الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

التي تنتفض للنسمة وتخاف منها العواصف

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

إلى الماجدة العراقية التي رفعت هامات المقاتلين والمقاومين شرفا وعزا ورفعة..

أيها العراقيون الأصلاء .. أيها المقاتلون بالبندقية والقلم والقلب والضمير.. 

أيها النجباء الذين أنجبتهم أمهات ماجدات لم يعرفن طيلة حياتهن غير الدموع واللوعة.. 

ويوم الحبو والمسير كانت تلك أيام أعيادهن.. 

وكانت الفرحة في عيونهن هي البسمة في وجوهكم ..وكان نجاحكم في صفوف الدراسة وأنتم أطفال هو كل الزهو والعز والفخر..ويوم دخلتم الكلية كنتم تسمعون دقات قلب الأم الحنون الطاهر وكانت أعز وأنجب وأحلى الهدايا لها يوم قدمتم لها وثيقة التخرج.. 

وتذكرون كيف مرت الأيام ..يوم اشتعلت الأرض والسماء بحرب القادسية يومها كانت الأمهات يشغلن كل الليل بالدعاء وعيونهن في ضوء الشمس بالنهار يتأبطن بلهفة ووف وحنين بأعلام العراق ونجماته .. 

وكانت الأيام أعراس للشهداء حيث تقبلت الأمهات التهاني بفقدان الأحبة إكراما للعراق..وقد سمعنا الكثيرات منهن ينشدن .. 

لمن نربي ولمن ترمش الأجفان.. إذا لم نقدم فلذات الأكباد للعراق.. 

وأهل المضايف والمشايخ والضباط وضباط الصف والجنود والمقاتلين من مختلف الصنوف يذكرون كيف كانت نساء العراق يهزجن وهن يودعن الأبناء لسوح القتال ..ومن منكم لا يذكر كيف كان موقفهن من المتخاذل والجبان .. 

هل نسينا وأغرتنا خطب الدجالين ومروجي التجارة الفاسدين الذين يقولون إن الدفاع عن العراق وحماية تربته وسماءه وماءه والاستشهاد من اجله " هو عمل إرهابي " وعلينا أن نقول " نعم لكل نزوة وطمع خارجي" لنبدأ بالتعرض لأمهات الشهداء والمعوقين والمفقودين ونصفهم بشكل مطلق "بالشياطين" ونتهم كل المليون امرأة أرملة اليوم بالعراق بأنها " لو خيرت بأن يسجن زوجها أو يعمل بالمنطقة الخضراء مع المالكي لجاء الرد أن يعمل مع المالكي لتزداد سيطرة وتمتلئ جعبتها  بالورق الأخضر والمجوهرات التي يسيل لها لعاب المثقفة قبل الجاهلة." كما يقول البعض.. ليعود ويجزم ويطلب من الناس أن يصدقوه ويؤازروه عندما يقول: " لذا يجب علينا أن لا نصفها بالمجاهدة فهي قدر لها أن تكون هكذا وليس كما هي تريد وشتان بين الاثنان"!.. 

أتستنكر وكنت ضابطا تقاتل أعداء العراق بضراوة يوما ما أن تقاتل الأخت والبنت والأم نيابة عنك وأنت في الجبهة.. هل تتذكر كيف كنا نتفاخر أمام الأم بكثرة الأنواط والأوسمة والسيوف وهي تزغرد فرحا مختزلة كل أعاصير تلك السنين؟.. 

ومن الإجحاف بحق المرأة في كل مكان في العالم ومن كل الأديان والطوائف والقوميات أن نصفها كما يقول البعض بأنها إما أن تكون " خادمه في النهار وجاريه في الليل"أو " شيطان بوجه جميل".. 

وما الذي يخدم قضيتنا مثل هذا التوصيف ونحن أصحاب قضية وثار وقد تركنا بيوتنا وذكرياتنا واستعضنا عنها برفقة القتال والتصدي في كل الليالي والنهارات؟.. 

وماذا سيضيف وقت إثارة هذا الموضوع لقوتنا ويضعف من طغيان عدونا الذي يخطط لأن يبقى جاثما على صدر العراق إلى الأبد ؟.. 

ومن سيستفيد من ذلك في وقت دخلت إيران كل بيت وشارع ومنصب وانتقموا حتى من الآليات والمدافع التي ضربتهم ولقنتهم الدروس في الميدان بعد أن اغتالوا كل الأبطال ؟.. 

وهل لنا وقت لذلك والمحتل ومن جاء معه وأيد مشروعه مشغولين بتقسيم العراق وأثاروا قضية كركوك ليمرروا اتفاقهم مع المحتل للبقاء مدى الحياة في العراق.. 

فإذا كان لدينا هذا الكم الهائل من "الشياطين من النساء" حسب التوصيف فأين هذه الشياطين من إغراق عدونا والقضاء عليه؟!!..  

وجهوا بنادقكم لمن يحتل العراق.. 

واستهدفوا من يصفق لاحتلاله ويركع لمنهجه ..فلا وقت لدينا اليوم للمناظرات التي لا تليق بأقلام الرجال المقاتلين والماجدات المتصديات. 

وأكتبوا للذي يوحدنا ويجمع شملنا وينصرنا في قضيتنا وردوا كيد من يريد أن يفرقنا ويمزق وحدتنا وينهب ثرواتنا..  

ومن يحرف بندقيته وقلمه ليمس مكون من الشعب وهو تحت الاحتلال فهو يقف مع المحتل من حيث لا يشعر وان كان لا يقصد ذلك.. 

لا تجعلوا شواخص التدريب لرمايتكم أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا..في وقت  يتجول الأمريكان في شوارع مدن وقرى العراق ..فاطلاقاتكم غالية ومن دم الشعب وحري بها أن تصيب أعدائنا..لا أن تستهدف بيوتنا وتكسر القوارير بدل الرفق بها.. 

وعلينا أن لا ننسى إن من بين نساء العراق.. أما وزوجة وأخت وبنت..من تنتفض للنسمة وتخاف منها العواصف وتكاد تستحق أن نمجدها بالسجود..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد / ٨ شعبان ١٤٢۹ هـ

***

 الموافق ١٠ أب / ٢٠٠٨ م