغ مشاعر الذين اغتصبوا أرضك وقتلوا عائلتك وشردوا اهلك..

-    ترويجك لكذبة يعلم الإنسان البسيط والمتضلع بالفكر والعلم هدفها وهو تشويه سمعة قائد العراق ( وإذا كان لديك موقف ما منه ومن الحزب والنظام فهذا لا يعني أن تروج للأكاذيب لتشفي غليلا ليس من شيم العراقيين!)..

-    كيف لم يجروء قلمك على تحليل مثل هذا الخبر لتتبين صحته من عدمها وهل أن القادمات من الأيام بعد ذلك أثبتت صحة ذلك أم بطلانه ..وإذا كان الزمن قد أثبت بطلانه فلماذا تثير ذلك الآن؟!)..

-    لماذا أقلامكم وضمائركم بعيدة عن جهاد العراقيين ومقاومتهم أليس الأجدر بمداد أقلامنا أن تتوحد لتحرير العراق..أم أنك ترى في مقاومتنا الوطنية البطلة ( إرهابا ) أيضا!!..وان رجالها يمكن أن يبيعوا العراق بالمال؟!..وهل يحق لأحد أن يتهم شهيدا ضحى بنفسه من اجل العراق بأنه سهل للمساومة..أليس ذلك استنتاجا بني على معلومة غير دقيقة ..تماما كاستنتاجاتهم وقراراتهم بغزو وتدمير وتقسيم ونهب العراق وقتل أبناءه ؟.. 

ننصحك بأن تتوخى الدقة والتريث بالأحكام وان تعود لرشدك .. وتصحح ملاحظاتك عن أصل الخبر ..  

أو تبحث عما يعيدك إلى سباتك للخمس سنوات التالية لتستيقظ وتختار خبرا من أي دفتر قديم لتكتب من جديد.. 

وأبقى في سباتك فلن تلقى موتة عز وشرف ورفعة وشموخ خالدة كما نالها صدام .. 

وسوف لن نسكت لا اليوم ولا بعد عشرات السنين لكل إساءة تصدر من أي شخص وفي أي مكان مهما كان تأريخه طويلا وقلمه مؤثرا ومهما كان نوع ولون مداده..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت / ۷ شعبان ١٤٢۹ هـ

***

 الموافق ۹ / أب / ٢٠٠٨ م