الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

أحزاب وتيارات وعقد لم يشفيها الزمن
المجلس الاعلى :غياب المنهج ووضوح الهدف!

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

المجلس الأعلى الذي غير ثوبه ليصبح المجلس الإسلامي معروف لدى كبار مثقفيه وقياداته بأنه مجلس عائلة الحكيم وهو تيار مصلحي وشخصي لبس ثوب الطائفية ليعطي لنفسه مشروعية المطالبة بحقوق هذه الطائفة في وقت كان هذا المجلس أو التيار قد ولد ونشأ ووجد لتحقيق أهداف لا علاقة لها بمصالح الشعب العراقي ولا بالطائفة الشيعية  ولم يؤسس بسبب ظروف الحالة العراقية التي استدعت حسب قول (المفكرين) لنشوء (تيارات معارضة للسلطة القمعية والديكتاتورية !) ..

كانت كل أهداف هذا التيار تتركز في المصلحة الشخصية لمؤسسيه وتابعيه والتي لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تطلع واحد وهو (الوقوف بوجه البعث والسعي لإسقاط نظامه) لكونه النظام الذي كشف تبعيته وعمالته ولأسباب تتعلق بالرغبة الإيرانية البحتة والمتعلقة بأطماعها التاريخية في العراق وبما يؤمن قيامها باحتضان ودعم وتمويل هذا التيار..

وبضوء هذا الهدف تم حشد القيادات والقواعد في هذا التيار وتم تأليف القصص والحكايات وخط الشعارات ورفع المطالب وتأجيج أحلام البسطاء من الناس والراغبين والباحثين عن الجاه والمال والسلطة والثأر الشخصي من المجرمين والهاربين والمارقين والسراق والمزورين والمطلوبين للقضاء والفارين منه والمتهمين بالخيانة والتجسس والتخريب .. 

ووضعت فقرات منهج هذا المجلس على عجل وتم حشر (آل البيت الأطهار) وتابعيه ومؤيديه حشرا ليتوائم مع سلسلة الشعارات الكاذبة التي رفعوها لتصبح قاعدة حركة (تحرير العراق من الظلم والاستبداد والديكتاتورية) هم قاعدة وجموع المغرر بهم والجهلة من الطائفة الشيعية ومن الأصول الغير عراقية التي لا تؤمن بالانتماء للعراق تحت دوافع تركز على (الحرمان ألتأريخي وسلب حقوق الطائفة) .. 

وجرى التركيز على حالة الحرمان المفتعلة من خلال مفردة اشاعة قيام النظام السابق ( بمنع الشعائر الدينية في المناسبات) واعتبر هذا الموضوع مركزيا في أساس (المعارضة للنظام ) ..وجرى التثقيف على ربط هذا الموقف من هذه الشعائر التي كانت تقام أكثرها بتخطيط وتمويل إيراني (بمعاداة صدام والبعث لآل البيت!!) لأنه يعادي إيران!..وقد وصل الأمر كما يتذكر العراقيون قول (رئيس جمهورية ) الاحتلال جلال الطالباني عندما قال ان العراق يعيش اليوم ربيعا دائما والعراقيون يبكون الحسين اليوم بكل حرية!!!..

وجرى التركيز على حالة  سلب الحقوق من خلال مفردة اشاعة قيام النظام السابق (بحرمان الطائفة من المراكز المهمة في الدولة!) ..وتم جمع مجمل الأسباب التي ينتهجها (صدام والبعث) في هذا الاستهداف للطائفة بسبب واحد وهو (ارتباط صدام والبعث والنظام الكافر!! بالامبريالية وأمريكا!) وتم التثقيف على (صحة تحليلهم !) من خلال تفاصيل صغيرة واهية كثيرة وعلى مفردة كبيرة واحدة مهمة وهي (استهداف النظام العراقي للجارة المسلمة إيران بدفع أمريكي!) من خلال قيام هذا النظام (بشن) الحرب عليها عام 1980..  

وهكذا كان لزاما على القواعد المرتبطة بهذا المجلس ومؤيديه أن يقتنعوا بذلك أولا وان ( يمتنعوا عن المشاركة ) في الحرب العراقية الإيرانية وان يلتحقوا (بجيش التحرير! العراقي المتواجد في إيران!) والذي عرف فيما بعد (بفيلق بدر).. 

ووضعت قيادة هذا المجلس بتوجيه ودعوة من الإيرانيين معيار جديد على العراقيين في هذه الفترة وهو ( محاربة الجيش العراقي من خلال التخريب والتجسس والهروب إلى العدو والانخراط بتنظيمات معادية لقتل وأسر وتعذيب الجنود العراقيين!) وسرى هذا المعيار على الكارهين والمجرمين الفارين الآخرين فمنهم من نصب نفسه أميرا على الأهوار ومنهم من كان يهاجم نقاط الحرس التي تحوي أقاربهم وإخوانهم وبتغذية مباشرة من إيران..وعندما وضعت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها استمرت هذه الزمر التخريبية بعملها واستمرت إيران برعايتها ودعمها وتمويلها إلى أن دخل العراق الكويت وقامت الولايات المتحدة بعدوانها الثلاثيني في كانون ثاني 1991 حينها استغلت إيران الظرف الجديد الذي كان يعيشه العراق فزجت بفيلق بدر ومجاميع الكارهين والمارقين الآخرين ليدخلوا الأرض العراقية ويمارسوا القتل والنهب والحرق والتدمير وجمع الجنود المتعبين العائدين من الجبهة وإعدامهم بالجملة ومهاجمة مؤسسات الدولة وقتل كل من كان يمثل السلطة أو الحزب وأجهزته الأمنية في محاولة تخريبية للبنى المؤسساتية والمادية والمعرفية لدولة العراق وكانت مجاميع القتل تنتقل من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع لتقتل على الهوية وتحرق وتسرق وتدمر في حملة غوغائية مقيتة ومتخلفة وحاقدة ومنتقمة والتي سموها ( الانتفاضة الشعبانية!)..

حملة اتخذت من المناسبة الشعبانية الدينية اسما رمزيا لها رغم قدسيته في حين  كان  من مميزاتها إن قادتها و(ثوارها!) كانوا يحرقون رجال وأحرار ووطنيي العراق وهم أحياء بعد أن يقتلوا أطفالهم ويغتصبون نساءهم أمام أعينهم وهم مكبلين بالحديد!!.. 

وعندما استطاع الشعب والجيش العراقي والحزب والشرطة من استعادة زمام الأمور كانت كل الطرقات والأماكن والدوائر والبيوت التي مر بها هؤلاء مدمرة ومنهوبة ومحروقة بالكامل وجثث أحرار العراق مرمية في المزابل وتنهش بها الكلاب!!..

وفر من فر من الجناة وخاصة القيادات إلى إيران مرة أخرى ليعودوا لفعلهم التخريبي وتقاسم ما سرقوه من ممتلكات العراقيين!..

ورغم كل ما جرى بقي منهج المجلس الأعلى وفيلق بدر يركز على (علاقة صدام والبعث والنظام بالأمريكان!) في وقت كان محمد باقر الحكيم يبعث بتقارير دورية لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية وبالتنسيق مع احمد ألجلبي حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وكانت تقاريره تحوي دائما أماكن محددة لوجود مخزون هذه الأسلحة ( في أقبية المستشفيات ومستودعات مدارس البنات ! وغيرها) وكانت هذه التقارير تشير إلى أن هذه المعلومات مؤكدة 100% ومن مصادر غاية في الوثوقية والصدق والمسؤولية  من ( عدد من التابعين من آل البيت المحبين للعراق !!)..

واستخدم ألجلبي والشهرستاني هذه التقارير (الموثوقة والواردة من مصادر لم يسبق لها الكذب!!) لحث الولايات المتحدة للقيام بتوجيه مفتشي الأمم المتحدة وإثارة المشاكل والذريعة لشن الهجمات الصاروخية التي استهدفت المدن العراقية والمجمعات السكانية والمستشفيات والمدارس بحجة أخفاء النظام الوطني لأسلحة الدمار الشامل فيها..واستخدمت هذه المعلومات كعامل أساسي لإصدار القانون الأمريكي سيء الصيت ( قانون تحرير العراق)..حيث تم لاحقا قيام هذه المجاميع الخائبة والحاقدة والمأجورة بحث أمريكا على المضي في حماقاتها ودفعها للقيام بحملة تعبئة عالمية ضد العراق أدت في النهاية إلى غزوه واحتلاله وتدميره ..

وكما حدث في عام 1991 تحولت (الانتفاضة الشعبانية !) إلى ( ثورة حكيمية !) هذه المرة كان فيلق بدر (سيفها!) على رقاب المناضلين والمسئولين والضباط وكل من شارك بالقتال ضد إيران سواء كان بالبندقة أو القلم أو الصوت وجرت هذه المرة أنهار من الدماء السنية والشيعية على يد هؤلاء القتلة وعلى مقربة وحماية من الدبابات الأمريكية التي دنست العراق..

وجاء نفس المجرمين الذين اقترفوا جرائم تعذيب وقتل الأسرى وأحرار العراق ليحكموا الوطن ويحاكموا من حقق بجرائمهم التي لطختهم بالعار وهم (يضعون إطارات السيارات في أعناق الشرفاء والأحرار ويحرقونهم معها وأمام أبناءهم ونساءهم)..ونبشوا في كل الوثائق والأوراق التي تثبت نخوة أبطال العراق في التصدي والرد على الهجمة الصفراء الحاقدة والمنتقمة في (انتفاضتهم!!)..ولن يشفي حقدهم الأسود حتى الدم!..

ومرت أكثر من خمس سنوا ت على الاحتلالين الأمريكي والإيراني للعراق فما هو منهج المجلس الأعلى ؟  

وما الذي حققه من هذا النهج والفكر؟ .. 

هل يمتلك المجلس الأعلى أيدلوجية متجانسة من الأفكار والمعتقدات توحد المجتمع أو تضفي شرعية في عمله, وهل كان أو له اليوم منهج واضح؟.. 

كل الذي عرفه الناس ( غير العارفين ببواطن الأمور) أنهم تغيروا من تقليد الخميني وخامنئي إلى تقليد السيستاني؟؟!!.. فكيف تحول المجلس الأعلى بكل ( تأريخه النضالي والفكري !) وكيف استطاع اقناع قواعده وتنظيماته فكريا لكي يتحول  من الولاية العامة ( ولاية الفقيه الإيرانية المطلقة والمبسوطة ) إلى الولاية الخاصة الضيقة ( الولاية التي يؤمن بها السيستاني)؟!.. 

وما هي الأسس التي اعتمدها في هذا التغير العقائدي؟.. 

إذا هو لا يمتلك أيديولوجية ثابتة وواضحة ومفهومة..خاصة وهو اليوم يؤمن بولاية (أمريكية !) جديدة على الفقه الإسلامي!..و( قرصات الأذن الأمريكية ) التي قام ويقوم بها تشيني ورايس لهذه القيادات عندما يزورون العراق في ( الأزمات الداخلية !) خير دليل على ذلك!..هذا من جانب .. 

ومن جانب آخر ..ماهي الدوافع الأيديولوجية التي أرغمت المجلس الأعلى على التخلي عن (أتباع آل البيت ) من التيار الصدري والتحالف مع الأمريكان والبريطانيين و(أتباع آل البيت ) من حزب الدعوة تنظيم المالكي للقيام بحملة بطش وقتل واغتيال وحرق وهدم وتدمير وتشريد ومتابعة أتباعه في حملات الصولات المشتركة ؟؟!.. 

هل كانت عمليات ابادة منتسبي التيار الصدري وهم من نفس الطائفة (المحرومة) هي تنازلا لرغبة الأمريكان أم هي (رغبة إيرانية) أم رغبة قادة المجلس الذي بدأ التيار الصدري يأكل من جرفهم؟..؟.. 

وما هو موقف السيد السيستاني من هذا التحالف سيما وقد انتقلت (أيديولوجية المجلس!) إليه؟!.. 

أم إن منهج المجلس الأعلى كان ولا يزال يعتمد على قتل كل من كان ووقف وسيقف ضده ؟!..  

لقد فسر البعض هذا التحالف الانتقامي ضد (أتباع آل البيت ) من التيار الصدري الذين جاء المجلس ( ليحررهم ويخدمهم!) والذي كان أداة لكل الجرائم التي خطط لها المجلس الأعلى وفيلق بدر  ما هو إلا غيض من هذه القاعدة الجماهيرية الكبيرة من (أتباع آل البيت!) التي يمتلكها التيار!.. 

قيادات المجلس الأعلى تقول إننا ( أسقطنا النظام ألبعثي الكافر الذي كان أداة أمريكا في المنطقة!!) ..وهم لم يسقطوه وفعل ذلك (عدوهم!) الذي هو ( صديق هذا النظام!)..فمن من العقلاء يصدقهم؟.. 

ويقول الشعب العراقي اليوم : إذا كان نظام البعث (كافرا!) فسوف لن يتبع (منهجهم المؤمن بالله ونبيه وآل البيت!) بعد اليوم أي احد !!.. 

وقياداتهم تقول أيضا : ( إننا أعدنا العزة لآل البيت!) وقال عبد العزيز الحكيم يوم اغتيال شهيد الحج الأكبر القائد الخالد الشهيد صدام حسين في فجر عيد الأضحى المبارك : ( أننا انتقمنا اليوم للحسين عليه السلام !!!!) .. 

فهل هذا النهج وهذا الفكر هو الذي يصلح بديلا عن القومية والعروبة والوطنية لبناء العراق؟!.. 

ويذكر العراقيون كيف (رقص) هؤلاء القادة في طقوس مجوسية ووثنية تعبر عن (فكرهم ومنهجهم ونهجهم)على جثمان الشهيد الطاهر.. 

ولم يستغرب العراقيون هذا المنهج الشائن ..منهج آسن شرب منه الكثير من المجرمين الذين جعلوا كل جندي وطبيب ومهندس وعالم ومثقف وعروبي ووطني عراقي مشروع للقتل.. 

منهج المجلس الأعلى ..كان أول ما كتب فيه يوم جمعت أوراقه وأقر ميثاقه كان يحمل شعارا رفعه محمد باقر الحكيم ويعرفه قادة المجلس الأعلى عندما كانوا في إيران.. 

ويتذكروه والذي نصه:    

(إن بقاء الجندي العراقي على قيد الحياة قوة لصدام)!..  

ولأن الشعب كان كله يقاتل وهم كلهم اليوم جنود فهم في حسابات المجلس الأعلى لا يستحقون الحياة!.. 

ثابتة وواضحة انتقامية وحقد أهدافهم التي لا تستند على أي منهج أو عقيدة أو حتى وسيلة محددة أو أداة!..

كالذئاب التي تخرج الى الغابة لا تعرف أي طريق تسلك..المهم بالنسبة لها أن تحصل على أي غنيمة !..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  16  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   19  /  تمــوز / 2008 م