الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

في قلب العاصفة… جورج تنت واعترافه الناقص

الجزء الرابع

 

 

شبكة المنصور

كامل مراد

 

في الفصل الخامس عشر يقدم (تنت) شرحا لتفاصيل عملية اعداد ما يسمى عريضة الاتهام الرسمية للعراق(الادلة على حيازة العراق لاسلحة دمار شاملة) التي سيقدمها (كولن باول)وزير الخارجية امام الامم المتحدة في استعراض مسرحي وعلى نفس الطريقة التي قدمت بها الادلة الامريكية على وجود صواريخ سوفيتيه على الجزيرة الكوبيه في الستينات ،لكن لاالزمن نفس الزمن ولا قضية العراق تشبه تلك الكوبية، فالعراق قد سمح للمفتشين الدوليين للعمل على اراضيه لمدة 7 سنوات قلبوا عايه سافله دون العثور على ماكانوا يطلبون العثور عليه.

فقد قامت مخابرات(تنت) بتحليل ما لديها من معلومات عبر عدة اجتماعات وجلسات وكان اخرها الاجتماع الموسع بحضور مجرم الحرب بوش ،ويصف (تنت)الاجتماع بأنه (مشهد سينمائي) فالجميع كان هناك(بوش،شيني،رايس،رامسفيلد ونائبه و رؤساء اجهزة المخابرات)وكلهم يعتقدون مسبقا ان للعراق اسلحة دمار شامل.. وكان الهدف ليس تقديم ادلة انما كيفية ترتيبها ليعرضها باول، وبعد تقديم معاوني ما لدينا ..امتعض الجميع لانه لايرقى الى مستوى البراهين ولم يلقى عرضنا استحسان بوش ومجموعته..لانه لم يكن اصلا كافيا لاقناع الشعب الامريكي بحتمية الحرب ، وعندها قال بوش(ان ما سمعته لتوي لايستميل الرأي العام ويمكننا اضافة بعض التوابل(البهارات) لهذا العرض).

وليتصور القاريء الكريم المستوى الذي عليه هذا المجرم الذي يطلب تزوير الحقائق،وبأي صيغ تقرر فيه مصائر الدول والشعوب .

في الفصل السادس عشر يستمر(تنت) في شرح ارار كلمة باول وحجم التزوير والتلاعب الذي مرت به لغرض اقناع العالم بشن الحرب على العراق ،وكنا ننسق دائما مع (رايس)مستشارة الامن القومي وزيرة الخارجية حالياونائبها (ستيفن هادلي)مستشار الامن القومي حاليا،وكنا نستخدم تعبير(تقييمات) واعترضت (رايس)قائلة(لانستطع ارسال القوات الى الحرب بناء على تقييمات) ونسيت ان معظم عملنا يقوم على استنتاج وتقييم للاستنتاج وبذلك نصل الى قناعة بمستويات مختلفة معتمدة على درجة وثوقنا بمصدر المعلومات..لكن اتضح لي الان انهم يريدوننا ان نقول ما يريدون سماعه.

هذا هو جوهر الصراع بين مراكز القوى الحاكمة في امريكا الكل يريد تسخير الموارد وتحريف الحقائق وصولا لتحقيق مصالحه واهدافه..وكان هدف بوش ومن معه الاستيلاء على العراق.

وعلى هذا الاصرار تم ادراج فقرة تتعلق بمحاولة العراق الحصولا على يورانيوم خام من النيجر ،رغم نفينا لذلك وعدم صحته وطلبنا رفع الفقرة من الكلمة الا انهم اصروا على ذلك وكان لهم ما ارادوا.

وهنا يذكر (تنت) ملاجظة عن (باول) الذي كان يحظر الى مبنى المخابرات للتداول حول كلمته (التي مسودتها اصلا مكتوبه له من (جون هانا)احد مساعدي شيني، خوفا من اختراقات بوش وجماعته لوزارة الخارجية… فأي دولة هذه انها عصابة مافيا.

لم يذكر لنا (تنت) مثلا لماذا لم يقم هو مباشرة بأبلاغ (باول) ان قضية(الكعكة الصفراء)او يورانيوم النيجر الخام هي ملفقة وغير حقيقيه، وينهي هذا الجدل العقيم ؟؟ عاما ان اساسها هو البريطانيون(رأس الخبث والجريمة الدوليين)والمخابرات الايطاليه في عهد تاجر الملابس والاعلام(برلسكوني).

ويستمر (تنت)في عرض سخافاته فيقول(امضينا الليل كله نحصل على معلومات اللحظة الاخيرة التي تردنا من مصادرنا؟؟؟ قدمنا عرضا كبير لكن جوهره غير متماسك وتداعت ركائزه الواحدة تلو الاخرى .. وتم تعليق باول من رقبته امام العالم ززوتردت مصداقيتنا الى الحضيض) .

التعيس(باول) الذي قال عنه منتقدوه(انه خير من يمثل العبد(الرقيق)امام سيده الابيض بوش) فقد كان منقادا ولايمتلك اي قدر من الاستقلالية للدفاع عن رأيه..اذن هكذا كانوا يعملون لاخر لحظة لتلفيق التهم للعراق!! نعم (تنت) مشترك حتى نخاعه الاسود بجريمة غزو وتدمير واحتلال العراق.. وما كتابه هذا الا محاولة يائسة للتطهر من هذه الجريمة البشعة

في الفصل السابع عشر ان الركائز الت ي يشير لها (تنت) هي :

- يورانيوم النيجر

-انابيب الالمنيوم التي لم تصل اصلا الى العراق ،والتي تخضع لتفسير الاستخدام المزدوج العريضة

- معامل بيولوجية متنقلة والتي هي محور هذا الفصل ،وبأختصار ان المخابرات الالمانية قد استقبلت مهندس عراقي (يعمل بالتصنيع العسكري) اراد اللجوء الى المانيا فلفق قضية (المعامل البيولوجية) المتنقله بقصد الحصول على اللجوء السياسي، وقامت المانيا بارسال جزء من المعلومات الى امريكا مع بعض الصور لكنها لم تبلغهم عن مصداقية المعلومة ودرجة الثقة والمصاقية لمصدرها العراقي، واعطت المانيا لهذا الفار اسم حركي هو(كورف بول)، لكن الالمان تأكدوا من انه (مشوش ولايعتمد على ما يقوله وغير صادق وليس لما يقوله اي قيمة) وتم نقل هذا التقييم (وان كان متأخرا)الى مدير محطة المخابرات الامريكية في المانيا الذي اخفاها عن مديره(تنت) بناء على توجيه من مجموعة بوش فقد كانوا قد تمكنوا
من خرق المخابرات وزرع عيون توصل لهم المعلومات..

وحقيقة امر هذا الهارب ان اسمه(رائد) وكان مهندسا عاديا ويعاني من وضع نفسي غير مستقر واختلق القصة كلها، وللتنويه فقد نشر موقع البصرة مقابلة اجريت لرئيسه في صحيفة الحياة اللندنية.

وقصة هذا تشبع عدد من قصص من اراد الهجرة لسبب او اخر فاختلق القصص والف الكتب ، ومنهم على سبيل المثال (الدكتور خضير حمزة) الذي عمل في هيئة الطاقة العراقية لغاية 85 ثم نقل منها وهرب الى امريك وتلقفته المخابرات بتعتباره مصدرا مهما فاتضح انه لايملك اي معلومات ذات قيمة لكونه بعمل بعيدا عن مناطق العمل الحساسة وان معلوماته قديمة وتعود الى الثمانينات ، فتقرر الافادة منه اعلاميا وتم اعطائه مبلغا لتأليف كتاب اسمه(صانع القنبلة النووية)وضعت على غلافه صورة الشهيد الرئيس صدام حسين لخداع الناظر ، ثم انتهى الامر بالمذكور متسكعا بين الجامعات الامريكية ، ولااعلم ان كان قد عاد الى (العراق المحرر) ام فضل البقاء في بلد الحريات.

وكذلك قصة (حسين الشهرستاني) الايراني الذي منح الجنسية لكنه بقي على ولائه لطهران وامريكا والقي القبض عليه وهو يتخابر مع هاتين الدولتين وهو يعمل بهيئة الطاقة وكان الحكم عليه بالاعدام الا ان عطف الرئيس الشهيد عليه خفض الحكم ،واستطاع الهرب من سجن ابو غريب بعد العدوان الاطلسي بمساعدة ايرانية ليظهر في لندن ثم امريكا ويكون جزء من حملة التضليل والكذب ضد العراق.

هكذا تضيع حقوق الدول والشعوب وتدمر امالها وطموحاتها في دهاليز شبكات المخابرا ت وصراع مراكز القوى في امريكا.. ويبقى من ينعق علينا يوميا ان امريكا بلد الحريات والمؤسسات ..ولايجرؤ على القول ان امريكا بلد المافيا السياسية والعصابات الاجرامية .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  16  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   19  /  تمــوز / 2008 م