وصلتنا البرقية

شبكة المنصور

نمير النمر

عبثا هي التساؤلات ... وأخذ غليان الاعصاب والتوتر يسود بين أفراد عائلتك وأقاربك وبين اصدقائك.
هناك قناعة واحدة راسخة عند الجميع ، أنك لن تنهار وستكون مثالا لابناء العراق في الاعتقال كما كنت مثالا في التزامك الوطني وممارستك النضالية لسنوات طويلة خلت .

مازحني احد الاصدقاء مرة بقوله ان من يستمع اليك يسوده شعور وكأن االعراق سيتحرر غدا. وعراق الحلم سيتحقق طالما ان البرقية لم تصل عبر الصليب الاحمر الدولي الى اهلك فيبقى الاعتقاد السائد انك ما زلت في معتقل سجن المطار ، هذا المكان الذي كان لسنوات خلت قبل الاحتلال مطارا دوليا وواجهة العراق ، وقد تحولت اليوم الى اقبية تعذيب تمارس مخابرات جيش الاحتلال الامريكي بداخلها اعتى انواع الجرائم بحق ابناء العراق ، حيث تخرق كافة الاعراف الانسانية وتتجلى العنصرية بأبشع صورها .

أما لناحية التهمة المحددة : فهناك تهمة واحدة لجميع ابناء العراق الوطنيين الذين يتم اعتقالهم وهي الانتماء الى جبهة المقاومة الوطنية العراقية ، وتنفيذ عمليات عسكرية ضد جيش الاحتلال .

لما لا ؟؟؟؟ وهل اشرف من هكذا تهمة .... هذه التهمة ... هي الوسام لك ولكافة المجاهدين الوطنيين في العراق.

بعد مضي عشرة أيام على اعتقالك وصلنا عبر من حالفهم الحظ بالخروج من براثن الاعتقال البشع البعض عن أخبارك

وصلنا كم تحملت خلال جولات التعذيب المتواصلة والمتنوعة .

وكيف كانوا يضعون الكيس الاسود في رأسك .... فترى الوطن ، وكيف قيدت يداك بذلك الرباط البلاستيكي الذي كلما حركتهما ضاق بهما ..... فاكتسبت حرية اكبر ، وكيف أبقيت في اليومين الاولين لا عتقالك مرميا في غرفة خالية بهدف للانهيار ... فازددت تماسكا .

ومن ثم ادخالك في مسلسل جلسات التحقيق المرفق بأحدث أساليب الحضارة الامريكية الصهيونية البربرية .
من اجلاسك على الكرسي الكهربائي وتعريضك لها في المناطق الحساسة من جسمك ( الدماغ- العمود الفقري- الخصيتين ...)

وتعريضك الى الضرب المبرح بمعدل ساعة كل اربع ساعات على مدى الاربع والعشرين ساعة .

ووصل بهم حقدهم وعجزهم وقذارتهم الى اعتقال شقيقتك وأدخلوها امامك الى الغرفة المجاورة واسمعوك صراخها مواحين لك بتعذيبها .

كل ذلك بهدف اخضاعك .... بهدف كسر عنفوانك هذا العنفوان الحقيقي على الالتزام بالوطن أرضا وقضية :
عجزوا أمامك .... كما أمام الكثيرين من مناضلي ومجاهدي الوطن .

عجزوا عن أركاعك ... لم تعطهم نشوة التلذذ بأذلالك وخضوعك .
ماهو الدليل على ذلك ؟

الدليل قاطع فلقد وصلتنا البرقية من معتقل سجن المطار . أخذوا قرارهم بتحويلك الى ذلك المعتقل المنسي بهدف جعلك رقما منسيا .

ولكنك حتى هناك ، اننا واثقون انك ستكون مقلقا لهم فتحية لك
ولرفاقك المجاهدين في معتقل سجن المطار
أنكم ضمير هذا الوطن وقضيته الحقيقية

عاش العراق
عاشت جبهة المقاومة الوطنية العراقية الابية

كيفية طباعة المقال

شبكة المنصور

الاحد /  01  شعبان  1429 هـ

***

 الموافق   03  /  أب / 2008 م