الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

لمن سيكون الدور بعد البشير

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

في زمن الهوان هذا الذي تعيشه امتنا العربية أصبح لابد من الفصل بين مواقف الأنظمة الرسمية العربية في عموم أقطارها وبين مواقف الشعب , عموم الشعب العربي على امتداد وطنه من خليجه إلى المحيط بل وحتى من يمتلك الجرأة ممن يقيم خارج الوطن ويعاني معاناة أهله , فالموقف الرسمي ينضح بالخانة والجبن والخنوع حتى وان تغيرت شخوصه بين قطر وآخر , وهو على حاله هذا منذ نظام الانتداب الذي فرضه الاحتلال الغربي على بلادنا وقسمها حسب اتفاقية سايكس – بيكو سيئة الصيت والعنوان ونصّب عملائه على حكم الشعب فكانت تمثل إرادته وتعمل على تنفيذ رغباته وتعينه على إذلال شعبنا وسرقة ثرواته والمماطلة والتسويف في تلبية مطالب الشعب , فإذا كانت الإرادة الغربية قد قسمت فلسطين وتسببت في نكستنا كأمة عربية وكانت أم القضايا العربية وفاتحة لعهد التفتيت والضياع فان الحكام العرب كانوا الأداة التي ساهمت في تنفيذ ذلك من خلال ما كانوا يطرحون من مشاريع ومساومات ساهمت إلى حد كبير في بؤسنا اليوم بعد أن كانت أساسا لما تبعها من مشاريع .

صحيح إننا لم نتعايش مع أحداث تلك الفترة ولكن الجيل الذي سبقنا على الرغم من تواضع إمكاناته , كان أمينا ودقيقا في نقلها إلينا كما سنكون إن شاء الله كذلك في نقل معاناة امتنا اليوم إلى أبناءنا لنفوت الفرصة على أعداءنا ولنكسب احترامهم , ولنمنحهم الفرصة كاملة في التمييز بين العملاء الرعاديد وبين القادة الذين ضحوا للانتقال بالأمة إلى بر الأمان و بسبب تلك المواقف حاربتهم قوى الاحتلال والعدوان .

المهم إن النظام العربي الرسمي أسس لتفتيت الأمة العربية وتذوب مشروع نهضتها وتوحدها ورغم المشاريع التي طرحت آنذاك والتي كانت تعبر عن نوايا أصحابها إلا إن الزعماء العرب حينها انساقوا خلف الإرادة البريطانية ليؤسسوا الجامعة العربية كي تكون أداة التفتيت بدل وسيلة لم الشمل العربي حسب أرشيف وثائقها ومنذ عام 1945 إلى يومنا هذا عقدت هذه المؤسسة أكثر من عشرين مؤتمر للقمة ساهمت إلى حد كبير جدا في تردي أوضاع امتنا وبلوغها هذا المستوى من الضعف والذل ناهيك عن قراراتها ومؤتمراتها الوزارية , ولان موضوع حديثنا ليست جامعة الدول العربية فسنترك الأمر إلى وقت آخر .

وألان إذا كانت فلسطين قد ضاعت بسبب تقاعس الحكام العرب عن أداء دورهم بالشكل المطلوب بل وتعطيل دور الجماهير العربية عن جهادها فان من نتائج ذلك إن تكررت النكسات وتعددت الجروح وربما قسم منها بأيادي الحكومات العربية فاتجه السلاح العربي إلى الصدور العربية ولسنا بحاجة إلى التذكير بأحداث أيلول الأسود أو أحداث الجنوب اللبناني مثلا وإذا كانت تلك الأحداث بعيدة عن ذاكرة بعضنا فإننا قد عشنا العدوان الأمريكي الأول على العراق وكيف ساهمت الأقطار العربية ولا عتب على الدول الإسلامية في جعل أراضيها قواعد انطلاق العدوان على الشعب العراقي وكلنا عشنا قصف الطيارين من حاملي الجنسية العربية للمدن العراقية وتدمير بناه التحتية ومن ثم الحصار الذي استمر أكثر من ثلاثة عشر عام وأدت نتائجه إلى استشهاد أكثر من مليون ونصف مواطن بريء وأخيرا الغزو الهمجي الأمريكي والذي لا زال جاثما على صدور العراقيين وما رافقه من قتل ودمار وتهجير وتشريد لأكثر من ثلث أبناء البلد دون أن يشعر الحكام العرب بذرة حياء في ذات الوقت الذي يكرم الغازي والقاتل بأرقى الأوسمة الرسمية العربية وتراقصه نساء الحكام العرب وكأنها مكافئة له على فعله القبيح في العراق بل وراحوا يشرعنون له غزوه ويعترفون بعملائه فيبعثون له بالسفراء والممثلين الدبلوماسيين .

إذا كان ذلك موقف الحكام العرب فان الشعب العربي بالتأكيد لا يتفق معهم بدلالة استعداده الدائم للتضحية والاستشهاد والتلاحم دفاعا عن قضاياه القومية المصيرية فلم يكل العرب يوما في الدفاع عن فلسطين والعمل على تحريرها ولم يتقاعسوا عن أي من قضاياهم التحررية الأخرى فكلما اشتدت الخطوب والمحن كلما تقارب الشعب العربي من بعضه , وحين توفرت قيادة وطنية جادة كالرئيس الراحل جمال عبد النصر رحمه الله استطاع العرب صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 , وحين أتيحت الفرصة للمقاتل العربي انتصر على المرتزق الصهيوني في حرب تشرين عام 1973 رغم امتداده وعمقه الغربي , ولم يكن المقاتل العراقي اقل شجاعة وبأس من أخيه العربي في صد ريح الفرس الصفراء وعدوانهم على العراق على مدى ما يقارب العقد من الزمن , وكذلك هو حال العرب في الصومال ولبنان والجزائر وليبيا وفي أي شبر عربي فأينما يوجد العربي توجد الشجاعة والفروسية والقوة وصلابة المواقف البطولية المشرفة .

إذن لابد من الاعتراف الآن إن قوى الشر والعدوان الطامعة في امتنا قد نجحت في أن تجعل أراذل الأمة وخونتها قادة عليها وأصحاب القرار والنفوذ فيها وإذا تجاوزنا جوع الصومال واحتلاله , فبماذا يفسر سكوت الزعماء العرب بل مشاركتهم أمريكا في حصار وتجويع أكثر من عشرين مليون عربي في العراق ؟ وبماذا نفسر جعل الأراضي العربية قواعد انطلاق للصواريخ والطائرات الغربية التي دمرت العراق وفي المقابل امتناع تركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي عن استخدام أراضيها ضد العراق ؟
هل يستطيع النظم الرسمي العربي أن يفسر لنا صمته أمام اعتقال القيادات العراقية الشرعية واغتيال رموزها ؟ وما معنى صمتهم أمام إبادة شعب لم يتوانى يوما في أداء التزامه القومي وأينما توجب ذلك ؟ فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟

الآن دارت الدوائر والأطماع الغربية باتجاه السودان وها هي وزارة الخارجية الأمريكية وبمساندة غربية تستدعي رئيس دولة عربية للمثول كمتهم أمام محكمة الجنايات , الواجهة الأمريكية الجديدة للعبث بمقدرات العرب وشعوب العالم الثالث , ولازال الموقف الرسمي العربي صامت !!!!

وبغض النظر عن علاقة البشير , الرئيس المعني بهذه القضية بشعبنا في السودان وطريقة ممارسته لدوره الوظيفي هناك , ولسنا في دفاع عنه فهل يجوز أن يستدعى وبهذه الطريقة ؟

إذا كانت أمريكا ترعى حقوق الإنسان في العالم فمن يقدم القزم الحقير بوش إلى المحاكم لإنصاف حق قرابة المليونين شهيد عراقي وتهجير ثمانية ملايين منهم داخل القطر وخارجه على يد العصابات الأمريكية ومرتزقتها ومليشيات عملائها إذا أهملنا الممارسات اللاإنسانية وانتهاك الأعراض وسرقة الثروات واستباحة السيادة والقائمة تطول .

لقد استطاع عملاء الأجنبي الذين تسلطوا على كراسي الحكم العربية سرقة جهاد شعبنا طيلة القرن الماضي فارتضوا الخنوع وإذلال الأمة ولا طريق للخلاص إلا الثورة على هؤلاء الشخوص الذين انشغلوا عن شعبنا بما يسرقون وما يديم تسلطهم وأنظمة حكمهم وإلا فسوف تلعننا أجيالنا القادمة لأننا ضيعنا حق امتنا لن نورث لهم سوى الذل والهوان .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  13  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   16  /  تمــوز / 2008 م