الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

إنها مسؤولية تاريخية .. فهل يتعض العرب ؟

 

 

شبكة المنصور

د. أحمد عبدالسلام

 

أوربا التي دارت بين دولها حروب طاحنة عبر التاريخ ، توحدت رغم تعدد قومياتها واختلاف مذاهبها ولغات أقوامها ، أوربا غدت ترفع علما واحدا ، ولعل أوربا اكتشفت أهمية فكرة الوحدة من العرب الذين طالما نادوا بها وتخاصموا بشأنها وتفرقوا على حبها، بينما نحن امة العرب نعرف أن لنا جامعة عربية لكن دورها مسخر لخدمة أعداء الأمة إذ يدعو أمينها العام إلى عدم انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق بشكل سريع وهي من قبل قد سوغت للاعتراف بالحكومة التي نصبها الاحتلال في العراق .

 

ولم يعد خافيا إن احتلال العراق كان كارثة كبرى على الأمة العربية وسابقة خطيرة في العلاقات العربية – العربية ، والعربية- الإقليمية، فاحتلال العراق واستباحة أرضه وثرواته والإيغال في قتل أبنائه تم عبر أراضي وسماء ومياه دول الجوار الإقليمي _ باستثناء سوريا- التي كان موقفها واضحا منذ البداية .


ولم يقف النظام الرسمي العربي عند حدود الاعتراف بحكومة الاحتلال والتعامل معها رغم إنها حكومة طائفية لا تمثل الشعب العراقي فحسب بل كان وسيلة لتنفيذ الاملاءات الأمريكية دون مراجعة موضوعية للمصالح الوطنية ومقتضيات الأمن القومي ،فقد اخل الدمار الهائل الذي لحق بالعراق بموازين القوى القومية والإقليمية لمصلحة إيران التي تمكنت من تمديد نفوذها في العراق ومنطقة الخليج العربي وأخذت تهدد وتتوعد دوله بالويل والثبور وعظائم الأمور بتحريك عملائها في المنطقة ضد إمارات ومشايخ الخليج العربي والدول العربية الأخرى.


أن المقاومة العراقية الباسلة تمكنت من فرض وجودها المسلح على الساحة ومنذ الأيام الأولى للغزو الأمريكي وحتى بعد مضي أكثر من خمس سنوات على المواجهة المسلحة، واجه المخطط الأمريكي في العراق فشلا ذريعا بفضل ضربات المقاومة الباسلة بمختلف جبهاتها وجيوشها واعترف بوش وإدارته علانية بأنه لم تعد هناك فرصة مواتية للاحتفال بالنصر في العراق الذي بات مستنقعا اشد فتكا من فيتنام . ومقابل اعتراف العدو بقوة وقدرة مقاومتنا على المطاولة والصبر والصمود وإلحاق الهزائم بقواته ، التزم النظام الرسمي العربي بالصمت أو تجاهل حقيقة وجود وفعل المقاومة العراقية ، إلا سوريا التي لم تخضع يوما لكل الضغوط الأمريكية والصهيونية وأعلنت موقفها صراحة من المقاومة العراقية حيث قال الرئيس بشار الأسد في شهر أيار الماضي ((المقاومة العراقية فاجأتنا لناحية قدرتها على الانتقال إلى عمل كمي ونوعي في فترة قياسية بالنظر إلى تجارب المقاومة في لبنان وفلسطين وكشف الرئيس بشار الأسد بان الولايات المتحدة طلبت من سوريا عدم استقبال العلماء والمفكرين العراقيين ليتبين في وقت لاحق أن القوات الأمريكية استهدفت هؤلاء وقتل منهم من قتل . وطالب بمشروع عربي ورؤية موحدة بشأن العراق .


وبعد أن أصبحت مخاطر التمدد الإيراني على مرمى حجر من قصور حكام دول الخليج العربي، أما آن الأوان لهذه الدول بخاصة والنظام الرسمي العربي عامة، مراجعة سياساته ومواقفه تجاه ما يجري في العراق ، والنظر للمسألة من وجهة الحفاظ على مصالحها الوطنية وحماية أمنها القومي مادام هناك عنصر موازنة في معادلة المواجهة، ألا وهو المقاومة العراقية التي ما فتئت تلحق أقسى الضربات بالقوات الأمريكية وأذنابها من عملاء إيران وأقزامها في العراق.


وبمضي أكثر من خمس سنوات من المواجهة بين المقاومة العراقية والاحتلال وعملائه، فقد تكشفت الحقائق وسقطت كل الذرائع وتبين الخندق الوطني العراقي عن سواه المجند لتنفيذ أجندة خارجية، فهل سينظر النظام الرسمي العربي لمصالحه ؟ وسيكسر صمته وتجاهله للمقاومة العراقية واعترافه بها كحق مشروع نصت عليه التشريعات والأعراف الدولية وباعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي ، وبعث رسالة واضحة إلى إيران على اقل تقدير بان العرب أخوة ومتضامنون لخدمة أمتهم ومصالحهم المشتركة وكما كسر العراق شوكتهم قبل عقدين فان مقاومته الباسلة قادرة على قبر مطامعه مجددا إذا ما تناخى أخواننا العرب لنصرة المقاومة العراقية ولو بالتلميح تارة أو بالتصريح والدعم السياسي تارة أخرى . إنها مسؤولية تاريخية للنظام الرسمي العربي لتجاوز مواقف الماضي التي أدت إلى الاحتلال فهل من مجيب ؟

 

 
 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٠ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٠ / أيلول / ٢٠٠٨ م