الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

بعد أن اغتالوا الملوك والأمراء والرؤساء .. لماذا نستكثر عليهم مذكرة الاعتقال

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

تضاربت التحليلات  تعقيبا على نية المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكاميو بإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة الإبادة الجماعية في دارفور .. 

وتركز الكم الأعظم من كتابات وتصريحات واعتراضات وصياح الكثيرين منهم على توصيف حالة التردي العربي الذي وصلت إليه الأنظمة العربية وحالة الهوان الذي وصلت إليه وهي توضع مرغمة وبالقوة تحت رغبة وهوى وكيل الدول العظمى بحجة تطبيق مبادئ الأمم المتحدة وحقوق الإنسان بحيث وصلت إلى مرحلة إصدار مذكرات توقيف وملاحقة بحق رؤساء الجمهوريات والملوك ( من العرب) ليكونوا قرابين (للعدالة الأمريكية) التي تأخذ في هذه الإحداث تسمية ( العدالة الدولية) .. 

البعض من المثقفين العرب احتج بشدة على هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية للدولة العربية  واعتبرها بداية للانحطاط والتعسف والانحيازية .. 

والبعض الآخر وصف هذا القرار بالإجراء الاستفزازي لملايين العرب.. 

وآخرون قالوا إن الموقف يتطلب موقفا عربيا صارما وجامعا وشديدا..واكتفى البعض بالتنديد والانتقاد..بينما راح البعض الآخر يطالب بمؤتمر قمة عربية للوقوف بوجه هذه الاهانة!.. 

ومن التعليقات التي وقفت عندها كثيرا لا لغرابتها أو صراحتها بل لدرجة الهوان المضحك للبلية هو ما ورد عن احد المثقفين والذي قال بما معناه لو فرضنا إن هذه القضية هي قضية مهنية وهي غير موجهة عمدا ضد الحكام العرب بل هي موجهة ضد أصحاب الملفات الإجرامية والتي لها علاقة بالمحكمة الدولية ..فهذا يعني أن كل المجرمين الذين تثار ضدهم قضايا الإبادة من الممكن سوقهم موقوفين أمام هذه المحكمة !..ومن المرشحين الأساسيين للمحاكمة هم بوش والطالباني .. 

بوش لشنه الحرب على العراق وإبادته لملايين العراقيين..وتشريده للشعب العراقي وتقسيم العراق.. 

والطالباني لأنه أباد آلاف الأكراد على فترت متعددة إضافة إلى مذبحة الشيوعيين في بشتاشان!.. 

وذكرنا هذا المحلل بعشرات الآلاف من الأكراد من النساء والأطفال والشيوخ والرجال الذين قتلتهم قوات الطالباني ورمتهم على جوانب الطريق المحيط والمؤدي إلى مبنى برلمان اربيل حينما دخلت قوات الحرس الجمهوري وحررت اربيل من سيطرتهم وسلمتها إلى مسعود ونيجيرفان البرزاني وعادت إلى معسكراتها!.. 

وكيف أن النظام الإيراني والطالباني والمخابرات الأمريكية يعرفون جيدا من ضرب حلبجة بالسلاح الكيماوي المعني والذي لم تكن القوات العراقية تمتلك هذا الصنف منه!.. 

وكيف قامت قوات البيشمركة الطالبانية والبرزانية بأبشع عمليات التعذيب والقتل بحق أهالي كركوك عام 1991.. 

ويذكر التركمان عمليات الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها على يد جلال الطالباني ..ويذكر العراقيون ما قامت به هذه القوات العشائرية المارقة من قتل ونهب وانتهاك عندما دخلت ديالى وبغداد..حتى وصل الأمر بهم بجمع كل أسلاك الكهرباء وتحميلها ونقلها إلى السليمانية بعد أن افرغوا كل المستودعات والدوائر والمؤسسات من كل شيء!.. 

فلو كان حديثنا عن الرؤساء والملوك والأمراء.. 

فأول المفروض إحالتهم للمحكمة الدولية هما بوش والطالباني .. 

ونقول إن كل الكتاب والمحللين نسوا مصيبة العراق وهم يتناولون حدث قرار المحكمة الدولية المعني..  

وتناسوا قول الشهيد الخالد صدام حسين يوم أطلق تعبير ( الكيل بمكيالين) واصفا سياسة الولايات المتحدة وكيفية تسييرها للأمم المتحدة ومجلس الأمن وكيف كانوا يتعاملون مع العراق بمنتهى (المهنية والقانونية والصرامة) ويتجاهلون الغير بمنتهى ( الشفافية والتسامح والتبرير) حتى حدث الغزو الأمريكي الذي انتهى باحتلال بغداد وتشكيل محكمة أمريكية حاكمت الرئيس العراقي الشرعي وقررت اغتياله..  

وتم تنفيذ الاغتيال صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك وكل العالم الإسلامي يضحي في قرابينه ويبتهل إلى الله ملايين الحجيج في مكة المكرمة.. 

يومها اغتالت الولايات المتحدة و(محاكمها ومجتمعها الدولي ) كل القادة العرب ملوكا وأمراء ورؤساء جمهوريات وأحزاب وقوى وطنية وقادة عسكريين ورجال سياسة وأدب وعلم وثقافة وتأريخ.. 

يومها اغتالوا كل الرجال.. 

وقطعوا كل الألسن.. 

وكمموا كل الأفواه.. 

يومها أبقوا للعرب بعض المتخاذلين والخونة والسراق والمارقين والكثير من النساء !..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  25  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   28  /  تمــوز / 2008 م