في قلب العاصفة.. جورج تنت واعترافه الناقص

الجزء الثالث

شبكة المنصور

كامل مراد

ويتهم تنت في هذا الفصل كبار مسئولي ادراة بوش بانهم كلنوا يبيتون النية لغزو العراق حتى قبل تولي بوش السلطة رغم حقيقة ان المعلومات الاستخباري المتوفرة لم تكشف عن اي دليل يشيرالى تورط العراق في هجمات ايلو .. واول المتهمين هو شيني ومعه بيرل وفيث و وولوفتز،، ويؤكد في هذا الفصل ان التحقيقات التي اجراها لم تثبت حيازة العراق لاسلحة الدمار الشامل ... لكن خطة الاطاحة بالنظام الوطني في العراق كانت جاهزة حتى قبل هجمات 11 ايلول.

وقد ناقض تنت نفسه فبعد ان ذكر في فصول سابقة ان هاجسه اليومي كان الارهاب والعراق عاد هنا ليقول ( لو كان بمقدوري اعطاء مجهود واهتمام اكبرللعراق)، واعتبر( تنت) ان تعرض طائراتهم للخطر فوق مناطق الحظر التي اختلقوها فوق العراق وتأكل وضعف نظام العقوبات (الحصار الاقتصادي) وقرب خروج العراق من هذا النفق المظلم الظالم، اشارات كانت تستوجب انتباهه.

ويكشف (تنت) سعي (شيني) للتدخل في عمل المخابرات وتوجيهه بالشكل الذي يخدم مخططه ضد العراق بأي شكل كان حتى ولو كان على حساب الامن الشخصي لموظفي المخابرات ، فقد اوعز (شيني ) الى مدير مكتبه(ليبي) بكشف اسم(فاليري ويلسون) وهي موظفة مخابرات انتقاما من زوجها السفير (ويلسون) الذي كان مكلفا بالتحقق من موضوع محاولة العراق شراء يورانيوم خام من النيجر، واثبت بتحقيقه ان لاصحة لذلك... هكذا تكن اخلاقية الم في دولة الديمقراطية منتهى الخسة والانحدار ،لو حدثت في اي دولة في العالم لقالوا عنها انه انهيار للقيم الاخلاقية ولسمعنا من وسائل الاعلام الامريكية دروسا مطولة وممله عن القيم .؟؟

ويستمر (تنت) بتكرار تأكيداته لجماعة بوش وشيني بعدم وجود صلة للعراق بالقاعدة .. ولكنهم كانوا يرفضون كلامنا هذا. على حد قوله.

ويقر (تنت) ان اصدار (قانون تحريرالعراق 1998 في عهد كلنتون وصرف 100 مليون دولار لعملاؤهم (الجلبي وعلاوي والشهواني) وعقوبات باول الذكية وتعيين مدير جديد للعمليات السرية في شمالي العراق (مقره) الا ان الفشل ظل ملازما لمخططاتهم لتغيير النظام الوطني في العراق منذ 1991.

ويصف (تنت) الاجواء ان(فكرة الغزوهي المسيطرة على مجموعة القرار .. ولم تجر اية مناقشات جادة للوضع ولا الى مبدأ احتواء العراق الذي كان مطروحا)ويورد (تنت) مثلا نقله له احد جنرالات الجيش الذي كان مرافقا الى (فيث) بعد هجمات ايلول قائلا(قلت لفيث علينا التوجه الى افغانستان وتعقب القاعدة فرد(فيث) كلا بل علينا التوجه بحملتنا العسكرية الى العراق).. اصرار لئيم على تدمير واحتلال العراق ؟؟
ويردد بعض اصحاب الرؤوس الفارغة على مسامعنا اسطوانة مشروخة عن عدم (سعي النظام الوطني ورئيسه الشهيد لتجنب المواجهة مع امريكا وكأننا كنا نسعى لها.. كانوا مصممين الى ابعد حد لاسقاط النظام الوطني المستقل الوحيد في المنطقة) .. وغير ذلك هراء.

الخلاصة ان نية الحرب كانت مبيته ، وقد الف (فيث) كتابا مؤخرا بعنوان(خلو العالم من صدام)حاول فيه تبرير الغزو واهميته ،القى باللوم على الفشل اللاحق للغزو على سوء بوش وفشله في ترتيب اوضاع العراق بعد الاحتلال.

وكان قرار الحرب والغزو قد اتخذ بشكل نهائي في تموز 2002، رغم تحذيرات (تنت )مما وتقديراته مما سيحدث بعد ذلك لكن لم يستمع له احد ، وقد صدق في ذلك ، وكانت هذه الفقرة من الكتاب بمثابة شهادة اثبات لحسن تقديره وعدم مسؤوليته عما جرى ويجري ، وبعد اليس هذا هو مقصد الكتاب؟؟؟؟

في الفصل الثالث عشر يهاجم (تنت) صراحة بوش وجماعته في الدفاع عن نفسه بقوله(ارتكبوا جريمتهم ودمروا العراق وجعلوا مني كبش الفداء... نعم قد اكون اخطئت ولكن دون قصد).. هل لعاقل ان يصدق هذيان هذا المجرم الذي يحاول جاهدا غسل يديه من دماء العراقيين .. ويبرأنفسه كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.

هل (تنت) ضحية يستحق الرحمة ام هو احد اقطاب الجريمة الذي وقع بيد من هم اقوى منه في نظام فاسد قائم على مبدأ البقاء للاقوى؟؟ وياسيد (تنت) وماذا عن تدمير العراق وتقسيمه واحتلاله واغتيال رئيسه الشرعي وقادته ونهب ثرواته واقتسامه انها كانت ومازالت غزوة لاتختلف ن غزوات المغول والفايكنغ والاستيطان في امريكا وفلسطين ... لن ينفعك كتاب ولاحتى مياه المحيط لغسل يديك من جريمة قتل العراقيين المستمرة منذ 6 سنوات.

لقد قام غزو العراق على اساس( ان التحول الديمقراطي للشرق الاوسط من خلال البدء بتغيير النظام في العراق وسيكون مبررا ثمن التضحيات التي ستدفع) وهذه لافتة عريضة اصطفت حولها كل انظمة الخسة والتبعية العربية (باستثناء سوريا وليبيا واليمن والجزائر) التي كانت ترى في العراق المرايا التي تكشف عيوبهم ونواقصهم وخزيهم وخياناتهم، وانظمة اخرى طامعة في الثروات او ساعية لكسب الود الامريكي ، واخرى(ايران) التقت مصالحها مع امريكا للتخلص من خصم عنيد مستقل.

يقول (تنت) ان الكونكرس كان يضغط علينا لتقديم تقييمات تتفق مع نواياهم المبيته للذهاب للحرب ، رغم ان تقديراتنا تقول(ان هذه الحرب ليس لها ما يبررها)، وان( اسلحة الدمار العراقية المزعومه مجرد قناع لتسويق الحرب للامريكيين والعالم)، ويضيف (لقد ضغطوا علينا بالوقت وضرورة الاسراع بتقديم تقديراتنا )،ولم يفسر لنا (تنت) ما علاقة ضيق الوقت بقلب الاكاذيب والمزاعم الى حقائق وادلة؟؟ تؤدي الى احتلال دول؟؟ يذكر التاريخ ان الرئيس الامريكي روزفلت كان على علم بقرب قيام اليابان بضرب ميناء بيرل هاربر في هاواي لكنه التزم الصمت حتى وقوع الهجوم ليبرر شنه الحرب على اليابان ؟ هكذا تعمل امريكا او شرطي العالم .

يقول تنت، لقد بالغنا وضخمنا فاخطئنا!!! واعتبر ان رد (نورم ديكسي)عضو مجلس الشيوخ عليه كافيا ، اذ قال لتنت عام 2004(لقد اعتمدنا عليك ولكنك هويت بنا الى الحضيض).

في الفصل الرابع عشر يبدأه بالتأكيد (لاصلة للعراق بالقاعدة) ويفضح هذا الفصل الطريقة التي صاغ بها شيني وعصابته من دعاة الحرب مبررات غزو العراق وشف عن تحويل الاكاذيب الى حقائق . مسندا الادعاءات الى مانشرته المجلة الاميكية الاسبوعية (ويكلي ستندرد) الناطقة بأسم المحافضين(المجرمون)الجدد بعد الغزو في 24\11\2003 ما اسمته بمذكرة ل(فيث) تتحدث عن تقارير موثقة وتقديرات حاسمة من اجهزة المخابرات عن علاقة العراق بالقاعدة،والحقيقة انها مناقض للواقع وانها محرفة لتخدم هدف الغزو حسبما يقول (تنت) .والسؤال لماذا لم يقف تنت بشكل واضح ولالبس فيه ضد كل هذا وهو العليم بكل ما يجري ؟ام انه كان يخاف من رئيسه بوش ويحاول البقاء في منصبه ويقدم مايرضيه ويتجنب مواجهته كما يتهومن قادة دول العالم الثالث ،او دكتاتوريات الشرق الاوسط كما يحلو لهم وصفنا بذلك وتذكيرنا به ليلا نهارا.

ويضيف (تنت) ان تقديرنا(ان لاسلطة لنظام صدام حسين على القاعدة او يمارس اي شكل من اشكال اتوجيه اوالسيطرة على عملياتها ) لكن رغبة شيني ومن معه غير ذلك .. انه فساد السياسة الامريكيةايها السادة؟!

الفصل الخامس عشر تراشق الاتهامات على الطريقة الامريكية وبالمصطلحاتالامريكية، الضربة المضمونة او المؤكدة، انها كلمة السر التي شن وفقها بوش وشيني حربهما على العراق ، لقد قال لنا (تنت) في اجتماع امني ان قضية العراق (ضربة مضمونه) ولهذا قررنا شن الحرب،لقد تم توظيف العبارة والترويج لها بين الامريكان والعالم لشن الحرب .

لن يصدق عاقل هذا الكذب والافتراء من بوش وعصابته ولا من (تنت) في الدفاع عن نفسه ، وكأنه مثل ذاك الذي اخذته (العزة بالاثم)، فقد شارك معهم في الجريمة وعندما القي اللوم عليه وقدموه كبش فداء لتنال منه اقلام الصحافيين والناس ، انتفض للدفاع عن نفسه.

فادارة بوش وبعد فشلها في العراق عاد لتقول لاتلومونا صبوا لوكم على جورج تنت هو الذي ورطنا. وهذا الجدل مستمر وتراشق الاتهامات متواصل .. واحتلال العراق وقتل ابناؤه ونهب ثرواته مستمر .. والفشل الامريكي مستديم .. والمقاومة العراقية مستمرة التي قلبت ميزان القوى لصالحها .. وقلبت الطاولة على رأس بوش ومن معه.. وهاهم حكام الخسة والتبعية من العرب يسارعون لنجدة سيدهم الغارق ويقدمون العون لاحكومة الاحتلال الطائفية فجميعهم في نفس السفينة الغارقة والتي سيغادرها قبطانها الفاشل بوش خلافا لقواعد غرق السفينه فقد جرت العدة ان يكون اخر المغادرين هو القبطان واولالمغادرين هم الفئران..لكن بوش ابى ان يمنح هؤلاء الفئران هذا الشرف ، والعجيب انهم راضون بذلك ن يالبؤس الخونه.

والى بقية ..

كيفية طباعة المقال

شبكة المنصور

الخميس /  14  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   17  /  تمــوز / 2008 م