الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

رحلة العار الطالبانية إلى أثينا

 

 

شبكة المنصور

ابن الرافدين

 

كانت الرحلة المخزية التي قام بها الرئيس الطالباني إلى العاصمة اليونانية أثينا ملبدة بغيوم الخزي والعار منذ وصوله إلى المطار حتى مغادرته اليونان, فالرئيس العراقي كان قد حضر للمشاركة في منتدى الاشتراكية الدولية التي يتزعمها باباندريو زعيم حزب الباسوك الذي أفل بريقه على الساحة اليونانية بعد بزوغ شمس حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم, وقد تم إختيار الطالباني كنائب لرئيس المؤتمر, ولم يكن في استقبال الرئيس العراقي كما حدثنا السفير العراقي في اليونان حاتم الخوام أي مسئول من الحكومة اليونانية حتى موظف بروتوكول صغير من وزارة الخارجية لم يحضر, فلا سلام جمهوري ولا رفع علم عراقي ولا سجاد أحمر, مما جعل السفير في وضع محرج للغاية أمام الرئيس لكنه حاول أن يبرر الأمر بان احد أعضاء حزب الباسوك حضر المطار لاستقباله ولم يكن ذلك العضو نائبا في البرلمان أيضا!

ولما شعر الرئيس الطالباني بهذا الاستقبال الثلجي الحافل رفض أن يسلم على موظفي السفارة الذين كانوا ينتظرونه في صالة الانتظار على أحر من الجمر وإنما ركب السيارة متوجها للفندق, لإحساسه بالجوع والتعب كما ذكر السفير لبعض المقربين, وأضاف السفير انه أحرج للغاية للمرة الثانية أمام موظفي السفارة الذين عادوا بخفي حنين وهم يعتقدون بأنهم سيلتقون بضخامة رئيسهم. كما انه أحرج بعد أن وعد الجالية العراقية بأنه سيؤمن لهم لقاء مع الرئيس الطالباني وبأن بإمكانهم أن يطرحوا عليه مشاكلهم في اليونان وخاصة فيما يتعلق بجوازات السفر طبعة جيم التي قامت السفارة وفرع الحزب الديمقراطي الكردستاني ببيعها إلى أبناء الجالية بأسعار تنافسية وتبرعات قسرية بحجة افتتاح مقر جديد للحزب الديمقراطي الكردستاني وأعيدت جميعها إلى السفارة لوجود أخطاء فيها حيث لم تنتظر السفارة التعليمات لملأها و ويدعي القنصل علي عصام إن السفير هو الذي أرغمه على البدء بالعمل بها, وانه سلم(200) استمارة إلى رئيس فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في أثينا حسب توجيهات السفير لغرض بيعها إلى الأكراد بغض النظر عن جنسياتهم!

كانت تعليمات الرئيس الطالباني للسفير لا تتعلق بالعلاقات الثنائية أو تطويرها أو اللقاء بالمسئولين اليونانيين وإنما اقتصرت على وجبات الغذاء ومواعيدها وضرورة أن تضم ما يكفي من فيتامينات وملاحظة قلة الكولسترول, مؤكدا بأنه يهوي الأسماك جدا وبكل أنواعها الشهية وان الفطور أهم عنده من كل أمور السياسة, وأوعز السفير لنائبه بضرورة متابعة غذاء الرئيس حسب التوجيهات الرئاسية.

وقام عناصر البيشمركة المرافقين لسيادته بإعطاء التوجيهات الأمنية للسفير لغرض الالتزام بها مما جعله لا يعرف رأسه من قدمه, وذكر السفير بأنه تفاجأ بأن طاقم الطائرة الرئاسية فيه سبعة من الإيرانيين وطلب الرئيس من السفير خدمتهم على أكمل وجه وفعلا أدى الواجب وزيادة, فأنه لا يرغب بأن يفتح الرئيس الطالباني موضوع زيارة زوجته قبل أسبوعين من زيارته حيث عبر السفير عن سخطه واحتقاره لها لأنها غيرت الفندق الذي تسكن فيه إلى آخر دون علمه وسبها أمام الموظفين, مما جعل احد الموظفين الأكراد يستاء من هذا التصرف والذي وصفه بالسخيف, إضافة إلى التظاهرة التي قام بها عدد من الأكراد خلال زيارة زوجة الرئيس إلى مقر الاتحاد الوطني فرع أثينا حيث شتموا السفير واتهموه بأنه اكبر سارق ومقامر ومزور للجوازات واتهموه بأنه على علاقة جنسية شاذة بسائقه العراقي اسعد الجناحي الذي حوله من سائق إلى مترجم لحيويته في الليالي الحمراء.

ويبدو أن الرئيس الطالباني قرع السفير المعروف بضعف علاقاته مع الحكومة اليونانية وحسن علاقاته مع العاهرات اليونانيات حيث لم يتمكن من تأمين لقاء للرئيس الزائر ولو مع وزير فقط أو وكيل وزارة, وكانت المغادرة بنفس المستوى من الحفاوة باستثناء أن سيادته لم يتمكن من صعود سلم الطائرة فاستعانوا بعتلة لمساعدته!

سئل السفير فيما إذا كان هذا الاستقبال الفاتر سيؤثر على وضعه فقال بتهكم " إن عملي انتهى في اليونان ولم يبقى لي سوى أشهر وبما أني احمل الجنسية الاسبانية وليس عندي متعلقات في العراق الذي تركته لمدة تزيد عن عشرين عام فسأغادر مع العائلة إلى بلدي اسبانيا". ولمدارة الفشل في اللقاء بمسئولي الحكومة اليونانية امن السفير لقاء للرئيس الطالباني برؤساء البعثات الدبلوماسية الذين تفاجئوا من طروحات الرئيس الطالباني وهشاشتها, سيما انه اعتبر إن اللاجئين العراقيين الذين لا يرغبون العودة للوطن يرجع إلى ارتباطاتهم بحزب البعث, متجاهلا حقيقة الأسباب الجوهرية والوضع الأمني المتدهور ونفوذ الميليشيات والتهجير ألقسري.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد /  24  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   27  /  تمــوز / 2008 م