الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

على خطى العازفين والمطبلين ..

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

أن يزور الملياردير اللبناني سعد الحريري (الذي يتزعم كتلة وتيار لبناني مستقل ووطني!)  العراق المحتل والجريح والنازف والمنهوب والمسروق والمسلوب الإرادة والسيادة هذه الأيام بالذات ويلتقي بمن يلتقي وكون مرافقيه وزبانيته (الذين كانوا مع السلف ويقومون بنفس الأعمال) يحملون ما يحملون من مشاريع واستثمارات وخطط  فهذا أمر غير مستبعد لرأس المال الذي يبحث عن الربح السريع حتى ولو بالمتاجرة بدم الأخوة والأشقاء ..

وكون هذه الزيارة تعبير عن استجابة لتوجيه صدر من الأمريكان وكانت الإمارات العربية المتحدة أول من نفذه فهو أمر لا يعنينا..

وحتى تصريح الطالباني كعادته ( الخاوي والبالي وغير الواقعي والمتقلب) من إن العراقيين (يعيشون اليوم ربيع العراق) فهي أماني وخيالات الخائبين..   

ولكن أن يقول الحريري في بغداد إن ( لبنان والعراق تخلصتا من حقبة استمرت ثلاث عقود كانت السيادة فيها مسلوبة!) فهذا له بالضرورة تنويه..

قبل البدء ..

سوف لن نتطرق إلى موضوع (تحرير لبنان واستعادته لسيادته كاملة!) لأننا لو خضنا فيه فانه سيبعدنا عن هدف الرد الأصلي..

وسنفترض أن لزيارة الحريري ثلاث أهداف..هدف استثماري ..وهدف سياسي ..وهدف خارجي..

أما الهدف الخارجي فهو مشاركته بالمخطط الأمريكي والذي ينعق به الساسة والعسكريين الأمريكان يوميا حتى بح صوتهم وأصبح العازفين والطبالين من الأمريكان في هذه الجوقة من منظري السياسة والاستراتيجية اضحوكة لشعبهم وخاصة (وصلة!) من أن الولايات المتحدة حققت تقدما كبيرا في العراق من خلال سياسة بوش الأخيرة وان الأمن والاستقرار في العراق شيء واقع الآن وعلى الشركات والدول أن تشد الرحال إلى هذا البلد بعد أن حقق الأمريكان هدفهم من الغزو والاحتلال  ..والحريري بهذه الزيارة التي غامر بها لم ولن يضيف شيئا جديدا لان حسابات الحقل ليست كحسابات البيدر ..

أما الهدف الاقتصادي في الاستثمار في العراق الملتهب فان إمبراطورية الحريري لا تحتاج إلى أرض فوق بركان هائج لتوسع تجارتها وتبني فنادق والمدن السياحية وكازينوهات الترفيه..

وفيما يتعلق بالهدف السياسي في زيارة الحريري للعراق فقد كان الأجدر به أن ينتبه لخطورة الأرض العراقية الطينية هذه الأيام بعد أن خسرت الولايات المتحدة سمعتها في دخولها إليها وكيف أن أعتى الدول تتوجس من التقرب منها وتنتظر ما يستجد من أحداث بفعل قوة المقاومة العراقية والهيجان الشعبي العارم ونوازع إيران التوسعية بفعل حمامات الدم التي طالت أكثر من مليون ونصف عراقي من الشهداء ووجود أكثر من نصف مليون معتقل وأسير وأكثر من مليونين ونصف من المهجرين خارج العراق ومليون ونصف عراقي مطرود من بيته ومدينته وهو لاجيء اليوم هو وعائلته داخل العراق ..

علينا أولا أن نعيد لذاكرتنا ثوابت معروفة وهي إن ألد أعداء الحريري ( الظاهر على السطح !) هو حزب الله ..وحزب الله حليف سوريا ..ويقصد الحريري أن سوريا كانت محتلة للبنان وهي التي (سلبته سيادته لثلاث عقود) ..وسوريا حليفة لإيران ..وإيران حليفة للطالباني والمالكي والائتلاف العراقي الذي يحكم العراق باسمها بتفويض من الأمريكان وهي تدعم وتساند كل من زارهم والتقى بهم الحريري في بغداد وقدم لهم الإسناد والدعم والاستعداد وشاركهم بالنحيب والبكاء على العقود الثلاث التي كانت سيادة العراق (مسلوبة في زمن البعث وصدام!) ..

واليوم دخلت إيران إلى العراق من الباب الرئيسي الذي فجره الأمريكان..ويشارك في تمزيق السيادة العراقية وتقسيمها واهانتها فريقان يقال أنهما ( متخاصمان!) الولايات المتحدة وإيران ولا يحتاج أي إنسان متعلم أو جاهل لجهد في جمع وطرح الأدلة على ذلك والحريري يعرف ذلك جيدا..

ونحن لن نتوقع من الحريري تصريحا يطالب فيه برحيل القوات الأمريكية أو بنصرة مقاومة الشعب الوطنية المقاتلة  ..ولكن ..

لو قال الحريري وهو يقف على أنقاض بغداد التي اغتصبها حلفاء نصر الله:

( إننا جئنا إلى العراق بضوء رغبة الأمريكان لنرى ماذا يمكن أن نقدم من اقتراحات ومساعدة للخروج من المأزق العراقي بما يؤمن سيادة العراقيين على أرضهم وثرواتهم).. لكان هذا التصريح يعبر عن (النضج الذي وصله) ولو قال:

(أنني وأبي وأمي وحزبي وتكتلي ضد نظام البعث العراقي السابق لأننا نكره البعث في سوريا) لكان بتعليقه قد عبر عن شعوره الخاص  ولوضع نفسه وحزبه وعائلته رقما إضافيا للحاقدين على العراق ومناضليه..ولو أن مثل هذا التصريح  مستعجل ومطلق وغير دبلوماسي (على عادة أصحاب رؤوس الأموال) الذين لا ينتبهون إلى ألفاظهم وخطواتهم عندما يتعلق الأمر بالمال والمشاريع والكسب السريع!..

أما أن يزج الحريري نفسه بالقول إن العراقيين اليوم هم الذين استلموا سيادة وإرادة بلادهم فهذا كذب ونفاق لا يليق بمن يدعي المصداقية ولا يتوافق مع رؤية كل الشعب العراقي ومقاومته الوطنية المناضلة والمقاتلة وحتى قواعد الأحزاب المشاركة في السلطة والضالعة بالتآمر مع الأمريكان والتي تركت جذورها في إيران والأحزاب المعارضة للعملية السياسية ..

فمن أين استنبط الحريري هذه الجملة التي ترددها الأطراف الثلاثة التي يستند عليها قدر إذابة وحرق وتدمير العراق وهم: الولايات المتحدة والحزبين الكرديين وإيران ممثلة بالائتلاف العراقي..

ومع أننا على يقين بقدراتنا وقوتنا التي حيرت الاصدقاء والاعداء ..

حيرت أصدقاءنا لأنهم يعرفون أننا نقاتل بامكاناتنا فقط بلا دعم ومعونة واسناد وعلى خلاف كل الثورات وقوى المقاومة على مر التأريخ خاصة واننا نقاتل عدوا فاق في قسوته وقوته وقدرته وتأثيره ما عرف عن الغزاة والمعتدين في كل المنازلات التي سمعناها وقرأنا عنها ..

وحيرت أعدائنا لأنهم لا يفقهون سر هذه الصلابة والصمود والتطور والثبات ونحن لوحدنا معهم في الميدان..

ومع ذلك فنقول للحريري ولغيره:

مع من كان يجب أن تقف ومع من كان يجدر بك أن تكون؟!..

أنه الزمن الخائب الذي جعل من البطة نعامة.. ومن الأرنب وحشا كاسرا ولو أن له أنياب لا تقوى حتى على قضم كعكة مثل كعكة العراق التي تعرض للبيع في الطرقات..

ومشكلة الصغار دائما أنهم لا يريدون اللعب إلا قرب النار..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد /  17  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   20  /  تمــوز / 2008 م