الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الشهداء اكرم منا جميعا
حول ما قام به حزب الله من تسليم رفات الشهيد العراقي الى من لا يعرف قدر الشهيد

 

 

شبكة المنصور

نبيل ابراهيم

 

مامن شك ان تحرير اسير عربي من براثن سجون الاحتلال الصهيوني هو نصر كل مواطن عربي وهو تكريم لهذا الاسير المقاوم الذي وهب نفسه لتحرير فلسطين وقد نجح حزب الله في تحرير اسرى لدى العدو الصيهيوني في حين لم تتمكن 22 دولة عربية بانظمتها وحكوماتها وحكامها وسلاطينها وامرائها ووزراء دفاعها ان تحرر اسير عربي واحد لدى الكيان الصهيوني وهذا يعني ان تحرير الاسير بهذا الشكل الذي تم انما هو تاكيد بان لاخيار سوى خيار المقاومة لتحقيق الانجازات والطموحات في تحرير ارضنا السليبة وهنا لايسعني سوى ان اهنئ الاسرى على تحريرهم واشد على ايدي من قام بتحريرهم وابارك لهم عملهم البطولي .

لكن هذا ليس كل شئ فبقدر ما فرحت وشعرت بالنصر ازاء تحرير الاسرى بقدر ما شعرت بخيبة امل كبيرة للجزء الثاني من الصفقة التي ابرمت بين حزب الله والكيان الصهيوني واقصد هنا عملية استرجاع رفات وجثامين الشهداء والمقاومين اللذين استشهدوا في ارض فلسطين دفاعا عنها ودفنوا هناك.

مقولة قالها سيد شهداء العصر صدام حسين ان الشهداء اكرم منا جميعا ولتجسيد هذه المقولة يجب ان يكرم الشهيد واكرامه هنا ان يترك جثمان الشهيد مدفونا في الارض التي دافع عنها ووهب حياته من اجلها واستشهد فيها ودفن فيها , هنا كان على حزب الله ان يكرم هؤلاء الشهداء ويتركهم ينعمون بالارض التي دفنوا فيها وبالتراب الطاهر الذي غطى جسدهم لان الشهيد عندما قرر ان يكون شهيدا كان هدفه اما النصر او الشهادة اما ان يعود لوطنه منتصرا او ان يستشهد في سبيل تحرير فلسطين وقد نال الشهادة واين ؟ في الارض الطاهرة ارض الانبياء ارض فلسطين الحبيبة, هنا يخطر على بالي تساؤل ياترى لو استطعنا ان نسأل الشهيد نفسه عن ما اذا كان يرغب ببقاء جثمانه مدفونا في الارض الطاهرة في فلسطين المحتلة ام في الارض التي يعيش بها اقرباءه واهله؟ ياترى ماذا سوف يكون جوابه؟

دلال المغربي تمنت ان تدفن في فلسطين وكتبت ذلك في وصيتها

كانت أمنيتها وكانت رغبتها أساسا ورغبة كل فلسطيني وكل عربي وهب نفسه لتحرير فلسطين وإن كان قد استشهد في معركة فتلك هي أرضه ,قد يقول قائل ان هؤلاء الشهداء كانوا مجرد ارقام في المقابر لدى الكيان الصهيوني وان دفنهم بجانب اهلهم وذويهم يعيد لهم كرامتهم لكنني اقول لهم ليس مهما ان يكون الشهداء مجرد ارقام في سجل العدو الصهيوني لكن ان يكون مثواهم الاخير ارض فلسطين فهذا شرف ما بعده شرف لهؤلاء الابطال ومفخرة لذوي الشهداء نعم مفخرة ان يكون الشهيد مدفونا في الارض السليبة وشوكة بعيون العدو المحتل ان تكون جثامين الشهداء مدفونة في الارض التي اغتصبها العدو الصهيوني حتى يتذكر دائما ان هناك اصحاب حق في هذه الارض وانه لن يكون بمأمن طالما هناك من هو مستعد للتضحية في سبيل استرجاع الارض المغتصبة.

من ضمن جثامين الشهداء الذين انتزعوا من مثواهم الاخير في ارض فلسطين الطاهرة جثمان شهيد عراقي بطل استشهد في عملية حولا بتاريخ 6نيسان1992 وهو الشهيد البطل نزار محمود انتزع جثمان هذا الشهيد من الارض الطاهرة ليقوم حزب الله بتسليمه الى مكتب الصدر في سوريا وقام هذا الاخير بدفنه في المقبرة القديمة في السيدة زينب بدمشق وحاليا قبره الجديد بانتظار من يتبرع لبناءه...ياترى هل هذا هو التكريم اللائق بهذا الشهيد؟ هل هناك مذلة اكثر من هكذا مذلة؟ ان ينتزع جثمان شهيد من الارض التي وهب نفسه لاجلها وبعد ذلك يدفن في ارض غير ارضه وبعيدا حتى عن اهله وان لايجد من يقوم ببناء القبر؟

سؤال موجه الى حزب الله لماذا تم تسليم جثمان الشهيد العراقي الى مكتب الصدر بسوريا؟ هل استعصى على حزب الله ان يناشد اهل وذوي الشهيد نزار محمود او ان يوجه نداءا انسانيا عبر وسائل اعلامه المقروئة والمسموعة ان يتسلموا جثمان الشهيد الطاهر؟ الم يكن الافضل ان يقوم حزب الله بتسليم الجثمان الى احدى فصائل المقاومة العراقية ؟ ام ان حزب الله يعتبر مكتب الصدر في سوريا يمثل المقاومة العراقية؟

هل ان حزب الله لايعترف الا بالخط الصدري كحركة مقاومة وحيدة بالعراق؟ ان كان كذلك فانا اقول لحزب الله ان من يسلم سلاحه ويبيعه للعدو المحتل مرتين وان من يعمل هدنة مع العدو المحتل لستة اشهر ويمددها مرة ثانية لا يمكن ان يكون مقاوما على الاطلاق وعليه كان على حزب الله ان يدرك هذا جيدا وانا هنا احمل حزب الله مسوؤلية اهانة جثمان الشهيد نزار محمود من خلال تسليم جثمانه الى مكتب الصدر في سوريا وقيام الاخير بدفنه هناك دون مبالاة .

اناشد جميع الاطراف العراقية الغيورة على شرف وكرامة الشهيد العراقي والعربي ان تتخذ ما من شأنه ليعيد ولو جزء من الكرامة لجثمان الشهيد التي لحقت به جراء انتزاعه من الارض الطاهرة في فلسطين الحبيبة وجراء تسليمه الى من لا يبالي بقيمة وبقدر الشهيد .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة /  06 شعبان 1429 هـ

***

 الموافق 08 / أب / 2008 م