الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

للفشل رجاله أيضا

 

 

شبكة المنصور

ضحى عبد الرحمن / كاتبة عراقية

 

لدى العراقيين نكات لطيفة وفيها عبر رائعة تتعلق بحياتنا وممارساتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها, ومن طريف ما قيل انه ذهب إلى الطبيب فتى كسرت قدمه عندما كان يتسلق نخلة لغرض العبث لغرض معالجة الكسر, فكتب له الطبيب وصفة حبوب وأعطاها له لشرائها من الصيدلية, فاستغرب الفتى وقال للطبيب: دكتور ماذا أفعل بالحبوب فساقي مكسورة؟ قال اعرف وقد كتبت لك حبوب لمعالجة ديدان البطن, لو لم يكن عندك دود لما صعدت النخلة بلا سبب.

مسعود البرزاني يذكرني بهذا الصبي العابث فهو دائما يستفز الكتاب والمفكرين بسبب ترهاته وإرهاصاته محفزهم على صب غضب مدادهم عليه, إنه يحب دائما إن يكون محط الأنظار ومحور أحاديث الناس بغض النظر عن قسوة الهجاء وربما الرثاء الذي يتعرض له, فهو كما يقال تدرع بشكل متقن ضد السهام التي تهطل عليه كالمطر من قبل العرب والأكراد أنفسهم, وهو كإبليس لا يمل ولا يكل من الخداع والنفاق والكذب سواء دعت إليه الحاجة أم لا, ففمه يعاني من إسهال حاد جدا يصبه على نفسه وعلى إقليمه وشعبه وتتعدى دائرة الرائحة الكريهة إقليمه لتزكم العراق كله وبعض دول الجوار.

أن نظرته إلى كركوك نظرة دون كيخوته إلى الأعداء فهو يحمل سيفا مكسور مثله يشهره بوجه الآخرين كلما ضاق به الأمر, وهو يحاول دائما أن يعلق مصير إقليمه بكركوك مع إدراكه التام إن كركوك هي الشرارة التي ستحرق إقليم كردستان وتعود بالبرزاني وصاحبه اللدود الطالباني وزمرهما إلى كهوف الجبال مرة ثانية. وغالبا ما يستخدم هذه الاسطوانة المشروخة لأبعاد أنظار الأكراد عن المشاكل الداخلية التي يرزح تحتها الشعب الكردي الذي يعاني الأمرين من هذه الطغمة الاستبدادية التي تاجرت بالقضية الكردية ونهبت رأسمال الشعب الكردي والأرباح الخيالية التي جنتها بعد صفقتي حلبجة و الغزو الأمريكي للعراق.

الإقليم يتعرض إلى قصف إيراني بين آونة وأخرى وتضررت الكثير من القرى الحدودية منه وهجرها المواطنون قسرا, وبين آونة وأخرى تقوم القوات التركية باجتياحها السياحي الموسمي إلى إقليم كردستان لملاحقة عناصر حزب العمل الإرهابي الذي يدعمه الطالباني والبرزاني, ويدعى هؤلاء بأنهم الميليشيا الكردية(البيشمركة) غير قادرة على الوصول إلى جبل قنديل لتحريره من عناصر حزب العمال, ولكن هذه القوات مستعدة للوصول إلى كركوك لتحريرها من مواطنيها الأصليين من التركمان والعرب الذين يمثلون الأكثرية وتسليمها إلى الأقلية الكردية. ومن الغريب أن تطالعنا الأخبار بأن تركيا تستعد للقيام باكتساح جديد للإقليم بناء على توصية من الطالباني نفسه وكما يقول المثل شرُ البلية ما يضحك؟

البيش مركة تعاني من الانفصام في الشخصية فهي جبانة رعديدة تجاه تركيا وإيران ولكنها شجاعة وصنديدة تجاه أبناء جلدتها من العراقيين, فهي غير قادرة على الوصول إلى جبل قنديل حيث يتمركز عناصر حزب العمال الإرهابي, لكنها مستعدة لاستنفار قوتها لمحاربة العراقيين من العرب والتركمان وتلقينهم درسا إذا وقفوا عائقا أمام ابتلاع كركوك من قبل الفم الكردي الشره, وهم يرون ضرورة الإسراع بهضم كركوك كي تنفتح الشهية الكردية على لقم الموصل وديالى وصلاح الدين وربما تنتهي في بغداد حيث تضم الخارطة الكردية عكد الأكراد والفيلين ومنطقة الفضل والكفاح والبتاوين وغيرها ممن يسكنها الأكراد.

لقد بلغ السيل الزبى بالشعب الكردي المبتلى بهذه القيادة المجرمة فهم كفروا بالإقليم المسخ وتركوا الأمن والرفاهية والرخاء المزعوم الذي يدعيه الزعيمان الكرديان وخرجوا هائمين على وجوههم إلى دول أوربا طلبا للجوء, وقد أصبحت السويد والنرويج وسويسرا والدنمارك وهولندا وألمانيا محطات رئيسية للأكراد الشباب, وربما بعد سنوات سيطالب البرزاني بضم المعسكرات التي فاضت بالأكراد كمعسكر تانوم وموس وتورشوف ويورن وماشطة وبرلين وجنيف إلى إقليم كردستان, وننصح البرازني بأن يطلب من هذه الدول تزويده بإحصائيات عن الأكراد الموجودين فيها, مع التركيز عن المهاجرين بعد الغزو الأمريكي للعراق وفئاتهم العمرية , وسيدرك عندها حجم الكارثة المقبلة لإقليمه الذي يشكو قلة الشباب, ومن الطريف أن معظم الأكراد اللاجئين يقدمون معلومات كاذبة عن مناطق سكناهم إذ يدعون إنهم من كركوك أو الموصل, سيما بعد أن أكد المسئولون الأكراد لقادة دول أوربا بأن الإقليم يرفل بالعز والديمقراطية والأمن والاستقرار مغمزين بأنه لا يوجد مبرر لمنح العراقيين( وليس الأكراد هذه المرة) اللجوء! ولكنهم لا يقدرون على تبرير الزيادة الكبيرة في طلبات الأكراد على اللجوء في أوربا منذ عام 1991 ولحد الآن, وعندما تتحاور مع الأكراد وتذكرهم بأن الإقليم مستقر وآمن وانه من غير المنطقي أن تنافسون إخوانكم العراقيين من العرب والأقليات في المناطق الملتهبة على اللجوء سيما في بغداد وديالى والأنبار والموصل, فأنهم يصبون لعناتهم على القادة الكرد ويقولون "المستفيدون من الأوضاع كاكا القادة والمسئولين وعوائهم والبيشمركة فقط".

والغريب إن تجارة تهريب البشر في أوربا وخاصة تركيا واليونان وايطاليا وهولندا والمانيا معظمهم إذا لم نقل جميعهم من الأكراد, ويمكن للبرزاني أن يستفسر من هذه الدولة عن جنسيات المهربين الذين يلقى القبض عليهم وستكون النتيجة مدهشة له, ليعرف الطريق الذي رسمه لرفع مستوى الشعب الكردي من النواحي السياسية والثقافية والاجتماعية, علما أن الكثير من الأكراد أصبحوا من المتسكعين والتنابلة فهم عندما يفشلوا في الحصول على الإقامة الرسمية والتي تظهر بعد ما لا يقل عن ستة أشهر من دخولهم البلد الأوربي يهربون إلى دولة أوربية أخرى وهكذا تمضي أيامهم تكسبا وإستجداءا وعبثا, ولا نعرف إن كان بإمكان البرزاني تجنيد هؤلاء المتسكعين كبيشمركة في أعماله الحربية القادمة ضد العرب والتركمان في كركوك؟

الإقليم كما يبدو يعاني ليس من خلل أمني كما يؤكد الزعيمان الكرديان وهذه حقيقة معترف بها, ولكنه يعاني من خلل عقلي بحكم العقلية العشائرية البليدة التي تحكمه فالشباب هم ركيزة المستقبل وهم من يبني صرح تقدمه ونهضته وان ضياع هذه الثروة من شأنه تعريض الإقليم إلى نكسة من الصعب أن يستعيد رشده منها, وبدلا من التهديدات التافهة التي يطلقها البرزاني مبشرا بحرب قادمة مع العرب وهي حرب فعلا بدأت منذ الستينات واستمرت حتى الوقت الحاضر, فمن الأولى به أن يتصرف ولو لمرة واحدة تصرفا يعبر عن حرصه على الشعب الكردي ولا نقول العراقيين من غير الكرد لان هذا الأمر نفضنا يدنا منه.

أما موضوع إعادة التنفس إلى الفقرة الشبحية (140) التي رميت بموجب الدستور نفسه في سلة المهملات واعتبار البرزاني بأن إلغائها يعني تقسيم العراق وإلغاء الدستور فانه أمر يثير السخرية فالدستور ضمن حقوقا للأكراد يحلمون بها وان إلغائه يعني إنهم أول من سيتضرر منه والدستور جاء كما يعلم البرزاني لإرضاء الاحزاب الشيعية والكردية فقط وليس الشعب العراقي وان المغالطات التي وردت فيه كفيلة بإسقاطه عاجلا أم آجلا.

أما التهديد بالحرب فلا يحتاج إلى وقفة طويلة فقد ورث البرزاني كل مساوئ وعيوب والده المقبور, والتزم حرفيا بتوجيهاته وتوصياته للمضي في مسيرة العمالة حتى الفشل النهائي. كلمة أخيرة للبرزاني وهي أن رهانك على كركوك هو أشبه بالرهان على الحصان الأعرج.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة /  22  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   25  /  تمــوز / 2008 م