الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

بيان رقم واحد
التداعيات الخطيرة للكذبة الممررة والمسماة بالقوميات !!

 

 

شبكة المنصور

موقع عربستان ينشر ويدعو القراء للتعقيب

 

ـ ترجمة : السيد ناصر الكنعاني ، والسيد عمّار علي الأحوازي ـ

ـ الملاحظات والهوامش والمقدمة من إعداد موقع عربستان ـ

 

  

     البيان السياسي التالي ، وهو باكورة إنتاج هذه المنظمة علنياً ، لما يسمى بـ ((منظمة وحدة إيرانيي خوزستان)) ، ينشره موقع عربستان من أجل إطـّلاع القراء والمتابعين من أبناء وبنات شعبنا والأمة ، رغم أنه مليء بالأخطاء التاريخية ، والمغالطات السياسية ، الزعم أنهم يقدمون : ((وجهة نظر سياسية)) محددة تجاه واقع تاريخي وسياسي ، نحن بدورنا نعرضه للبعض ممن أفزعتهم سياسة النظام العنصري الفارسي ضد أبناء شعبنا عبر ((اِستيطان مجموعات فارسية)) فوق أرضنا ، وفرض الهجرة على أبناء شعبنا ، ولكن مع ذلك ، فقد وجد أنصار هذه الرؤية الفارسية واللورية تشجيعاً من قبل الأجهزة الأمنية الفارسية ـ كما يبدو من سياق البيان السياسي ومضمونه ((الفكري)) المخاتل ـ  من أجل تعميم وجهة نظرهم ، كون خطر البعض أهون من خطر هؤلاء ، نقول ذلك ، مع تحفظنا على طبيعة هذا التنظيم الذي قد يكون وسيلة أمنية فارسية لاِختراق الصفوف القومية العربية ، وخصوصاً المجاهدين منهم .

 

   إنَّ البيان الذي بعثه أحد الطلاب الوطنيين من العرب الجامعيين ، لحظ خطورته على طابع القضية القومية العربية ، خصوصاً وأنه تلمس بعض الظواهر المشبوهة بحسه السياسي والمعرفي ، من قبيل أنَّ بعض المدرّسين في الجامعة والطلبة المتعصبين للرؤية العنصرية ينشطون في توزيعه،من ناحية ، وفيما يقوم ((الأساتذة)) بنشاطات غامضة جداً ومثيرة للشك ،عبر القيام  باِختبارات جديدة من خلال طرح أسئلة محددة ومعلومات (دينية) عامة وذلك عند إجراء الاِمتحانات الفصلية أو الموسمية ، وعندها يجمعون الآراء الخاصة بالطلبة العرب من خلال الأجوبة التي يكتبونها ، أو التي يسجلها الشباب العربي عند الإجابة عليها ، يتبين لهم اِتجاهات هؤلاء الطلبة من الناحية السياسية والفكرية المخالفة للتوجهات الصفوية الطائفية،أي أنَّ أولئك الأساتذة المتعصبين حينما يوجهون أسئلتهم تلك ، التي يتمحور بعضها أو أغلبها على أنَّ الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) هل هو المتسبب في (استشهاد) السيدة فاطمة الزهراء ؟ [ نذكر ذلك على سبيل المثال ليس إلا ] فإنَّ هدفهم غير المباشر ، هو سبر غور أفكار التلاميذ ومعرفة رأيهم وإستكناه خلفيات ثقافتهم بغية وضع الدرجات لهم ، فمن يجيب على السؤال وفق الرؤية الصفوية الطائفية يكون النجاح من نصيبه ، وإذا كان الجواب يتسق مع الحقائق التاريخية المخالفة للرؤية الأيديولوجية الطائفية ، يكون الرسوب حليفه والعلامات الدنيا من نصيبه ! ؟ .

 

   وهناك سؤال آخر يتمحور حول التالي : ماذا تعرفون عن السيدة عائشة بنت أبي بكر [رض] ؟ وهي زوجة الرسول [ص] وغيرها من الأسئلة الطائفية ، التي يحاولون عبرها أنْ يستفزوا بها العربي الجامعي في قطر الأحواز، وساعين من خلال تلك الأسئلة الخبيثة/الخطيرة إثارة أفكار الشباب العربي حول ماضي الأمة العربية وسيرورة تاريخها ،والطعن بتاريخ نشوؤهم ومضمون حياة ورموزهم الإسلامية الراشدية، لاسيما التي تتعلق بالخلفاء الثلاثة الأولْ ، والأمر الطبيعي أن يجيب العربي الأحوازي بنفي تلك ((التهم  والخرافات والتحريفات)) ، وعندها تقع على الطالب العربي الواقعة ... فيسجل المدرس المتعصب ملاحظاته على هؤلاء،ويفاجأ الطالب الأحوازي في نهاية الكورس على أنه رسب في المادة (الدينية) هذه أو تلك ...

    إنها إحدى الأساليب الجديدة التي يحارب بها الفرس طلابنا العرب في الجامعة،بهدف وضع العراقيل والشروط التعجيزية أمامهم ، وبالتالي منعهم من إكمال دراساتهم في الصعود نحو الدراسات العليا ...

 

   أدناه ننشر البيان الأول للمجموعة : اللورية الفارسية الحاقدة التي تسمّى نفسها بـ" منظمة وحدة إيرانيي خوزستان، التي وزعتها هذه الجهات على نطاق واسع في الجامعة في مدينة الأحواز العاصمة والتي تسمّى بجامعة "شهيد شمران" ، مضمنين نصوص الترجمة تلك بملاحظات وهوامش توضيحية موجزة ومركزة ، بغية الكشف عن الخبايا الحقيقية لهذا التنظيم الجديد ومَنْ هي الجهات التي تقف خلقه ، كما ندعو قرّاء الموقع الكرام التعقيب على تلك الاِفتراءات التي وردت في سياق البيان ، ودحض ما جاء فيها من مغالطات سياسية متعمدة :

((موقع عربستان الأحوازي))

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين والحمد لله رب العالمين واللهم صلي على محمد وعترته الطاهرين

 

بيان رقم واحد :

 

التداعيات الخطيرة للكذبة الممررة والمسماة بالقوميات !!

 

    لقد مُرّرت كذبة كبيرة تعنونت بـ((القوميات))،وقد دمّرت حياتنا من عرب وفرس في (خوزستان) [1]،الأمر الذي يجعلنا نتساءل:ما هو هدف الحكومة في تهجير المواطنين الإيرانيين المنظم [2] باِتجاه (خوزستان)،في ظل تعداد السكان المرتفع فيها [3]؟ علماً بأن الحكومة تتمسك بالأشغال الهامة والأماكن الحساسة بقبضتها [4]؟

حسب اعتقادنا : أنها لكذبة كبيرة رُوّجت باِسم القوميات،أوجدها دعاة هذه المقولة الذين يعدّون أعداءً للعرب والفرس (الخوزستانيين) وتجاه الحكومة على حد سواء. مما اُجبرتْ الحكومة على تقبل هذه التداعيات رغما عنها. وفي هذا السياق يقول غراهام فولر في كتابه المعنوّن (قبلة العالم) ـ جيوبولوتيك ايران ـ يشير لهذا الموضوع بالقول :

    [.... نتيجة لنزوح مجموعات كبيرة في الآونة الأخيرة من فارس إلى هذه المحافظة،قد تضاءلت نسبة عدد سكان العرب ، وبمرور الوقت أخذ الفرس زمام الأمور في المنطقة...... ، ص 48]

    والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق : لماذا يزداد عدد السكان [5] يوماً بعد يوم بدون ضوابط في هذه المحافظة جراء سياسة محددة من قبل الحكومة،هذا فضلا عن هول مشاكل الفقر والحرمان والبطالة في المجتمع (الخوزستاني) للعرب والفرس الأصليين القاطنين في المحافظة؟ .

 

    من المؤكد أن تصديق الكذبة غير المعقولة حول ملكية أرض خوزستان،هو الذي سبب المشاكل والمعضلات العديدة للعرب والفرس على حدٍ سواء في (خوزستان) ،لاسيما الفقر والبطالة منها على وجه الخصوص،وبتوافد عدد كبير من الوافدين إليها من (وطننا الحبيب) إيران،فقد تفاقمت هذه المشكلة.

 

    إن زيادة الفقر والبطالة تسببتا في خلق بيئة للتطرف،وهما:أي العاملين،من نتاج كثافة استجلاب الوافدين إلى (خوزستان) [6] الذين يبحثون عن كسب المال المريح في وقت قليل ومناسب.

    لكن لماذا يتم الترويج لهذه الأكذوبة الكبيرة التي دمرت حياة العرب والفرس وهم سكان (خوزستان) الأصليين وزادت من تفاقم مشاكل الفقر والبطالة والحرمان ؟.

 

    هذه الأكذوبة التي حقنوها في أفكار ومخيلة مواطنينا العرب على أن (خوزستان) كانت أرضاً عربية اُغتصبت من قبل الفرس، وبسبب مزاعم حفاظ الفرس على هذه الأرض المغتصبة يسعى الفرس بكل ما يمتلكون من جهود على جلب الايرانيين الفرس وغيرهم من مناطق إيرانية أخرى لهذه المحافظة، بغية التغيير الديموغرافي، وبالتالي تمكـِّن السلطة الحاكمة من السيطرة عليها سيطرة كاملة .

 

    أما أن (خوزستان) كانت أرضاً عربية، فهذه أكذوبة كبيرة وقصة مفبركة من الخيال،ولم تكن هذه الأرض للعرب عبر التاريخ أبداً،بل كانت لقوم يسمون بالخوزيين أو الهوز واليوم يسمى هذا القوم باللور ومن ضمنهم البختيارية،والبعض من هؤلاء المفترين يستندون حول تلك الاِفتراءات على أقوال وكتابات المدعو"ويل دورانت" الذي نحن لم نشاهده ولم نقرأ عنه . [7]

    يقولون أنَّ "ويل دورانت" يقول:"بأن العيلاميين جذورهم من السامية،وهذا الشخص هو عبارة عن مستشرق،ثم أنه استقى معلوماته تلك من كتب هذا وذاك وهو متأثر بشكل خاص بالفكر وكتب البعثيين . [8] فالمعروف بأن التحقيق في هذا المجال هو من اختصاص الباحثين في الرسوم ونحت الصخور والآثار التاريخية المتبقية وهم قادرون على أنْ يكشفوا لنا الحقيقة . [9]

 

    وفي هذا المضمار،نشير إلى أقوال البروفيسور كيرشن الفرنسي،وهو من الباحثين المعتبرين في هذا المجال،إذ أنه يعتقد أنَّ السكان الأصليين لأرض(خوزستان) هم مجموعة من الزنوج، وأصولهم من غير العرب،وما زال كثير من هؤلاء يتواجدون على السواحل الإيرانية،لقد كان يحكمهم ملك من الساميين . هذا الملك كان عبراني ولم يكن بالأصل من العرب،فعلينا أنْ ننتبه بأن العرب يطلقون على غير العربي بالأعجمي،علماً بأنهم يجلـّون ويحترمون النبي إبراهيم وإسماعيل،ويعتبرون ذريتهم التي تنتمي لبني عدنان أو بني إسماعيل فيطلقون عليهم تسمية"العرب المستعربة"،وهذه التسمية تعني العرب الذين جذورهم هي غير عربية ولكن شمائلهم فقط عربية .[10]

 

    ويطلقون على بني قحطان بـ"العرب العاربة" أي أنَّ جذورهم عربية،كما أن في الأدبيات العربية نستطيع رصد الكلمات والمعاني التي تذكر بأنَّ إبراهيم وإسماعيل وأمثالهم يسمّون بأسماء [11]، أما بنو قحطان فيطلقون عليهم بـ"العرب العاربة" ومعناه أن جذورهم عربية.علماً بان إبراهيم وإسـماعيل وذريتهما أتوا من مدينة أور البابلية ومعروفٌ عنهم أنَّ لهم جذوراً سامية،وذلك يعني أن العرب الساميين هم الذين تتحدر جذورهم ممن يطلق عليهم الأسماء الأعجمية [12]! فالواضح للعيان بان حكومة فرد من الساميين ومن غير العرب في(خوزستان)،وهذا ليس دليلاً على أن ماضي ملكية هذه المنطقة للعرب.

     نتجاوز هذه النقطة لكي نؤكد على أن العرب الحاليين المتواجدين في (خوزستان)هم من أصل سامي بابلي وبالعكس من الآريين،فهؤلاء لم يحافظوا على هويتهم مع الأسف،إذ فقدوا هويتهم السامية العبرانية واستنسخوا بدلاً منها الهوية العربية.

   ثم أن البابليين حتى أثناء حكم الإيرانيين على بابل ولغاية انتصار الإسلام على إيران كانوا يستعملون المفردات البهلوية الإيرانية في كلامهم الدارج.اي أن ذلك يعني بأنهم غيروا لغتهم تبعا لشكل الحكومة والنظام الذي كان يحكمهم .

 

    من المدهش أن يكون كل تعصبهم وبناء شخصيتهم المزوّرة هي عبارة عن سلسلة من التزوير، ولكنهم مع ذلك ما يزالون يدافعون عن هويتهم (المزيفة). مع كل هذا فإن سكان العرب في (خوزستان) باِعتبار أنَّ أغلبهم ليسوا من العرب،والكثير منهم يحمل جذوراً عبرانية،ويطلقون على الآخرين مفهوم العجم، والقسم الأكبر بينهم من اللور الذين اِنصهروا معهم ومنهم الساكية،مثلا، وهم من سكوند التابعة للقومية اللورية وكذلك غيرهم ايضا.[13]

    إن كثيراً من عرب البلدان الأخرى وبالأخص عرب عربستان(المملكة العربية السعودية) [14] الذين هم معروفون بدقتهم في البحث بشجرة الأنساب ومتابعتهم الدؤوبة في هذا الشأن يؤكدون بان نسبة ضئيلة من العراقيين والخوزستانيين هم من العرب.[15] هم يقولون أنَّ العراقيين والخوزستانيين قسم من هؤلاء فرس والقسم الأكبر هم بابليون وعبرانيون .[16]

 

    نخرج من هذا السياق لنقول،إذا كان حاكماً سامياً قد تحكـّم بالزنوج ، فإن هؤلاء الزنوج لم يكونوا عربا ولا حتى ساميين، وبعد بروز أول قوم آري أو الآزيانيك ـ الذين هم من الخوزيين أو الهوزيين الزنوج ـ وتقربوا لهم،فهل يا ترى نتمكن من اعتبار ماضي هذه المنطقة قد تشكل،بالرغم من أنها ليست عربية،بل تعتبر عبرانية أو سامية ؟ بالطبع لا .

    فعلى سبيل المثال،شخص ياباني اِسمه البرتو فوجي موري كان رئيس جمهورية البيرو،وسكان هذا البلد هم من الهنود الحمر،الزنوج والبيض الأوربيين، وفق هذه الرؤية : فهل يُعتبرْ البيرويين يابانيون؟ بدون شك لا .

    وكذلك الملك السامي الذي حكم الشعب،قبل الخوزيين أو الهوزيين اللور الذين قطنوا هذه المنطقة قبل 6000 سنة حيث أن التسمية خوزستان أو هوزستان أو هوجستان [17] انشق من اسم هذا الشعب وأهواز وخوزستان جذوره من هذا الاِسم،فهل يعني ذلك بأنها أرضاً سامية ؟

 

    الزنوج وبسبب المحبة والرجولة التي لامسوها من اللور اندمجوا بسرعة معهم. لذلك فإن على الشعب اللوري ومن ضمنهم البختيارية...عليهم،ومن أجل حسن الضيافة التي لديهم، أن يقوموا باحترام الزنوج القاطنين في المنطقة والموانيء ويحسبونهم من بيئتهم الاِجتماعية .[18]

 

    أما الآثار المدمرة حول مقولة القوميات الكبيرة للعرب،وجميع الساكنين في منطقة (خوزستان) ، فالسؤال الجدير بالمناقشة هو على ماذا تنطوي تلك الإدعاءات؟

 

     كثير من العرب يصرّون على أنَّ (خوزستان) هي أرضهم .هذا كلام فضفاض البتة،وهي محض اِفتراء كبير.يقولون بأنَّ (خوزستان) سُلِبتْ بواسطة الفرس،والمعروف بأن هؤلاء وتحت تأثير وتعليمات البعثيين [19] يسعون مرة ثانية ليسيطروا عليها. في الوقت الذي يعتبر هذا الفكر الساذج سبب مشاكل جمّة لشعوب المنطقة من عرب وفرس.فلماذا يفكر الشعب بأن دولة محتلة أراضيه فيتخذ موقف متصلب اتجاه النظام وبالتالي يرى المعرقلين لاستقلالهم هم الفرس فقط.

 

     لذا، وبسبب الصراعات الاِستعمارية وبعض الدول العربية الذين مازالوا يعادون ايران، بدلاً من أن يسعون إلى البحث عن طرق لجمع الشمل المواطنين القدماء، والمؤازرين لهم ، ونعني اللور، وبالتعاون الجاد مع غيرهم بغية تكوين حكومة مشتركة واتباع الأساليب المركزية من ناحية القرار السياسي من أجل صنع الإنسان. [20] والقرار الذي اِتخذته الحكومة [21] قراراً بحد ذاته خطأ،والشعب (الخوزستاني) فيه الكفاءة والوفاء،ولا يحتاج للمزيد من نزوح ((الوافدين)) لهذه المنطقة [22]، ليتسببوا في خلق أزمة البطالة والفقر وإيجاد المشاكل بسبب مركزية القرار،فالحكومة لديها هاجس من الأفكار المتطرفة عند المتعصبين من العرب الذين هم انفصاليون.[23]وذلك من خلال تأكيدهم،مع شديد الأسف،بأن (خوزستان) منطقة عربية .

 

    مع الأسف ، فإنَّ الإصرار على أن (خوزستان) منطقة عربية، لاسيما من قبل الشباب العربي ، فإن ذلك يعني أنهم يعانون من عقدة سياسية يحملها هؤلاء السذج ،قد خلقت، وما تزال،الانشقاق والتمزق في الصفوف بين العرب والفرس [24]،من جهة،وبين العرب والحكومة،من جهة أخرى،الأمر الذي سبب في أن تزيد سياسات الحكومة في تدفق المهاجرين من محافظات أخرى (لخوزستان) وبشكل واسع ومخيف.

 

تعلمون بأن اِزدياد المهاجرين يخلق الدمار لنا من جهة،والبطالة وعدم الرفاهية الاِجتماعية من جهة أخرى! لذا بدلاً من أن نذهب إلى تركستان فلنشطر وجوهنا الى مكة،(مثل فارسي)نحن الذين نحل مشاكلنا بأيدينا وذلك يتطلب جهد كل (الخوزستانيين) بالنظر للمعضلة الرئيسية وهي عدم الثقة الناشئة من خلال التأثر بالأكذوبة ما يسمى بالقوميات الكبيرة.

 

     ومن اجل أن ينتصر العرب في صراعهم بصدد مركزية القرار يستوجب عليهم أنْ يتـّحدوا مع شركائهم القدماء في هذه المحافظة ونعني بذلك اللور،وأن يفعّلوا حضورهم للمساهمة في النشاطات السياسية في الأهواز. وبالتالي يستوجب دراسة أيديولوجية خاصة للور الذين هم متوجهون نحو الأهواز الذي يعتبر مركز حيوي لصنع القرار .

 

    بلا شك، فإنَّ مساعي منظمة وحدة الإيرانيين (الخوزستانية) تهدف الى تواجد أكثر للقومية اللورية في الأهواز والقصد من ذلك هو جلب قوة كبيرة منهم بجانب القوة الكبيرة من الأعراب [25] ليقوموا بأعمال مشتركة وبتعاون فيما بينهما بغية جذب ثقة الدولة المركزية بهدف تقليص النسبة الكبيرة من نزوح المهاجرين الى (خوزستان) من المحافظات الأخرى .

 

    البته،إذ أنَّ العرب في خوزستان مازالوا يؤكدون بأن المنطقة عربية،وكذلك تصديقهم لهذه الكذبة الكبيرة على أن هذه الأرض كانت في يوم ما بأنها أرضهم! فيستندون على بيت شعر ردّدها عربي منهم من خلال أغنية علوانية أنشدها لشرطي كويتي [26].وأنْ لا يترقبوا في أنَّ تحد الحكومة من النزوح الهائل للمهاجرين الإيرانيين الآخرين من المحافظات الأخرى الى محافظة (خوزستان) أو أن تسحب يدها من تنفيذ القرارات وأن يضعف مركزيتها .

 

    هذا الشاب المراهق غنى طور "العلوانية" أمام الشرطة الكويتية ويقول فيها :

الغرباء في بلدي ودياري خلق لي المعاناة < المجلة الأسبوعية الأهوازية رقم 53 , 29 آبان 1379 > القصد من الغرباء هم الإيرانيون والحكومة الإيرانية .

اذن العرب وخاصة المثقفين منهم اذا ارادوا تحسين الوضع بالنسبة لهم وللعجم في خوزستان يجب عليهم أخذ النقاط التالية بعين الاعتبار.

فليسعى العرب الى خلق ائتلاف مع حلافئهم القدماء "اللور" وذلك من أجل كسب ثقة السلطة الايرانية ، وايضا ان يسعوا من اجل تقسيم المناصب والوظائف في المحافظة والمراكز الثقافية بين القوميتين الرئيسيتين العربية واللورية. في هذا الاطار يجب ان لا يحسب سعي البعض من اجل تمركز النشاط السياسي اللوري وايفادهم الى الاهواز، يجب ان لا يُفهم من ذلك على أنه نشاط عدائي تجاههم لان اللور هم حلفاء العرب القدماء وفي كل فترات التاريخ كانوا رفاقا متعايشين بسلام مع العرب،بالطبع فإن هذه العملية ستأخذ وقتا مديداً لكنها مثمرة وتحمل بشائر الخير.

 وفي الختام نؤكد مره أخرى،أن الإصرار على كون الأرض،ومنذ زمن بعيد كانت للعرب،يخلق هاجساً تشكيكياً ويترك تخوفاً عند الحكومة،فيما الحكومة تصرَّ على تعزيز قبضتها للتحكم بزمام الأمور،إن الإدعاء بكون الأرض عربية هي سبب المشاكل وهي كذلك جذور كل مآسينا الراهنة وهي التي ستخلف المزيد من هجرة الوافدين الى المحافظة .

 

    فعلينا أن نكون عقلانيين وأكثر معرفة ونفكر عميقا عن عواقب تشبث الحكومة في امتلاك زمام الأمور والتحكم بكل السلطات،إذن علينا أنْ نسلك طريقا مثمراً لصالح الإنسان في هذه المحافظة .

((منظمة وحدة إيرانيي خوزستان))

 

ــ

 

الملاحظات والهوامش

 

  [1] ـ منذ اللحظة الأولي بكشف البيان عن دافعه الأيديولوجي،أو دواع معديه أو كاتبيه،عندما يلغون حقل المعلومات التاريخية عن ((وعيهم)) فيكتبون خوزستان،الكلمة الفارسية المستخدمة في الدعاية الفارسـية اليومية ، بدلا من تداول الاِسـم الحقيقي والتاريخي للمنطـقة العربية المحتلة منذ العام 1925 : الأحواز، وبالتالي فإنَّ هذه المنظمة تستبدل الأسماء التاريخية المعروفة التي سجلها أعداء شعبنا وأصدقائه على حدٍ سواء ، بالأسماء الفارسية العنصرية ، فيكتبون التسمية الفارسية : خوزستان ، بدلاً من الأحواز ـ فهل حدث هذا التغييب لمضامين الأسماء التاريخية جراء المصادفة والعفوية،أم كان إجراءً واعياً ومتعمداً ؟ ! .

    إنّ نباهة القاريء ووعيه ومعرفته التاريخية تعفينا من الإجابة التفصيلية عن التساؤل ذاك .

 

  [2] ـ يضطر كاتبو البيان باِسم هذه المنظمة للاِعتراف بالطابع المنظم للتهجير، رغم محاولته خلق تناقضات وهمية ، واِستبدال التحليل الملموس بأوهام مجرد ، كي يمدح إجراءات السلطة الفارسية ، كما سنرى لاحقاً ، وهذا التهجير المنظم لأبناء شعبنا العربي الأحوازي هو المضمون العملي لسياسة الفرس فيما يتعلق بالتطهير العرقي ، والتغيير الديموغرافي  ومحاولة اِستبدال هوية المجتمع وتغييرها إلى طابع هوية مستوردة أخرى ، وإقامة المستوطنات الكبرى وبناء الجدران العازلة . لقد شهد شاهد من أهلهم .

 

[3] ـ ما هو تعداد السكان في الأحواز العربية ،وما هي القوميات التي تتشكل منهم ؟ تلك هي القضية الأساسية التي تحاول سلطة إيران الفارسية الصفوية التغطية عليها،بغية فرض مخاتلاتها الأيديولوجية عليها ، أنهم يعطون النسب فقط ـ أما الأرقام فهي محجوبة عن المطلعين بشكل رسمي ، والبيان وكاتبوه ينساقون في اللعبة التضليلية هذه، إنّْ كانوا مخلصين ، وهذا ما لا نعتقد بصحته ولا نقدره أبداً.  

 

[4] ـ إقرار بحقيقة سياسية واضحة للتوجهات السياسية العنصرية من حيث الاِستحواذ الكلي على السلطة بكافة مفاصلها الإدارية والاِجتماعية والسياسية ، وطالما تحدثت عنها أدبيات الحركة السياسية الأحوازية بمجموع فصائلها ، كل مفاصل السـلطات السـياسـية الإدارية ، الأمنية وغير الأمنية ، وعلى شتى مستوياتها بيد الفرس وأتباعهم المتعصبين ، وخصوصاً الأجهزة الأمنية المغرقة في فاشيتها ضد كل مَنْ لا يؤيد وجهة النظر السياسية للحكومة  .

 

[5] ـ يتساءل البيان عن الأسباب الكامنة وراء الزيادة العددية لسكان الأحواز ، مثلما يسجل حقيقة الوضع الاِجتماعي للسكان وما ينتابه من فقر وبطالة ، رغم تلك محاولته المخاتلة حول دمج السكان العرب والفرس بما أسماه المجتمع الخوزستاني،ولكن هذا البيان السياسي ((الأول)) يتجاهل الوجه الآخر لمثل هذه الظاهرة،التي تتمثل بالسياسة المبرمجة لتهجير العرب وإبعاد الموظفين منهم إلى مناطق نائية وبعيدة تتسم بسمات قومية أخرى،هذا من جهة،وكم ونوع المحفزات والتعويضات التي تدفع لهم بغية ترحيلهم عن مناطق سكنهم الأصلية ، من جهة أخرى،والمساعدات الهائلة التي تتدفق على كل عنصرٍ فارسي يروم الاِنتقال إلى الأحواز والتي تتعلق باسكن وخلافه ، من جهة ثالثة . ومع ذلك يحاول البيان نثر التضليل الفكري والسياسي عن هذه الظاهرة المريبة والفظيعة التي تستهدف شعبنا بالدقة والضبط .

 

[6] ـ يجري تكرار هذا المفهوم في كل سياق البيان، من أجل ترسيخ هذه الكذبة وترويج هذا الاِفتراء حول الطابع القومي المزعوم لهذه الأرض العربية التاريخية،وما ينطبق على هذا المفهوم المزعوم ((خوزستان)) من رأي سياسي وتاريخي،كما ورد في الملاحظة الأولى:أي رقم [1] من هذه الملاحظات والهوامش ، تنطبق تلك الملاحظة على ذلك اللفظ الذي يكرره كاتبو البيان على الطريقة الهتلرية الغوبلزية : اِكذب . . . اِكذب . . . اِكذب ، حتى يصدقك الناس كلهم . نقول إنَّ هذه الملاحظة تنطبق على هذا اللفظ والمفهوم حيثما ورد ذلك التعبير في البيان السياسي .

 

[7] ـ يحاول الكاتب أو الكتبة الرد على بعض المزاعم التي أتى بها ، حول ما قاله وول ديرونت بصدد المنطقة ، ويعترف بجهله التام عن ذلك الكاتب المحقق والفيلسوف ، ومع ذلك يتطرق إلى ذكر بعض كتاباته والرد عليه [؟!] ولكن الرد المزعوم يتمحور حول الاِكتفاء بشتيمته من خلال وصفه أنه مستشرق ، في حين أنَّ تاريخ إيران السياسي كله مزور ، وقد كتبه المستشرقون ذاتهم ، كما يقول ناصر بور بيرار . ولكنه مع ذلك يغفل تماماً ما قالته المصادر الفارسية ذاتها ، من قبيل أقوال العسكري الفارسي يزدجرد المهزوم أمام جحافل الحق العرب المسلمين : ((رضيتم يا أهل فارس أنْ غلبتكم العرب على السواد وما والاه والأهواز ، فلم يرضوا بذلك حتى تورّدوكم في بلادكم وعقر دوركم)) ، وهو اِعتراف واضح وصريح من قبل قائد فارسي متعصب لرؤيته العنصرية بالطبيعة القومية العربية للعراق والأحواز،وخصوصاً من حيث اِختلاف المضمون القومي لتركيبة المجتمعين العراقي والأحوازي عن التركيبة الإيرانية،ناهيك عن ((الخوزستانية)) المزعومة .

 

 [8] ـ وهنا يأتي البيان على جملة مضحكة في مضمونها عندما ينسب مفاهيم وآراء ويل ديروانت إلى البعثيين،في حين أن كتابات المؤرخ ديروات هي أبعد زمنياً بكثير من مرحلة حزب البعث ، وكتاباته العالمية والموسوعية تتعدى الاِهتمامات القومية في منطقة محددة ، ولكن الحقد على البعثيين ، والعرب عموماً ، مرتبط بهزيمتهم في الثامن من آب عام 1988 ، التي توقف معها إطلاق النار إثر تجرع الخميني ما هو أخطر من السم . إنه يشبه حقدهم على الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب [رض] والقائد العربي المسلم خالد بن الوليد الذي قال الرسول الأعظم عنه : أنه سيف الله المسلول على أعداء الله . أما المشترك بينهما فهو تحقق الهزيمة العسكرية على الفرس العنصريين .

 

[9] ـ إذا كان ذلك ما يؤمن به كتـّاب البيان فعلاً ، حول دلائل الآثار وأقوال المؤرخين الثقاة والمتخصصين ، فلنجعل المؤرخ الحصيف والعميق في أبحاثه السيد ناصر بور بيرار وآراءه العلمية هي الفيصل في الحكم على ذلك البناء الفكري والتصوري ، خصوصاً وأنَّ كتبه متاحة في السوق الإيرانية لمن يريد التفكر والمعرفة ، وندواته الفكرية معروفة  .

 

[10] ـ أنها محاولات يائسة لخلط المفاهيم العربية بالعبرية،والدينية بالميثولوجيات والأساطير ، إنْ لم نقل بالخرافات التي دأب الفرس على ترويجها ، واللجوء إلى تفسيرات تافهة لا تستقيم مع أي مباديء تاريخية أو أصول علمية ، وبالاِستناد إلى ثقافة تبريرية متهالكة تجاه مسار تاريخي مديد من نشوء الأمم والأقوام .

 

[11] ـ وما هي علاقة هذا ((الخرط والثرثرة)) بنشوء الظواهر التاريخية، وقيام القبائل وتوجهاتها الجغرافية من خلال الرحلات على ضوء تغير المناخ ، وبابل أليست هي عراقية كما تقول الأبحاث التاريخية الجادة ، أم أنَّ الثقافة المنبرية هي التي تسود على عقول معدّي البيان،وهذه الثقافة المنبرية التي يروجها أشباه الأميين من لابسي العمائم البيض والسود والقائمة على الأكاذيب والتزوير والحقد العنصري هي منتج فارسي باِمتياز جرى تكراره طوال عدة قرون من أجل خداع السذج والعوام والأميين غير المتابعين للحقائق التاريخية  .

 

[12] ـ وهنا تتواصل الثرثرة التافهة من أجل التحدث الفارغ واللا مفهوم والبرهنة على مزاعم وترهات من خلال التلاعب بالألفاظ ، في حين أنَّ كاتب البيان من المفترض به أنه يناقش أفكاراً سياسية واِجتماعية محددة ، كما يزعم ، تتعلق بظواهر تاريخية لها عمق اِجتماعي مدروس على ضوء الوقائع والآثار والوثائق ، أما الهدف من تلك الهرطقات الكثيرة والصيغ التي تخلط حابل الوقائع ونابل الوثائق فهو من على ((تاريخية القومية اللورية))  .

 

[13] ـ وهكذا تصبح المملكة العربية السعودية هي عربستان ، وذلك من أجل الشطب على الاِسم السياسي التاريخي للأحواز ، كون المفاهيم التي كانت سائدة في الماضي غير متبلورة على أساس قومي ، وإنَّ اِسم الظواهر قد اِرتبطت في بعض المراحل التاريخية بأسماء المناطق المجاورة ، ولعل خير الأمثلة هو المقرون بمنطقة الأحواز التي جرى تسميتها في كل الوثائق السياسية الدولية باِسم ((إمارة عربستان)) ، ولكن كاتبي البيان يحاولون خلط الأوراق والمفاهيم السياسية من خلال مخاتلات لغوية،وتصديق الأكاذيب التي روجتها السلطة الفارسية عن الدول الأخرى وجغرافياتها،بغية الزعم حول ((إيرانية المنطقة))أو كما يزعم((مفكرو المفهوم الخوزستاني الجدد)) حول ((خوزستانية المنطقة))، وهي : أي خوزستان التي لم يرد أي ذكرٍ لها في التاريخ،ولم تقم فيها أية دولة خوزستانية في الماضي ، في حين أنَّ دولة عربية قد قامت في التاريخ الماضي الذي هو أبعد حتى من الدولة الصفوية التي أقيمت في إيران ، كما هو حال الدولة المشعشعية ، على سبيل المثال ليس إلا .

 

[14] ـ يستند الكاتب إلى جهة مجهولة منشأها في الجزيرة العربية ، ويمدح مضطرا جانباً من اِهتمامهم المعرفي بأشجار الأنساب ، في ترتيب وقائع تنبني عليه استنتاجات خطيرة تؤدي إلى القول بأن الخوزستانيين والزنوج والعرب وكلهم ذوو أصول واحدة ، لماذا ذلك ؟ الجواب هو الذي يتمحور حول تمرير مقولات زائفة حول أصول سكان الأحواز من اللور أو الخوز أو الهوز ، وهي افتراءات لا تصمد أمام أي مناقشة جادة .

 

[15] ـ أصول العراقيين الذين هم من الزنوج واليهود!! هذا ما يريد أن يقوله كاتب البيان عن العراقيين ، وبصورة مواربة تحاول تمرير السم بالدسم ، بالرغم من كتابة البابليين إلى جانب العبرانيين،ومعلوم أنَّ البابليين هم من بين سكان العراق القدماء ، الذين طالما جلبوا اليهود من فلسطين كأسرى حرب في تلك المعارك التي قادها نبوخذ نصّر ضد اليهود ، الذي فعل مثله الملك الآشوري في مراحل زمنية ماضية ، فكيف جرى خلط الأمور التاريخية بهذه الطريقة الساذجة والمخاتلة في آن ؟ .

 

[16] ـ إن المغالطات التي تخلط الحابل بالنابل من خلال التلاعب على أسماء ومسميات وردت عرضا في التاريخ ، أو هكذا تخيلت له الأمور ، لكي يستخلص أن المنطقة العربية بالأحواز منذ آلاف السنين هي الموطن الأصلي للور ، في حين يعرف الجميع أنهم مجرد شظية من شظايا الحركة القومية الكردية التي تسكن شمال القطر الأحوازي ، وطالما تدفق مهاجروهم على العراق ليعملوا به أو يسكنوه ، وبالتالي يشكلون تكويناً اِجتماعياً خاصاً بهم ، ومن خلاله خلقوا فئة الأكراد الفيلية هناك .

 

[17] ـ وهنا تبلغ الوقاحة والتزوير والتضليل أشده ، فهم الطارئون يقيمون السكان الأصيليين ، ويدعونهم إلى اِحترام واجب الضيافة التي قدمها لهم الخوزستانيين ، والعرب هم القوم الذي اِقترن الكرم باِسمهم منذ ألوف السنين ، رغم كونهم من الزنوج ، وفي قصدهم أنـ (هم) من العرب ، ولا يعرف كاتب البيان ، أن التاريخ لم يعد حكراً على العنصر الآري المتوحّش الذي يباح له قتل الساميين والزنوج وغيرهم .

 

[18]ـ يبدو أن عقدة البعثيين الذين جرّعوا رمزهم الفارسي السم ما تزال تلوّع أكبادهم وتهرّس ذاكرتهم وهم الذين اِضطروا للاِعتراف بهزيمتهم شأنهم شأن القيادات التي هزمت على اثر معركة الفتح العربي ـ الإسلامي للأرض الفارسية التي بشر بها القرآن ، وأوعد المؤمنين المجاهدين بالنصر المبين ، ومع الأسف أن من بين أبناء جلدتنا يفكر بهذه الطريقة عندما يشنون كل موبقاتهم على بعض العرب تحت مسميات أنهم بعثيون ، ولا نريد التطرق إلى أسماء محددة على هذا الصعيد .

 

[19] ـ  هنا يلبس الكتاب ريش الحمامة للتوائم والاِنسجام والرخاء والروح الإنسانية ، ولكن ما يخفي كتاب البيان من تكشير ورغبة في الذبح والسلخ هو أكبر من التضليل السياسي ، وعمليات التجميل ، والأقوال المعسولة .

 

[20] ـ القرار المقصود المذكور في نص البيان هو الاِستيطان الشامل الذي هو سياسة مبرمجة تتبعها الحكومة ، ولكن البيان رغم إدعائه أن الخوزستانيين هم أصحاب الأرض يعتبر هذا القرار مجرد خطأ وليس جريمة عنصرية، تقع أثمانها الباهظة على عاتق السكان الأحوازيين العرب. إنها في الحقيقة سياسة تفرسيسة ممنهجة،فمرحبا بأصحاب الأرض الذين يبررون للمجرمين أفعالهم العنصرية الخسيسة .

 

[21] ـ إذن هم مجرد وافدين !! ، ولكن مَنْ هم هؤلاء الوافدون؟وما هي الاِمتيازات التي يحصلون عليها ، وعلى حساب من ؟ كل تلك التساؤلات يتجاهلها البيان وكتابه ، ويكتفي بالجواب عليها إلى جعلهم مجرد وافدين !! فهل كتبة البيان هم من (الخوزستانيين) أم من الفرس الحكام العنصريين ، أم يتناسى كتاب البيان من الأجهزة الأمنية حقيقة المثل القائل : إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً ! ؟ .

 

[22] ـ حكاية الاِنفصال والاِنفصاليين هي أكذوبة دعائية يصورها البيان السبب الأساسي لكل المشاكل التي يعاني منها أبناء وبنات الأحواز ، في حين أن القاصي والداني يدرك جيداً أن القوة السائدة هي التي تفرض الشكل النضالي على المواطنين ، وبالتالي فإن السياسة التي يتبعها النظام من قبيل العنصرية والاِستيطان والإعدام والمطاردة والسجن والكفالات الباهظة مفروضة على جميع المواطنين العرب الأحوازيين ، وبالتالي على ضوء حرمانهم من الحقوق الإنسانية والسياسية كافة ، يجعل خيارهم السياسي خياراً اِضطرارياً يتلخص بضرورة التخلص من الاِحتلال والتحرر من الاِستغلال ونيل الحقوق السياسية كاملة ً .

 

[23] ـ وهنا يتناسى أو ينسى البيان ما كتبه قبل قليل حول خوزستاان و الخوزستانيين !! فيقر بالتناقض بين العرب والفرس ، ويشير إلى سياسة الحكومة تجاه العرب ، وبه نكتفي شاهداً على الأحداث الدائرة في منطقتنا الأحوازية ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، تشكل هذه الفقرة أبلغ ردٍ على منطق ما يسمى بالخوزستانيين المالكين المزعومين للمنطقة الأحوازية تاريخياً .

 

[24] ـ هنا يكشف معدو البيان عن هدفهم الحقيقي الذي يتلخص بضرورة توحيد الجهود خلف الراية الفارسية المتسلطة على شعبنا ، إن تخفي السلطة الأمنية التي تعد مثل هذه الأطروحات السياسية خلف مقولات ((القومية اللورية)) قد فضحت ليس التوجهات السياسية اللورية فقط ، وهم الذين يشكلون المتكأ الأساسي لتنفيذ الفرس الصفويين سياستهم العنصرية ، وإنما أيضا البعض "ممن يتزيا بالملابس العربية وهو فارسي الهوى وطائفي المضمون" ممن باتوا يدّعون في هذه الأيام إلى توحيد اللور والعرب في نهج سياسي واحد . في الحقيقة والواقع ، وعلى ضوء الوقائع العملية الملموسة فإنَّ ما يبدو ، هو أنَّ ذلك هو المضمون العملي لدعوتهم السياسية من أجل التلاقي المشترك خلف الرؤية الفارسية .

 

[25] ـ تبدو السخرية جلية في هذا التعبير عن إحدى المؤسسات الكويتية ، فهم ينظرون إليهم وفق نظرة الفردوسي للعرب،البدو بتسميتهم بالأعراب،وكذلك ما يوحي به ذلك التعبير: الأعراب كما جاء في القرآن في إشارة لجلافة البعض الذي رفض الدين الإسلامي الحنيف في بدايات دعوة الرسول العربي الأمي النبيل،[ص]،وغيرها من التعابير للإيحاء بأن كل العرب هم من الأعراب الكفرة ، بل أشد الناس كفراً، وينسى كتاب البيان ـ مدّعي الرؤية الثقافية العميقة ـ التفسير الصحيح لتلك المقولة التي ترتئي الجلافة عند بعض البدو فقط ، بينما الألفاظ القرآنية والأقوال النبوية والآراء المنسوبة إلى الخلفاء الراشدين تمدح الصفات الحميدة عند أمة العرب المسلمين التي أخرجت للناس كافة باِعتبارها أمة خيّرة ومجيدة و جديرة بحمل الرسالة العربية ـ الإسلامية .

 

ـ ترجمة : السيد ناصر الكنعاني ، والسيد علي عمّار الأحوازي ـ
ـ الملاحظات والهوامش والمقدمة من إعداد موقع عربستان ـ
7 – 8 – 2008

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة /  06 شعبان 1429 هـ

***

 الموافق 08 / أب / 2008 م