الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ردا على ملاحظات شيوخ الصحوات ..

الذي يحل مشكلة الأنبار والعراق هو التحرير من المحتل وأدلاءه .. وليس تجميل صورة المحتل والسلطة العميلة والبحث عن صدارة في الديوان

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

يتوهم البعض من شيوخ وشخصيات العراق وقادة الصحوات ومنهم قائد صحوة الرمادي بان أي حل لمشاكل المحافظة ووضعها الأمني يكون من خلال الحل الأمريكي الذي يقضي أولا بالأعتراف بكل ما قام به من جرائم وتجارب فاشلة وثانيا من خلال الإجراءات التي تؤمن سيطرتهم على المحافظة ليتم تسليمها بعد ذلك الى السلطة المنصبة من قبلهم ..

 

وهذا يعني القبول بكل ما حدث والرضوخ لما سيحدث ومغازلة الحكومة وتجميل صورتها وشرعنة وجود المحتل ووجودها..

 

وعندما نبعت نبتة الصحوات كانت البذرة عراقية ونعم نقر بذلك ولكن الماء الذي سقاها أمريكي والتربة التي نبتت فيها هي تربة مسلوبة الإرادة والسيادة ومسروقة زورا وبهتانا ومستملكة بالقوة والظلم والحقد والقسوة من أصحابها الشرعيين ..وكانت السلطة والأحزاب الطائفية الحكيمية والدعوية وميليشيات القتل وفيلق بدر والقدس أول من حاربها كنبتة صغيرة وقبل أن تكبر وتؤتي أكلها لأسباب طائفية بحتة وخوفا من ان تستغل هذه النبتة من البعث والنظام الوطني الشرعي حسب إعتقادهم وأعطوا تفسيرا من أن هذه النبتة ستكون مملوكة ( لتنظيم القاعدة الإرهابي) ويتوجب عدم دعمها ورعايتها ..

 

إلا أن الأمريكي وبحكم خبرته ودهاء مستشاريه كان يعرف سبب عدم رغبة الحكومة بهذه النبتة وأستغل ذلك رغما عنها وبدأ برعايتها وإحتضانها والسهر على نموها الذي أخذ (يفور مع الزمن!) بحكم الدعم المادي الكبير من مال وتجهيزات وأسلحة وسلطة وجاه ..

 

وعندما بدأ نشاط مجاميع الصحوة  يتوسع ليشمل ليس فقط محاربة تنظيم القاعدة وإنما كل صوت وطلقة مقاومة أصبح وجودها أكثر اهمية بالنسبة للأمريكان  من سلطة المالكي والحكيم والربيعي والمخابرات بل وكل أجهزة الدولة التي عجزت بوجود القوة الأمريكية كلها من (تحقيق) ما حققته هذه (الأشجار!) التي بدات تكبر وتغطي مساحات شاسعة وبدات تهدد سلطة الدولة العميلة أيضا وتقلق الحكومة وأحزابها من جهة وتقلق الأمريكان من جراء تنامي قوتها (وإحتمال إنعطاف حركتها سلبا وتهديدا عليها!) على الرغم من ولاء هذه الصحوات المطلق لمصدر (رزقها)..

 

ونعود لأصل التوصيف ..

 

لا النبتة شرعية ..ولا حتى أهدافها أو مصدر تمويلها وسقيها وسمادها شرعية ..

 

ولا الراعي أمين فعلا عليها وإنما اراد إستغلالها بالكامل وبالمطلق ..وهو مهيأ من البداية لقطع الماء عليها وإرسال قطعان الذئاب والثعالب لتمزيقها..

والحكومة والسلطة ومؤسساتها وأحزابها تنظر اليها بعين الريبة والحسد والخيانة منذ اليوم الأول لزرعها..

وهذه الصحوات التي رعاها المحتل سيتم تسليم  مسؤوليتها لميليشيات السلطة والأحزاب الطائفية وقد بدأ ذلك فعلا ..

 

وسيصبح بعد حين البطل مجرما وإرهابيا وخارجا عن القانون!..

 

وستحالون الى نفس المحاكم التي حاكمت أبطال القادسية وام المعارك الذين قاتلوا العدوان الإيراني والأمريكي دفاعا عن العراق حيث أتهموهم (باستخدام السلاح لقمع الإنتفاضة!) ..والذي سيحيلكم الى هذه المحاكم هم نفس هذه السلطة ومؤسساتها التي تغازلونها وتقترحون عليها الأساليب لتحسين صورتها ..فهؤلاء لايهمهم مافعلتم في الأنبار ولن يتذكروا أنكم ( ساهمتم في إسناد حكومة المالكي التي كانت تترنح ومهياة للسقوط!) وأنقذتم الإدارة الأمريكية من خلال لهاثكم وراء منافعكم الشخصية والمال الحرام تحت حجة (التصدي للإرهاب!) فوقفتم امام الدبابات الأمريكية والمارينز وجيش السلطة ومغاويرها وفتحتم لهم الطرق ليدخلوا ويبسطوا سيطرتهم ..ثم يتحولوا بكل ثقلهم لمحاربتكم ..واول وصف لكم من هذه السلطة كان (أنكم ميليشيا سنية ويجب نزع سلاحها ) ثم تطور ليصبح ( حل الصحوات ودمج بعضها مع أجهزة السلطة ) ليصبح اليوم (ملاحقتهم وإعتقالهم)..

 

ولا نريد هنا ان نتحدث عن رأي القوات الأمريكية والإدارة الأمريكية بذلك ..ويكفينا مثلا ما فعله القائد الأمريكي في الرمادي لقائد صحوة....... عندما إنهال عليه بالضرب امام حمايات الصحوة وسياراتهم ومرافقيهم وجمهرة الناس وأنزل عقاله في رقبته!! لأنه أستغرب من موكب قائد الصحوة المذكور وقد نسي هذا القائد الأمريكي في غمرة إنفعاله وضربه وتهجمه (فضائل ) قائد الصحوة هذا عليه وعلى سمعة الولايات المتحدة الأمريكية!!!!..

 

لذلك..

 

على قادة الصحوات أن ينتبهوا الى هذه الحقيقة قبل فوات الأوان الذي دقت نواقيسه ..لا ملجأ لكم إلا في حضن الشعب ومقاومته الباسلة وضيرها الحي النابض صاحب الشرعية الحقيقية ..

وعليهم ان لا يتوهموا أن السلطة واحزابها وإيران والقوات الأمريكية ستسمح لهم بالتدخل بما يعرف (بأمن المحافظة) وخاصة الأنبار بأي شكل من الأشكال ..

 

وعلى مستشاريكم أن يفسروا لكم الفرق بين القرار ووسيلة تنفيذه ..وانتم وسيلة فقط وقد قمتم بالتكليف الذي نسب اليكم وتجاوزتموه (بحسن الأداء!) وليس فقط نفذتموه وخدمتم السلطة العميلة والمحتل ..

فليس مسموح لكم ان تتحدثوا عن مستقبل الأنبار أو مستقبل العراق..وما تقترحونه حول إصلاح جهاز الشرطة ومركز العمليات المشترك وغرف عمليات الجيش والشرطة في المحافظة ما هو إلا هواء في شبك ..لأن هذه الأجهزة القمعية والمخترقة من ميليشيات القتل  أسست لتكون أسوأ مما هي عليها اليوم ولو كان بها أمل صغير لوقفت ساعة مع شعب الأنبار في حين يلهث منتسبيها كما تلهث الصحوات ركضا أمام الأمريكي لتنفذ مهمات المداهمات والإعتقالات وترويع الآمنين ..

 

وليس من واجبكم الحديث عن المشاريع العمرانية وتشكيل مكاتب الاستشارات الهندسية ووضع الآليات والدعوة للعودة للقضاء ومحاسبة السراق والمافيات واللصوص ..فهذه مهمات سيتولاها عملاء جدد..

 

وكل مقترحاتكم التي تنصب على (إصلاح الوضع الحالي ) ما هي إلا محاولات تخدير الرأي العام في المحافظة بغية شرعنة وجود المحتل وعدم مقاومته وتجميل صورة الحكومة العميلة التي نصبها والإعتراف بها وبمؤسساتها وميليشياتها ومحاصصاتها الطائفية والقبول بإعفاء القتلة والمجرمين والخونة من مسؤولية دماء مئات الآلاف من شباب الأنبار والعراق الذين قتلتهم أيادي من تخاطبونهم وتصافحونهم وتتوددون إليهم (وتنصحونهم )للقيام ببعض الإجراءات الشكلية لإيهام الناس (بالرغبة بتحسين الوضع الأمني بالأنبار ) بعد تسليم الملف الأمني من الأمريكان للسلطة ..

 

ومثلما توهمتم بأن وضع يدكم بيد المحتل سيساهم بإعادة الإستقرار للمحافظة ومن خلال (بقاءكم الدائم )كقوة مسلحة او كتنظيم سياسي بدعم الأمريكان ..فإنكم اليوم تتوهمون أيضا بأن حل مشكلة الأنبار تأتي من خلال مقترحاتكم ومشاريع الإعمار ومغازلة السلطة وأحزابها الطائفية وميليشيات القتل المرتبطة فيها ..

 

إن الذي يحل مشكلة الأنبار وكل محافظات العراق هو رحيل المحتل رغما عنه وليس برضاه وبإختياره ..عندها ستهرب معه خارج الحدود كل رموز الخيانة والعمالة ومظاهر السلطة التي نصبها وحماها وشرعنها ..وعندما يعود العراق لأهله سنختار الشرطي والجندي والقاضي والمعلم والقائمقام ..أما بوجود المحتل وسلطة المزورين والسراق والحاقدين على العراق فهم من يختارون ووفقا لأجنداتهم ..

 

ولذلك فلن تهدأ ولن تهنأ ولن تستقر نفوس مقاتلي ومواطني القرى الصغيرة ورحالة البادية ومشاحيف الهور لتبحثوا عن إستقرار الأنبار!..

 

وما حصلتم عليه من مكاسب وجاه وسطوة وصدارة في ديوان الأمريكان والسلطة العميلة وشعبكم وعشائركم ترزح تحت وطأة الإحتلال كان بموافقة الأمريكان وبتقسيم الأرزاق عليكم ..

وكما كان مصدر النبع في أيديهم فقد حان وقت الجفاف..

 

وتأسيسا على ذلك..

 

ننصحكم بالعودة للصف الوطني .. والبحث عن مقاومتنا الوطنية المناضلة والمقاتلة وطلب الصفح والغفران منها ومن الشعب والأحتماء بها والدفاع عنها ..

 

عدا ذلك ..

 

فسوف لن يكون هذا اليوم  لكم هو يوم الجفاف فقط ..

بل يوم الحساب..

 

 
 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٧ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٧ / أيلول / ٢٠٠٨ م