الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

في قلب العاصفه .. جورج تنت واعترافه الناقص

 

 

شبكة المنصور

كامل مراد

 

خلال 22 فصل وخاتمة ،لم يستطع (جورج تنت) مدير وكالة المخابرات الامريكيةالسابق النجاح في تجميل صورته ووكالته والحصول على صك البراءة من الجرائم التاريخية التي ارتكبوها بحق شعوب ودول العالم ، كما لم ينجح في تغطية سعي بلاده المحموم للسيطرة على العالم عبر اهم اداة لديها وهي المخابرات اتي يرأسها، بل اخذته العزة بالاثم وحاول ان يصور ذلك لنا على انه جهد وطني وتضحية لحماية شعوب الولايات المتحدة ومصالحها.

وقبل البدء بالتعليق على عدة فصول من الكتاب كل مرة ، اعتقد انه سيكون من المفيد ان نشير الى الغايت التي من اجلها كتب تنت كتابه حتى لنغرق في تفاصيل تبعدنا عن فهم اهداف اصدار الكتاب في السنة الاخيرة من حكم مجرم الحرب بوش، التي هي:

- انها عملية غسل الايادي من جريمة العصر ،جريمة قتل وتدمير العراق شعبا وارضا وحضارة ومنجزات وتفتيته الى فئات وطوائف ودويلات متناحرة ،وقد عمل( تنت )على تحقيق ذلك على مدى سنوات سبقت غزو واحتلال العراق فهو يقول (كانت مهمتي وشغلي اليومي العراق والارهاب).

- يأتي تنصل تنت من جريمة غزو واحتلال العراق في اطار الدفاع عن النفس، بعد ان نجح بوش وعصابته(شيني،رامسفيلد،فيث،وولوفتز،بيرل،رايس،باول،روف،كارد) واخرون من صغار المجرمون في القاء اللوم على الخائب(تنت) بأعتباره المسؤول الذي حسم اهمية ضرب العراق من خلال استخدامه للمصطلح الرياضي(التسديدة المضمونه)اثناء احد الاجتماعات الامنية العليا برئاسة بوش بعد تفجيرات نييورك وواشنطن ايلول 2001.

- كعادة المسؤولين الامريكان وبعد تركهم للموقع الرسمي، السعي لكشف جزء من الحقائق والفضائح المؤلمة، فضلا عن الكثير من حقيقة جني الاموال والشهرة التي هي جوهر ما يسمى( بالحلم الامريكي) الذي تصدعت به رؤوسنا وكأن لاحياة خارج الفخ (الحلم) الامريكي.

التعليق على الفصل الاول :

تعد افتتاحية هذا الفصل ،المتعلقة بوجود(ريتشارد بيرل) او (الامير الاسود)كما يطلق عليه في الوسط الاعلامي الامريكي تشبيها له بميكافيلي صاحب كتاب (الامير) الذي صاغ سياسة (الغاية تبرر الوسيلة) سيئة الصيت في البيت الابغض صباح اليوم التالي للتفجيرات واتهامه للعراق بها(على العراق ان يدفع ثمن ماحدث بالامس العراقيون يتحملون المسؤولية)،مفتاح لكل ماجرى ويجري للعراق، فهذا المجرم ومجموعته قد قررت وخططت لمجيء بوش للحكم بأي ثمن حتى لو اقتضى تزوير انتخابات الرئاسة(وهو ماحدث بالفعل) لتنفيذ مخططهم بقيام عصر امريكا وحجره الاساس ضرب واحتلال العراق وليس غيره من دول العالم، وما مصطلح (محور الشر) العراق ،ايران كوريا الشماليه )الذي اطلقه بوش ليس الا تغطية للهدف الحقيقي والوحيد العراق وواقع الحال اليوم يثبت ذلك.

كانت النية الشريرة مبيته منذ اللحظة الاولى ، ولن اتحدث عن مادار ويدور من كلام حول ابعاد التفجيرات ونتائجها التي صبت في خدمة المخطط الامريكي ، والشكوك التي تحدثت عن المستفيد الاول من تلك العملية وهو التيار المحافظ ومن خلفه الصهيونية العالمية.

ورغم ادعاء تنت انه حرص في كتابه على التزام الامانة والتجرد ..الا انه فشل في كشف حقيقة دوره في مجاراة جنون واجرام رئيسه بوش في تدمير العراق ، ولم يوضح لنا (تنت) في هذا الفصل لماذا لم يستطع الدفاع عن وجهة نظره امام بوش ومعاونيه بعدم علاقة العراق بما جرى فهو (لم يجد دليلا واحدا يشير الى تورط العراق) مع ان العراق كان شغله الشاغل طيلة سنوات خدمته في المخابرات على حد قوله.

ويختتم فصله الاول بمدح جهوده والعاملين معه في مواجهة الارهاب التي تستحق التقدير، وتباكى على وكالته(الصغيرة المعزولة وغير المموله)وهي تعمل ضد الارهاب (المنظم والفعال)!!!! هل هناك كذب وعدم مصداقية اكثر من هذا؟؟؟ واخر الفصل يطلب (تنت) منا ان( لانناقش الوسائل التي اتبعها كلنتون وبوش لتحقيق اهدافهما والاثار الناجمة عنها).

وهكذا يظهر هذا المنافق على حقيقته باتباعه ميكافيلية امريكية بشعة (الغاية تبرر الوسيلة).

وفي الفصلين الثاني والثالث والرابع ، لانجد شيء مميز ، فالكاتب المجرم يحاول اعطاء البعد الانساني والحميمية التي تربطه بابويه وزوجته وابنه من خلال التحدث عن حياته ونشأئه ودور عائلته الكبير في بناء شخصيته العصامية ، فوالده يوناني مكافح ووالدته مقاومة البانية ضد الشيوعية هناك ، ولم يفسر لنا (تنت) كيف حصلت والدته على شرف تهريبها على متن (غواصة) بريطانية من بلادها الى روما هكذا لوجه الله ام ان هذه العجوزة كانت على صلة وثيقة بالمخابرات البريطانيه ؟ والا كيف يفسر ذلك لينتهي الامر بابنها ليصبح مديرا للمخابرات الامريكية لاحقا، فابن البط عوام كما يقولون.

بالاضافة الى ذلك يطيل (تنت) في شرح سياسة التربص بالاخر والعدائية والتهريج السياسي والابتزاز والاستغلال لعملية المناصب الرسمية الامريكية وكان في ذلك صادقا تماما.

كما يشرح (تنت)جهوده في اعادة بناء المخابرات رغم محدودية الامكانات، فهل يريد هذا الكذاب اقناعنا ان وكالته لم يكن باستطاعتها تدريب اكثر من 12 موظف سنويا؟؟ وميزانيتها تعادل ميزانية عدة دول مشتركة وهنا كذب فاضح لاينطلي على احد.

لكن ما يلفت النظر هو ايراد (تنت) لحادثة قصف السفارة الصينية في بلغراد في مايس 1999 اثناء الحرب الاطلسية على يوغسلافيا، مما يعطي القاريء الفرصة للتعرف على كيفية اتخاذ القرار ومستوى الاستهتار بارواح الناس من قبل القادة العسكريين والامنيين الامريكان دون الالتفات للماسي التي تسببها تلك القرارات، فالحل جاهز لديهم هو الاعتذار للمتضرر وشراء صمته، وللاسف حدث هذا مع دولة عقائدية عظمى عضو دائم بمجلس الامن الدولي ؟لكن يبدو ان مصالح الصين التجارية اهم من سيادتها وارواح مواطنيها ، والانكى من ذلك فبدلا من ان تلعب الصين دورا لمنع العدوان والغزو الامريكي للعراق بصفتها دولة لها مسؤوليتها لحفظ السلم والامن الدوليين ، نراها تلجأ الى تزويد احداثيات موقع سفارتها في بغداد للمخابرات الامريكية والبنتاغون تجنبا لتكرار خطأ بلغراد !(اتذكر ان الصين رضخت للضغوط الامريكية وتراجعت عن انهاءتنفيذ اتفاق وصفقة الهواتف النقالة التي كانت بقيمة 25 مليون دولار والتي اكتملت معظم جوانبها وحتى ابراج الاستقبال والتقوية الا انها تراجعت امام تهديد امريكا، الهواتف النقالة التي اقامت امريكا وعملاؤها الطالباني وغيره عن ما اسموه الانجاز الحضاري الكبير الذي قدمه الاحتلال للشعب العراقي) فعلا انه عالم جديد تشكله المصالح المادية البحتة ولاغيرها ، وهذا ماكان على قادتنا ومناضلينا فهمه حرفيا .

وفي الفصلين الخامس والسادس تحدث (تنت)عن ما يسمى محادثات السلام بين الكيان الصهيوني والقيادة الفلسطينية ،والدور الامريكي المنحاز للمحتل الصهيوني، وافتقاد امريكا لدور الوسيط النزيه ، اذ كان هدفها انجاز ما يحقق مصالح الطرف الصهيوني ، وذلك واضح في ختام الفصل عندما كان الهدف الامريكي هو عزل القائد ياسر عرفات ومعاقبته على تمسكه بثوابت لايستطيع التفريط بها رغم التنازلات التي قدمها لادارة كلنتون وخلفه بوش ، هذه امريكا لمن لم يرها على حقيقتها .. فهذا الامين على امنها وسلامتها مدير مخابراتها يفضح كيفية تعاملها مع القضايا والاحداث الدوليه.

والى تكملة باقي الفصول ..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  13  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   16  /  تمــوز / 2008 م