الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ماذا كان سيحدث لو فاز الشيخ خزعل بعرش العراق ؟

 

 

شبكة المنصور

طلال معروف نجم

 

لعل ما يشكر عليه مؤلف مسلسل "الباشا" , الذي يعرض يوميا على فضائية الشرقية . ان سلط الاضواء على إقليم الاحواز العربي المحتل من قبل دولة الشعوب الايرانية . لانه عرَف من يجهل من العرب , ان لنا ارضا عربية غير جزر الامارات العربية , محتلة منذ 1925 . وتستأثر ايران بخيرات هذه الارض العربية . وفي مقدمتها النفط الذي يشكل 75% من موارد حكومة الفرس .


ظل نوري سعيد رجل العراق القوي طوال الحقبة الملكية , يلعب دورا كبيرا في توجيه سياسة العراق الخارجية . ولطالما إتصف بالحنكة والبعد الثاقب . وكان يرنو ان يدفع بالعراق نحو وحدة اراضيه وتقدمه الى امام . وقد أثار المسلسل المذكورحدثا مهما , هو قيام أمير المحمرة الشيخ خزعل بأرسال رسالة الى الباشا نوري , يطلب فيها مساندته للظفر بعرش العراق . مبينا فيها إنه احق من فيصل بهذا العرش . أثارت هذه النقطة شجوني وألمي . وأتضح لي ان نوري سعيد قد ارتكب خطأ فادحا بل قاتلا , يوم لم يساند "على مضض" , ترشيح الشيخ خزعل الكعبي للتربع على عرش العراق . وساند بقوة ترشيح الامير فيصل بن الحسين لعرش العراق انذاك .

 
الخطأ الذي ارتكبه نوري سعيد كلف الامة العربية ضياع اقليم الاحواز العربي . وكان يمكن ان يشكل ظفر الشيخ خزعل بعرش العراق , نواة اول وحدة عربية في العصر الحديث. فالوحدة لايهم من يقوم بها , بل المهم ان توجد , لان وجودها أبقى من الحكام والرجال .  


 كان بمقدوره الباشا ان يضغط على الانجليز. الذين كانوا يتعرضون لضغوط في نفس الوقت من قبل شاه ايران , للسماح  لهم بأحتلال المحمرة وبالتالي الاستيلاء على كامل امارة الاحواز العربية . مقابل ان تتنازل ايران عن إحتلالها للواء اربيل الذي تم على يد الدولة الصفوية وقتذاك.


الا انه يبدو ان العلاقة التي كانت تربط نوري بالامير فيصل , غطت على ما أقدم عليه  نوري من خطأ مفجع . الى جانب جهله بالاتفاقات السرية بين الانجليز وشاه ايران .


لقد خسر العرب كثيرا وفي مقدمتهم العراق والاحواز , من  تسليم العرش الى الامير فيصل . وهي خسارة أمة بأكملها . فلو قدر ان تربع الشيخ خزعل على عرش العراق . لكانت اليوم العراق والاحواز دولة عربية مترامية الاطراف . يشكل مخزونها النفطي المركز الاول في العالم.  تطل على شاطئ الخليج العربي إطلالة بمئات الكيلومترات وتتوسد شط العرب .


فأهلنا في الاحواز هم أقرب الى أهلنا في محافظتي البصرة وميسان , في الشكل والطباع والانساب والالقاب واللهجات .


لقد طرح المسلسل ايضا مسألة مهمة . هي ان العراقيين لم يعرفوا الطائفية ابدا . وكانوا يرفضونها بالمرة . بدليل انهم ساندوا  انتخاب الامير فيصل لعرش العراق . واتضح هذا جليا بين   جماهير الفرات الاوسط وخاصة شيوخ ورجال الدين والمرجعيات في لواء كريلاء ( النجف وكربلاء حاليا) .


استذكار التأريخ مفيد في الظرف الراهن , الا اننا يجب ان لانتوقف عن المطالبة بحقنا العربي , بأقليم الاحواز وجزر الامارات العربية الثلاث . وذلك بمساندة المقاومة العربية الاحوازية . وبمساندة دولة الامارات العربية مساندة عربية رسمية وجماعية , لتستعيد سيادتها على جزرها الشرعية.  


فالهوان والتخاذل لايجلب للشعوب الحق المشروع .

 

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت / ٠٦ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٦ / أيلول / ٢٠٠٨ م