الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ان تأت متاخرا .. خيرا من ان لاتأت ابدا

 

 

شبكة المنصور

كامل مراد

 

العراق .. زيمبابوي والفيتو الروسي الصيني في اي تحليل للاوضاع السياسية الدوليه وتشابك علاقات الدول .. وارتباك ميزان القوى الدولية منذ ان تنازل (غورباتشوف) عن مركز بلده (الاتحاد السوفياتي) القوي على الساحة الدولية دون مقابل ، هدية مجانيه لخصمه الاستعماري الولايات المتحدة دون ان يحقق مكاسب ملموسة لشعبه او للعالم.

لقد اضر هذا التنازل المشبوه ليس بمصالح شعوب الاتحاد السوفياتي فقط بل بمصالحنا نحن شعوب الدول النامية او العالم الثالث ،التي استطاعت في ظل التوازن الدولي بين القوتين ان تعمل علىتحقبق استقلالها وبناء مستقبلها والمضي في طريق التنمية والبناء وشق طريقها بعيدا عن الهيمنة والتسلط ، فاقامت كتلة حركة عدم الانحياز التي اكسبتها احترام القوتين العظميين ومكنتها من وضع نفسها على خريطة القوى السياسية الدولية.

لكن وكما اشرنا كان لتنازل غورباتشوف المجاني قد قلب الاوضاع بما مكن امريكا من الانفراد كقطب دولي واحد سعى منذ اللحظة الاولى للهيمنة والسيطرة على القرار الدولي والانفراد التام والهيمنة على المنظمة الدولية واداتها الفعالة مجلس الامن،الذي تحول في الاونة الاخيرة الى مكتب من مكاتب وزارة الخارجية الامريكية تتم ادارته من قبل المندوب الامريكي مهما علت ورفرت اعلام الدول بالوانها الزاهية الا انها في حقيقة الامرانعكاسا كاملا لالوان العلم الامريكي ومصالحه.

لقد كان لهذا التفرد والهيمنة الاثر في تدمير استقلال وحرية دول وشعوب كثيرة (رغم ان امريكا كانت تحقق ذلك عبر مؤامراتها وانقلاباتها عبر العملاء والخونة) الا ان هذه المرة قد سخرة ما يسمى الارادة والشرعية الدولية لتحقيق ذلك، وبات من الصعب على الدولا والحكومات المستقلة ان تستمر في نهجها المستقل والا عرضت نفسها لغضب الرئيس الامريكي او نائبه او حتى موظف بسيط في احدى سفارتها اذا لم تستجب لسلسلة المطالب التي تنتقص من سيادتها واستقلالها،، الامثلة على ذلك كثيرة بعضها مازلنا نعيشه في العراق والسودان وفلسطين وافغانستان وبورما ، وما مقولة وباناما وكوبا .. وما اطلاق الرئيس الممثل (ريغان) الاتحاد السوفياتي بامبراطورية الشر ،ومقولة مجرم الحرب (بوش) بان من ليس معنا فهو ضدنا هو القول الفصل بضرورة تنازل الدول والشعوب عن استقلالها وتسليم مقاليد امورها لامريكا والا فانها عرضة لغضب عصابة البيت الابغض.

الا ان ماحدث يوم الجمعة الماضي في مجلس الامن ، وقيام روسيا والصين بأستخدام حقهمها في الننقض الذي كادت تلك الدولتين نسيانه في رفض القرار الامريكي البريطاني ضد جمهورية زيمباوبوي الافريقية القاضي بفرض عقوبات وفق الفصل السابع الذي يخول استخدام القوة (نفس القرار الجائر بحق العراق) ، انعش الامال بصحوة جديدة لهاتين القوتين ليس من اجل الشعوب والدول الاخرى بل لتحقيق مصالحهما على اقل تقدير.لقد خسرا الكثير امام الهيمنة الامريكية ...

ويجمع المراقبون ان التحرك الاخير للصينيين والروس قرصة صغيرة لامريكا ومن خلفها المانيا (النازية الجديدة) .. لقد وصلت الموس الى اوردة هاتين الدولتين ولم يعد من مناص الا اظهار بعض القوة، فللصين مشاكل التبت وتايوان والحريات وتضييق التجارة ، وللروس الدرع التطويقي الامريكي واستقلال كوسوفو وتحرشات جورجيا واوضاع الاقليات الروسية في ابخازيا، قد لاتعني زيمبابوي الكثير لامريكا لكنها ستسعى
لاسترضاء الدولتين في مناطق اخرى مثل نفط العراق ودارفور والتمدد التجاري والسياسي في افريقيا تجنبا لمزيد من استخدامهما لحق النقض وبالتالي تقويض الهيمنة الامريكية على مجلس الامن... لكن يبقى الخوف كل الخوف من ان تكون هذه صحوة موت؟؟ وليس موقف ثابتا ومتصاعدا للدولتين المذكورتين.

ولكن ان تأت متأخرا .. خيرا من ان لتأت ابدا. قد لايرض البعض على الطريقة التي يدير بها الرئيس موغابي شؤون بلاده ، لكن يبقى هذا بالدرجة الاولى شأنا داخليا وسياديا لذلك البلد وشعبه يتعامل معه بالطريقة التي يراها مناسبه دون الحاجة لتدخل مجلس الامن ، فلا خطر على السلم والامن الدوليين اذا استمر موعابي في حكم بلده مدى الحياة اذا وافق ذلك شعبه، لماذا يحكم القذافي وحسني مبارك والملوك بلدانهم دون ان يشكل ذلك خطرا على العالم ؟؟ لماذا تزوير الانتخابات في اوكرانيا وجورجيا وامريكا نفسها(انتخابات بوش عام 2000 جاءت بقرار محكمة ) لايعد تهديدا للسلم والامن الدوليين؟؟؟

كل مافي الامر وللذين لايعجبهم موغابي او طريقة قص شواربه انه مناضل وطني قاد حرب التحرير لبلده وكان اسمه ( روديسيا ) من سلطة وحكم الاقلية البيضاء التي اشتهرت بكونها اكبر نظام عنصري على وجه الارض ،، كافح موغابي ورفاقه وقدموا التضحيات الكبيرة التي لن ينساها الاحرار.. ولن تغطي عليها افاعيل احمق البيت الابيض وكلاب الامبراطورية البريطانية البائدة.. ولا بكاء بقايا المستوطنين البيض الالمان ومعهم زعيمة العنصرية الالمانية الجديدة ميركل التي تريد عودة النازية بثوب جديد.

كل مافعله موغابي انه دعم وساعد كل حركات التحرر في القارة الافريقية واولهم كفاح شعب جنوب افريقيا بقيادة نيلسون مانديلا .. وعمد الى اعادة الارض الى اصحابها من شركات المستوطنيين البيض ، الغالبية العظمى منهم من اصول المانية والبعض من اصول بريطانية.. فأمم المزارع التي كانت منتقاة من اخصب الاراضي فيما تركت الاراضي البور لاهل البلاد .

هذا هو الاستعمار خرج من الباب وعاد من الشباك فاراد موغابي اعادة الحق لاصحابه فقامت عليه الدنيا ولم تقعد ،، فاشتروا عدد من العملاء والحالمين بالسلطة والديمقراطية على الطريقة الامريكية البريطانية ومعهما الالمانية وامدوهم بالمال والخبرات (الثورات لبرتقاليه) لتقويض نظام الحكم تحت شعار فقدان الديمقراطية؟؟؟ اين كانت هذه المعارضة عندما كان موغابي ورفاقه يتصدون للكحتل المستوطن باجسادهم وبسلاحهم الابيض؟؟ اين كان هؤلاء الخونة عندما كانت سلطة(ايان سميث) تنفذ الاعدامات بالعشرات من رفاق موغابي في الساحات العامة؟ نعم قد يحتكر موغابي السلطة وقد يعاني الاقتصاد من اخفاقات واختاقات كلها من صنع الاجنبي .. لكن يبقى موغابي هو ابن البلد والقائد المكافح .. يرفض المساومة على استقلاله ويفضل الموت على ان يكون دمية ومطية في ايدي الاجنبي .. هذا الكلام قد يصفه البعض بانه (ثوروي ووطنجي وفاته الزمن) وان العصر للمناورة والانتهازية وكسب العيش وتقبيل يد السيد(الماستر) الامريكي.

انها نفس قصة العراق تتكرر يوميا .. السودان على نفس الطريق .. ولانعلم ماذا ستفعل سوريا وليبيا وكوبا وفنزويلا وفلسطين.. واخشى ما اخشى ان نردد القول ( اكلنا يوم اكل الثور الابيض ).

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  18  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   21  /  تمــوز / 2008 م