الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

نخوة الغرب والحلف الاطلسي ... ونخوة العرب وجامعتهم العربية

 

 

شبكة المنصور

كامل مراد

 

في هذا المقال سأتطرق وعلى عجالة واختصار لموضوعين:


الاول هو تشابه ظروف واسباب نشوب الازمة الروسية – الجورجيه ، وتلك التي ادت الى نشوب الازمة العراقية – الكويتية عام 1991 مع الاقرار بوجود بعض الاختلافات بين الحدثين فهو تشابه وليس تطابق.


اما الثاني فهو الهبة السريعة للغرب لنجدة جورجيا سواء اكانت على حق او على خطأ.


الاول


فأستفزازات الكويت للعراق ، ودخولها علنا في المخطط التأمري الامريكي(امنيا وعسكريا واقتصاديا) على العراق وتسخيرها كل مواردها البشرية والاقتصادية والمالية واللوجستية (اراضي،موانيء،قواعد) لخدمة المخطط الامريكي للفترة من 1988 ولغاية دخول العراق الكويت ، وليستمر بعدها لتسهيل الغزو والاحتلال الامريكيين .. متواصلا بعد ذلك ليومنا هذا (اثارة النعرات الطائفية والعنصرية الانفصالية وتمويل وتسليح وشراء الذمم وخلق المليشيلت لمزيد من الاقتتال الداخلي ، فضلا عن سرقة الثروات وتعميق الفساد ، وقبل كل ذلك التجاوز على حدود العراق واقتطاع اجزاء من اراضيه واباره النفطية).


اقول كل ذلك دفع القيادة الوطنية العراقية لاتخاذ قرار الدخول للكويت لتلقين عصابة ال الصباح درسا في احترام حقوق الجيرة والاخوة العربية ، وان القيادة لم تكن تقدم على اتخاذ يوم النداء لولا فشل كل الجهود المباشرة او العربية لردع ال الصباح عن غيهم وكبح جماحهم الاندفاعي لخدمة المخطط الامريكي،فرغم كل محاولات ضبط النفس للرئيس الشهيد الا ان السيل قد بلغ الزبى ن وان ال الصباح قد تلقوا الضوء الاخضر والدعم الكامل في استفزاز مشاعر العراق وانتهاك حقوقه، وكلنا نتذكر قول الرئيس الشهيد (قطع الاعناق ولاقطع الارزاق)، بعد ان تمادت العصابة الحاكمة في الكويت في غيها بأغراق السوق النفطية بشكل اوصل سعر البرميل من النفط الى اقل من 9 دولارات لاضعاف وارهاق الاقتصاد العراقي المثقل اصلا بالانفاق على ظروف الحرب مع نظام الملالي في طهران ،وبالتالي ارهاق كاهل المواطن العراقين والكل يتذكر ان العراق قد تمكن منسداد 500 مليون دولار من ديونه الى فرنسا وكان مجدا في سداد ديونه للاتحاد السوفياتي ، وهذا ما افزع امريكا فواعزت لعصابة الصباح للبدء بلعب دورهم المرسوم،


وقد نقل لي احد الاصدقاء ان الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين ، قال في لقائه مع السفراء العراقيون في الخارج بعد العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 لالم تكن للعراق اية نية في احتلال الكويت ولكن الهدف كان توجيه صفعة لحكام الكويت لكي يفيقوا ويرتدعوا عما كانوا فيه متورطين،لكن تسارع احداث الازمة والدور غير النزيه لجامعة الدول العربيه وعراب امريكا العربي(حسني مبارك) هو الذي تسبب في تعقيد الازمة وانتهائها على النحو الذي يعرفه الجميع.


الا يحق لنا ان نقول بتشابه ظروف الازمتين العراقية – الكويتية ، والروسية – الجورجية؟؟؟


ولمقاربة ذلك مع ما جرى ويجري في وقتنا الراهن بخصوص الازمة الروسية – الجورجية ،لايصعب على المراقب ان يرى وجه التشابه بين دور النظام الجورجي التحريضي والتخريبي ضد روسيا وذلك الذي جرى من قبل حكام الكويت ضد العراق ، وكأن التأريخ يعيد نفسه، فجورجيا جمهورية سابقة داخل الاتحاد السوفياتي ، ورئيسه (جوزيف ستالين) هو من اصل جورجي بل ومن ابناء عاصمتها غروزني، وعدد نفوسها لايتجاوز 5 ملايين ومساحتها لاتقارن بشبه القاره الروسية، الا ان حاكمها عميل لامريكا وارتضى لنفسه القيام بدور المستفز والمحرض لتصعيد الازمة الى ابعد الحدود وهي النزاع المسلح ، فللدول وانظمتها قدرة على التحمل ولكن الى حد لايمكن تجاوزه اذا با يشكل خطرا على امنها الوطني ، واخر الدواء الكي كما يقول الطب العربي، قد تختلف الاهداف المرحلية لحاكم جورجيا عن تلك التي في بال واشنطن التي ستسعى لاستثمار ماجرى لتثبيت قواعدها واحكام الخناق على دولة روسيا المتنامية قوتها الاقتصادية والعسكرية وبدأت ذلك بالفعل عبر الجسر الجوي ورسو البواخر الحربية الامريكية في الميناء الجورجي والاسراع في ضم جورجيا الى الحلف الاطلسي وربما نشر قواعد صاروخية فيه وخلق ازمة دولية كالتي خلقتها اصواريخ الروسية في كوبا في ستينات القرن الماضي.

 

كل ذلك تم بسعي من مخبول العصر ونيرونه (مجرم الحرب بوش ) وهويصارع ايامه الاخيرة من حكمه مما سيمكنه من توريث المشاكل المستعصية لخليفته مهما كان شكله ديمقراطي ام جمهوري وهذا هو ديدن كل روؤساءامريكا ، ( ازمة وورطة العراق، افغانستان ، فلسطين واخرها جورجيا وارتفاع اسعار النفط الحادة).


الثاني

 

من المفارقات الغريبة ان يستعير الغرب العدواني بعض من تراث العرب المجيد في (الشهامة والنخوة)، فعندما استجار بهم رئيس جورجيا هبت قبائل الغرب الجرمانيه واحفاد الفايكنغ لنصرة المستجير ضد الغازي الروسي ، هبة ولااشبه بهبة الخليفة العباسي (المعتصم) لنجدة المرأة العربية المستغيثة (وامعتصماه).. هبة كهبة قبائل عدنان ومضر وكنانة وجبيلة لنصرة اخوانهم ابناء الضاد ، او كهبة صلاح الدين الايوبي لنصرة فلسطين وتحرير القدس ، او كهبة شهيد الامة صدام حسين لنصرة كل العرب في فلسطين والجولان وسيناء والكويت والامارات ضد اطماع ملالي طهران.

 

فقد سارع زوج عارضة الازياء العارية (ساركوزي صاحب فرنسا)ومعه وزير خارجيته الذي كان (احد قادة مظاهرات التغيير ضد ديغول في الستينات الماضيه) وخلفه (ميركل صاحبة المانيا) وتبعتها الكلبة المسعورة(رايس صاحبة بوش وامريكا)، كما انهالت اتصالات التضامن والمؤازرة من كل دول اوربا والعالم الغربي لحاكم جورجيا ( المشاغب والمشاكس ومفتعل الازمة ) كلهم تنادوا تحت شعار عربي اخر هو(انصر اخاك ظالما ام مضلوما).

 

واسرع الحلف الاطلسي لعقد الاجتماعات وبحث سبل ونوع المساعدات المتوجب تقديمها لجورجيا ضد الروس رغم ان جورجيا ليست عضوا فيه بعد ، بل لنها عضو في تحالف الدول المستقلةعن الاتحاد السوفياتي السابق وتربط بأتفاقات وترتيبات امنيه مع روسيا.. كما ادلى مجلس الامن الدولي التابع للخارجية الامريكية بدلوه في الازمة باتجاه تصعيدها وتعقيدها حتى تكون نافذة بل باب التدخل الواسع في الازمة المفتعلة .. ولولا موقع روسيا في مجلس الامن الذي فرضته توازنات القوى بعد الحرب العالمية الثانية ، لااصدر هذا المجلس المنكود التابع عشرات من قرارات الادانة والحصار والتهديد باستخدام القوة على نفس النحو الذي عمل به المجلس المذكور في الازمة العراقية – الكويتية عام 1991 الذي فتح الابواب امام تدخل امريكي غربي بشؤون العراق حتى يومنا هذا .


هذه هي نخوة وصحوة الغرب لنجدة جورجيا ... ماذا عن نخوة العرب وجامعتهم لنصرة العراق ، فعند نشوب الازمة مع الكويت انقسمت الجامعة على نفسها وانتصر القسم العميل لامريكا وساهم في تعقيد الازمة ومهد لتدويلها ، ولم تكتف حاضنة الدول العربية بذلك بل شجعت على العدوان وساهمت فيه بقواتها وعتادها،وتصاعد دورها لتشارك مشاركة فعالة في حصار اهل العراق ومنع الغذاء والدواء عنه استجابة لرغبة امريكا كما تفعل اليوم مع شعبنا الفلسطيني المحاصر في غزة ، فيأبى حاكم مصر المتصهين في فتح معبر رفح لمرور الغذاء والدواء والوقود الى المرضى والمحاصرين ، فما اشبه اليوم بالبارحة.


ولم يكتف حكام العرب بما جرى للعراق بل تمادوا في غيهم، بعد ان صمد العراق وشعبه تحت راية قيادته الوطنية طيلة 13 عاما من الحياة المريرة التي اودت بحياة اكثر من نصف مليون طفل ومليون كهل وامرأة ومريض، اقول وبعد ان لاحت بشائر النصر وتفتت الحصار وتكسره بفضل ارادة شعب العراق القوية ووقوف جماهير امة العرب معهم ، قرر (مجرم الحرب ) غزو واحتلال العراق وكعادتهم وقف الانذال من حكام العرب مرة اخرى مع سيدهم فأيدوا وسهلوا وساهموا في الغزو والاحتلال رغم ارادة الشعوب العربية التي خرجت تندد بالعدوان والغزو ومعها كل شعوب العالم حتى في امريكا وبريطانيا ، ورغم عضوية العراق بالجامعة العربية و توقيعه على اتفاقية الدفاع العربي المشترك الميتة مئات التظاهرات الشعبية في الدول العربية.


مع ان العراق استغاث الى الله اولا والى اخوته العرب لكن صيحته وصلت الى اذان ملئها الوقر واصيبت بالصمم.

الا يحق لنا ان نقول مستغربين اي نخوة حكام العرب من نخوة حكام الفرنجة؟؟؟


اللهم عليك بحكام العرب فهم لايعجزونك.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٣ شعبان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٥ أب / ٢٠٠٨ م