الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

في قلب العاصفة... جورج تنت اعتراف ناقص

الجزء الثاني

 

 

شبكة المنصور

كامل مراد

 

في الفصلين السابع والثامن سعى (جورج تنت) لتثبيت حقيقة براءته والمخابرات الامريكية، وهذا صلب كتابه، من تهمة التقصير والفشل في الكشف المسبق عن هجمات 11 ايلول وافشالها ، لكن بأمكان القاريء ان يرى في دفاع تنت عن دوره وتحذيراته اتهاما ضمنيا لقوى خفية داخل الادارة الامريكية كانت تريد للهجمات ان تقع وبالتالي استخدام نتائجها وتداعياتها لتحقيق مصالح استراتيجية كبرى على الصعيدين الامريكي والدولي .

فكل التحذيرات التي اوردها( تنت) يمكن احتسابها لصالح اثبات صحة وجهة نظر المشككين بأصول ودوافع هجمات ايلول او ممن يطلق عليهم اسم اصحاب (نظرية المؤامرة) الذين يقولون بتورط ادارة بوش فيها.

فمن الغير المعقول عدم استيعاب وفهم ادارتي كلنتون وبوش للتحذيرات التي ابلغهم بها (تنت ) المسؤول عن امن الولايات المتحدة الامريكية،وهذا مايفسر ماخلص اليه ( تنت ) من ان نتيجة عدم اخذ ادارة بوش تحذيراته على محمل الجد فأنها بذلك( كانت تنتظرهجمات 11ايلول).

ومن التسلسل الزمني للاحداث فأن (بن لادن ) والقاعدة قد وضعا تحت الرقابة منذ عام 1991 بعد العدوان الاطلسي على العراق، وهو معروف لديهم منذ سنوات الحرب الافغانية على الروس التي شنها المجاهدون الافغان بدعم وتمويل وتدريب من امريكيا واداتها الميدانية المخابرات .

فتفجيرات المركز التجاري في نيويورك1993 من قبل (رمزي يوسف) ، مقتل المارينز عام في( عملية استعادة الامل) بالصومال ، دفع المخابرات الامريكية لنشرتقديراتها السنويةعام 1995 بعنوان(التهديد الخارجي لامريكا)، ثم جاء تفجير الخبر عام 1996 في السعودية ، ليصدر (تنت) تحذيره في 4\12\1998 من الراديكاليين الذين يخططون لاختطاف طائرات ركاب وشن هجمات على امريكا.

اما في الفصل الثامن الذي عنوانه (انهم قادمون الينا هنا ) يستمر( تنت) باستعراض تحذيراته لكوندليسا رايس خاصة وهذه حقيقة اكدها مساعد رايس (ديك كلارك) في كتاب نشره مؤخر ، حول اهمية التحرك لضرب القاعدة قبل ان تضربهم.

والملاحظة الاولى لنا هي الاستغراب الشديد لتردد ( تنت ) عن عرض مخاوفه و معلوماته الخطيرة الى بوش مباشرة وخاصة بعد تفجير المدمرة الامريكية (كول) مقابل سواحل اليمن عام 2000؟؟؟

والملاحظه الثانية حول توقع ( تنت) مجئ بوش الى الحكم قبل عامين من اجراء الانتخابات؟! ولا نفهم من اين جاء( تنت) بهذه القدرة على التنجيم وقراءة الطالع؟؟؟ لو لا انه واخرين قد اعدوا العدة لمجيئ بوش الى الحكم بتخطيط من المحافظين الجدد لتنفيذ حلمهم بان يكون القرن  الواحد والعشرون قرن امريكي.

وتجدر الاشارة هنا ان بوش جاء بقرار من المحكمة العليا بعد تزوير انتخابات عام 2000 رغم فوز( ال غور) على منافسه( بوش ) بأكثر من نصف مليون صوت شعبي وقد كنت قد شرحت ذلك بمقال سابق لي نشر على موقع البصرة.

ويتطرق (تنت) الى تدخل المخابرات بالشؤون الداخلية الافغانية وطلبهم تخويل من بوش لمطاردة بن لادن داخل افغانستان بتاريخ30\5\2001 ورفض الطلب ،وفي 20\7\2001 رفض طلب اخر لملاحقة القاعدة ، وكانت تعمل المخابرات بمساعدة من التحالف الشمال الافغاني بقيادة رجلها ( احمد شاه مسعود ورباني وعبد الرسول سياف وعبد الرشيد دوستم)، الا ان سيطرة حركة طالبان وسعة قاعدتها الشعبية الباشتونية افشل جهد المخابرات ، ثم جاء مقتل( مسعود ) في 9\9\2001 اي قبل يومين من هجمات نيويورك وواشنطن ليضع الجميع في وجه حقائق جديدة ،واضح ان طالبان والقاعدة شعرا بدور تأمري مقبل لمسعود ضدهم فعمدوا الى تصفيته، كانت ارضية المواجهة تعد من قبل الطرفين.

وفي الفصل التاسع يصف ( تنت) الكيفية التي تم اخباره فيها عن وقوع الهجمات ،وحالة الذهول والصدمة التي اصيبت بها امريكا العملاقة  واجهزتها ، لكنه يؤكد انه منذ اللحظة الاولى (لايوجد شخص واحد في المخابرات لديه ذرة شك بأن الهجمات من تدبيرالقاعدة) في حين يتخبط رئيسه(بوِش) وتتفتح قريحته ليتسائل (هل هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).


ملاحظتين على هذا الفصل: الاولى

هي قدرة الخاطفون على التشويش على الرادرات الامريكية حتى لاتتعرف على اماكن وتوجهات طيرانها.

والثانية التي اشار اليها مترجم الكتاب حول تجنب( تنت) اي ذكر للطائرة الرابعة التي سقطت في ولاية بنسلفانيا وهي في طريقها لواشنطن، وهنا اود ذكر ماتردد في حينه عن قيام الطيران الحربي الامريكي الذي سيطر على اجواء الساحل الشرقي الامريكي بأسقاط الطائرة مع ركابها وخاطفيها لمنعها من التوجه الى البيت الابغض في واشنطن بناء على اوامر من شيني نائب بوش ، ولذا تم اسدال الستار عن هذه الطائرة.

في الفصل العاشر لم يستطع (تنت) اخفاء فرحه الاجرامي بعد قرار بوش تخويله كل الصلاحيات لتعقب القاعدة وتدميرها اينما وجدت ومعها من يأويها ويمولها، وظهرت الخطط المعدة سلفا ،وبدأت فرق المضليين والطائرات العمودية وطائرات بدون طيار وقمار صناعية تعمل، وقبل ذلك قرأنا على لسان (تنت) تباكيه وحزنه على ضعف تمويل وعدة وعدد مخابراته،؟؟ انهم يكذبون حتى في حالة رغبتهم قول الحقيقة للتأريخ.

في الفصل الحادي عشر يتحدث (تنت) عن دوره في كشف وتدمير ما اسماه بشبكة(السوق النووية السوداء) التي يديرها العالم الباكستاني (عبد القدير خان) ابو القنبلة النووية الباكستانية ، وبالتالي اجباره على الاعتراف بتقديم عون الى (كوريا وليبيا وايران) لتطوير برامجهم النووية،ووضعه تحت الاقامة الجبرية من قبل عميلهم (برويز مشرف)، الان هناك حركة في الباكستان تطالب بالافراج عن (قدير) بأعتباره بطل وطنيا خدم شعبه وبلده بكل اخلاص وتفان.

وتطرق (تنت) الى اجبار ليبيا الى التخلي عن نواياه ببناء برنامج نووي وتسليم ما لديها عبر صفقة مخجلة ، تبدأ بغلق ملف اسقاط طائرة (بان اميركان) فوق لوكربي باسكتلندة والتعاون في مكافحة (الارهاب)،كل ذلك تم بعد غزو واحتلال العراق( التهديد بنفس مصير العراق وللقذافي تجربة  مرة مع الامريكان)، ويدعي هذا المجرم ان ذلك انجازا يسجل له ولعصابة المخابرات الامريكية.

لاتعليق على هذا الفصل ،سوى ان اسم العراق لم يرد من بين اسم الدول التي تعامل معها (قدير) في حين ورد اسم ايران وكوريا الشماليه(ظلعي محور الشرالاخرين)، بالاضافة الى ان ماذكره (تنت) نقلا عن الضابط المشرف على قسم مكافحة الانتشار النووي يعد قمة النفاق والكذب ، فهو يقول (ان دافعه الرغبة في الحيلولة دون وقوع مثل اسلحة الدمار هذه في الايدي الخطأ) بالله عليكم ارشدوني الى دولة واحدة في العالم غير الولايات المتحدة الامريكية استخدمت القنبلة النووية مرتان في حربها على اليابان، واستخدمت اسلحة اليورانيوم المنضب على العراق في عدوان 1991، انها دولة الغاية تبرر الوسيلة ، انها دولة انا ومن بعدي الطوفان، انها الدولة التي نشأت على ذبح 56 مليون هندي احمر هم سكان البلاد الاصليين ولم يبق منهم الا 2 مليون يعيشون في محميات خاصة ليتفرج عليهم السواح .

والى بقية اخرى.....

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  14  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   17  /  تمــوز / 2008 م