الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الإرادة الوطنية وبناء وتسليح الجيش اللاوطني

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفصل الإرادة الوطنية الحقيقية عن القدرة على بناء مؤسسات الدولة وخاصة المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية ..لذلك فإن بناء جهاز المخابرات من جديد وتنظيمه وتجهيزه وإعداد منتسبيه يعتمد بالدرجة الأولى على الغاية من هذا الجهاز ودواعي تشكيله .. ولأي اهداف تم إنشاؤه ..وبضوء ذلك يجري تشكيل الأقسام والدوائر وأختيار الأشخاص والمؤهلات ووضع برامج التدريب والتأهيل والتحويل التي تؤمن خلق كودادر قادرة على تحقيق أهداف وغايات هذا الجهاز ..وينطبق ذلك أيضا على بقية أجهزة الأمن والإستخبارات ..

وفي المؤسسة العسكرية يبنى الجيش وفق عقيدة وتعبئة وتنظيم معين ليتم تجهيزه بالمعدات والأسلحة وبما يتلائم مع هدفه وغاياته ليتم بعد ذلك التعمق في مناهج التدريب والتاهيل والدورات التي تنفذ داخل وخارج البلد لتامين قيادات ومؤهلات قادرة على حمل هذه الرسالة في تحقيق هذه الأهداف ..

وخلال كل سنوات الدولة العراقية وبعد كل الثورات والإنقلابات والتغييرات السياسية لم يتم التطرق أو التعرض الى الثوابت الأساسية التي تستند عليها عملية بناء هذه الأجهزة وبقي شعارا (الجيش سور للوطن ) و(الشرطة في خدمة الشعب) شعاران وطنيان معروفان في العهد الملكي والجمهوري ورفعهما الشيوعيون والقوميون والبعثيون والمستقلون والمهنيون ..

وعلى الرغم من التغييرات الطفيفة التي جرت على القيادات العليا لهذه الأجهزة ووفق أنظمة الحكم المتعاقبة على العراق لتوجيه الخط العام لمسارها إلا ان المؤسسة العسكرية كانت أكثر إحترافية ومهنية من الأجهزة الأمنية والتي بقي فيها (أبو خليل ) ناصرا للشعب وحاميا له بالقياس لأشتطاط البعض من شخوص  ( أبو إسماعيل ) ودوائرهم في ضغطها على المواطن بحكم واجبها وإحتكاكها معه ..حيث بقيت مهمة الجيش واضحة وتاريخه ناصع واهدافه مؤطرة ومحفورة في القلب في الدفاع عن وحدة العراق وترابه وماءه وسماءه ومقاتلة اعداءه.

ومن غريب الأحداث وفي الزمن الرديء الذي شهدته الأجيال اليوم هو ما حدث في العراق ..حيث قامت الولايات المتحدة مخالفة للشرعية الدولية ولكل القوانين والأعراف تحت حجج واهية وكاذبة ومزورة بغزوه وإحتلاله وتدمير الدولة والوطن من مؤسسات وعمران وقيم ومباديء وقتل وتشريد ومطاردة الأحرار وإصدار القوانين التعسفية الظالمة وتنصيب حفنة من المزورين والسراق والخونة لحكم العراق .

ومن ضمن الإجراءات التعسفية التي قام بها الإحتلال هو قرار حل الجيش العراقي تحت ذريعة ان هذا الجيش هو جيش البعث ويجب بناء جيش جديد !..وقد صاحب هذا القرار حملة ظالمة لتشويه سمعة هذا الجيش العظيم وجرى تزوير الكثير من الوقائع والأحداث لإظاهر هذا الجيش وتشكيلاته بصورة المعتدي والقاسي على الشعب حيث تم تأليف الكثير من القصص الملفقة التي أريد بها تشويه صورة هذه المؤسسة الأمينة على الشعب ومكتسباته .

وبغض النظر عن رأينا بذلك وفهمنا لمبررات هذا القرار ودوافعه وزيف هذه الحملة الظالمة والحاقدة والمنتقمة عليه ..فإننا لن نتطرق الى هذا الموضوع الآن..بل نقول انهم اخذوا زمنا مدته لحد الان ما يزيد عن(65)  خمسة وستين شهرا من التخطيط والإعداد والتنظيم والبناء لتأسيس جيش جديد وتحت نفس الشعارات الوطنية الأزلية (ليحمي الوطن ) و ( يكون سورا له) ونرعاه (لأيام المحن) ..ووضعوا له اهدافا وغايات وستراتيجية وعقيدة ( لا مجال لمناقشتها الآن!)..

وجرى كل ذلك تحت إشراف أكبر وأقوى دولة في العالم ..ومن خلال خبرات وإمكانات القادة الأمريكان وبوجود جيش أمريكي معهم مجهز بأحدث المعدات والتجهيزات والأنظمة والسلاح في العالم والأكثرها تطورا وتعقيدا وفتكا..

وعندما وصل المخططون والسياسيون الى مرحلة الحديث عن تسليح هذا الجيش  إعترض على تسليحه الكثيرون !!..بل أقاموا الدنيا هرجا ومرجا وإعتراضا ..

فمن الذي أعترض ولماذا؟..

أول المعترضين والمعارضين هي دولة الكويت! ..

وثاني  المتشددين والرافضين هم قيادات الحزبين الكرديين !..

وثالث المتوجسين والخائفين هي إيران !..

والحكومة كسلطة واحزاب غير متحمسين أساسا لهذا الموضوع !..لولا ( إلحاح البعض منهم !) الذين يرون في هذه الصفقات مصدرا فريدا للإثراء غير المشروع والصفقات الكبيرة التي يشاركهم فيها المحتل !..إضافة الى تهكم البعض الآخر من السياسيين الذين دعموا العملية السياسية عندما يجرون مقارنة مع أسلحة الجيش الجديد والأسلحة الأمريكية التي يحملها جنود الدول المجاورة التي تتمتع بعلاقة جيدة مع الولايات المتحدة في حين ان العراق اليوم هو جزء من امريكا!..فلماذا لا يسلح بأسلحتها ؟!..

كما ان المجلس الحكيمي وقوات بدر والدعوة والبيشمركة وميليشيات الجلبي وإيران لا زالوا ينظرون الى رشاشات ( الكلاشنكوف) نظرة العدو!..لان هذه البنادق هي التي حاربت إيران وحاربتهم وهي سلاح المقاومة..وكذلك الطائرات والدبابات والمدرعات وبقية المعدات التقليدية القديمة ..تماما مثلما حاربهم العلم العراقي ونجماته الثلاث ..ومثلما حاربتهم (البدلة الزيتوني) وبيرية الجندي وحذائه !!..

ومع ذلك فمثل هذه المهمة (الوطنية ) تحتاج لجيش وطني والى إرادة وطنية ..

الكويت ..تخاف من إجتياح جديد للعراقيين بالمعدات والتجهيزات الأمريكية المتطورة وطائرات الأف-16 العراقية ..

والقادة الاكراد ..ينظرون الى السلاح الجديد وكانه تهديد مجاور لدولتهم المنشودة ..وهم يخافون من (ابو خليل ) مهما تغير ملبسه وسلاحه..

وإيران تعرف ان هذا السلاح المتطور سيقع بأيدي الشرفاء في النهاية وسيكون اول من يستهدف تدخلهم وعبثهم في الشان العراق ..

ولكن..

وحدها إسرائيل تعرف جيدا ان هذا التسليح لن يتم ولن يتحقق ولن تسمح به !..

لأنها والولايات المتحدة لا تريدان  بكل الأحتمالات ان يكون للعراق جيش قوي .. 

ولأن بناء الجيش القوي القادر على حماية الوطن لا يمكن الحصول عليه  بدون إرادة وطنية وتشكيل عسكري وطني ..

ولأن الجيش الحالي هو ميليشيات لا وطنية منتظمة بأفواج وألوية وفرق ..هدفها قمع الشعب وتنفيذ اوامر المحتل ..

ولأن الإرادة الوطنية العراقية مفقودة .. 

فلم هذا الضجيج ؟!..

 

 
 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٠ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٠ / أيلول / ٢٠٠٨ م