الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

هل أصبح التيار الصدري " البديل " لدى البعض

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

هذه  المقالة تاخرت لدي قليلاً عن التوقيت الصحيح في المشاركة , ولكنها من ضمن أخرى على الرف  من المفروض قد فات وقت نشرها , ولكن عشمي أولاً وأخيراً بالأحداث  العراقية المترابطة  بالذات التي يمكن  معها  حتى  بنشر أي موضوع كان قد نشر من قبل وليس لم ينشر بعد ! بحكم الهيمنة المطلقة  لهذه  الأحداث على جميع أحداث العالم  وبسلسلة واحدة تؤكد  حلقاتها بعضها  بعضاً  وتحفز بعضها بعضاً في تصدر الذاكرة العراقية والعربية "المتابعة" على مدار الساعة   وبالتناوب  فيما بين تلك الحلقات التي تلف سلسلتها ذاكرة سكان كوكبنا الارضي عدّة مرات .... ولعل  القارئ الكريم يستطيع وبكل  بساطة الإمساك  بأية حلقة  من  حلقات هذه السلسلة  بحضور بات أقرب  إلى سرعة البديهة ما أن  يتلقى دعوة  ما  لمراجعة ذاكرته  مع أنها أصبحت بمساحة كرتنا الأرضية التي نعيش ...

الذين  يطالبون التيار الصدري , والتيار  اخترته نموذجا ,  "أن  ينقي نفسه"  من العناصر التي  ابتلي بها هذا التيار  بدل من أن يطلب  ذلك من  "الأميركي"  أو من غيره , بحسب  تعبير البعض من هؤلاء , هؤلاء  الذين انبروا ما برحوا يدافعون عن هذا التيار , وكأن  التيار هذا  هو فقط المعوّل عليه  أن يحرر العراق , وليس العكس ! ,  إنما   هؤلاء في حقيقتهم  بهذه  الطلبات التعجيزيّة  إنما  يذكرون "محاسن موتاهم !"  بعد أن دفن  هذا التيار  "السستاني" ودفنتها الطائرات الأميركية في مدينة النجف  وإلى الأبد , وانتزعوا منه سلاحه وحوّلوا  حملته إلى جيوش  "سلاح سزيّة" أي جندي مكلّف غير مسلّح  بحسب التنقية الشعبية العراقية ! , ليحشر من ضمن دائرة  معوّقوا  ما تسمى بالعملية السياسية   , مثل هؤلاء الذين اختاروا الدفاع "فقط" عن التيار الصدري  دون غيره وركّزوا بشكل  لا إرادي  وواضح  , ما زالوا  يرددون مثل تلك الصيغ التوجيهية ومثيلاتها  في كل سانحة وواردة وشاردة ,   بحيث من الممكن أن تسجّل بحقهم  لطمة الطائفية  دون حرج وإن لم  يشعروا ! نتيجة  تماهيهم  في  فضح  مستمر لأنفسهم  وبهدوء ضربات القدر المتعاقبة  التي كشفتهم  والتي لا ترحم  إن لم  يحسنوا تقديراتهم في اندفاعهم اللاشعوري هذا بهذا الخصوص  أو إن لم يحاولوا  ركوب  القطار الأمين البديل  وتثبيت عجلات قراءاتهم الصحيحة  للأحداث  "بعلميّتها"  التي  سبق لها وأن أدخلتهم  من قبل باحات المعرفة الأوسع من  التي طالما كانوا  يتباهون بها  ويتفاخرون !,  بدل  من أن تفضحهم  ميولهم   فيما  يكتبون  وما تزحف إليه أنفسهم  مع كل ظهور لهم على الشاشات الفضائية  باتجاه التحزب "الأهوائي"  الذي  على ما يبدوا  لا يحسنون كبح جماح صمّامه  الناقل من العلمانية إلى الغيبيّة  ساعة  "التفريغ المتبادل"  دون أن يعوا البديل العراقي العروبي الأوسع  , فنراهم أكثر سبراً لأغوار التبريرات التي يحاولون منها  انتزاع  وهم الحقيقة  بإسهاب كبير فيضنون أنها ستحسّن  من صورة "التيار" في أعين الشعب العراقي والعربي , بينما نراهم  ويراهم كل المشاهدين  أنهم يمرون بتحليلاتهم مروراً سريعاً  لموضوع  قد يطرح   للنقاش  لا يكون التيار الصدري طرفاً فيها  بل  يخص  جبهة  من بقية  جبهات  محسوبة على العمل المقاوم على أرض العراق ! ...

المطلوب من هؤلاء , وأوصي نفسي أولاً , هو تنقية أنفسهم  مما علق بها  منذ الصغر من  "خرافات منظّمة"  خلطت لديهم ما بين الجد وما بين الوهم من  "الدين" المركون في نفوسهم  وتركها سائبة تسبح  وسط قناعاته الذاتية بكافة شوائبها المستمدة من  معرفة وعيه الطفولي الأوّل , بحسن نيّة  منه بالطبع ,  لم تستطع أن تمحها  فيما بعد كل الممارسات التثقيفية  والانتمائية  العصريّة  السابقة   على ما يبدو  على الرغم من "يساريّتها" الخالصة ! ,  مطلوب منهم ذلك قبل أن يطلبوا من الآخرين , وأعني التيار الصدري بالطبع , أن ينقوا مناهجهم  وتجمعاتهم ومواضعهم وشبكات مواقعهم , وأن يتذكرون جيّداً , إن  كانت لديهم قناعة بالاسلام كاداة تغيير اجتماعي متخندق ضد الأهواء قابل للتجدد وليس إسلام الطوائف من سلفية واخوانجية وسنية وشيعية ,  أن يتذكروا  بأنهم عراقييون  من أصل عراقي عربي جدّهم الأعلى مسلم  , وفقط ! , وأن لا يعتمدوا على "الفضائيات" لكي تنقي صورهم بأعين المشاهدين ! , فالحياة أوسع من أن نحصر جهدنا وعقولنا  وطموحاتنا  ورؤانا  في هذه الإعلاميات الشيطانية الناطقة بالعربية  ونحشرها في قوالب من عوالق قد كبرت معنا مما ورثناها  من عصور المهانة والتجهيل عن الآباء  ونتصوّرها  البديل  عن  الانهيار السوفييتي ! , فنكون بذلك  كمن دخل عالم المعرفة ليكتسب علومها  من أجل أن يبرهن  فيما  بعد , وبما اكتسب من علوم  , شَعَر أن وعيه اكتمل بها , نراه  وكانه  قد أصبح من المبشرين بحقيقة  "الطنطل"  وبحقيقة  عودته حتى وأن تمثل بتيار "غائب" ! ..

تذكرني  قدرة  التكيّف  الحقبوي في الإنحياز  لدى هؤلاء  نحو الطائفية  مثلاً  كسد للفراغ جاهز "وليس انحيازهم  حتى للدين  النقي الصحيح على عهد الرسول !"   تذكرني إشكاليّتهم الأميبيّة  هذه  بتلك  الطرفة  التي فحواها  "أن أحدهم  ترك  ديانته  "المسيحيّة"  ودخل الإسلام , فسأله احد  المسلمين "الشيعة" قائلاً  له : وعلى أيّ مذهب من المذاهب الإسلاميّة  دخلت يا أيّها الأخ المسلم  الجديد , فقال  له :  لقد  دخلت المذهب "السنـّي" , فردّ عليه  "الشيعي"  قائلاً , وبالعاميّة العراقية : أنت  لو باقي عله ديانتك المسيحيّة جان هوايه أحسنلك !  ....

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  14  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   17  /  تمــوز / 2008 م