الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

إستباق متحسب أم مراوغة متعثرة

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

إذا كان الساسة والعسكريين الأمريكان قد اعتمدوا منذ زمن طويل حديث الاستباق كمنهج وسياسة ومبدأ في صراعاتهم الداخلية والخارجية فهذا شانهم وهي سياستهم وهم يرون إن لهم الحق في استخدام الوسائل كافة والتي يرونها مناسبة لتحقيق أهدافهم بغض النظر عن أخلاقية تلك الوسائل من عدمها خصوصا وهم يمتلكون مرونة عالية في استخدام المتيسر لديهم من إمكانات وعقلية شعبية لتقبل هذا النمط من السلوك خاصة إذا تم إيهام الشعب بشعارات براقة تتعلق بالإرادة الأمريكية ومصلحة الشعب الأمريكي العليا وتحقيق الأمن والاستقرار للأمة الأمريكية التي تحيط بها المخاطر من كل جانب.. خاصة إذا تم تزويق حديثهم بالإرادة السماوية التي جعلت أمريكا سيدة العالم! وتفويض الله لهم ليحملوا مسؤولية نشر الحرية والديمقراطية ومكافحة الديكتاتورية والإرهاب في العالم أينما وجد !..  

ومحاولة ساسة العراق الحاليين الذين هم صنيعة الصدفة حتى بالنسبة للأمريكان بسعيهم لتقليد السياسة الأمريكية وقواتها في الملبس والمأكل والتصرف فهو رد فعل متوقع لا علاقة له بتحليلنا ..ولكننا نتحدث عن شيء آخر هم فيه مهتمون هذه الأيام وهو موضوعة الاستباق؟!..الاستباق في التحليل والحديث وتقليدهم الأعمى في المراوغة السياسية !..  

والاستباق المتخوف والمتحسب وغير المدروس في التحليل والفعل في الحدث العراقي لا يمكن أن يثمر في الميدان العراقي كما يثمر أحيانا كثيرة في الميدان السياسي الأمريكي..فالميدان العراقي  رمال متحركة ديناميكيا تتحكم بالسيطرة عليه الإرادة العراقية التي تبسط يدها على مايستجد وماسيكون!.. 

وحتى في الجانب الأمني بشكل عام فهم يفهمون الاستباق بالحديث عن استقرار وأمن لا علاقة لها بالواقع وغير مبنية على معطيات حقيقية للقدرات المتصارعة..الاستباق لديهم يعني اللغو في الحديث والتحليل .. 

ولأن الحكومة العراقية وأحزابها المتنفذة والمرتبطة بأجندتها الخارجية التي تغير سياساتها وفقا لمصلحتها قد تعلموا حديثا حديث استباق الأحداث فعليهم أن يعرفوا الحقائق التالية:   

أولا.. أنهم سوف لن يلحقوا باللعبة وسيضطرون لتغيير خطابهم يوميا وهم يجلسون على طرف الكرسي !!..فماذا هم فاعلون بأجندات أسيادهم أن جاء سيل عارم واخذ بكل الأحلام وأغرق كل المراسي ؟.. 

وثانيا..المراوغة وخاصة تلك الغير مدبرة والمتعثرة هي لغة النصابين وهي لا تعني المرونة والتي هي لغة المقاتلين من اجل الأهداف النبيلة..والاستباق المبني على الدافع الوطني يعزز خط دفاع الوطن ضد هجمة الغزاة والمعتدين..أما استباق الشر وتهيئة ظروف انتشار الرذيلة والتقسيم والنهب فهذه وسيلة الدخلاء والخونة ..ومن يقرأ التأريخ يعرف إلى أي مصير سيؤولون..  

والحقيقة الثالثة..هي أن عليهم أن يعرفوا أنهم وأسيادهم راحلون عن العراق..

ولا وقت لدى الشعب للاستماع لحديثهم الاستباقي الفاشل عن وجود تآمر عليهم وهذا ما دأب عليه قادة التيارات والكتل السياسية والاحزاب المشتركة بالسلطة وهي تكيل الاتهام بعضها للبعض الآخر!!.. 

فلا حل لمعضلتهم وللمستنقع الذي أوقعوا أنفسهم فيه غير الهزيمة ولا طريق لهم إلا الانسحاب والخروج من أرض وسماء وماء العراق ..وهذا الطريق نحن الذين رسمناه في مخيلتنا وأسقطناه على الواقع في الميدان بدمائنا وشهدائنا وتضحياتنا ووضعنا له المثابات وحددنا كل مسالك الطريق وتفرعاته..  

ونحن ملتزمون بأننا سنحمي انسحابهم إكراما لعقيدتنا وتربيتنا ومبادئنا وشرف بنادقنا إن هم أعلنوا الاستسلام بصراحة ووضوح.. 

وإذا أرادوا المضي في غيهم وتجبرهم واستمروا في تنكرهم لحقوقنا واعترافهم بما ارتكبوا من جرائم بحق شعب العراق وتأريخه ونظامه الشرعي فسوف نقتلع المثابات والشواخص والإحداثيات وسيكون التيه عنوانا لهم وسيقتنصهم اسود الرافدين ..وسوف لن يسلم احد منا وهم يتذكرون صولاتنا في معارك النجف والمطار وأم قصر..  

وخونة العراق يعرفون ماذا ينتظرهم من مصير.. 

واليوم كل مقاتلينا في الميدان هم قوات من النخبة من الذين خبروا كل فنون القتال والمواجهة والتصدي والإعاقة والتدمير .. 

فإلى أين سيكون مفر المعتدين والخونة والى أين سيلجئون ؟..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  26  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   29  /  تمــوز / 2008 م