الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

مرة أخرى .. الوطنية والرياضة العراقية

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

كأنهم مجموعة من المتسولين الذين يفترشون طريقا عاما بحيث يهبون هبة واحدة عندما يمر شخص يرون فيه صيدا دسما..هكذا أصبح حال الكثير من المتصيدين في أعكر المياه في عصرنا الحاضر وهي المياه العراقية بعد أن كانت مضرب المثل في الصفاء والنقاء..يعمل هؤلاء بجد وبرغبة حقد عارمة بحيث يصنعون من كل مأساة تمر علينا وعاءا كبيرا يحتارون في كيفية جعله مستمر بالغليان بشكل دائم  بما يفرقنا ويقسمنا وبما يجافي الحقيقة والحق والإنصاف  لتحقيق هدف واحد فقط لا علاقة له بمصلحة الشعب ولا بديمقراطية المحتل وأذنابه المزعومة ولا ببناء عراق متطور وشعب مرفه ينعم بالأمن والاستقرار والخيرات والتي كانت كلها مزاعم وأباطيل لخلق أسباب تحطيم الدولة وغزو العراق واحتلاله ..ليس من أجل تحقيق هذه الأهداف الكاذبة ولكن سعيا وراء هدف واحد وهو الإساءة المتعمدة والمغرضة والحاقدة والمنتقمة  للنظام الوطني الشرعي وللوطنية العراقية ومؤسساتها الرصينة كالجيش العراقي البطل بكل تشكيلاته والأجهزة الأمنية المضحية من اجل العراق والإعلام المتصدي واللجنة الاولمبية والرياضة العراقية.

 

مرة يتحججون بالأعلام ..ومرة من خلال مؤتمرات انتخابات مجالس النقابات ..ومرة عن الاقتصاد والتعليم وغيرها ..وكانت الرياضة واحدة من هذه المجالات  التي دخل من أوسع أبوابها متسولي الكلمة الرخيصة والمعتاشين على إكراميات سلطة الاحتلال فجعلوا استخدام وتر الرياضة العراقية للعزف الطائفي وتزوير الحقائق سبيلا للكسب الرخيص ومنه توظيفهم لموضوع حل اللجنة الاولمبية واتحاد كرة القدم والترويج لاعتباره قرارا (وطنيا يعبر عن الإرادة العراقية المنتخبة !)..والقرار الدولي بتمديد ولاية اتحاد الكرة قرارا(يمس بالسيادة العراقية!) .. وبدلا من قيام هؤلاء ومن ضمنهم مسئولين سابقين في الشؤون الرياضية ووزراء في حكومات الاحتلال السابقة وحاليا بالدفاع عن هذا الرأي بشكل علمي ومنطقي وقانوني وتوضيح وجهة نظرهم بالصيغ والأساليب القانونية دوليا للتعامل مع هذا الموضوع ليتمكنوا على الأقل من طرح وجهة نظرهم ( لإقناع المعارضين !) فقد قاموا في كل تعقيباتهم وكتاباتهم وردودهم وتوضيحاتهم بالحديث عن (رياضة النظام السابق ورجاله!!) ..وكيف أن نجاح اتحاد الكرة الحالي هو نجاح لرجال النظام ( السابق!) وفشلهم ناجم عن طائفيتهم وتعلقهم بمنهج البعث!!..إلى أن وصل الأمر لحرمان الشباب العراقي من تمثيل العراق في بكين!..

 

وهكذا تحولت منتديات الفكر والإعلام والفضائيات والإذاعات إلى خطب العثة التي انتشرت في الواقع العراقي التي تطرب لأي أغنية تندد بالوطنية العراقية وتجعل من انتصاراتنا التاريخية مع أعدائنا ما هي إلا ( رغبة النظام السابق في معاداة الجيران!) وتعيب علينا مقاومة الاحتلال بل حتى قول كلا لأي طامع بتربة وخيرات العراق.. كما تحاسبنا اليوم على تصدينا للعدوان الإيراني!..خطاب يوصف الحق بالباطل ويروج للباطل والكفر والخيانة ..

 

ويستغرب المرء من المستوى الذي وصلناه بالسكوت على تعابير كالتي يستخدمها كاتب بائس أو مسئول كبير سابق في حكومة الاحتلال واصفا اعتراض قطاعات واسعة من الشعب العراقي واعتراض المجتمع الدولي على قرار الحكومة سيء الصيت والخاص بحل اللجنة الاولمبية بقوله : ( فهل يمكن لصوت أن يعلو على صوت العراق وإرادته الحرة !)..

 

وهكذا أصبح صوت علي الدباغ ومحمد العسكري وعلي الأديب ممثلا عن إرادة العراق وصوته الحر وتحول صوت الشعب الهادر وقواه الوطنية بتوصيفهم صوتا ينادي بعودة العراق إلى (الظلام والعبودية !!)..وحتى عندما يتعلق الأمر بالعمل المهني والاختصاصي البعيد عن السياسة والسيادة..

 

عن أي إرادة يتحدث هذا المسكين الذي ضللته مكتسبات منصبه الذي شغله وفقا للمحاصصة وليس وفقا للكفاءة ..وهل يستطيع أن يقنع أحدا بأن للعراق إرادة حرة الآن عدا الحبل الذي أعطي للحكومة وميليشياتها للعبث بمقدرات العراق واغتيال وطنييه ومثقفيه وطلائعه ..أليست هذا هي الإرادة الحرة الوحيدة القادر عليها (دولتهم!) رئيس الوزراء والأحزاب الطائفية التابعة لإيران؟..

 

ومن أنتم حتى يحق لكم أن تربطوا اسم العراق وإرادته الحرة بكم وانتم لا تملكون السيادة على مكان سكنكم وعملكم وانتم تنفذون منهجا بعيدا عن تطلعات شعب العراق وأحلامه بل وغريبا عنهم!..  

 

ويبرر هذا المسكين الرفض الوطني بأسباب خارجية إرهابية وراء الموقف ( ضد المشروع الوطني الرياضي للعراق الجديد!)..

 

إذا هنالك مشروع رياضي وطني جديد !..وما هي مميزات هذا المشروع ؟..هل هو مشابه لمشروع بناء قوات الداخلية الطائفية من خلال زج الميليشيات ومنح منتسبيها الرتب العسكرية وشارات الركن ؟!..أم مشروع (وطني) غايته اجتثاث الوطنيين من كل مرافق الرياضة واستخدام المحاصصة العنصرية والطائفية في تشكيل الاتحادات كما يحدث في كل مرافق الدولة حاليا؟!..وبالتأكيد سيكون هدفكم الوحيد من المشروع الجديد هو سعيكم المستميت للتخلص من ( رجال ورياضة وكفاءات النظام السابق!)..

 

ويعود هذا الحاقد والبعيد عما يحس به العراقي الوطني من إن هذا الرفض الشعبي لقرار الحكومة ما هو إلا حلقة من حلقات التآمر على العراق وإرادته ودوره وبأنه من صنع : (  الثلة التي حاولت ومازالت تحاول ترسيخ سياسة ما قبل  9 /4/2003 وتعمل جاهدة على زيادة  حجم الشد والتجاذب لمنع حالة الاستقرار والسكينة التي تساهم في بناء هذا المشروع !).

 

ويختم حديثه  بالتبجح بما يروجون من أكاذيب عن : ( حالة الاستقرار والأمن على عكس ما يطبل له الواهمون ومروراً بقرار التمديد وحيثياته فانه يمثل عرقلة للتمهيد المعلن لسياسة الحكومة باستقطاب الشركات الدولية والبعثات الدبلوماسية وفقاً لتصاعد حالة الاستقرار والأمن للمجيء إلى العراق والمساهمة في إعادة أعماره ورفع العزلة الدولية عنه وهذا مادأبت عليه الحكومة متمثلة بأعلى سلطاتها دولة السيد رئيس الوزراء وبحركة كبيرة جداً للانفتاح على المجتمع الدولي لرسم الصورة الحقيقية التي يعيشها العراق الآن في ظل الوضع الأمني المتطور والمشاركة العملية لجميع المكونات السياسية العراقية المنضوية تحت خيمة مشروع الحكومة المعلن والمنفذ!!)..

 

وهنا بيت القصيد ..

 

وهذه الإضافة هي التي سترشح الكاتب البائس المضلل به على الرغم من مناصبه السابقة للحصول على صك الغفران من الحكيم والمالكي والطالباني والبرزاني والجلبي وبقية المجموعة ..

 

وليس من المهم من وجهة نظر هذه المجموعة أن يساهم العراق ويحضر مسابقات أولمبياد بكين وعدد الميداليات التي سيفوز بها ممثلي العراق ولكن الذي يهمهم ويشغل بال جوقتهم الإعلامية وسياسييهم ودبلوماسييهم وكتابهم في هذا  الكم من  المواقع اللانوعية الكثيرة والفضائيات هو أن يرفع علم العراق في هذه المحافل الدولية ( بلا نجماته الثلاث !) وأن ينشد النشيد الوطني العراقي (الجديد!) وأن لا يشارك في المسابقات الرياضية والمنافسات من كان من ضمن أبطال ( النظام السابق!) وإذا كانت هنالك كلمة (للوفد العراقي) فسيكون نصفها مكرسا للحديث عن (المظالم والكوارث التي سببها النظام السابق !) وليس عن الخطط المستقبلية لتطوير الرياضة وتأهيل الشباب وسيشرف على تهيئة هذه النشاطات حاليا ومستقبلا لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي ( قياديي الائتلاف العراق والحزبين الكرديين!..) والذين لهم كل القدرة والحق! باستصدار أي قرار أو مشروع يؤمن لهم ذلك !!..

 

ومع كل الذي عملوه..وما يمكنهم من أن يفعلوه..فهم يخافون الماضي والحاضر والمستقبل..وأكثر القلق الذي يعيشون فيه هو القلق من الماضي!..

 

لماذا يقلقكم الماضي وأنتم تقولون إننا نملك الحاضر والمستقبل؟..

 

ألم تطبقوا قانون اجتثاث البعث بأقسى مما ورد فيه وأكثر مما رسمه الأمريكان لكم ؟..

 

ألم تمضي أكثر من خمس سنوات من القتل والاغتيال والملاحقة والإقصاء والفصل والطرد والتهميش ومحاربة الوطنيين في أرزاق عوائلهم ؟..

 

الم تستخدموا كل وسائل الترهيب والتهديد  والترغيب والاعتقال والنهب والسلب ؟..

 

ألم تنفذوا إلى حدود هي أبعد مما كنتم تحلمون به ؟..أليست الدولة العظمى الوحيدة في العالم تقف معكم وخلفكم وحولكم ؟..ألم تقولوا بأنكم نجحتم بالقضاء على كل ( زمر الإرهاب وسياسات النظام السابق!) ..

 

ألم تصرحوا مرارا وتكرارا من إن كل قوى المقاومة تتفاوض معكم اليوم؟!..

 

فمم تخافون؟..وما الذي يقلقكم ؟..

 

ولماذا ترتجفون رعبا من المدرس الذي يخرج لكم الأجيال ومن العداء الذي سيؤمن لكم الميداليات الذهبية ويهتز كيانكم غضبا  من لحظة الفرح العراقية التي حرمتم الناس منها ؟..

 

نحن نعرف أن الميدان والبيدر هو مصدر خوفكم وقلقكم ..لأنه الفارق الحقيقي بين الحلم  والواقع..بين الأماني وما تلتمسه اليد وتراه العين.. 

 

ولأن السارق جبان بطبعه مهما أدعى الشجاعة..

 

ولأنكم سرقتم كل العراق فأنتم اليوم وغدا أكثر الناس جبنا حتى في مواجهة أنفسكم..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد / ١٥ شعبان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٧ أب / ٢٠٠٨ م