الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

أفكار كيسنجر وأكذوبة الديمقراطية ... كيف كنّا وأين سنصبح ؟

 

 

شبكة المنصور

سعدون شيحان

 

في سبعينيات القرن الماضي أطلق (هنري كيسنجر) مشروعه السياسي الاقتصادي الاستعماري ليفتح أفق جديد لصقور البيت الأبيض لاستعباد العالم .. خطوط كيسنجر رسمت بعناية لتتوافق مع برتوكولات حكماء صهيون وهي المرجع لأي مشروع أمريكي ...أفكار (هنري) كانت ترسم الخليج العربي كبحيرة نفط يجب استثمارها وفق أفضل السبل لدعم الاقتصاد الأمريكي واحتلال العالم بقوة هذا الاقتصاد المتنامي من أبار الخليج .

لحاجة فقراء العالم لرغيف الخبز ..ومع انهيار العقول ..تبرز لعبة المصالح راسمة افق ضيق تغيب فيه الكثير من ثوابت الكرامة ..اوطان تباع بحجة الفقر ..انها سياسة اشباع البطون وافراغ المحتوى ..هكذا تريد اصابع الخيانه العربية وخفافيش البيت الابيض ..بلاد تجوع وتحطم قيمها بيديها  ..

في عام 1997 سربت دراسة إستراتيجية أمريكية لمعهد الدراسات الإستراتيجية ترسم إلية التحرك نحو الخليج وضع العراق تحت خط احمر لأسباب كثيرة سنوردها لاحقا..أما باقي دويلات الخليج وإماراته فأنها لم تكن تمتلك سياسة بعيدة عن مسار التقدم لمشاريع الولايات المتحدة وكانت أجزاء مكملة لصورة الهيمنة الأمريكية للشرق الأوسط ومواطن مريضة تستغل بأي عارض يطرا على المنطقة ..

العراق دولة اشتراكية يقوده حزب البعث العربي الاشتراكي, السياسة العراقية تمتلك مقومات دولة عظمى لأسباب عديدة منها امتلاكه لمفاعل ذري وقوة بشرية واعية من طراز الدول المتقدمة ..السمة الفعلية لتلك السياسة كانت هي الميل صوب المعسكر الاشتراكي عموما والاتحاد السوفيتي بشك خاص وهو ما رسم انعكاسات في مختلف هياكل الدولة ولكن ابرز تلك الانعكاسات كانت تسليح الجيش العراقي بأسلحة سوفيتية الصنع ...وهذا جوهرمن جواهر المشكلة أو احد تلك المشاكل المتعددة والمختلقة مع الولايات المتحدة ..

الوضع الاجتماعي العراقي كان مزدهرا في سبعينيات و ثمانينات القرن الماضي ولكن مؤشرات الانحدار تصاعدت مع ثمان أعوام من حرب الدفاع عن السيادة والشرف مع إيران جار السوء ...الاستقرار الاجتماعي هو الثمرة الحقيقية للقيادة السابقة والتي اكتشفها ألان المواطن العراقي وبعد ولوج مواكب السرف إلى سدة الحكم ألان حيث الفوضى وانهار الدم ..والتجزئة الطائفية التي أنشأت التفرقة بين مكونات المجتمع. العديد من القادة الحاليين يروق لهم الحديث عن تناحر طوائف الشعب دون إن يفرقوا بين فرقة طائفية غير موجودة في تاريخنا كله  وتجزئة  طائفية سياسية هي من أنشأتها واقحمتها مع الاحتلال  ..فالزعامات هي مدخل التناحر لأنهم هم من جزء العراق من خلال الحديث عن أحزاب شيعية وأخرى تتحدث باسم السنة وأخرى تتحدث كأنها من المريخ ...

انتهت الحرب وابتدا الثور الأمريكي  بالهيجان ..كيف تنتهي تلك الحرب؟ ومن سمح لصدام  والقيادة العراقية ان توافق على قرار النهاية ؟

عندما زاررامسفيلد العراق في الثمانينيات كان يهدف الى استمالة القيادة العراقية لاطالة امد الحرب ووضع شروطا منها دعم لوجستي للعراق وأسلحة بأسعار تفضيلية وحماية أمريكية للعراق....ولكن يجب إن تستمر الحرب لحين نضوج المشاريع ؟

رفضت كل الطروحات الأمريكية من خلال التحرك الفعلي للقيادة العراقية لحل الأزمة .....

انتهت الحرب ولازال المواطن يشعر بقيمته الإنسانية وقيمة الحياة المترفة قياسا إلى تصنيف العراق كثالث دولة على العالم بالفساد والرشوة ألان!!بعد الصومال وزيمبابوي ...ومع وجود مفوضية اللانزاهة !!

العالم كله يرى في العراق أقوى دولة عربية وشرق أوسطية من مختلف النواحي منذ 88 ولغاية 90 وهو ما لا يعجب ساسة البيت الأبيض !!وبعض العملاء سابقا ! ومعهم دولة كانتقضاءا من اقضية العراق !!فالعراق لا يزال يوافق رؤى البيت الاشتراكي ويعادي الرأسمالية إيديولوجيا ....

حروب النيابة مفهوم اخترعته الصراعات وهو من السياسات العسكرية الناشئة بعد الحرب العالمية الثانية وتوقيع مذكرة السلم العالمي ..علينا إن نقاتل ولكن بطريقة أخرى غير مباشرة هكذا كانت تريد أمريكا ..

دفعت الكويت لتكون الورقة القادمة لتفعيل مسار أفكار كيسنجر لأنها باتت تتجلى أكثر مع قوة العراق والخوف من استمالة الدولة العراقية للمعسكر الاشتراكي وهو فعليا كان على ارض الواقع ...

زيارة غريبة لسفيرة الولايات المتحدة غلاسبي لقصر الرئيس صدام والمطلوب رسالة واضحة بطريق غير مباشر ابتلعوا الكويت ونحن نؤيدكم .(الكويت عربية وهذا شأن عربي داخلي) ..خطأ إستراتيجي !! ولكنه متوقع ومطلب أصبح ملحا لنهج أمارة فاسدة وحكام من طبقة قاع الرذيلة  ...

اجتياح بوقته ودولة الكويت تعود محافظة عراقية كما كانت ...العراق أصبح 19 محافظة هكذا يحلو لنا ودائما كنا نحلم بهذا ان نعيد حقوقنا التي سلبها الاستعمار....لم نندهش كثيرا لقرار قيادتنا ..ونحقق خطوة نحو الوحدة العربية المنشودة .

انزعج بوش الأب ...أو تظاهر بأنه منزعج فيما كان السيناريو كما هو دون انحراف ...كما تريد أميركا إذا..

اجتماع طارئ في البيت البيضاوي ..وقرارات سوداء تعصف بالعالم عبر بوابة النزال مع العراق لإخراجه من تلك الدويلة ....همشت جميع الوساطات العربية وأغلقت كل المنافذ !!

33 دولة تجهز العدة لمقاتلة دولة خرجت من حرب ألثمان أعوام ...كم يبدو الرعب في عقول القادة إذا ..لم تكن قوة العراق وحدها ..بل مشروع أميركا القادم ...

أحرج العالم خلف مشاريع احتلال قادم ولكنه بعيد الزمن على الأرض ومعه سياسة الإضعاف ستكون البديل وللحقيقة ...ابتلاع محيط العراق من الدول العربية ومن ثم التفرغ لحسم الجولة ..

لم يجرء حكامنا المبجلين ان يسألوا امريكا عن حقوق عربية في جزر ابتلعها الحقد الاصفر من الشرق ايران ثلاث جزر تنام بأحضان ربيبة واشنطن بلاد فارس ..ولكنهم يبكون على دويلة تجثوا على بركة نفط يسيل لعاب بوش لها ... لم يتفوهوا بأي شيء عن الاراضي العربية التي اغتصبت من اسرائيل ..ولا حتى عن مرتفعات الجولان ..ليس المهم الارض بل النفط لانه ملك لامريكا وليس لنا !!ولأن كيسنجر هكذا يريد !!

كل الدول العربية فتحت دستورها نحو التغيير ...أميركا هي القانون والدستور ..تهاوت دولة بعد دولة ..مستنقع يجر خلفه مستنقع ..أصبح الخليج العربي عبارة عن أسطول أمريكي وإسطبل لترويض القيادات ....

خرج العراق من الكويت ...وخرج الى العلن فساد الانظمة العربية ..وقع العراق اتفاقية تسمح له بسحب الجيش من الدويلة الناشز على مجتمعها العربي ..وبالمقابل تعرت الحكومات هلعا من الاسطول والبوارج ..

انزعج شوارسكوف الذي قاد الجيش الامريكي لانه كان يريد الاطاحة ببغداد والرئيس صدام حسين ..كان يحلم بمستوى تحقيق حلم شخصي ..غباءه انساه انه كلب مدلل امره بيد من يمسك السلسله التي تتدلى من عنقه ...لا تنزعج يا شوارسكوف لان الثمار لم تنضج ..عليك ان تنتضر لغاية اللحظة المناسبه !!

احد عشر عاما والشعب العراقي يدفع ثمن خيانة المبتذلين في اروقة 10 دواننغ ستريت والبيت الابيض ....حصار يفرض على شعب وضحاياه مليون طفل عراقي و678 الف شهيد بفعل ضربات امريكية لجسد الاسد الجريح ..تغلق كل المنافذ وتسحب الاوعية من موائد العراقيين والعرب تتخم بطونهم بمنتجات امريكية وسيارات امريكيه واحذية امريكية وعقال ايضا اصبح امريكيا ..

جوقة تلعب بمصير الشعب كله وتاريخ بلد وحضارته ..كيف لا وكراسي لعينة هي الثمن ..بأس ذلك الثمن ..عار على من يسحق البشر خلف طموح شخصي !! ولكنها قوانين المدرسة الواشنطنيه ..اذا كنت تريد ان تصبح تلميذا متميزا عليك ان تنزع الاخلاق فلا اخلاق مع حرق البشر ...وهدر كرامته !!

تنضج المشاريع الامريكية مع تهاوي القيم لدى الزعامات العربية ...وتبدء لعبة جني الثمار على مأتم العراقيين ومصير بلدهم (9-4 ) 2003  يوم مشؤوم ينهي كل احلام العراقيين ولكنه يفتح نافذة الامل لرجال المخابرات الاسرائيليين ومعهم بطبيعة الحال كوادر الرذيلة ...بائعي المصير والشرف ...ويرحل النظام الاشتراكي ويرحل معه اخر الرؤوساء التأريخيين العرب (صدام حسين) مع فورة الطائفية نشوة الفوز بعقول مريضة ...

خمس اعوام وزيف الديمقراطية يعشعش في مخيلات هشة ..خمس اعوام وقطط البيت الابيض تختفي خلف صبات كونكريتية داخل المنطقة الخضراء ...في مقابلة تلفزيونية استذكر احد الشخصيات سألوه عن النظام الديمقراطي الجديد للعراق ...فأجاب (لا اعرف كيف تنشأ الديمقراطية ومروجيها لا يستطيعوا ان يروا الحرية ..أنا اتحدى أي شخص منهم يتسلل خارج المنطقة الخضراء ليشتري كيلو بندوره وكيف نتحدث عن شيء نفقده) .

من المفارقات ان اغلبهم يتحدث عن الديمقراطيه دون ان يذكر مفهوم الحرية ..

من اساسيات السياسة هي ان الديمقراطية تولد مع الحرية ..أي انك لا تستطيع ان تبني مجتمع ديمقراطي دون ان تمنحه الحرية !!هل يصوت المواطن بشكل شفاف وعادل ووفق رغبة حره وشارعه مكبل بالمليشيات بالتأكيد لا؟

فأي حرية مع الاعتقال والاضطهاد الامريكي وسطوة العمائم  في العراق ..وأين هي الحرية

هل تعني الحرية ان نصفق لرئيس الوزراء الذي اشاع مفهوم المحاصصات الطائفية...لمن نصفق( لرايس) ام (لباراك) الذي مددنا اليه يدنا في مصافحة تأريخية لخونة الوطن ...ام تجدون ان العراقيين يحلوا لهم التصفيق للايادي التي اغتالت الوطن في صبيحة العيد!!

خمس اعوام اخرست كل الالسن التي وصفت القادم بأنة مشروع امريكي للتغيير الديمقراطي وبعث الروح بالمجتمعات المغيبة ...لا حرية ولا ديمقراطية بالتالي ...نهب وسلب وفوضى وفساد ..تجزئة وفرقة وتناحر ..قتل واعتقال ...سرقة ثروة العراق ..تردي المستوى المعاشي ..انهيار البنى التحتية ..تراجع القيمة الحقيقية لقطب من اقطاب التوازن العربي بوجه( اسرائيل )...رئاسة بلا دولة ..ودولة بلا رئيس ..

كل الاجابات لانهيار الدولة لدى المسؤولين تندرج تحت شماعة ( النظام السابق ) (حزب البعث ) (صدام حسين ) خمس سنوات وهذه هي الاجابة ذاتها ....

حتى لا يقال عنا بعثيين او صداميين..ونتشرف ان نكون ... فأني اود ان اتسائل هل( صدام حسين) وقع في يوم من الايام وثيقة مع الامريكان ..وهل تعشقة (اسرائيل) كما تعشق المصافحين ..ام هل هدرت كرامة الوطن والوطنيين كما تهدر اليوم ..وهل كان كيسنجر يحلم يوما ان يجد اوراقة توقع من قبل الاغبياء مع وجود هذا الرجل ؟...

ان القادم اسوء ..والقادم اشد مرارة مع اكتشاف المواطن ..انه لم يعد يمتلك وطن ..بلدكم ايها العراقيين بهويةالعولمة هو القادم ..والقادم يحمل أكثر  ..

سنتعولم ونسحق خلف ارادة امريكا ومشاريعها الغبية .. ورجالها المبتذلين ...هنيئا لكم الحكومة وكراسيها ابتلعوها .. ولكن لن تبتلعوا قيمنا وتأريخنا وحضارتنا وحبنا لعصر شريف ...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  11  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   14  /  تمــوز / 2008 م