الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الفرس ينفذون والحكام العرب نائمون

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

يعي العالم كله إن الأمة العربية من الأمم التي تحمل في ما تعتقده الخير للإنسانية وتطمح إلى مشاركة الأمم الأخرى فيما تسعى إليه من حضارة ورقي وتطور ولم تعمل على مدى تاريخها المجيد على استعباد غيرها من أمم وشعوب الأرض , وحتى أثناء الفتوحات الإسلامية الخالدة كان العرب ينقلون التعاليم والمبادئ الإسلامية مع حرصهم الشديد على احترام الإنسان أولا واحترام معتقداته وعقيدته في نفس الوقت الذي حرصوا فيه على احترام الأعراض والمقدسات وممتلكات الأشخاص عند الشعوب المفتوحة وكانوا ينقلون الحضارة العربية كما ينقلون مبادئ الإسلام وفي تاريخنا شواهد على ذلك لا يحصرها حد ولا يعدها عد ولا يتسع منبر لذكرها .

وإذا كنا على يقين إن دوام الحال من المحال وان تلك الأيام تتداول وان امتنا كباقي الأمم ممكن جدا أن تمر بعوامل ضعف وانحطاط فيصيبها ما أصابها اليوم فلا يعيبنا أن تمر امتنا بانتكاسة تمكن غيرها منها ولكن يعيبنا أن نرتضي أن يستعبدنا غيرنا ويمتهن كرامتنا ويعتدي على أعراضنا ويسلب حقنا في خيراتنا ونحن نعرف أن تعاليم ديننا الحنيف توجب علينا الجهاد ومقارعة المعتدي ومنازلته ونحن لا نرتضي ذلك لغيرنا من الأمم والشعوب فمن المؤكد إننا لا نرتضيه لأنفسنا وان تواجد بيننا من ضعاف النفوس الذين يرتضون التبعية للأجنبي .

ولآلاف السنين من التاريخ كان الفرس يكنون الحقد والعداء للعرب ولهم أطماع في الأرض العربية يتحالفون مع الشيطان ضد العرب لتحقيقها , فقد تحالف ملكهم كورش مع اليهود أول مرة سنة 539 قبل الميلاد فاسقطوا دولة بابل وعاثوا في حضارتها التي تمتاز بكثير من الرقي في تلك الفترة فسادا , ولم يتوقف تحالفهم مع كل من يعادي الأمة العربية حتى آخر دجال فيهم لا رحمه الله خميني وكلنا نتذكر مقولته الشهيرة اثر انفضاح أمر التعاون ألتسليحي الفارسي – الصهيوني بعد حادث سقوط الطائرة التي كانت محملة بالأسلحة الصهيونية باتجاه طهران فوق الأراضي التركية انه يتحالف مع الشيطان ضد العرب , وتحت شعار تصدير الطائفية الفارسية شن حرب ضروس على العراق بوابة العرب الشرقية استمرت أكثر من ثمانية سنوات ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الطرفين حتى تجرع هذا السفاح الملعون السم الزعاف قبل عشرون عام في مثل هذه الأيام بعد أن تهشم رأسه ورأس الحقد ألصفوي الفارسي على صخرة الصمود العراقي .

إن كل متتبع لمجرى التاريخ العربي المعاصر وليس البعيد لأننا نعيش أحداثه وطبيعة العلاقات الفارسية – العربية يستطيع أن يشخص عمق التحالف الامبريالي الفارسي مع أعداء العروبة سواء الغرب المتمثل بأمريكا وبريطانيا وحلفائهما أو مع الكيان الصهيوني وباستخدام الستار الإسلامي لتسهيل عملية التغلغل بين العرب وتفتيتهم بعد نشر الفكر الطائفي بينهم ومن ثم الانقضاض عليهم ولو تطرقنا بقليل من العجالة لمشروعين نعيشهما واقعا اليوم في المنطقة برعاية وبنتائج فارسية الأول في العراق يعمل على تنفيذه آل طباطبائي الحكيم ومن دار في فلكهم والثاني في لبنان يتزعمه حسن نصر الله , أما المشروع الثالث الذي ينوي الفرس إقامته بعد انجاز ما ينقصه من متطلبات فهو ما ينفذ في الخفاء في الخليج العربي ولنترك ما يثيرون من فتن هنا وهناك بين الحين والآخر على غرار ما يحصل في اليمن أو في مصر أو السودان أو دول المغرب العربي .

ما ينفذ في العراق تقوم به عصابات مليشياوية وفرق موت دربها وسلحها ودعمها ماديا ملالي الفرس بهدف عزل جنوب العراق عن باقي أطرافه وتستغل المناسبات الدينية لتأجيج مشاعر بسطاء الناس في ممارسات بعيدة عن الدين الإسلامي ومنهج آل بيت الرسول عليهم السلام حتى بلغ بالبعض أن تخلوا عن ابسط قواعد الوطنية والانتماء للبلد وتسخر المنابر الحسينية للترويج لتلك الممارسات بينما يصار إلى التعتيم على نقص الخدمات الحاد وإشاعة الأمية بين الشباب والأطفال ويبرر التسيب في الدوائر على أساس الانصراف لممارسة الشعائر الحسينية ويفكك الالتزام العائلي وينشر الفساد بذريعة حضور تلك الممارسات .

أما في لبنان فان المسألة تتعلق بسيادة القطر على أراضيه ومواطنيه تحت ذريعة مقاومة العدو الصهيوني فيتم تسليح حسن نصر الله وحزبه وتقويته للانقضاض على وحدة البلد وتعطيل مشروع نهضته , فإذا كانت الحكومة الصهيونية قد انسحبت من جنوب لبنان فإنما لدعم حسن نصر الله وإحاطته بهالة من الوطنية والقدرة على الصمود والتصدي مقابل ضمان أمنها وضمان حدودها من جهة وتفتيت الجبهة الداخلية من جهة ثانية ولا تعدو مسألة نقل جثامين الشهداء في مساومته الأخيرة من أرضهم التي رووها بدمائهم الزكية إلا إخراج لكل ما هو مقاوم من داخل الأراضي الفلسطينية , وإذا كان ثمة من يقول غير ذلك فلنحتكم للأحياء من ذو الوطنية والمروءة فيما إذا كانوا يفضلون الدفن شهداء في فلسطين أو ينقلون عنها , وكلنا نتذكر وصية الشهيد الراحل أبو عمار رحمه الله عن مكان دفنه .

إن المماطلات التي يثيرها حسن نصر الله بين الحين والآخر منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس أمين لحود إلى هذه الساعة إنما هي تعبير عن لي ذراع الوحدة الوطنية اللبنانية وفرض الإرادة الفارسية في المنطقة بدلالة طول الفترة الماضية من الاختلاف على أي قرار يخدم التهدئة والوحدة الوطنية وبدلالة الاعتداءات التي تمارسها عصاباته بين الحين والآخر في هذه المدينة أو تلك ولعل من الجدير بالذكر إن مقتل المجرم عماد مغنية قد قبض ثمنه حسن نصر الله شخصيا وتم بالتعاون مع مخابرات العصابات الفارسية والسورية ودولتان اخريتان كجزء من صفقة ولأسباب لا تختلف ولا تبتعد كثيرا عن أسباب اغتيال العميد محمد سليمان مستشار الرئيس السوري بشار الأسد .

أما في الخليج العربي فان الجهد الفارسي تركز ولا زال على إدخال الموجات البشرية إلى الضفة الغربية منه وانتشارها في مشايخه ومن ثم إثارة الاضطرابات وتعبئة الرأي العام فيها بما يخدم المشروع الفارسي الطائفي وكلنا نتذكر ما حصل في مراسيم الفاتحة التي إقامتها الجالية الفارسية في الكويت بعد مقتل المجرم عماد مغنية كنموذج للتحدي الفارسي للعرب ونتائج ذلك كما نتذكر موقف عملائهم من مسألة الجزر العربية الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى خلال مؤتمر البرلمانات العربية الثالث عشر المنعقد في أربيل في آذار 2008 .

والآن ينبغي للجميع تذكر موقف مشايخ الخليج من الغزو الأمريكي للعراق وما حصل نتيجة ذلك حيث انطلقت قوات الغزو الهمجي من أراضي الخليج دون غيرها فابتعدت عن عمقها الطبيعي , عن الشعب العربي لصالح الأطماع الامبريالية الغربية فماذا كانت النتائج ؟

إذا كان العراق هو الشوكة التي تنغرز في عين الأمريكان وتمنعهم من تحقيق مشروعهم الامبريالي في المنطقة العربية فاستغلت مشكلة الكويت لمصالحها الخاصة التي تؤدي إلى تنفيذ مشروعها قد تدخلت لصالح الكويت وحاصرت وقتلت وشردت ملايين الأبرياء من أبناء العراق خلال أحداث تسعينات القرن الماضي فهل تتخلى عن مصالحها مع الفرس الآن ؟

إن الفرس يدركون مدى حاجة المصالح الأمريكية للذراع الفارسي في مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي أعلن عنه القزم بوش كما يدركون استحالة أن توجه لهم ضربة عسكرية لمجمل الظروف الدولية التي تحاول الولايات المتحدة فيها إشراك اكبر عدد ممكن من دول حلف شمال الأطلسي لتخفيف الضغط الكبير الذي تعاني منه نتيجة لعنف الضربات التي تتلقاها من المقاومة العراقية المجاهدة وقوتها , ورغم كل التنازلات التي قدمها حكام المشايخ الخليجية للأمريكان خصوصا وللغرب عموما فان التحدي الفارسي يزداد وقاحة وأطماعهم تزداد نهما فتصريحاتهم الرنانة التي توشي بخبث نواياهم في تصاعد مستمر رغم محاولات استرضائهم وآخرها ما صدر من مستشار وزير خارجية الملالي لشؤون الأبحاث يوم الجمعة 8 أب الجاري واستهدف به حكام المشايخ بشكل صريح ومباشر .

افبعد هذا يوجد من يشك بنوايا الفرس التوسعية وتحالفهم مع الأمريكان والصهاينة , لتدمير العراق والأمة العربية وتفتيتها ؟

وبعد كل هذه الأحداث هل يوجد من ينكر إن العراق بوابة العرب الشرقية التي يحميها اسود الرافدين الأبطال وأي شرخ فيها هو معبر ومنفذ للأمة العربية ؟

وبعد هذا كله هل يغفر حكام مشايخ الخليج لأنفسهم أنهم تخلوا عن العراق بل وساهموا بقدر كبير في تدميره ؟
وهل ينسى النذل دعوته بان يكون العراق حجر على حجر أو الملايين التي صرفت على شن الحرب على العراق؟
فليجنوا ثمار ما فعلوا لعلهم يعودون إلى رشدهم فيصلحوا ما افسدوا من مواقفهم لان العراق هو طوق النجاة العربي دائما وسيبقى أبدا .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد / ۹ شعبان ١٤٢۹ هـ

***

 الموافق ١١ أب / ٢٠٠٨ م