الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

عندما تصبح هويتنا بين أقدام نجادي واولمرت !!

 

 

شبكة المنصور

سعدون شيحان  / إعلامي – كاتب سياسي

 

تنويه - نشرت هذه ألمقاله في صحيفة القدس العربي –الأربعاء 17-9-2008


لم نتفاجىء كثيرا من زيارة عضو البرلمان العراقي مثال الالوسي لتل أبيب أمر طبيعي أن تجد شخصية أفلست من محتواها السياسي وقدرتها لبلورة مشروع وطني يخدم المجتمع والهرولة نحو الحل الأسرع لبلوغ الأضواء من خلال بيع الضمير والمصير لكيان اغتصب أراضي شعبنا الفلسطيني وشرد أبناءه وتمادى بتمزيق الإجماع العربي من خلال اللعب من تحت الطاولة مع بعض الأنظمة التي زادت الوضع الفلسطيني تعقيدا من خلال تحقيق مصالحها على حساب الورقة الفلسطينية والقضية المصيرية العربية ولكن ليس مستغربا ان يدخل لاعب جديد للساحة العراقية وطبيعي جدا أن يكون لدى إسرائيل أجندة سياسية في العراق .ولكن ما يدمي الشعور الوطني أن تتقلب الهوية العراقية بين الكتل الاستعمارية كل منهم يحاول ان يرسم طابعه عليها ويستميل بعض المتخاذلين من الساسة الحاليين لتحقيق الطموح والرغبة بالاستئثار بنتائج حملة غزو العراق واحتلاله.


الهوية العراقية الحالية وان تفرقت وتحصصت بين المكونات السياسية وفق الأجندة المختلفة وتناثرت بين ضغوط إقليمية وشراسة دولية لكن يبقى عنصرها الأساس هو البيت العربي بعيدا عن مزايدات وإفلاس الالوسي أو الأجندة الإيرانية التي يؤسس لها الربيعي أو التبعية الأمريكية التي يدافع عنها المالكي ..ومع هذا تجد دوما المواطن العراقي يتمنى أن يكون العرب بمستوى إرادة تشافيز عندما اسند الرئيسي البوليفي لدى طرده السفير الأمريكي فالحل العربي مطلبا وان كان بخيلا في التسارع لحلحلة التشابكات السياسية .


طيلة خمس سنوات ورائحة الفساد السياسي والتبعية لنجادي يعبر عنها الكثير من المعممين والمواطن العراقي يعرف أن لا نتيجة لإيقاف مد الحرس الثوري واطلاعات الإيرانية على القرار السياسي والوضع الحياتي في العراق ولكن كان هناك دوما نقيض من التشكيلات الوطنية تنادي بتخليص العراق من براثن تلك التبعية واغلب تلك التشكيلات لم تمنح مساحه ان يكون لها مدار مؤثر بسبب نظام المحاصصة والانتخابات المزورة ومعه تستمر إيران وتستمر رسائل نجادي للحكومة تسير الوضع العراقي وتزيده تعقيدا وبعدا عن البيت العربي الذي استمر أيضا بالصمت كما لازم صمته فساد إسرائيل في قدسنا الحبيبة وفلسطين العروبة ولكن هو مشروع الصمت المذل الذي سيأتي على الكراسي العربية ليطيح بها كأحجار الدومينو تباعا .


استغرب البعض وضحك طويلا على مداخله الرئيس معمر ألقذافي في اجتماع الجامعة العربية عندما طلب أن تشكل محكمة عربية لمن قتل الرئيس العراقي صدام حسين لأنه أدرك أن أمريكا ستأتي بالتوالي عليهم جميعا وطالب بان يكون للعرب موقف ولكن أي موقف والقرار مرهون بمراجعة البيت الأبيض .


الحكمة إذا أن يكون هناك موقف للقضية فقضيتنا العراقية تبحث ألان عن من ينتشلها من أجندة الفساد التي تريد لها إن تكون هوية تابعة لنجادي الفارسي أو اولمرت الصهيوني ..وربما ستحسم بان تكون أمريكية صرفة بعد أن ينتصر المالكي بصراعه لتمرير الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد مع الجانب الأمريكي .
ربما يجد الكثير من أخوتنا العرب أن هويتنا مثار صراع بين المكونات السياسية الحالية وهي حقيقة لا يمكن نكرانها ولكن بالوقت ذاته على العرب أن يكون لهم وجود في قرار العراق لان تلك الهوية تعود أصولها لكل عربي ولكل عربي الحق بان يبحث عن العروبة في طابع العراق دون إن يترك الشعب العراقي رهينا خلف مصالح السياسيين وأطماع القوى المتنفذة بالشارع السياسي العراقي .


إننا نبحث دوما عن القرار العربي وان غاب عنا ولكننا لا نرتضي ان نكون فارسيين أو نرهن مصير عروبتنا خلف طموح وأجندة المهرولين نحو اولمرت نبيع معه المصير العربي لليهود ولكن ربما يستحيل دون دعم عربي أن نوقف الثور الأمريكي عن تمزيق هوية العراق العربية الوطنية ويستحيل أيضا أن نقف أمام معممي السياسة والمتاجرين بهوية العراق .


في المرحلة الماضية وصف العراق بأنه يهدد امن دول الجوار ووصفنا بأننا إرهابيين ... ووصفت القيادة العراقية التي لم تعطي لإسرائيل وجود في قواميسها ودساتيرها بأنها من أكثر القيادات دموية ولكن مع تعقيدات وانهيار المجتمع وتفشي الطائفية والفساد السياسي وصعوبة الحياة الاجتماعية وهروب العقول وقتل الكفاءات وبيع الضمير الذي عبر عنه الالوسي الذي لم يستحي من كلماته التي عبر فيها عن حجم الفساد السياسي العراقي عندما قال (أنا أزور إسرائيل علنا.. وغيري يزور إيران سرا..لماذا لا يُحاسبون؟.. ولا أحد يمنعني من زيارة إسرائيل ) نجد أن كل المؤشرات تميل نحو أمنيات أصبحت واقعا بعودة الإحداث إلى خمس سنوات مضت وعودة الواقع العراقي إلى ما قبل الغزو والاحتلال ربما اقل تلك الأمنيات هي التخلص من نفوذ القوى الخارجية على الشارع العراقي ورهنها هوية العراق برغبات مختلف الجهات ومنها تلك الداخلية التي تشكل جزء بسيط من مكون العراق الاجتماعي .


إن عروبة العراق أصبحت هوية مفقودة تتصارع عليها كل الاتجاهات من اجل تمزيقها ..ولكننا مع هذا نبقى نطالع صمتنا العربي متى تعلن نهاية ولايته ليكون هناك صوت لضمير طار منذ 1948 وارتعب منذ 1917 ووعد بلفور وقرار الوطن القومي لليهود وقد يتكرر السيناريو علينا ويصبح هناك وطن قومي للكرد والإيرانيين بعد إن أصبح العراق وطن موعود للأمريكان وبقرار دولي أيضا .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٧ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٧ / أيلول / ٢٠٠٨ م