الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الى الشيخ عبد الناصر الجنابي المحترم
كُن أنت أحد الجراحين ومبضعك بلسم الجراح سيدي

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي

 

تابعت عبر قناة الرأي الفضائية مقابلة مع الشيخ عبد الناصر الجنابي مساء يوم الاحد  14-7، واستهوتني الكثير، إن لم اقل جميع الطروحات الوطنية المسؤولة التي تفضل بها، والتي تعبر عن وعي عميق بمقومات العمل الجهادي المقاوم، وحيثياته، واستيعاب تام لاهداف الاحتلال البغيض، وحركة عملاءه، والمقومات الواجب توفرها لانتصار المقاومة.

أنا شخصيا أُحي ما سمعته مع تحفظ بسيط على عبارة أو عبارتين لن اتطرق لهما، لان ما أريد الخوض به في هذه السطور يمتلك اولوية على عتب قد يأتي وقت تداوله في زمن يأتي. ما أريد التعقيب عليه هو .... بحث الشيخ عن شخص فرد يقود المقاومة .... وقوله عن حاجة المفاوضات القائمة بين الفصائل المجاهدة الى مبضع جراح يضع اللمسات الاخيرة على اعلان وحدتها ...

أما الجانب الاول فلقد نوه عنه الشيخ في حديثه الكريم غير ذي مرة حينما اكد على ان دولة صدام حسين رحمه الله قد تركت ارثا عظيما من الرجال المجاهدين .. وانا واثق انه يعني رجال العراق الغيارى الذين يشكلون احد اجنحة المقاومة الباسلة، وهو جبهة الجهاد والتحرير التي يقودها شيخ المجاهدين السيد الرئيس عزة الدوري، وكذلك رجال القوات المسلحة بفصائلهم وتشكيلاتهم البطلة، وعناصر الجيش، وقوى الامن الداخلي الشرعي، الذين يشكلون المفاصل الاساسية في العديد، إن لم اقل جميع الفصائل المقاومة البطلة.

هل يعني كلام الشيخ ان ثمة تنافس بين هؤلاء الرجال على مَن يقود؟ ومَن هو الارجح للتقدم كرمز يحمل كل مواصفات العراق الحر الابي العربي المسلم؟ ومَن يحمل ارث الدولة الوطنية الشرعية التي مجدها شيخنا الجليل بما يليق ويتناسب مع صدق عروبته وجذوة اسلامه التوحيدي السامية، وشفافية حقيقية متوقعة من رجل امتلك شجاعة الرفض والمواجهة عندما جرب الخوض في العملية السياسية مثلما امتلك جرأة ووطنية صادقة حين قرر مغادرة وكر الوهن والخداع والطائفية المريضة المسمى مجلس النواب؟

أرجو ان يسمح لي, وأنا لا أمثل سوى نفسي كعراقي مؤمن بالوطن المقاوم، ويجل رجال المقاومة أيّ كان شطر السياسة التي يتبعون .. ما عدى .. ما هو مختلف عليه وسأتي على ذكره, انني لا أرى في هذه النقطة سببا جوهريا يؤخر اعلان المجاهدين عن توحيد صفوفهم ... بل يبدو لي ثانويا ويمكن حله بجلسة مداولات جهادية عراقية عربية مسلمة لا يمتد مداها الاّ زمنا قصيرا.

اما الجراح ومبضعه .. فأنا كعراقي .. يتطلع بحنين وشوق الى لحظة اعلان وحدة الفصائل كفعل استراتيجي ينقلنا الى محطات متقدمة في مسيرة النصر والتحرير الناجز بأذن الله .. أدعوه ان يكون هو الجراح بدءا" .. ثم ليبدأ هو والاخيار معه وفيهم من نعرفهم كثير من الحكماء واهل الحلم غير ما يحملون من الشجاعة والاقدام كمقاومين بواسل وكسياسيين باضافة ما يريدون من الحكماء .. فدولة العراق الوطنية الشرعية وجيشه البطل وقواه الوطنية تمتلك بدل الواحد آلاف من الحكماء .. وهكذا اكون مضطرا .. مرة اخرى .. أن اشاكس شيخي الجليل .. في ان هذا المبرر هو الآخر .. لا يمنعكم من تحقيق هدف نبيل من اهداف العراقيين كلهم بكل قومياتهم وطوائفهم .. هدف توحيد المقاومة الباسلة.

أنا كانسان عراقي بسيط ارى ان العوائق التي استقرأتها ميدانيا وفكريا، والتي يتوجب على رجال المقاومة البطلة عبورها لتحقيق اهداف شعبنا .. وهي دين وذمة ثقيلة في اعناقهم هي:

1- رفع كلمة التكفير من قاموس المقاومين .. لستُ متفقها بأمور الدين .. ولكنني اعتبر العراقي او العربي غير المسلم الذي يقاتل الاحتلال في صفوف المقاومة البطلة اشرف بمسافات شاسعة من عبد العزيز الحكيم واعوانه ممن يضعون عمائم ترمز لاسلامية كاذبة ومنافقة موضوعة فوق رؤوس فاجرة ملحدة مجرمة عميلة .... فكيف يكفّر مسلم محمدي يقاتل الاحتلال ويحمل روحه بين راحتيه فداءا" للعراق والاسلام والعروبة، لمجرد كونه يعتنق عقيدة سياسية معينة؟ .. أرجو من شيخي الجليل ان يصفح عن بساطتي وربما سذاجتي إن قلت ان من يكفر مجاهدا بسبب انتماءه السياسي، فهو بحاجة الى مراجعة ذاته اولا ومراجعة مفاهيمه الجهادية ثانيا. لندع بنادقنا تصدح .. بغض النظر عن الذراع البطلة التي تحملها. سمراء كانت ام بيضاء .. ولتكن العراقية هي معيار لقاءنا .. وهدف التحرير العظيم هو رائد محادثاتنا وجدلنا والتقاءنا وخلافنا .. وكما كررت مرارا" سيدي الجليل بأن نجعل الاسلام الحقيقي هو قاعدة واساس البناء التحتي الذي ننشد وسحقا لاسلام اميركا الذي جزء منه .. منطلقات التكفير ... أليس كذلك؟

2- شطب الانانيات الشخصية ونزعات الظهور التي قد يتحلى بها البعض ... لأن مثل هذه الميزات لا يمكن ان تتوائم وتتوافق مع الروح الجهادية النقية الخالصة لله وللوطن.

3- الابتعاد عن نزعات البعض، ومحاولاتهم اما الغاء الآخرين او التقليل من شأنهم وادوارهم .. وأنا ارى ان .. نحترم أي خطوة مهما كانت صغيرة واي فعل جهادي حتى وإن كان محدود التأثير .. وان يكون شعارنا جميعا هو التأسيس على الخطوة المنفردة والمفردة ليأتي بعدها هرولة ثم جري الاسود باتجاه الاهداف الشريفة. أوَ ليس من حقائق الكون ان درب الألف ميل يبتدئ بخطوة واحدة؟ وان حكماء الصين قد اعتبروا شمعة واحدة ابرك واسلم من ملايين اللعنات للظلمة؟

4- احساسي الوطني العروبي المسلم .. ينبئني ان ثمة مواقف اخرى ..لا يمكن ان تستعصي على امثالكم وعلى الاخوة الذين قلت سيدي، ان خطوات اللقاء معهم قد نضجت ... نحن نطالبكم .. كل العراقيين يطالبونكم بان تعبروها وبسرعة، مع اننا .. نريد لوحدتكم المباركة ان تبنى على قناعات راسخة لا تهتز ولا تفرقها الاهوال والمصاعب حتى لو حملت اثقال الجبال .. نريدها ان تؤسس على ثوابت تسمو على المواقف الفردية وتتشبع من غدير التجربة الجهادية العراقية الغني العذب الزلال, وتتعمق مع كل عملية بطولية ينفذها الرجال الاشاوس, وتتأطر باطار وحدتنا الوطنية الحبيبة وتتحزم بها وتؤسس بنكران ذات لأسس ادارة الصراع مع المحتل سياسيا وحربيا مثلما تؤسس لمرحلة انهيار العدو واحتمالات رضوخه لشروط المقاومة وثوابت الجهاد والتحرير وحقوق الوطن .. وصولا الى مرحلة استلام السلطة الوطنية باذن واحد أحد.

كل عراقي شريف .. كلهم باستثناء العشرة آلاف الذين حسبتهم ارباب للعمالة والخيانة ... يطالبونك بأن تكون أحد حكماء التوحيد .. وأن يكون مبضعك بلسما نعتز به ونشتريه بغالي الانفس.

والله من وراء القصد 

وانها لمقاومة حتى النصر

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  12  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   15  /  تمــوز / 2008 م