استمد البعث فكره من الإسلام ومن
تاريخ امتنا المجيد فنحن العرب
قوم اختصنا الله بحمل رسالته
الكريمة بين شعوب وأمم الأرض
فجاهد أجدادنا الإبطال لحمل
الأمانة بمسؤولية وثقة كبيرة وشاء
الله أن يتم نوره في الأرض على
عباده , ونحن أحفادهم وامتدادهم
نفتخر بان لنا نفس نهجهم ولكن في
عصرنا هذا حيث اختلت الموازين
وسادت شريعة الغاب الأمريكية بعد
انفرادها بالقوة في العالم وتعرضت
ثقافتنا لمحاولات الفصل بين
القومية والدين الإسلامي ومحاولات
الإيحاء بان هناك تناقض بين
الاثنين والعمل على تذويب القومية
العربية لصالح غيرها وكأنه هو من
يرعى الإسلام من دون العرب بل
وحتى تذويب وتشتيت الإسلام نفسه
لصالح الطائفية .
بعد تعرض القطر العراقي إلى غزو
وحوش الأرض الأمريكان في مطلع عام
2003
نشط بشكل مثير للريبة تحالف الشر
" الأمريكي – الصهيوني – الفارسي
" الذي يمارس مهمة تغير واقع
المجتمع العراقي في إثارة النعرات
الطائفية بين أبنائه ولم تتوقف
عند إشاعة ثقافة الفرقة والتناحر
والتعصب المذهبي واتخاذه سبيلا
لإضعاف الرابطة القومية وتبنيه
كمنهج لترويج روح القتل والتصفية
الجسدية والتهجير حسب الانتماء
الطائفي والعرقي .
إن إيمان حزب البعث العربي
الاشتراكي هذا بالله والرسالة
السماوية المحمدية وبشرف الوطن
كان الأساس لانطلاقة الثورة
الجهادية الجبارة التي انطلقت في
اليوم التالي للاحتلال مباشرة تحت
راية الله اكبر بعد أن تناخا رجال
الحزب قادة وقواعد وتوحدوا مع
جماهير شعبنا أهلهم وحاضنتهم
لتكوين الامتداد الطبيعي للثورة
العربية الكبرى التي شملت كل
المشرق العربي بكل مفاصلها ففي
العراق وسوريا وفلسطين ومصر
وامتدت لباقي أركان الوطن , فقد
استحضر مناضلو الحزب كل قيم
التاريخ العربي الحديث وانطلقوا
لإعادة بناء النموذج ألبعثي
الجهادي الذي استهدفه تحالف
القذارة والشر في عدوانه , نموذج
الوحدة والحرية والاشتراكية
مستفيدين ومستنيرين بتجربة الخمس
والثلاثون عاما ومسيرة ما قبلها
منذ تأسيس حزبنا العقائدي وتاريخ
امتنا المجيد .
إن إيمان رجال البعث الأبطال هذا
بالله وبالوطن وبالرهان على قدرة
الشعب العراقي بكل أطيافه كان
الهاجس الأكبر للدفاع عن الحزب
وثورته الأصيلة وعن العراق العظيم
والأمة العربية وقتال اكبر قوة في
العالم يقودها القرد الأرعن بوش
الذي اصطف خلفه الكثير من
الكيانات التي ربطت مصيرها به من
أقزام الخليج العربي الذين جعلوا
من مشايخهم قاعدة لانطلاق وحوش
الأرض الأمريكان لتدمير العراق
إلى الفرس الذين تحالفوا معهم
باستهداف شعبنا إلى عملاء
الخيانة الذين باعوا أنفسهم
وضميرهم وشرفهم وارتضوا أن يركبوا
الدبابة الأمريكية ضد أبناء بلدهم
.
هذه المقدمة نأتي بها بينما تتردد
تسريبات عن لقاءات يطلقها هذا
العميل أو ذاك البوق حول توحيد
صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي
سواء في القطر العراقي أو مع
العناصر التي ظلت وانقلبت على
قيادة الحزب القومية الشرعية في
سوريا , نرغب في التطرق إليها
وتوضيح حقيقتها , فإما من خرج عن
الإجماع الوطني وارتضى لنفسه خدمة
المنحرفين واستقر في دمشق من
أمثال محمد يونس الأحمد ومن تبعه
فقد كشف عن نفسه في الوقت الذي
يخوض فيه شعبنا المجاهد اشرف
معركة في تاريخ امتنا العربية
المجيدة وقدم فيها حزبنا قرابة
المائة والخمسون ألف من مناضليه
الأبطال وعلى رأسهم شهيد الحج
الأكبر رحمهم الله جميعا فسقط في
فخ الخيانة الوطنية العظمى ولا
شفاعة له عند أصغر مناضل بعثي
عمرا لان رجال البعث الصامدين
كلهم أبطال وكبار في فعلهم
وتأثيرهم وتضحياتهم بشهادة
الأعداء قبل الأصدقاء .
أما قادة المؤامرة الكبرى القذرة
على الحزب الذين انحرفوا عقائديا
وسياسيا وأخلاقيا وقاموا
بانقلابهم المسلح على الحزب
وقيادته الشرعية وظلوا يتمسكون
بشعارات الحزب للتصدي للحزب إلى
الآن ولم يتركوا وسيلة غير شريفة
إلا واستخدموها للوصول إلى
غاياتهم الدنيئة وإلحاق الأذى
بالحزب وعرقلة مسيرته ومسيرة
ثورته الظافرة ولازالوا يمارسونها
في هذا الظرف الحرج في محاولة
بائسة منهم للقضاء عليها وعلى
قيمها ومبادئها التي غرستها في
أبناء شعبنا لا سامح الله نهائيا
بالتعاون مع حكم الملالي الطائفي
ألصفوي في قم وطهران الذي تحالف
مع الأمريكان في تفتيت العراق.
إن رفاق الحزب في العراق و الوطن
العربي عموما وخصوصا من تعايش مع
الحالة من مناضليه الذين أمد الله
العزيز بأعمارهم ويقدون بالبسلة
البعثية المعروفة جبهة الجهاد
والتحرير يتذكرون سلسلة الجرائم
التي تلطخت بها الزمرة الشباطية
وإذا تجاوزنا ما قبل انحراف شباط
1966 فان هذه الزمرة قامت بأخطر
انشقاق للحزب في العراق استهدف
إجهاض ثورة الحزب التي نضجت
ظروفها وأصبحت قاب قوسين من
الانطلاقة فأصدرت بيانها سيء
الصيت المشهور الذي أعلن فصل
أعضاء قيادة قطر العراق ومن خلال
الإذاعة وبالأسماء الصريحة الأمر
الذي كشفهم أمام السلطات العارفية
لملاحقتهم واعتقالهم فكان رد فعل
الحزب قيام ثورة تموز 1968
المجيدة .
وبعد الدور المهم الذي لعبه الجيش
العراقي الباسل في صد العدوان
الصهيوني على سوريا عام 1973
ودفاعه البطولي في إنقاذ دمشق من
براثن العدوان رغم عدم علم قيادة
الثورة إلا من خلال الإذاعة فقد
أبدت حسن النية في التعامل مع
المنشقين من زمرة حافظ أسد وتجاوز
خلافات الماضي وعودتهم إلى صفوف
الحزب وبعد أن قطعت شوطا كبيرا
مهما في هذا الاتجاه جاءت طعنتهم
الجبانة الغادرة من الخلف بالتآمر
الذي أدى إلى أن يذهب ضحيته احد
أعضاء القيادة القومية و خمسة من
أعضاء قيادة قطر العراق وثلاثة
وسبعون من الكادر المتقدم في
الحزب والدولة .
يعلم العالم كله ومنه شعبنا
العربي في سوريا بتفاصيل العدوان
الفارسي ألصفوي على البوابة
الشرقية للوطن العربي , العراق
العظيم حيث كانت ريحهم الصفراء
تستهدف الأمة العربية من المحيط
الأطلسي إلى الخليج العربي والتي
لازلنا نعاني من آثارها إلى يومنا
هذا واشتد سعيرها اثر غزو رعاع
الأرض الأمريكان لقطرنا العزيز
فتأكدت نوايا الفرس الخبيثة
وتجسدت واقعا على الأرض , رغم ذلك
فقد عملت قيادة حافظ أسد لسوريا
على تجهيز الفرس بكل ما يدعم
عدوانهم من أسلحة وعتاد وتجهيزات
وخبرات استخباراتي تهدف إلى إضعاف
صمود الجيش العراقي البطل بلغت
حتى استخدام القواعد الجوية
السورية لضرب العراق ولكن إرادة
الله , إرادة الحق شاءت أن ينتصر
العراق ويتجرع دجالهم الكبير
الحاقد على العروبة والإسلام
خميني السم الزعاف فيولي غير
مأسوفا عليه إلى مزبلة التاريخ .
وفي موقف مخالف تماما لموقف قيادة
الحزب في العراق القومي أثناء رد
العدوان الصهيوني عام
1973وبمخالفة أخرى لأبسط قواعد
الالتزام القومي والدفاع العربي
المشترك , فإننا جميعا نعرف إن
حافظ أسد اشترك في العدوان
الثلاثيني على العراق بزعامة
الولايات المتحدة الأمريكية وأرسل
جيشا نظاميا للمساهمة في إضعاف
ثورة الحزب في العراق تمهيدا لغزو
واحتلال القطر والقضاء على جيشها
العقائدي وكانت تلك المشاركة رغما
عن الشعب السوري وكلنا نتذكر
الاحتفال الذي نظمه الجيش السوري
على الجبهة اثر ما أصابت الصواريخ
العراقية مدن ومنشآت الكيان
الصهيوني وما نتج عنه من ردة فعل
لدى قيادة جيش تحالف الشر وشتان
بين موقف حافظ أسد وبين جيشه.
وللحديث بقية
إن شاء الله . |