الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

سفينة العراق الجديد !

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

لقد تيقن الشعب العراقي اليوم وهو يدخل السنة السادسة من عمر " التحرير والبناء الديمقراطي والنموذج الفريد في العالم" بأن سفينته التي تتقاذفها الأمواج أما بلا ربان أو هي وبفعل "التقدم التكنولوجي " الذي يعيش فيه العراق فالتحكم بها يجري من بعد !!..ومن يدعي انه يسيطر على دفة القيادة لا يعرف ذلك او أنه يتظاهر بانها هو القائد فيها !..

 

وهؤلاء "قادة السفينة اليوم" بدأوا منذ اليوم الأول لاستيلائهم عليها ولحد اليوم والى كل المستقبل الذي سيبقون فيه مهتمين أشد الاهتمام بعملية " التخلص داخل هذه السفينة " من كل "المعادين" و"الرافضين" و"المناوئين" بالاغتيال أو السجن او الطرد والملاحقة والمتابعة وقطع الأرزاق والتهجير وسرقة مقتنياتهم وممتلكاتهم .. وبغض النظر عن كفائاتهم وقدراتهم وامكاناتهم وتجربتهم ومهنيتهم ..وجرى التخلص منهم وفقا لخطة محكمة أعدها المحتل للقضاء على كل "الفنيين والمختصين بقيادة هذه السفينة ".. وتم استقدام " طواقم جديدة بشهادات عالية!" تبين لاحقا انها مزورة كليا !..

 

هذه السفينة التي تبحر بالشعب هدفها المعلن هو الوصول بالعراق الى  " شاطيء الحرية والرفاهية والحضارة واحترام الذات الوطنية والنزاهة والحقوق الكاملة وتقاسم الثروات والسلطة بالعدل  والبناء والاعمار..وغيرها الكثير..!.." ..وما ينضح من ماء على سطح السفينة وما يراه المتابع لخط السير الذي يرسمه ويخطط له ويراقبه ويتابعه الأمريكان  فهي تقاد الى المياه الضحلة لإيران ووفقا لما يرغب به طاقم السفينة !..

 

والغريب أن شواطيء إيران تهدد "الربان الأمريكي " ..

 

فما الذي يجري ؟..

 

وممن يسمع الشعب التوضيحات؟..

 

والشعب العراقي أذا اراد ان يسمع رأيا تكتيكيا لا يمس للحقيقة ولا الى الموقف الصحيح لا من قريب ولا من بعيد فعليه ان يتابع ما يقوله رئيس جمهورية الاحتلال جلال الطالباني وما يقوله من تعابير توفيقية لا تغني ولا تسمن..

 

واذا أرادوا ان يسمعوا موقفا متذبدبا وكاذبا يغلفه الدجل والتزوير والتمويه  فعليهم بما يصرح به المالكي ومستشاريه والناطق بأسمه والذين غالبا ما يتحدثون عن شيء وفي مخيلتهم أهداف في شاطيء آخر ..

 

أما اذا ارادوا موقفا للاستهلاك الاعلامي والصحفي وللضحك على الذقون فعليهم ان ينصتوا لطارق الهاشمي وما يصرح به وما يتحدث به في مقابلاته وزياراته ..

 

واذا أراد العراقيون ان يعرفوا حجم الهوة التي تفصل بين طوائفهم وتهدد بشق صفوفهم وتشتيت وحدتهم وربطهم بايران جملة وتفصيلا والانتقام من كل شيء اسمه وطن او نضال أو بعث أو نظام سابق فدونهم الحكيم ينهلون من سياسته وخطابه ..

 

واذا ارادوا ان يتيهوا في كل مسألة من مشاغلهم ومشاكلهم فعليهم بخطاب الجعفري ..

 

واذا رغب العراقيون بالبكاء والحسرة والتيه فعليهم برئيس ونواب وأعضاء مجلس النواب ..

 

وحده "الرئيس مسعود البرزاني ! " يعرف ماذا يريد وما عليه ان يفعل وما هو المطلوب منه!!..

 

وكان في منصب نائب رئيس الوزراء  الجبوري ثم الزوبعي وجاء بعده العيساوي ولكنهم لم ولن يصلوا الى مستوى برهم صالح ..الذي بقي واضحا ومباشرا ..يعرف ماذا يريد وماذا يتكلم !!..

 

وكل وزراء أياد علاوي والجعفري والمالكي ..يأتون ويذهبون ولا احد يعرف لا منهجهم ولا موقفهم ولا سياستهم او غاياتهم وان كانوا يتحركون وفق اجنداتهم الطائفية والعنصرية ..الا وزيرين اثنين ..

 

أحدهما باقر جبر صولاغ الذي يعرف العراقيون ما فعل في وزارة الداخلية ..وما يعمل الآن في وزارة المالية!..وآخر تصريحاته تعقيبا على "سبب عدم شمول ضباط الجيش العراقي السابق المحالين على التقاعد بنسب عالية من التقاعد اسوة بغيرهم في الوزارات والجيش الحالي " فاجاب : " بان ضباط جيش معاوية ويزيد لا يستحقون ذلك!!!!"...

 

والوزير الثاني هو هوشيار الزيباري ..الذي نهل وينهل من سلوكية برهم صالح ..وأيضا له منهج واضح ويعرف ماذا يريد وماذا عليه ان يفعل وما هو المطلوب منه!..

 

وهكذا..

 

السفينة العراقية تسير وكلابهم وما اكثرهم تبحر معهم وهي تنبح!..

 

والسفينة وإن تتجه الى شواطي إيران ومياهها الضحلة ..ولا يعرف الكثيرون من قادتها الى أين تسير بعد ان اعمى عيونهم الغل والحسد والانتقام والحقد والمال الحرام الذي فاق العقل والمنطق والضمير ..إلا أن مسعود وبرهم وهوشيار هم وحدهم الذين يعرفون ماذا يريدون والى اين تتجه القافلة !..

 

ومن يريد ان يعرف حقيقة ما يجري من الشعب العراقي الباحث عليه أن يتفحص تاريخ هؤلاء ويتابع ما يقولون ويراقب حركاتهم وتحركاتهم وسفراتهم !..

 

ويكفينا ان نعرف ان عقل "المفاوض العراقي !" المدبر في مباحثات الاتفاقية الأمنية مع الجانب الأمريكي هو برهم صالح وهوشيار!..وما يجري خلف الكواليس يتم اعداده بهدوء بعيدا عن ضوضاء "كركوك" وتهديدات "مقتدى الصدر"بتصفية "النواصب" وتحويل جيش المهدي الى مؤسسة فكرية وثقافية !!..وتصاعد وتيرة نغمة المالكي هذه الأيام بعدم السماح "للبعثيين" بالعودة للساحة العراقية!..بعد ان صرح مرات عديدة وفي عدة مناسبات بانهم " اجتثوا ولم يبقى منهم احد!!"

 

والعراقي المتابع البسيط يمكنه ان يستنتج لمن كان العراق ومن يحكمه الآن ..والى أين يسير ..

 

ويعي جيدا من يخطط بهدوء وباتقان ومكر شديد ليرثه !..

 

وشعبنا المكافح الصابر والصامد يعي جيدا من يقف لكل هؤلاء بالمرصاد ليحول أحلامهم الى كوابيس وامنياتهم الى رماد ..

 

ومهما يطول موعد الغد فهو لنا..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٢ شعبان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٤ أب / ٢٠٠٨ م