|
تمتاز الدول الاستعمارية والوكالات الدولية
المتخصصة (انسانية،اجتماعية،بيئية ،اقتصادية،
ثقافية ) التابعة لها والتي يزدحم العالم بها
هذا اليوم ، بالقدرة على لي الحقائق وتزويرها
وحرف انتباه العالم عن القضايا الاساسية
والجوهرية التي يعاني المجتمع الدولي ، وغالبا
ماتكون تلك القضايا والمشاكل من صنع تلك الدو
الاستعماية، فمعاناة الشعوب كلها بسبب رغبة
مجنونة للسيطرة والهيمنة وتحقيق مصالح الدول
الاستعمارية التي تديرها وتوجهها مصالح
الشركات الكبرى والمجمعات الصناعية العسكرية
التي تتحكم بروؤساء وحكام تلك الدول. وعلى
هذا فأن مأسي دول وشعوب العالم التي تعاني من
غطرسة وعدوان امريكا .. تغطى بستار من الدخان
، وتسلط الاضواء على قضايا كانت هي امريكا
السبب في وقوعها.
وعودة الى نتائج اجتماعات برنامج البيئة
الدولي الذي عقد في كينيا قبل عشرة ايام ، نرى
بكل وضوح النفاق وتحريف القائق من فئة من
يصفون انفسهم بالخبراء والمختصين المتجردين ،
نرى انعدام الموضوعية والتجرد والصدق مع
النفس.
اين كان موقف الامم المتحدة ووكالاتها حتى
ولو كان من اجل التوثيق التاريخي فقط ، من :
- ابادة سكان القارة الامريكة الاصليين من
الهنود الحمر ، ووضعهم في معسكرات سميت محميات
( مازالت موجودة) كأنهم حيوانات قابلة
للانقراض.
- ابادة سكان استراليا الاصليين من الهنود
على ايدي المستعمرين البريطانيين .
- قصف امريكا لليابان بقنبلتين نوويتين في
ابشع جريمة دوليه.
- وضع كل اليابانيين او من اصول اسيوية
(حتى وان كانوا يحملون الجنسية الامريكية) في
معسكرات الاعتقال والاحتجاز وحرمانهم من كل
الحقوق اثناء الحرب الامريكية اليابانية ،
ومازالت المحاكم الامريكية تنظر في دعاوى
الاضطهاد التي رفعها من بقي منهم على قيد
الحياة ضد الحكومة الامريكية .
- استخدام امريكا للاسلحة الكيماوية ضد
شعوب فييتنام ولاوس وكمبوديا، والكل
يتذكر(العنصر البرتقالي) السلاح الكيماوي
الامريكي المستخدم في الحرب.
- عمليات القتل والاغتصاب والحرق وطرد
الشعب الفلسطيني من ارضه وبلده على ايدي
عصابات صهيونية مجرمة ، ومازالت هذه الجريمة
مستمرة حتى يومنا هذا، والامم المتحدة مازالت
تلتزم الصمت .
- ماذا فعلت الامم المتحدة جراء جريمة
الاستعمار البلجيكي واغتياله للمناضل
الكونغولي باتريس لومومبا.
- ماذا فعلت الامم المتحدة لسنوات القهر
الاستعماري العنصري لحفنة من الاستيطانيين في
جنوب افريقيا .. بل استعمار كل القارة
الافريقية من نفس العنصر البشري الذي يتحكم في
العالم لحد الان.
- احتلال الفرنسيين للجزائر وارتكاب جرائم
ادانها الفرنسييون الشرفاء ولزمت الامم المتحد
الصمت المطبق. وهذا ينسحب على كل الدول
والشعوب المستعمرة.
- استخدام سلاح اليورانيوم المنضب ضد
العراق في عدوان 1990 او ما يسمى (عاصفة
الصحراء ) والعدوانت التي تلته حتى الغزو
والاحتلال ،الذي تم توثيق اثاره المدمرة التي
مازالت تفتك بالشعب العراقي من قبل كل
المنصفين ، الا ان الامم المتحدة صمتت صمت
القبور وكأن حذاء الرئيس الامريكي قد اقحم في
فم امينها العام ووكالاته التابعة.
- تجويع شعب العراق طيلة 13 عاما وباشراف
نفس الامم المتحدة ن بذريعة قرارات اصدرتها
تلك المنظمة المجرمة ، في حين ان العراق كان
الدولة الاكثر اتزاما بقراراتها الظالمة
والمجحفة في التاريخ المعاصر، فكانت كلاب
التفتيش التابعة تفتش كل شبر من ارض العراق ،
وكان الرئيس الشهيد صدام قد فتح حتى مقره
الرسمي دفعا لكل الشكوك ، واستقبل الشهيد
فيه (كوفي عنان) لكن حذاء امريكا بقي في فم
(عنان والبرادعي وبليكس قبلهما باتلر وايكيوس)
رغم قناعتهم بتعاون وصدق العراق ، ومنعهم من
الكلام وقول الحقيقة.!!!!!
- اين موقف هؤلاء الكذبة والمنافقين من
عمليات تجفيف نفس الاهوار التي تجري حاليا على
قدم وساق في الجزء الايراني ، فالاهوار تمتد
في مناطق الحدود بين البلدين، ام ان انتهاكات
ملالي طهران تحظى بمباركة امريكية ؟؟؟؟
واليوم يستمر تدهور العراق تحت الاحتلال
،وابنائه يموتون جراء القتل اليومي، والمرض
ونقص الادوية وفتك الامراض واخرها الكوليرا
والتهاب الكبد الوبائي وقبلهما امراض السرطان
التي سببها استخدام اسلحة اليورانيوم المنضب
ضد شعب العراق .. فضلا عن انعدام الخدمات
واعتقال النساء والاطفال وانتهاك مستمر لحقوق
الانسان .. ووو.. كل ذلك لم يلفت انتباه خبراء
البيئة المجرمون ليشغلوا العالم بطائر المنجل
.. واهوار العراق ولتنطلق ابواق الدعاية
السمجة عن اعادة الحياة للعراق بعد تحريره على
يد المحتل الغاصب .. انها مفارقة عجيبة لاتحدث
الا مع الشعوب
المحتلة. |
