الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

عرب عبروا خط الشروع
( بمناسبة ذكرى ثورة 17_30 تموز 1968 الخالدة )

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي _ بغداد

 

لم تعد الأمة تحتمل مزيدا من الهزائم والانتكاسات ... وكفا أبناءها ما هضموه من شعارات وتشكيلات سياسية وحزبية، كلها تتاجر بمشاعرهم (الجياشة) تجاه وحدتهم وتحررهم وضمان العدل الاجتماعي بين مجتمعاتهم ...

من هذه البديهية ... من هذه الحقيقة الكبرى ... انطلق البعث ورجاله في العراق العظيم يخططون لاستلام السلطة ... ومنها أيضا رسموا خطواتهم ... لسنوات تأتي في أول فعل ثوري منظم وأول رؤية ثورية مبصرة ومتطلعة يشهدها تاريخ الامة العربية الحديث.

الأفعال والأعمال الكبيرة تقاس بأهداف انطلاقها .. وتقاس بمقدار المتحقق منها كما ونوعا .. والأهداف عموما هي نوع من النوايا، ولا قيمة للنوايا في السياسة والعمل الثوري إن لم تقرن بأفعال، وهذا ما ميز ثورة العراق العملاقة في تموز 1968. كانت النوايا (الأهداف) واضحة، ومن بين أهمها على الاطلاق .. أن يكون عام 1972 خط الشروع نحو عرب وعروبة ومجد عربي جديد ينطلق من أرض العراق.

تحويل هدف امتلاك الأمة لثرواتها من شعار وامنيات الى واقع .. تم فعلا بالتأميم العظيم الذي كان بمثابة ثورة داخل الثورة ... وعنوانا لامتلاك الأمة ارادة القرار والتنفيذ، وبحسابات قيادية متفردة تستند الى ارادة شعبية عارمة ... وهو ضمان مادي وروحي لانطلاقته الجديدة في تحقيق الذات والهوية والتغلب على مواطن الوهن والضعف والخور من تجزئة وتخلف وأمية وجهل وقنوط في ذيل قائمة العالم المتحضر المتقدم علميا وتكنولوجيا.

حل مشكلة الاقليات في الامة حلا ديمقراطيا وطنيا انسانيا ... فتم منح الكرد حكما ذاتيا فريدا في نوعه وزمانه لتضمن الثورة عراقا واحدا ينتهي ويخرج من معضلات عرقلة الذات للذات وبقناعات راسخة ان الكرد جزء حي من شعبنا وتأريخنا وشركاء في الوطن شأنهم شأن أي عراقي آخر.

كلا الانجازين، التأميم والحكم الذاتي يمثلان تجاوزا علميا وثوريا لعقبات كأداء في عبور خط الشروع نحو افق التقدم الارحب ... كلاهما يمثل انتصار الامة والوطن على كوابح تاريخية وعوامل وهن استوطنت بفعل عوامل ذاتية وخارجية .. استعمارية وصهيونية واقليمية، والنجاح بهما يعني ضمنا عبور خط الشروع بمسافات.

عبور خط الشروع والوقوف كالعملاق المارد المتحدي وراءه هو امنية وهدف, بل امنيات واهداف, تمتد في جسد الوطن مثل نظام توزيع الدورة الدموية في جسد البشر!! حيث لا توجد خلية في جسد الوطن لا تحتاج حيثيات عبور خط الشروع ... كلها تنتظر.

في الريف .... حياة معدمة ... بؤس وفقر مدقع مستوطن .. امية وجهل اذ لا مدارس ولا طرق مواصلات تغلب طين الطرقات واوحال الزمن المترهل.

(الريف عضو الجسد الكبير الذي انبثق منه القائد العظيم صدام حسين ... يعرف اوجاعه كلها فدخل فيها طبيبا مداويا بفعل جمعي يستحضر الغيرة العراقية المبدعة .. حتى عبر ريفنا وفير الخير الى الضفة الاخرى .. ما وراء خط الشروع ...غنى ومدارس وطرق وسيارات ومكائن ومبازل واستصلاح)

ومن هناك, من عمق ريف وقصبات العراق .. من كاظمة الى السليمانية ... وبعد سنوات قليلة في اعتبارات فعل الثوار غير انها طويلة حتما في معايير الزمن الاغبر .. تطالعك هامات الرجال (القادة) في شركة الميلاد للابحاث العسكرية, خلايا عمل علمية _ بحثية تطرق بقوة نظم تشغيل الصواريخ وبرمجتها رقميا وتغيير وتطوير نظم محركاتها وانواع وقودها وعوازلها ومهامها وسبل ردعها ... ومثل ذلك بحوث في انواع العتاد وانواع القتابل وسوى ذلك الكثير مما يعرفه مختصوا الصناعة العسكرية من علماء تخرجوا في الفترة الواقعة بين عام 1977 وعام 1990 من أعرق جامعات العالم وأكثرها علما من بحوث تمثل حاجات الجيش وسبل الدفاع.

نعم .. رجال العراق (علمائه) من أساتذة ومهندسين من ابناء الريف الذي كان مرتعا للجهل يقودون الآن عجلة البحث في الصناعة والتصنيع المدني والعسكري وفي الزراعة والطب والفضاء في عشرات المراكز البحثية المدنية والعسكرية الى جانب ابناء المدن في تلاحم أراه يرمز بعفوية وعمق الى انتقالة نوعية في حياة العراقييين متفردة في نوعها، لانه يعني حتما عدالة اجتماعية لم تتحقق من قبل في حياة العرب الحديثة وتمثل مرتكزا من مرتكزات فكر البعث وأهدافه.

في المدن ....

تعليم وصحة ونقابات ... بناء واعمار وسياسة تدخل كل شارع, بل كل بيت, تعلم الناس واجباتهم وتستنهض فيهم الغيرة الوطنية والحمية اليعربية ليستيقظوا فجرا يؤدون صلاة الحب الالهي وينطلقون في نهارات منتجه مثمرة .. وغير ذلك انتخابات مهنية وبرلمانية .. جبهة عمل قومي وطني اشتراكي ... ديمقراطية عراقية عربية بعثية ... صحف ومجلات واعلام حر .. شاء من شاء وابى من ابى.

في ثلاثين عاما ...غلبنا الكثير ... وبقى امامنا الكثير .. بنينا بكل قوتنا, وتم تهديم الكثير مما بنيناه لانه لا يعجب البعض ليس فقط كبناء, بل لاننا نحن من بنيناه !!!.

حمينا العراق والامة من الاحتلال الفارسي مرتين .. نعم مرتين ..

مرة من حدودنا المباشرة مع ايران التي حملت رايات منهج تصدير ثورة ولاية الفقيه, في حرب القادسية الثانية المجيدة، التي ماطلت ايران لتُبقي أوارها مستعرا ثمان سنوات وهي تمني النفس بتحقيق خرق في جبهات الفداء العراقي حتى اعييناها فتقبل (خمينيّها) السم الزعاف حين اذعن لقرار وقف اطلاق النار مرغما على تجرع كؤوس الخيبة والخذلان.

  ومرة ثانية عندما استخدم الايرانييون ومعهم اميركا والكيان الصهيوني, هذه المرة, ارض كاظمة العراقية التي اقتطعها الاحتلال البريطاني من جنوب العراق ليؤسس عليها محمية ليهود الخليج اسماها الكويت ... ليباشروا العدوان من جديد وبصيغ جديدة ..

   غير اننا انقضضنا كالاسود عليهم وعلى اوكار العمالة والخيانة وافاعي الصهيونية وجحور الجاسوسية التي كانت تعد العدة مع ايران لاسقاط بلدنا صريعا ... فلقنّا العدى دروسا من إعداد عرب ما وراء خط الشروع ... وتنفيذهم، فأذقناهم مر الهزائم ... ولم يجرؤ أي منهم ..عجمهم وامريكانهم والمستعربين من بينهم, الاقتراب من اسود العراق ...

فلجاءوا الى الغدر والخسة وانتهاك قواعد الاشتباك حيث ضربوا اسود جيشنا المقدام وهم يقفلون راجعين من كاظمة بعد اتفاقات وقف اطلاق النار حسدا وحقدا وغيلة لما حققوه من نصر مبين في القادسية الثالثة التي دارت رحاها على ارض كاظمة هذه المرة. وامتد الحقد والغدر يسير فوق جثث جنودنا العزل المنسحبين بعد وقف اطلاق النار وفوق ترسانة سلاحنا المحترق غدرا ليحققوا ما اسموه بالانتفاضة الفارسية الشعبانية. وهي اخس واكثر الاعمال جبنا وغدرا ادت الى استشهاد آلاف من ابناء شعبنا وجيشنا تم دفنهم في مقابر جماعية، عادوا بعد حين في زمن السقوط الاغبر ليلصقوها تهمة باطلة بنا !!!!.

ليخبرني احد .. لمَ كل هذا الهيجان الظالم على العراق والبعث وثورته الوطنية القومية الشعبية الحرة وقيادته العظيمة؟

وهل كان سيحصل كل ما حصل .. لو ان الثورة التاريخية لم تنتقل بالعراق والامة الى الضفة الاخرى .. عابرا خط الشروع؟.

ثمة الكثير غير ما اوردنا مما يمكننا ان نسوقه مصداقا لاسباب العدوان على العراق وثورته الباسلة منذ سنواتها الاولى بعد ان اعلنت عن هويتها الوطنية القومية التحررية وخططها الانفجارية للتنمية المتتالية التي عبرت بالعراق والامة مسافات وراء خط الشروع.

عاشت ذكرى ثورة شعبنا العظيمة.

عاش البعث وقيادته البطلة شهداءها واحياءها السائرين في طريق الشهادة حتى تحرير العراق بأذن واحد أحد.

 عاشت اطياف قائد الثورة ومهندس انجازاتها وانتصاراتها سيد شهداء العصر صدام حسين عليه سلام الله.

عاش قائد جهادنا وعز شموحنا السيد الرئيس المهيب الركن عزة ابراهيم الدوري. وعاشت جميع فصائل الجهاد البطلة.

النصر .. أو النصر .. ولا شئ غير النصر

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  11  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   14  /  تمــوز / 2008 م