الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

هنـــــــــا وهنـــــــــــاك

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

نشر الأخ يحي اليحياوي مقالا تحت عنوان "رادوفان كاراديجيش وصدام حسين : محاكمتان وثقافتان" وقد أجاد فيها وأشر مجموعة من المقارنات التي تثبت إن هذه المحاكمة التي كان قراراها قد أعد سابقا ماهي إلا وسيلة دعائية للنيل من مكانة وشخصية الرئيس الشهيد الخالد صدام حسين وقد كان موفقا في عرضه ..ولغرض أغناء هذا الموضوع وتسليط الضوء على جوانب أساسية مكملة له وتعقيبا على ما ورد فيه نقول:

 

عندما أظهروا كارديتش لأول مرة بعد إلقاء القبض عليه وهو بزيه المتخفي والمموه بالشعر الكثيف المرتب والنظيف وببدلة أنيقة ونظيفة ،كان ذلك احتراما لشعبه ولم يكن تقديرا من سجانيه وأعداءه له..  في حين أظهر المحتل الأمريكي الرئيس الشهيد الخالد صدام حسين لأول مرة بعد أسره بصورة مزورة ومبالغ فيها فيالتشويه..صورة تشابه صور كولن باول التي أشر عليها في اجتماع مجلس الأمن الدولي قبل العدوان ليقول أن هذه الصور التقطتها الأقمار الصناعية وطائرات التجسس وتبين بالدليل القاطع أنها أماكن صنع وإخفاء أسلحة الدمار الشامل ..الصور التي أظهرها باول وكان يجلس خلفه تينت قال عنها لاحقا : (أنها الصور التي حطمت كل حياتي المهنية ولوثت شرفي العسكري!)..نقول أظهروا الرئيس الشهيد بهذه الصورة المنتجة سوءا باتقان والمبالغ فيها إخراجا لتكون إذلالا لشعب العراق والأمة العربية والإسلامية في حين أنها لم تنجح بان تستغل للانتقاص منه شخصيا..لم يكسروه ولم ينالوا منه بل كانوا يهدفون لكسر شعب العراق والنيل منه ومن صفق وهلل في حينها فقد قطعت أصابعه او نسي الفرحة مدى حياته اوبقي يعض اصابعه ندما الى اليوم..

 

وسنأتي من الآخر..

 

هل الذي صعد متحديا عقد الحبل(التي تساوي بعددها عدد الصواريخ التي دكت اسرائيل) ومستهزءا بشبح موت الجسد ونهاية الحياة ومواجها السجان والجلاد وكل الأراذل بشجاعة وكرامة وعز وهم يرتجفون رعبا وخوفا منه هو من يتخفى بهذه الصورة ؟..

 

ألا يبقى الأسد أسدا وهو مقيد بالسلاسل وتخاف منه القرود وهو خلف القضبان؟..

 

لقد كان سبب الاختلاف بين الصورتين .. صورة كراديتش الأولى هناك وصور صدام حسين هنا..سبب بسيط جدا..

 

لأن في ذلك المعسكر من لا يقبل بالاهانة حتى لعدوه بينما في (معسكرنا) يتلذذون بالنيل من حلفائهم في الخيانة والسرقة والرذيلة ومن أصدقائهم وأقاربهم .. فكيف بمن حطم عروش كسراهم ورستمهم وقال لا لبوشهم ؟.

 

هناك يحكم القانون وفي بلدنا اليوم تحكم النزعة والتطرف والغل والانتقام الذي لا يطفأه دم كل العراقيين ولا نريد أن نقول دم من يجاورون العراق في الغرب والجنوب وأبعد !..

 

وكراديتش ألقوا القبض عليه وهو بهذه الصورة .. والرئيس الشهيد لم يظهروه لحظة أسره بل احتفظوا به عمدا ليظهر بعد أشهر بهذه الهيئة..

 

هناك .. أرادوا في المحاكمة أن يقولوا للشعب إن رئيسكم سيخضع لمحاكمة عادلة..

 

وهنا ..أرادوا أن يقولوا للعراق وللأمة العربية والإسلامية أن الذي يقف مع شعبه وضميره وكرامته ويواجه الطاغوت الأمريكي سيكون هذا هو مصيره..

 

وهناك.. رعت الشرطة والحكومة تظاهرات المناصرين لكاراديتش.. وهم بلد جديد على الديمقراطية!..

 

وهنا..في العراق بلد ( الديمقراطية الأمريكية ) كممت الأفواه وربطت الأرجل وتم زج كل من ظهر منددا بهم ومناصرا للرئيس الشهيد في السجن واغتيل الكثير منهم ولازال العدد الباقي منهم في سجون ومعتقلات الميليشيات ومغاوير الداخلية!..

 

وهناك.. كاراديتش لم يقيد .. بينما الرئيس الشهيد كان لا يستطيع المسير من الأغلال..

 

وهل تترك الأسود لتمشي بين الثعالب؟.. ولمن القيود إذا لم تكن للأسود الضاربة التي يخافها الجلاد؟.

 

وإذا كان كراديتش قد ظهر بالبدلة الأنيقة والرباط المتجانس في حين ظهر الرئيس الشهيد ببدلة واحدة طيلة المحاكمة وليوم الاغتيال ..فيكفي العراقيين أن البعض من قادة الأكراد يتباهون ببدلة نيجيرفان وحذاء المالكي !..

 

وقد نزعناها كلها عنا..لن يناسبنا إلا تراب العراق وغمار المنازلات ونحن نصول فيها..

 

وفي حين كان لكاراديتش دفتر ملاحظات بينما كان الرئيس الشهيد يسجل ملاحظاته على راحة يده فمصير الاثنين معروف منذ اليوم الأول ..

 

فهناك.. كان الحق حق..

 

وهنا.. كان كل الباطل حق..

 

هناك.. يحترمون المقام السابق ..وهنا.. لا كرامة ولا تقدير لصاحب المقام الحالي!.

 

وهناك.. يلقى الظالم المتهم الرعاية والأدب والاحترام واللياقة.. وهنا.. يلاقي المظلوم والمسلوب حقه كل التأنيب والطرد والتعنيف والزجر والإسكات القسري وهضم الحقوق وسوء المعاملة ..

 

هناك..ليس للمحكمة والقاضي والمدعي العام ثار مع الظالم والمتهم ..وهنا.. لهم ثأر الأجيال ونار التاريخ وحقد البشرية على صاحب الحق والكلمة والموقف ..

 

وهناك.. لو أن محاكمة كاراديتش قد جرت في بلده لأحتضنه شعبه وحكومته لحين إصدار الحكم عليه رغم جرائمه ..وهنا.. سجنوا كل الشعب وحطموا أرجله وقطعوا ألسنته وتفرغوا للانتقام ..

 

وعندما نطقوا بالحكم كان الرئيس الشهيد يقف لهم متحديا وهو الذي نطق بقرار إدانتهم..

 

فما الذي سيفعله كاراديتش عندما يصدرون أمرا ليس بإعدامه وإنما ببقائه في السجن معززا ومكرما؟!..

 

وعندما صعد الشهيد الخالد إلى سجانيه ومغتاليه وهم يرتجفون رعبا من فعلتهم ..ماذا قال  العراقيين والعرب والمسلمين لأنفسهم وهم يرون كل حضارتهم وتاريخهم وكرامتهم وقد حملها رجل واحد صعد للموت متحديا؟..

 

وعن القول : (احترام الغرب المسيحي لآدمية أبنائه، العادلين منهم كما الظلام على حد سواء، وتكريمهم بحياتهم كما بمماتهم، صالحين كانوا أم طالحين)..

 

كثيرة هي الأسئلة التي تثار من إننا نحن أصحاب المبادئ والقيم..ونحن الذين علمنا البشرية شكل الحضارة وطبيعتها؟!..

 

وهنالك لهم دينهم ..وهنا لنا ديننا!!!..

 

ونذكر في معركة الخندق عندما ظهر من بين صفوف معسكر الكفار المتجبر عمرو بن ود العامري وكان مقاتلا ومبارزا تشهد له المنازلات ..ضخم الجسم والهيئة لم يبارز أحدا في حياته إلا وصرعه ونادى: هل من مبارز؟.. فلم يجبه أحد من المسلمين ربما خوفا منه أو انتظارا لبطل يقتص منه ويهزم الكفار بمقتله..عندها طلب الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه من الرسول الكريم (ص) بان يخرج له فأجابه النبي الكريم: (انه عمرو اجلس !) وكرر ذلك ثلاث مرات حينها أذن النبي (ص) لعلي بان يخرج له ..فخرج له الإمام علي بن أبي طالب وتبارزا ..فضربه ضربة أخذت به وعندما دنا منه ليحز رأسه بصق هذا الكافر بوجه الإمام علي فاغتاظ الإمام جدا وذهب جانبا لفترة من الزمن ثم عاد وحز رأسه وعندما سأله الصحابة لماذا ابتعدت عنه وعدت إليه فقال : والله خفت أن أأخذ برأسه من غضبي لا من غضب الله عليه.. فآثرت أن تهدأ ثورة الغضب في نفسي لتكون ضربتي في سبيل الله وليس بداعي غضبي..

 

والحكيم والصدر وهادي العامري والعنزي والجلبي والمالكي والطالباني والبرزاني وكل المنتقمين الذين يدعون ما يدعون أضنهم يعرفون ذلك!..

 

فهل الإمام علي هو عليهم هناك لينهلوا من فضله وعلمه وحلمه.. أم إمامنا علي هو علينا هنا لنتمادى في مخالفة سيرته ونتحاشى الدروس والعبر في عظمته ؟!..

 

والغريب أنهم هناك ليس لديهم علي ابن أبي طالب والذي يحكم اليوم هنا حسبما يقولون أنهم من شيعة وأنصار الإمام وأهل بيت النبي (ص)!

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس / ١٩ شعبان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ أب / ٢٠٠٨ م