الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الغوص في الوَهم .... والعاقبة للمتقين !!

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  /أكاديمي عراقي

 

لكي لا ينسى نوري جواد العلي (الهالكي) حقيقة حاله ويغوص في مزيد من الوهم، يبدو ان علينا ان نذكرّه باستمرار بحقيقة حاله، وبحقائق حياتية تلازمه مثل ظلّه، وليس بوسعه حتى لو غرق الى هامته بالوهم ان يتخلص منها. طبعا معروف لعامة الناس ان ثمة بشر كثيرون ليس بوسعهم تحقيق اهدافهم في الحياة، الاّ بطريقة واحدة لا غير، ألا وهي ان يكذبوا على انفسهم وعلى الناس ويصدقوا هم انفسهم اولا" فيحوكون لذواتهم عالما فضفاضا يفترضون فيه كل شئ افتراضا. ومن خلال الافتراضات هذه يصوغون ما يحلو لهم ان يصوغوا، كأن يتخيلوا انهم شجعان او اذكياء او انهم يحكمون فعلا وهم لا يساوون في حسابات الحكام قيد انملة او ذرة في قياسات العلم. انهم اناس مصابون بأنواع الانفصام والاضطرابات النفسية والهوس، وألد اعداءهم هو من يعيدهم الى ارض الواقع سواءا بالاقناع القسري او بالضرب على القفا.

 

ان عدم تطرق نوري العلي وتجاهله للبعث او اقدامه على هجومه المعروف ضد البعث لا يمثل لنا في كلتا الحالتين سوى انغماس في مزيد من الوهم.

 

نوري هذا لا يمتلك خصالا ولا ميزات محددة كما انه عديم الموهبة وعامل الارتكاز الوحيد الذي يتعكز عليه، هو قدرته المستقاة من خبث الحوزة والمعممين على التعامل مع اسياده الامريكان والفرس ويستفيد في لعبة الموازنة هذه من عشرات الاستشاريين العجم والامريكان على حد سواء. ونحن متأكدون ومتيقنين ان نوري يعلم ان الامريكان يحتقرونه شأنه شأن أي عميل تافه ووضيع وانهم يتعاملون معه ويسندونه ليس لانه موضع استحقاق، بل لانه عصى اللعبة الامريكية في هذه الفترة الحرجة من عمر الاحتلال البغيض ومن العمر المتبقي لادارة بوش قبل حصول الانتخابات التي تشير معظم التكهنات الى انها ستطيح ببوش اسما وحزبا وسلوكا مدمرا لامريكا وللعالم ولتبدأ مرحلة جديدة من مراحل انحدار امريكا وصعود منظومات وكيانات دولية الى ساحة التوازن الدولي من جديد. ان نوري هو محض ممثل من الدرجة الخامسة في فيلم هوليودي ردئ الصناعة، وان دوره سينتهي ان لم يكن قد انتهى عمليا، وانهم يحنطونه بانتظار لحظة الانقضاض عليه كجزء من عملية الانقضاض على كامل الخط الذي يمثله لانه فشل فشلا ذريعا واضاف اثقالا عصية على الحمل على الاحتلال اثقلت كاهله فوق ما هو اصلا مثقل.

 

نوري, موظف تربية كربلاء من الدرجة السابعة قبل ان يتحول الى سمسار في اسواق السيدة زينب في بلاد الشام ومرتزقا في حركة امل اللبنانية وارهابيا وفق التعريفات الامريكية للارهاب، وجميع هذه الازقة والحانات الداكنة لا تخرج قادة بل تخرج لصوص وخبثاء الى حد اللؤم والحقارة ومنتهزي فرص تكبل تفاصيل حياتهم الانانية والذاتية الصرفة. انه محض رجل عصابات يلهث وراء فرصة للغنى او المجد المزيف وفوق هذا وذاك فالرجل نصف امي حتى لو ادعى انه يحمل شهادة عليا او درجة استاذ في اختصاص عقود زواج المتعة او الزواج المنقطع وفقا لمفردات الفقه الصفوي وهو لا يعدو احد مراهقي طويريج الذين يسقط العديد منهم في خانة الشذوذ الجنسي واللواط او السقوط في مرتع نادي الهندية للعرق والبيره ,الذي تلقفه حزب الدعوة العميل في زمن كان فيه عمل هذا الحزب ينصب على توريط شباب الشيعة لزجهم في خانات المخالفات القانونية التي تؤدي الى وقوعهم تحت طائلة قانون صريح ومعلن ومشهور ينص على اعدام من ينتمي الى هذا الحزب لانه عميل ويعمل جاسوسا لايران.

 

ونوري يحتقر حزب الدعوة لهذه الاسباب التوريطية وسواها ولكي ابرهن لكم عن احتقاره لهذا الحزب العميل واستخدامه له كجسر فقط لتحقيق مآربه الذاتية وطموحاته الشخصية الانانية دون ان يكون له أي انتماء عقائدي حقيقي لهذا الحزب اقول ان نوري قد داس على رقاب اهم قادة هذا الحزب العميل ومنهم ضياء الشكرجي وعبد الامير علوان وابراهيم الجعفري وغيرهم حيث حولهم الى علمانيين واصلاحيين ومتسولين في اجهزة الاعلام المختلفة حتى وصل الى قمة هذا الحزب العميل ... ومن جهة اخرى فان المالكي كان سببا رئيسيا مرة, و سببا وحيدا مرات لأضخم التشرذمات التي حصلت في حزب الدعوة وحولته الى اكثر من خمسة اجنحة، هذا اذا جاز لنا ان نعتبر الصدرية والفضيلة وحزب الله كيانات لم تكن يوما جزءا من حركة الدعوة رغم ان حقيقتها وجوهرها هي كذلك لانها كلها تلتحف بعباءة الصدر.

 

ان من يتوغل في حياة الدعوة ويقترب من اعضاءه سيجد انهم محض عصابات ترتزق على الجاسوسية والارهاب والقتل بدم بارد والتفجير والتخريب قبل الاحتلال وعلى اللصوصية والنهب والمقاولات الزائفة وتبيض الاموال والاحتيال والاتجار بالحرام وبيع الذمم والتفسخ الاخلاقي بعد الاحتلال الذي قزّم الدعوة واعلن عن جوهرها وحقيقتها كحركة عميلة تنتمي الى كل شئ فاسد ومنحط غير انها لا تنتمي قطعا الى وطنية لا من قريب ولا من بعيد وقد كان الوقوع في براثن العمالة بعد الاحتلال سببا كبيرا لتمزيق هذا الكيان المسخ واسقاطه الى الابد.

 

نوري, وصل الى ارفع موقع من مواقع العمالة والشذوذ والانحراف بعد ان اوقع انشقاقين على الاقل تعبران عن مقته للدعوة التي ورطته في لبس ثياب العمالة وبعد ان مرغ انف رفيقه المتفلسف الافغاني ابراهيم الاشيقر و(اختزله) بعد ان كان رديفه في الزندقة والفجور مستخدما غطاء الديمغراطية الذي آمن به حزب الدعوة وهو يلهث خلف دبابات اميركا ليحصل على مكان في دولة وحكومة المارينز ... ومن الديمغراطية ما قتل .. فاجبر صاحبه على الانتقال من حضن الغش الطائفي والديني الى حضن الغش الاصلاحي مستفيدا من تجربة صاحبهم ضياء الشكرجي الذي طلّق الدعوة الاسلامية بالثلاث وامام القاضي والمله دفعة واحدة ليتحول الى غلماني .... نعم غلماني. ومن يستطيع ان يستنكر هذه التحولات الديمغراطية، فعليه ان يرجع الى رئيسة حزب الدعوة الفخرية الآنسه كوندليزا رايز ليتيقن ان الضرورات تبيح المكفرات والممنوعات والزندقات، واياكم ان تقللوا من عمق المعرفة التي تحملها الانسه السمراء الفاتنة لفقه الشيعة الصفوية.

 

اما الميزة, المأثرة, التي تجرأ بها المالكي دون سواه من اقطاب الائتلاف غير الموحد فهي موافقته على تنفيذ خطة اميركا في تقريم اظافر مقتدى على الارض، فأجبر حليفه المأفون الطائفي على الهرب الى اعمامه واخواله في قم وترك وراءه من ورّطهم بجيش المهدي، والذين لم يعرفوا قواعد التقية فهتفوا (خلانا وشرد مولانا)، فأغار عليهم بجيوش الانجليز والامريكان ومعهم ثلة من مرتزقة المخنث عبد الكريم خلف فسجل له الامريكان هذه الماثرة ونفخوا بصورته حد انهم قد اوصلوه فعلا الى حافات الانفجار، على انه طهر البلاد والعباد من رجس جيش المهدي الذي يعلم القاصي والداني لولا تحالفه مع الجعفري لما حصل حزب الدعوة على مقعد واحد في برلمان اميركا العراقي .. بمعنى ان الرجل الخبيث قد اغار على من اوصلوه الى كرسي العمالة والخيانة واطاح بوجودهم بقدرة قادر ...

 

وهَم آخر اسقط فيه الرجل ربما لانهاءه قريبا بعد ان انتهت ورقته واحترقت امريكيا .. وهَم القدرة القيادية المفترضة ...

 

لقد اوغلت اميركا في استخدام المالكي بما يتناسب والفترة الزمنية الممنوحة له فاوقفت نشاطات قاعدتها في الانبار واوقفت نشاط فرق الموت الايرانية المتحالفة معها عن ادوارها مؤقتا للاعلان عن تقدم امني حققه بوش وادارته المدنية والعسكرية بعد تطبيق ستراتيجية زيادة عدد القوات وبعد ان حاصرت اميركا الداخل بوش وازلامه امام خيارات عار الفشل النهائي واوهمت المالكي المصاب بالشيزوفرينيا انه يحقق تطورا أمنيا وانه يمتلك الكاريزما القيادية.

 

لقد قدمت ايران واميركا عددا من حشاشّي جيش المهدي وعددا من عناصر القاعدة الامريكية _ الفارسية قربانا لانجازات امنية مفترضة في العراق هي في حقيقتها وقف لنشاطات القتل المجاني وعنطزات المراهقة في شوارع بغداد والبصره وميسان والقادسية ومدينة صدام وهدفها الاساسي اعلان نجاحات مفترضة لاميركا لا اكثر ولا اقل لدعم بوش وادارته في ملفات الداخل الامريكي الشائكة.

 

لقد اسقط حثالات مقتده والقاعدة في تمثيلية رديئة النص والاخراج لكي يتغلب ارباب الاحتلال من الخونة والعملاء على عقدة الديوثية ومن عقد معقدة وقعوا فيها ذاتيا وموضوعيا بسبب سقوطهم عملاء تحت خصية الاحتلال واستلامهم لسلطة مغتصبة بواسطة الاساطيل الامريكية الغازية، وقام بتاسيس عش العنكبوت لها رجال المارينز بعد ان دمروا العراق دولة وشعبا ومزقوه كوطن مقدس .... هكذا ننتهي الى وهَم آخر ... وهَم يقود الى وهَم. لقد نسى نوري انه لم يتخرج من مدرسة جهادية ولا معهد تاهيل سياسي ولم ينتمي الى حزب جماهيري مناضل بل انتمى الى منظمة حوزوية للدجل والتوريط وانتهاك المقدسات والخيانة, مؤسسة للاسترزاق باستخدام جثث الابرياء والمنابر الحسينية واستجداء الخبز الحرام واستجداء الكرامة.

 

وقد آن الأوان ان يدرك نوري العلي انه واهم وابن واهم.

 

وهَم الانتصار على العجول التي سمنتها اميركا واسمتها جيش المهدي والقاعدة اوقع نوري في وهَم اخطر من اوهام انفصام الشخصية والرياء على النفس دفعته الى تجديد هجومه على اسياده وتاج راسه هو وعشيرته البعثيين, فصار يعيد اسطواناته هو وازلامه من ان البعث يمثل حاضنة للقاعدة والارهاب ... سبحان الله .. الرجل صار لا يجيد حتى تسطير الرياء والزيف والكذب الذي عرف به هو واحزابه وجماعته من العملاء والخونة فصار ينتج طروحات يسخر منها اسياده قبل غيرهم ويرون فيها ثقلا قصم ظهرهم.

 

وعلى نوري ان يُصفع ليعود الى وعيه ويوقف انزلاقه الى مزيد من الوهم لا نتمناه له حتى نحن الذين نرى فيه قرقوزا مضحكا مبكيا ليس حبا به، بل لاننا نريده في تمام الواقعية حين تحين ساعة حسابه القادمة. ولكي نعاونه في العودة الى الوعي نضع امامه الحقائق التالية:

 

1- ان المالكي محاط بالبعثيين من كل  حدب وصوب فهم يعاشرونه كظله ويعدون خطواته ويمسكون القلم الذي يكتب به.

 

2- ان البعثيين هم الذين يديرون ما تبقى من عجلة الحياة في الدوائر الحكومية وهم الذين اعادهم بريمر الى الخدمة بعد ان ادرك ان العراق بعثي من اقصاه الى اقصاه.

 

3- ان البعثيين الشيعة يشكلون الآن قرابة 60% من جهاز الحزب العظيم وانهم ينتشرون في العراق كما النخيل والجبال والصحارى، ويغذون الحياة في بلدنا كما الرافدين وانهم عائدون باذن واحد احد مع بقية القوى الوطنية والقومية والاسلامية ليخرجوا العراق من دوائر التيه والدمار الذي وضعتموه فيه.

 

4- ان العالم كله ومنه العرب والعراقيين قد ادركوا الآن الصفات الوطنية العظيمة التي يتحلى بها البعث وقيادته ورجاله وتاريخه ... فانتبه يا هالكي انك تكذّب اسيادك ومن وضعوك على كرسي العمالة والخيانة لان الامريكان انفسهم قد اخرجوا انفسهم من دائرة اتهام البعث بعد ان وجدوا فيكم محض اقزام تافهين لا تعرفون شيئا سوى السرقه والقتل.

 

5- ان البعث هو حزب الشعب العراقي كله بكل الوان طيفه الرباني الفريد وبكيمياءه العجيبة التي تألفت عبر الازمنة فكونت مركبا واحدا اسمه شعب العراق. وقد ادرك العالم كله الآن هذه الحقيقة. ومرة اخرى عليك ان تفهم ان اسيادك يتبنون هذه الحقيقة الآن فانتبه في ان لا تغالطهم.

 

نوري يدرك انه متهالك ودجال لانه هو وحزبه من جلب القاعدة للعراق وهو واميركا واحزابها العميلة من جلب الارهاب بكل انواعه للعراق وهو واميركا من حول العراق الى مضارب للقتلة والعملاء والخونة والممزقين للجسد الواحد، في حين كان العراق بلد العز والفخار والامان والطمانينة والخير الوفير والحضور الفاعل عربيا واقليميا ودوليا. وهو يدرك ان تصريحاته بشأن البعث ان هي، الاّ اسقاط ذاتي في مفاهيم السايكولوجي يحاول من خلالها ان يغطي على عوراته ويا مكثرها، ويحاول ان يظهر نفسه على انه عارف بخفايا الامور غير ان هذا الميل قد اوقعه في الوهم وفضح سذاجته وسطحيته وعدم ادراكه لمعطيات الزمان والمكان ودلت على انه لا يعدو كرة ثلج تتدحرج فوق ارض ملتهبة.

 

المالكي ومن فوقه ومن هم تحته يدركون ان البعث ليس حزبا من الاحزاب التي تظهر وتندثر وفقا لمعطيات الواقع المعاش، بل هو حزب عقائدي رسالي يرتكز على الوجود العضوي للامة العربية ورسالتها الحضارية والانسانية والدينية. انه حركة نضالية تمثل هوية الامة وذاتها المتطلعة نحو التحرر والانعتاق والتقدم وهو رمز للفهم العميق والجاد لمتطلبات ارتقاء بالواقع العربي تنطلق من مسامات هذا الواقع متفاعلة بنقاء وموضوعية وعمق مع حاجات الأمة وتطلعاتها، متفهم نظريا وعمليا لوسائل الانتقال ومتطلبات النهوض مثلما يستند الى معاني اعتبارية واخلاقية راسخة في الوجود الاصيل للعروبة والاسلام الحنيف. انه حركة فكرية عميقة تم اشتقاقها من بين اضلع المعاناة وخرجت من بين ثنايا الواقع كزرع ازلي. وتلكم هي معضلة المالكي واعوانه .. والرعب الذي غلف حياتهم في الماضي وظل يغلفها اليوم .. انه ادراكهم لحقائق الوجود الازلي لحركة البعث القومية الاشتراكية التقدمية التي لا يمكن ان تزيلها احداث طارئه بل بالعكس فانها تتجذر بالمحن وتنمو بين طيات العمل المكافح الجهادي ... فينبثق مكان الشهيد عشرات من ابناءه واخوانه واولاد عمومته يحملون راية البعث. ويدركون ان الخيانة والعمالة ... اي تجارتهم هم .. زائلة بزوال الحراب التي سيدتها .. وينضوي تحت شرف مبادئها كل من يدرك الان حجم الهوة بين الوطنية الحقة وشرف الرجال وبين العمالة والانحدار والتطفل والفشل المخزي الذي اوقع به الله سبحانه تجار الموت والتدمير من امثال المالكي وجوقة العملاء الاراذل.

 

البعث هو بعث العرب كلهم في كل اقطارهم وقد اثبت الاحتلال هذه الحقيقة دون ان يعني ذلك وحانت اللحظة التي يدرك فيها الجميع هذه الحقيقة المطلقة، وتم الادراك معها ان  الادعياء لم يتمكنوا ابدا من لصق ذرة قار صغيرة في ثوب البعث الابيض النقي سوى ما اقره مناضليه من هفوة هنا وعثرة هناك لايكون  الجواد جوادا ان لم يقع بها هنا او هناك ليشكل بفعله المبدئي العقائدي فارس و طليعة قوى الامة التحررية التقدمية الحية من اجل خلق عالم العرب الحر الموحد الديمقراطي وما ذلك على الله بعزيز. ...والعاقبة للمتقين بعون الله .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس / ١٩ شعبان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ أب / ٢٠٠٨ م