الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

كلام الفعل وفعل الكلام في خطاب قائدنا الهمام عزة ابراهيم الدوري المسلم العروبي المقدام
( 3 - 3 )

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي _ بغداد

 

على الصعيد الدولي .... على العالم أن يدرك ان الاحتلال سيرحل مرغما.

لم تنسحب دول العدوان التي انسحبت من العراق، الاّ بعد ان اقتنعت ان ما قامت به هو محض جريمة منكرة بحق شعب ودولة، وانه كان خضوعا ذليلا لارادة شريرة استوطنت رؤوس الصقور الصهاينة. بل ان واقع الامر هو ان هذه الدول قد هربت من ساحة الجريمة التي كانت شاهدا عليها ومشاركا فيها دونما مسوغ او مبرر سوى التنفيذ الأرعن للارادة الصهيونية الفارسية الامبريالية الجشعة المتعطشة للثروة والدماء. والمفارقة التي سيعرفها من لم يعرفها لحد الآن هي ان الدول التي هربت من العراق, قد هربت وهي متيقنة ان ما انجز من مهام في العراق هو عار عليها وفضيحة لا تقل بشاعة وفضاعة عما يستنكره الغرب الى اليوم من جرائم النازية حيث الدمار والقتل والفوضى المريعة التي بدأت وما من احد يعرف كيف يوقفها.

    أما اولئك الذين لم ينسحبوا لحد الآن من بقايا الاوباش فان عدم انسحابهم يقع في خانتين هما الخوف من اميركا، ووهم الانتظار للحصول على ما وعدوا به من غنائم. وهؤلاء سينسحبون ايضا قريبا بعد ان ييأسوا من تحقق اوهامهم لتبقى اميركا وحدها تماما كما توقع الشهيد الخالد صدام حسين رحمه الله. وعندها ستبدأ مرحلة انهاء الاحتلال وفق الخيارات الوطنية الثابتة التي تضمنتها استراتيجية المقاومة الباسلة. وسيكون امام الثور الامريكي الجريح خيارات محددة يتحرك ضمن اطرها مرغما لا مخيرا. أهم هذه الخيارات هي ان تتفاوض مع المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية، لتضمن اعادة هياكل الدولة العراقية الوطنية ومؤسساتها الشرعية، وهو خيار يشتمل ضمنا على ابعاد المليشيات التي اسستها ومولتها اميركا والاحزاب الطائفية وتفكيكها وانهاء ادوارها. ونحن نرى ان الاميركان قد بدأوا هذه المرحلة منذ مدة لكي تسهل وتخفف عن كاهلها استحقاقات ثقيلة تعرف اميركا انها ستكون ملزمة بدفعها تعويضا للعراقيين وللعراق، وقد تكون جل حركتهم الراهنة الآن في الميدان الاستخباري والمخابراتي والعسكري تصب في هذا الاطار. ونرى ان الاميركان الآن ايضا يسيّرون العديد من الاحداث السياسية بذات الاتجاهات المتوقعة لتخفيف وطأة المحاصصة الطائفية والعرقية المشينة التي ركنت اليها في سنوات الاحتلال الاولى. ان الاميركان يتحركون باتجاه ازالة آثار الهيجان الارعن للطائفية والفدرالية وعقدة كركوك وهي تتلقى ضربات المقاومة الموجعة المتزايدة والمتصاعدة التي تعجز اميركا عن مواجهتها بشريا وماديا مثلما تعجز عن الاعلان الصريح الواضح للمواطن الامريكي والعالم عنها، وخاصة وان الادارة الراهنة تخضع بالكامل لمصالح الحملة الانتخابية للرئيس القادم والذي تريده ان يكون جمهوريا بطبيعة الحال.

أنا ارى ان كل ما تحاول اميركا القيام به من تغييرات تكتيكية واستراتيجية، إن هو، الاّ خطوات في طريق خروجها والذي سيتم بطريقة غير التي تلوح لبعض قصيري النظر. فاميركا لن تخرج ومن هم الآن في واجهة الدور المرسوم اميركيا لانها تعرف ان مثل هكذا خروج سيضاعف خسائرها السياسية والعسكرية والمادية، اضافة الى الخسائر المعنوية والاعتبارية. أنا ارى انها ستخرج بعد ان تخضع لارادة المقاومة لان التفاوض مع المقاومة سيوفر لامريكا الايجابيات التالية:

1-     ستضمن المقاومة ودولتها الديمقراطية التعددية المتحضرة انسحابا آمنا من العراق.

2-  يمكن للمقاومة ان تضمن صيغ تعامل وتداول علاقات يضمن مصالح اميركا المشروعة في العراق ضمن اطار علاقات متكافئة، مثلما يضمن مصالح العراق ووفقا لقواعد التعامل الدولي في حين ان الوضع الذي خلقته اميركا كجزء من مخطط الاحتلال لن يكون قادرا على مثل هكذا ضمانات لانه سيكون وضعا تحت سيف الرفض الشعبي المقاوم كونه مجرد بثرة سرطانية في جلد العراق والامة والمنطقة.

3-  ان المقاومة هي المكون الوحيد القادر على انهاء النتائج الكارثية التي سببها الاحتلال والذي لا يشرف اميركا كدولة وكشعب ان تترك العراق تحت وطأتها ذلك لان الجهات العميلة التي تعاملت معها اميركا لن تكون في حال افضل بعد هروب اميركا من الحال الذي وفرته لها اميركا وهي موجودة غير انها فشلت بتفوق في استثماره واثبتت انها غير مؤهلة لقيادة قطيع نعاج فكيف بها ان اريد لها ان تقود بلد.

4-  لقد اثبت رجال اميركا في العراق عبر سنوات الاحتلال بانهم يصلحون كحرامية وقتلة غير انهم لا يصلحون كبشر وسياسيين وقد قدموا هم بايديهم كل الادلة لاميركا على انهم فاشلون بالمطلق.

5-   من تجارب التاريخ ان يخرج الاحتلال محاولا ان يترك وراءه ما يجعله قادرا على النظر الى الخلف دون ان تنقطع رقبته، واميركا تدرك الآن ان خروجها تاركة وراءها غربان المنطقة الخضراء لا يضمن لها تحقيق ذلكم الهدف لانها تعرف ان من بين خصال رجالها ,العمالة, واميركا شعبا وحكومة لا يمكن ان تؤسس لعلاقات مستقبلية مع عملاء لا يجيدون القراءة والكتابة، بل تفضل ان تقيم وتؤسس صلتها القادمة مع العراق الذي دمرته, مع المقاومة التي اجبرت اميركا على السقوط في دوائر الفضيحة وتعرفهم اصحاب مبادئ وما حاولت الصاقه بهم من دجل وتزوير وتحريف قد اجبرها على ان تتحول الى القط الذي يرغب في وضع رقبته بيد خانقه ... وتلكم هي ارادة الله قاصم الجبارين.

    ثمة اسباب اخرى كثيرة قد نأتي عليها في زمن لاحق. لقد كانت عبارات وكلمات وافكار عزة العرب كلها تصب في هذه المعاني وتضغط بارادة حرة جبارة على ثوابت معطيات مرحلة الهزيمة الامريكية واستلام مقاومتنا البطلة لزمام الامور لتعيد للعراق شرفه المطعون ومؤسساته المذبوحة وكرامة شعبه التي أُهينت.

   (ومن هنا فانك ترى اليوم قوتك بأم عينيك تتهاوى على ارضنا وقد هرب حلفاءك واصدقاءك ورجالك الواحد تلو الآخر ولا يغرنك من يصفق لك من العملاء والجواسيس يلهثون وراءك للتصدق عليهم من السحت الحرام. فهؤلاء ليس لهم من الامر شئ. وستذهب وسيذهبون معك جميعا الى مزابل التاريخ. عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين, واعلم ان الامر كله بيد شعب العراق المقاتل المقاوم, فلن ينطلي عليه شئ بعد اليوم من خداعكم وتضليلكم. واعلم ايها الباغي بان هذا الشعب قد بنى امره على اساس القتال الدائم المتصاعد, هكذا صمم شعب العراق وعزم وتوكل على الله وما النصر الاّ من عند الله العزيز الحكيم )

   يبقى ان ان نقول ان العالم كله مطالب بعد ان عاد جزءه الاكبر الى وعيه واتضحت كل جوانب اللعبة التي جر اليها مطالب بان يدعم شعب العراق ومقاومته كيما تعيد العراق الى مكانه الصحيح في المنظومة الدولية بلدا مؤسسا للامم المتحدة محبا للعدل وقيم التكافؤ والتمدن والتقدم. وسيرى العالم ان مقاومتنا البطلة ستؤسس لدولة ديمقراطية من طراز يشار له بالبنان بعد ان هضمنا كامل ابعاد التجربة المرّة التي واجهناها بجلد وبطولة.

  كما ان دول العالم التي تفهمت دوافع الاحتلال والغزو قبل حصوله فرفضته وتجنبت الانجرار وراء عجلاته المدمرة، فانها مدعوة الآن ان تعلن عن وقوفها العلني والصريح مع المقاومة التي هي امل العالم الوحيد في عودة العراق حرا واحدا موحدا.

عاشت مقاومتنا الباسلة

عاش العراق حرا عربيا مسلما

الموت للخونة والعملاء

تحية محبة وتقدير الى سيد شباب الجهاد والمرجلة عزت النفس والعرب المجاهد عزة الدوري

النصر او النصر ولا شئ غير النصر

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  23  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   26  /  تمــوز / 2008 م