الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الطفل العراقي والانسانية الضائعة

 

 

شبكة المنصور

الكاتب العربي نصري حسين كساب

 

قرأت مقالات الاخ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس . ومقال للاخ البشير يتساءل على موقع المنصور .

فليسمح لي الاخوة والقاريء الكريم أن أتحدث في السياسة وانا البعيد عنها من سنة 1982 .

نحن في زمن في الوطن العربي حرمت فيه الاخوة العربية والاسلامية وفق ما يراه أصحاب الشأن خدم المثلث الامريكي الصهيوني الفارسي . العربان صاروا كالفرس يتلونون كل ساعة كالحرباء ولا توجد في قواميس جميع اللغات كلمات تستطيع ان تصف واقع العربان المؤلم . ادخلوا الامة العربية والاسلامية في غرفة العناية المركزة ، وشطب الوضيع بوش الاب والاحمق بوش الابن من قاموسهم السياسي كلمة لا لأنها ناهية جازمة . يريدون الانسان العربي لا فكر له ولا رأي .

زارت أمراة عربية عراقية ( نصرانية ) في الامس اسرتي ، فضولي وحب المعرفة دفعني أن أسألها عن حال الطفل العراقي في ظل الغزو والاحتلال وما يفعله ايتام ابن العلقمي . قالت :

ابا الحسناء الطفل العراقي لايريد الا حب الطفل العربي .. يحتاج الامان .. يحتاج لأمة عربية واحدة .. يسأل اين الاهتمام العربي والعالمي بالأنسان .. ويتساءل ألم يقولوا ان الاطفال أخوان .. ويسأل اين مليار وربع عربي ومسلم يشكلون ربع الكون . الامريكان والغزاة ومن حالفهم قتلوا الطفولة من اجل النفط واسرائيل وطموحات اباطرة ايران الجدد في العراق والخليج العربي ، والاوربيين صمتوا عن جريمة سرقة اخيه الطفل العربي .. سرقوا من اطفال العراق الفرحة .. سرقوا الاعياد وفيها امريكا والصهيونية والفرس اغتالوا الرئيس صدام .

دمر الغزاة وايتام ابن العلقمي مدن بغداد و الرمادي والفلوجة وحديثة وسامراء وتل اعفر والموصل والحقوا بها النجف وكربلاء والكوت والديوانية والعمارة والبصرة . كل هذا والعربان يتضاحكون . والطفل العراقي يفتح عينه على الحقد والنار وعلى الغزو والاحتلال والعدوان يغمض عينه .

الطفل العراقي يحتاج ان يحيا مع اخيه العربي في وطن عربي يد بيد ، يبني ويعمر ، يزرع ويحصد كما علمه عمه صدام . الطفل العراقي يصرخ من قلب موجوع .. قلب خائف .. مفجوع : ساندوا المقاومة العراقية يا عرب ويا اسلام ، لتحرر العراق ويعود الرفاق الابطال الشرفاء ليعيدوا شروق الشمس من الشرق وسنابل الخير تطرح عناقيد الحب والورد ، ليعيدوا حضارة العراق لواحاتها ويسطع نورها من الشرق للغرب .

انا مثل اطفال العراق لست من الاردن .. ولا من مصر .. ولا من ليبيا ولا السودان ولا الجزائر والمغرب وتونس ولا من السعودية والكويت ولا فلسطين ولا اليمن . انا عربي مسلم لا انتمي لأي تنظيم سياسي في امة العربان ، مفجوع بما الت اليه العروبة والاسلام .

عذرا أن خرجت عن ادب الحوار وانا أعرفه وافهمه وأكتب عنه ، لأقول لأهلنا في العراق لا تأسفوا على من لا يملكون سوى كلام فارغ المضمون وحبر فوق أكوام من الاوراق . اصبح اللطم والندب مهنتهم ، ضعفاء لا يعرفون الكرامة ، والكرامة عندهم اسماء تجارية ترفع على محلات بيع الفلافل والملابس الداخلية والمقاهي والملاهي وعلب الليل ، مترددين لن تقوا ايديهم المرتعشة على حمل السلاح .

عذري يا ناس في الخروج عن ادب الحوار حالة عسر الفهم عند امة العربان الذين لا يريدون ان يستدركوا ان المقاومة العراقية عربية اسلامية من يدقق في اعمالها منذ التاسع من نيسان 2003 . يجد الوضوح والاثر الحاسم والمسيطر الاول على سير القتال قيادات عبقرية ومقاتلين ممتازون يخوضون حرب تحرير عادلة هي حرب المسلمين لأعدائهم ، قراراتهم صحيحة ، لا يكتفون بالشجاعة الشخصية ، ولا الادارة القوية الثابتة ، ولا تحمل المسؤولية بلا تردد ، بل فضلا عن ذلك يقفون وقوفا تاما على مباديء الحرب ، ويبدون قدرة على أبداء الحكم السريع الواضح لا تأخذهم نشوة الفوز ولا تثبط عزيمتهم كارثة الخيبة ، وانهم نجحوا في سبر غور الطبع البشري ، تمكنوا من المحافظة على معنويات مقاتليهم وتنفيذ أوامرهم بالثقة والولاء اللذين بعثوهما في نفوس المقاتلين بقدر ما تمكنوا من ذلك بوساطة الضبط .

فالشخصية القوية ، ومعرفة الطبع البشري ، واصالة الرأي الموزون ، والتفاهم مع المرؤوسين ، عوامل ادبية جوهرية في تنشئة الكفاءة العسكرية . ولهم النصر باذن الله . ( كم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله ) .

اعلنوها يا اهل العراق ( العراق اولا ) ولا تنتظروا شيئا من العربان و لا من الرفاق العرب الذين كانوا زمن السلطة والمال والجاه اعضاء وكوادر متقدمة ومدراء مكاتب واعضاء قيادات قطرية وقومية . ولا تنتظروا من العرب الذين ولدوا في العراق احرار كرام ولا ممن درسوا في منح دراسية خرجتهم جامعات العراق وحملوا الشهادات ، لقد تحول كل شيء عندهم الى مبني للمجهول .

لقد سجل التحالف الامريكي الصهيوني الفارسي نجاحا باهرا في الحاق الامة العربية بركبان البلدان الجائعة والمدمرة ، ولا ارى داعيا ان اكتب براهين على سذاجتنا ، على سخافة برائتنا في العصر الامريكي الذي يحتقر الحقيقة ويحتقر الضعفاء ويكره الاكثر منه عراقة والاعمق جذورا في التاريخ .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  21  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   24  /  تمــوز / 2008 م