الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ديمقراطيات ٦٢ -  جرة الذهب وحلم السلطة

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

 

يحكى عن رجلان من ابناء العمومه خرجا للقنص وبسبب قطعهم مسافة طويله دون حصولهم على اي صيد ارادا ان يشغلا نفسيهما واثناء عودتهما تحدث احدهم لاجل  تمضية الوقت بأثارة حديث يساعده وصاحبه على التعب والملل الذي اصابهم فما كان منه الا ان يخبر ابن عمه عن امنيه لو تتحققت لمنحه ربعها فأجابه ابن عمه عن هذه الامنيه فقال لو عثرت على جرة مملؤه بالذهب لاشتريت قطيع من الاغنام وقطيع من البقر واشتري بستانا وووو ..... ورد عليه ابن عمه بأنه لن يقبل الا بنصف جرة الذهب وقال له نحن متفقان على ان نتقاسم صيدنا وهو ما ينطبق على جرة الذهب الا ان الاول رفض ذلك بأعتبارها امنيته وخارج اتفاقهما عن الصيد , الامر الذي ادى الى تشاجرهما بالايدي ومن ثم بالسلاح بعد ان اختبأ كل منهما في حفره واخذا يتبادلان اطلاق النار وهو ما اسمع عشيرتهما صوت الرصاص مما دفع كل منهم الى التخندق  الى جانب شقيقه لتتحول الى معركة كبيره الى ان جاء حكماء القريه وشيوخها مستفسرين عن حقيقية الخلاف ليجدوا تفاهته وعدم وجوبه ليوعزا الى الطرفين ايقاف القتال ويبخوهما على قصر نظرهما . 

 

نورد هذه القصه  ونعني بها طرفين متناقضين الاول  من البعض القليل الذي يتطلع الى جرة الذهب من القوى الرافضه للاحتلال حيث الاصل ان يدافع المرء عن وطنه دون التطلع الى المصالح الانانيه الضيقه ويكون هدفه سامي خالي من المطامع والمصالح بما فيها كرسي الحكم الذي اسقط الكثير ممن جلسوا عليه  بعد ان نسوا او تناسوا الشعارات التي رفعوها قبل التحرير وهو ما ينطبق على الافراد او الجماعات , وعندها سيكتشف هؤلاء البعض اهمية التعاون بين القوى الوطنيه لتكوين قوة حقيقيه لها القدره على الصمود والمطاوله وحشد الشعب وتوحيد كلمته من خلال نكران الذات والابتعاد عن حلم السلطة  وهو الطريق الوحيد للنصر على الاعداء والبناء الجاد لتثبيت اركان دوله قويه تستند على ركائز اخلاقيه ووطنيه بما يساعد على التفاف الشعب حول تلك القوى  وبالمقابل فأن هذا التطلع يعتبر من الاخطاء القاتله في مسيرة حركات التحرر في العالم على مدى التأريخ ولو اخذنا حركتي فتح وحماس كمثال حي ومايحصل بينهما من صراع على السلطه الوهميه لعرفنا دقة ماذهبنا اليه ولاصبحت عبره لمن لايعتبر , ان خلاف قوى التحرر على مسائل جانبيه يعرقل بشكل كبير مسيرتها وتحقيق اهدافها الساميه في الاستقلال وانتزاع السياده خاصة عندما يكون العدو شرسا وهمجيا كما هو الحال بالنسبة للغزاة المتصهينين الجدد .

 

اما الطرف الثاني فكان نموذج حي مع فارق الولاء الوطني ( ولنا في صراع الاحزاب العميله على جرة الذهب مثل صارخ ) وشاهدنا كيف تساقطت اسماء وعناوين حالمه بجرة الذهب وكان للاسف البعض منهم ذو تأريخ سياسي مقبول كعدنان الباججي واين انتهى به المطاف بعد ان تلطخت سمعته وتأريخة بمعاونة الاحتلال في غزو بلاده وان ساعد بكلمه , وأنفضحت شعارات الحزب الاسلامي  بعد ان داس جندي امريكي ببسطاله على رأس رئيس الحزب لاكثر من نصف ساعة ولم يمنعه ذلك من الاستمرار والتمسك بمناصب حكومات الاحتلال وتنفيذ اجنداته اما عبدالعزيز الحكيم فكان اول همه تعويض بلده الام ايران بمئة مليار دولار ومثله اغلب احزاب ايران وغيرهم الكثير   ممن استقتلوا على احتلال بغداد ولاننسى كيف كانت اصوات صواريخ الاعداء وحمم قنابله التي تدك عاصمة الرشيد  تمثل لهم سمفونيه وتطرب اسماعهم الا لعنة الله على الخونه اجمعين من كل المشارب !!! نقول اين هم ومكبات النفايات لم تعد تتسع لامثالهم  .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس / ١٢ شعبان ١٤٢۹ هـ

***

 الموافق ١٤ أب / ٢٠٠٨ م