المقاتل الدكتور محمود عزام - الثلاثين من تموز يوم خالد في تأريخ العراق





الثلاثين من تموز يوم خالد في تأريخ العراق


شبكة المنصور
المقاتل الدكتور محمود عزام

الثلاثين من تموز .. يوم خالد لفرسان العراق .. أسود الثورة .. سيتراصف هذا اليوم مع ما مر من السنين ..بما مضى من حلوها ومرها.. وتبقى ذكراكم على مر العصور..شامخة وعالية .. أيها الرجال.. منكم تعلم البناة وطالبي العلم والحرية ..واليوم يستلهم من عزمكم المقاومون الابطال .. أيتها الطلائع التي حملت أماني الشعب وفجرت الثورة ..أبطالنا اليوم حملوا ثقلها هموم الشعب والوطن والتأريخ.. أيها العراقيون الأباة.. أيتها النخوة العراقية والشجاعة التي فاقت كل الحدود.. أيتها التضحيات التي غطت أرض الوطن..أيتها الدموع التي تقاوم ..عصية على الظهور.. أيتها المهج التي فارقت الحب والعشق والهوى..إلا هوى العراق وحبه وعشقه وغرامه .. أيتها اللوعة التي تتأجج بين الضلوع والقلب يدمي لما حل بهذا الوطن بعد أن مزقه المحتل وعاثت جحافل الظلام الصفراء في أرضه الفساد ومنعت ضحكات الأطفال وحرمت على الأمهات رؤية الفلذات ويتمت الصبايا وشردت الشيوخ والعجائز ورملت النساء.. أيها المناضلون الذين كنتم في الصف الأمامي من ثورة تموز وتصديتم لكل المخاطر ونذرتم كل ما تملكون لخدمة الشعب.. وتراجعتم عندما تقدمت جمهرة الكسب الجديد..منهم من كان في مستوى الكفالة والضمانة ..ومنهم من شط عن الطريق.. أيها الرفاق في الرعيل الأول .. أبطال الثورة وفرسان الثلاثين من تموز.. عندما شب الجيل الجديد ووفرتم له الفرص للتعلم والثقافة والتجارب والخبرات والقيادة تنحيتم جانبا ليأخذ الزمن دوره ومسؤوليته ..منهم من شرف العراق وشرف من كسبه ومنهم من ركب موجات اللعب على الحبال والتزلف والتلون.. أيها الحريصون على وحدة الأمة وحرية شعبها واشتراكية جماهيرها ..يا من تصديتم بصدوركم للمجهول وأنتم تقتحمون المنايا وشيدتم بفكركم وصبركم وعزيمتكم ما شب على الأرض وفي العقل وصعد بنيانه من صروح.. اليوم يومكم من جديد .. اليوم يومكم بعد أن تم أسر الثورة والشعب والعراق والصروح والمنجزات.. بعد أن تكالبت على العراق كل قوى الشر والحقد والانتقام والكراهية..وسوف لن ينقذ العراق وشعبه من الأسر إلا تلك الروحية المتصدية والمؤمنة..تلك الروح النضالية التي لم تضع في حساباتها منصب أو مال أو جاه أو سلطة.. انه قدرنا وهو الطريق الذي اختطه الله لنا ..فمن مات أو استشهد منا فله الأجر والثواب ومن بقي إلى اليوم فقد أبقاه الله ليمتحنه ويتحقق من صبره وقدرته وثباته.. وليتذكر انه لن يبقى لنا فيها إلا مواقفنا ووقفاتنا وثباتنا كما لم يبقى لنا اليوم منها شيء بعد ان زال كل شيء..ولم يتذكر الشعب منا ولم يذكر رفاقنا منا غير مواقفنا والتزامنا ونظافتنا وصمودنا وصلابتنا وثباتنا عند المحن.. لقد غلبت الكثرة المفرطة معركة لنا معهم ولم يكسبوا الحرب التي زاد أوارها واشتعل لهيبها وهي تحرق من جرفهم ما لم يكن في الحسبان .. سلاما أيها المناضلون.. سلاما أيها الرفاق.. عاش البعث الذي لا تظهر معادن رجاله إلا وقت الشدة.. المجد لشهدائنا الأبطال.. اللهم ألحقنا بهم فداءا للعراق.. وهو يومنا الذي حضرته لنا الأيام .. والله اكبر والنصر لنا.. وكل شهر فيها.. لنا تموز .. وسيبقى الثلاثين من تموز ..يوما خالدا في تأريخ العراق .. يوما ولا كل الأيام..


mah.azam@yahoo.com

كيفية طباعة المقال

شبكة المنصور
الثلاثاء / 26 رجــــب 1429 هـ	***	الموافق 29 / تمــوز / 2008 م