الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

كلام الفعل وفعل الكلام في خطاب قائدنا الهمام عزة ابراهيم الدوري المسلم العروبي المقدام
( 2 - 3 )

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي – بغداد

 

على الصعيد العربي .... نحن لا نلومكم على غدركم لاننا وانتم في خندقين متقابلين ...

يقول عزة العرب في معرض خطابه التأريخي, خطاب التأسيس للنصر بأذن الله:

(... وأقول باسمكم ايها المجاهدون وبأسم الشعب العراقي المجيد للغزاة المحتلين وعملائهم واذنابهم، واقول لابناء امتنا حكاما ومحكومين وخاصة اخوتنا الحكام ملوك ورؤساء وامراء ... ثم نقول لشعبنا العربي العظيم والى احزابه ومنظماته ومؤسساته وخاصة جامعته العربية, ثم نقول للعالم, دولا وشعوبا ومؤسسات ومنظمات دولية واقليمية, واخص الامم المتحدة ومؤسساتها, أقول لهم جميعا ان وطننا محتل غزته الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية، تساندهم الصفوية الخمينية, فدمروا بلدنا وقتلوا شعبنا وهجروه وشردوه وهم ماضون في التدمير والتفتيت والقتل والتشريد وعلى بصيرة ومسمع من كل العالم.

  هذه هي مشكلتنا ايها الناس ولا شئ غيرها وانتم تعلمون ان الغزاة البرابرة سوف لن يخرجوا من بلدنا، الاّ بالقوة القاهرة التي تجبرهم على الخروج حينما تصبح خسائرهم على ارض العراق اكبر من اطماعهم ونواياهم الشريرة وعندما يصبح وجودهم في بلدنا يهدد كيانهم الامبريالي برمته. وانتم تعلمون ان هذا الامر لن يتحقق، الاّ بالمقاومة المسلحة المتصاعدة الدائمة ...)

    لقد بغى حكام العرب وانظمتهم الرسمية في موقفهم المتعاون والمتخاذل من احتلال العراق, بل ان البعض من هذه الانظمة المتردية قد صار هدفها الوجودي هو تحقيق الاحتلال للعراق .. لماذا؟ هل ان الامر مرتبط بموقف سياسي متخاصم او حتى ان يصل الى حد العداء؟ الجواب قطعا كلا، لان ضوابط الاخوة تبيح العتب والزعل لكنها لا تبيح قتل الاخ. هل بسبب تحرير الكويت؟ الجواب قطعا كلا، لان موضوع الكويت وبغض النظر عن كل حيثياته التي سبقت يوم النداء العظيم كان قابلا للحل .. بل انه قد حل فعلا. ولو افترضنا جدلا ان العراق قد حقق سابقة خطيرة في تاريخ الامة باعادة جزء من ارضه, وغير هذا, وفوق هذا فهي ارض عربية في كل الاحوال ونحن نؤمن انها قطعة واحدة من كبدنا ولا فرق بينها وبين ارض كركوك او كربلاء, وان الفعل العراقي التاريخي لم يكن موجها، الاّ ضد صهاينة الامة في الكويت وحربهم النيابية بالاقتصاد باوامر من اميركا ضد العراق الخارج توا" من حرب ثمان سنوات وضد اوكار الجاسوسية ومعسكرات العمالة التي اسستها الحكومة الكويتية والصهيونية واميركا العميلة استعدادا لغزو العراق .. ومهما كانت الاسباب والمسوغات فالأمر في هذه القضية كان قابلا للحل باكثر من وسيلة عربية، بل انه قد حل كما اسلفت وليكن الامر مشابها في اقل تقدير للوجود السوري في لبنان مع فارق جوهري ان العراق قد وافق واعد العدة للانسحاب فعلا . هل لأن العراق كان فيه نظام دكتاتوري في حين ان انظمة الامة كلها غارقة في الديمقراطية حتى انوفها؟ الجواب كلا، لان النظام الوطني العراقي كان اكثر الانظمة العربية ديمقراطية على الاطلاق، بل ان تطبيقاته الديمقراطية كانت مثار اعجاب الكثير من زعماء العالم ومفكريه .. غير انه مع ديمقراطيته كان حازما وشجاعا ومواجها فيما يراه حق وواقفا مع قضايا تحرر الشعوب وحركاتها المشروعة المتطلعة للانعتاق.

  هل لأن للنظام الوطني معارضين في الخارج؟ الجواب لا .. لأن لكل الانظمة معارضين عندهم صحف ومكاتب في لندن وباريس وواشنطن بما في ذلك النظام الكويتي العميل لكن لم تجيش الجيوش ولم تقطع العلاقات والجماعة كلهم على بعض مثل الدبس على القيمر كما يقول اهلنا. هل حقا ان الاحتلال ودعم الحكام العرب له قد حصل لان العراق انتج اسلحة دمار شامل وارهب الخائفين والمرتجفين؟ الجواب كلا، فمعظم دول المنطقة تمتلك اسلحة دمار من نوع او آخر ومنها ايران والكيان الصهيوني.

    الجواب القاطع والمؤكد ان الاحتلال ودعم العرب الرسميين له قد حصل بسبب السياسة الوطنية والقومية التحررية الواقفة علنا ضد مشاريع الاستسلام للامبريالية وكيان بني صهيون المسخ والتي انقذت الثروات الوطنية من براثن الاستغلال الاستعماري واستغلتها في عمليات التنمية البشرية والاقتصادية وفي دعم الثورة الفلسطينية ..

   هذا هو جوهر التناقض بين النظام الوطني العراقي وبين النظام الرسمي العربي والذي كان يمكن ان يؤدي الى تاجيج حركات التمرد الوطنية والقومية ضد الحكام العرب وقلب الجغرافية الزمانية فوق ساحة الوطن لتعود من جديد سلسلة التغييرات التي شهدتها الامة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي والتي ستطيح بكل رؤوس الاستسلام والعمالة وتنتج نظما تنقلب على واقع التردي والخنوع وتسليم مقدرات الامة بيد اميركا واسرائيل.

 وهذا هو نفس السبب الذي يجعل جل الانظمة العربية تتوافق ضمنا او علنا مع واقع الخراب الشامل الذي يعيشه العراق منذ لحظة الغزو وعلى جميع الاصعدة والاعتراف بنتائج الاحتلال وتشكيلاته الحكومية ولم يردعها من الاندفاع في هذا المسلك الشائن رادع سوى الخوف على دبلوماسييها الذي فرضه واقع الانفلات الامني وغياب النظام وتهالك الاحتلال واعوانه على السرقة واللصوصية لثروات العراق المالية والنفطية وكنوزه الاثرية وغيرها في مشهد عبثي يستحي منه ويعيبه حتى الاحتلال التقليدي الذي عرفه تاريخ الشعوب من قبل اضافة طبعا الى ادراكها لحقيقة ان المقاومة العراقية الباسلة هي التي تملك مفاتيح الارض .

    وها نحن نشهد الآن موجة من عودة الروح الى التمثيل الدبلوماسي بعد ان اوهمت اميركا وعملاءها العالم بما تسميه بالتحسن الامني وكل العالم يعرف كذب وبهتان الامريكان وعملاءهم فيما يدعون لكن العرب الرسميون مجبرون على المضي في تنفيذ البرامج الامريكية والصهيونية مثلما بدأوا بها.

   اذا كانت هذه الصورة الواقعية بلا رتوش ... وبعد ان حصل ما حصل .. وخسر العراق ما خسر من نظام ودولة ومواطنين وبنى تحتية واموال واستقرار ووحدة وطنية, وبعد ان غزته اسراب الجراد ودعاة الانفصال والتمزيق وحكمته تحت ظل المحتل عصابات ايران وميليشياتها بمشاركة غير موزونة من الحزب الاخواني اللاهث طول عمره لاطار يضع فيه ذقون زبانيته ولحاهم وجزع تاريخهم .. ويتحكم به تحت حماية اميركا والكيان الصهيوني فئران الكرد الانفصاليين ...

  بعد كل هذا الذي جرى وحصل .. وبعلم ومعرفة كل العرب الرسميين وقنوط وسكوت مريب حتى من ملايين العرب الذين استوطنوا العراق سنوات طوال .. بعد كل هذا الخراب والامعان في تمزيق الجسد العراقي .. ماذا يريد منا حكام الامة؟ وهل يستكثرون علينا حتى مقاومتنا الوطنية الشريفة التي وضعت خطوط تحرير الوطن موضع التنفيذ؟

  ان لم تكن الانظمة العربية، كلا او جزءا قادرة على دعم مقاومتنا الوطنية والقومية والاسلامية .. فلماذا لا تتنحى عن طريقنا وتتوقف محايدة على الاقل في موقفها من صراعنا الاسطوري من اجل تحرير العراق؟

   وحيث اننا اهل موقف عروبي قومي مسلم ... فان من حقنا ان نسأل عن دور لجماهير الامة العربية المسلمة وقواها واحزابها التحررية التي لا تمتلك اية مصلحة للوقوف متفرجة وكان ذبح العراق وعروبته امر لا يعنيها ... ومتى تتحرك .. لتعبر عن كونها حية ترزق وبوسعها ان تضغط على الاقزام والدمى التي تحكمها بامرة اميركا والصهيونية؟

  نحن نؤمن بطاقات شعبنا العربي ونعرف انها كامنة وقابلة للتفجير والانفجار في اية لحظة .... نحن نعرف تماما ان عوامل الرفض والثورة قائمة وتتفاعل في الصدور التي اضناها ضغط الظلم والتغييب. نحن نعلم ان بوسع عشرة وطنيين شرفاء احرار شجعان ان يغيروا الكثير والكثير في اية بقعة من ارض الوطن الكبير. نحن ندرك حجم القوة الكامنة في ذات الامة وقواها التحررية ونعلم يقينا ان رجال الامة لاتعييهم الوسيلة لقلب الطاولات على المدمنين والسكارى والقوادين.

  ونعلم ايضا, فوق هذا وذاك .. اننا لن نمل او نكل من تثوير ارادة الامة المجيدة .. لسببين .. اولهما اننا الآن ثوار تحرير ولاتعنينا الكراسي او مواقع الحكم قدر ما يعنينا تحرير العراق واعادته معافا سالما واحدا موحدا الى حضن عروبته واسلامه الحقيقي ... وثانيهما لاننا نمتلك قاعدة التاثير الجماهيري والكتلة الحيوية المؤثرة في اتجاه نوايا الحراك والتحريك الشعبي الذي هو حق واستحقاق لابناء الامة.

     وعليه .. فليعلم الجميع ...

  ان لا سفارات ولا تمثيل دبلوماسي يمكن ان يضفي أي نوع من الشرعية على فروخ الاحتلال وزبانيته من الممزقين لوحدة بلدنا والذين دمروا واحرقوا اخضره ويابسه. وان السفراء والدبلوماسيين الذين سيقطنون دولة المنطقة الخضراء سيعودون هاربين او بالاكفان لان حسابهم مثل حساب من يخدمونهم ويتعاملون معهم  من الخونة والعملاء والمحتلين. وان من يتمادى من سلاطين العرب المؤتمرين بامر الصهيونية لن يلوم، الاّ نفسه .. فاحرار العراق عائدون وسيكونوا صقورا ترعب المرتجفين على كراسي اعارة الحكم كما كانت ترعبهم من قبل مع فارق هائل هذه المرة .. هو انهم لن يكون رجال البعث العربي الاشتراكي لوحدهم بل معهم كل الاحرار من قوميين واسلاميين ووطنيين .. وفقا لصورة العراق بعد التحرير التي اختطتها المقاومة الباسلة ... فليحسبوا حساب يوم حالك السواد كهذا لم تعد تفصلنا عنه سوى سقطة البهتان الامريكي الصفوي الصهيوني التي سنجبر وقوعها في قادم الزمن المنظور باذن الله ....

ليعلم الجميع حقائق الحال .... فاميركا ستغادر مرغمة بقوة الله وجبال الفعل المقاوم العظيم والذي ستجبر اميركا على اعلانه بعد ان يغادر المجرم بوش في غضون شهور وحين تكون مغادرته فرصة ذهبية نتوقع ان يستثمرها القادمون الى البيت الابيض حيث يدركون انها حتمية فأفضل لهم ان يفعلوها بالتفاوض مع المقاومة البعثية القومية الاسلامية بدل ان تتكور الدنيا فوق رؤوسهم اكثر مما هي متكورة الآن.

  ان جماهير الامة مطالبة الآن ان تدعم المقاومة وتجبر حكامها على وقف التآمر عليها سياسيا واعلاميا على اقل تقدير ان لم نقل ان بعض اقطار الامة قادرة على ان تفعل اكثر من هذا في الدعم السياسي والاعلامي والمادي، لانهم يعلنون عن انتماء للوطنية الحقة والقومية الانسانية وعليهم ان يبرهنوا ذلك وينتهزوا فرصة تاريخية قدمتها لهم مقاومة العراق الباسلة.

 وهذه دعوة لكل حزب او فصيل عربي يدعى انه مقاوم ان يعلن دعمه للمقاومة العراقية علنا وصراحة ومن بين ذلك فتح وحماس وحزب الله لان المقاومين الحقيقيين لا يخضعون لارادات دولية او اقليمية او حزبية فأهدافهم اكبر من هذه التفاصيل ..والا فعلى المتعامين ان يفتحوا عيونهم ..وعلى من يلومونا ان يكفوا عن لومهم لان الثوار الحقيقين هم فقط من يعرفون الثوار الحقيقيقين .

 عاشت المقاومة العراقية

عاش خادم الجهاد وشيخ المجاهدين عزة النفس ومعز العرب عزة الدوري

النصر او النصر ولا شئ غير النصر

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  21  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   24  /  تمــوز / 2008 م