الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

فارسيات / ايران موطن المخدرات والغيبيات

 

 

شبكة المنصور

طلال معروف نجم

المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية / عمان القاهرة

 

في عراقنا العزيز كنا نسمي من هو مسطول او مسلوب الارادة بـ " حشاش عجمي " . وهي شتيمة ينتفض لها العراقي النجيب ويرفضها . لاننا دأبنا على ان نقرأ ونسمع ان الحشيشة تأتي من ايران الى منطقة الشرق الاوسط . ولم يتخلص العراقي منها الا بعد , قيام ثورة 14 تموز, عندما صدر مرسوما جمهوريا بأعدام كل من يشرب او يتاجر او يمرر الحشيشة في العراق . وظل العراق نظيفا منها حتى عشية الاحتلال الانجلو امريكي ايراني له . فأندفعت ايران تضخ الحشيش وباقي المخدرات التي لم يألفها المواطن العراقي من قبل في الاسواق العراقية. ولتصبح سلعة تباع على الارصفة .

أما عن الغيبيات التي صدرتها لنا وتصدرها كل يوم , هي كثيرة ولاتحصى في كتب مطبوعة في ايران . زحفت الى مكتبات العراق بشكل مخيف ورهيب . ولقد وقع في يدي كتاب فارسي قديم جدا , يتحدث عن كيفية ارسال الرسالة النبوية , الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. تقول الرواية الفارسية الغريبة : ان جبريل انطلق في الفضاء حاملا رسالة رب العالمين الى الارض . وفجأة يتوقف جبريل عن قرب من الارض , ليسأله رب العزة وهو عالم الغيب والشهادة : لم توقفت ياجبريل ؟ . فيرد جبريل : إني ارى ثلاثة من الرجال واقفين صفا واحدا, أيا من هؤلاء ابلغ الرسالة يارب  ؟ . فيسأل رب العزة وهو الذي لاتخفى عن ناظره صغيرة او كبيرة في السموات السبع , ويدرك الاشياء وهي في قلب الصخر . من هؤلاء يا جبريل ؟ . فيرد جبريل : ارى محمدا في الوسط وعلى يمنيه عليا وعلى يساره جعفرا . وتقول الرواية وهنا هتف رب العالمين بكل ثقة ابلغ الرسالة لمن هو في الوسط .

هذا ما يجنيه عراق اليوم من الزحف الايراني الشوفيني لمدن العراق . مخدرات وغيبيات تؤثر على البسطاء . وتسلب عقولهم ليكونوا طوع توجهات جيش القدس الارهابي , الذي يجوب مدن الوسط والجنوب العراقي . فبعد ان كانت مدن البصرة والناصرية والسماوة والنجف مرتع الشعراء والمبدعين , وصناع الكلمة المثقفة التي تترفع على الغيبيات والهوس. ومصدر الاصوات الريفية العذبة التي تغنى بأغانيها شعبنا العراقي من شماله الى جنوبه . أصبحت هذه المدن المبدعة الخلاقة , مكانا لارهابي الميليشيات الطائفية التي تستمد المال والسلاح من الجارة الغادرة ايران . لاشعر بعد اليوم يصدح به ابن الجنوب غيرشعر الغيبيات والخزعبلات التي يطلقها اصحاب العمائم . و لا اصوات عذبة تتغنى بالهور* ولا . . بمثل روجات المشرح* . لتحل محلها اصوات الرصاص والعبوات الناسفة .

هنا تذكرت حضيري ابو عزيز وداخل حسن ووحيدة خليل وغيرهم .. اصوات كانت تشجي السني والشيعي والكردي والكرد الفيلية والمسيحي والصابئي واليزيدي في آن واحد . اصوات ليست حكرا على مروجي مذهب ما . الكل في عراق الامس كان يتمايل مع صوت زهور حسين ولميعة توفيق .

اللهم أخرس اصوات اصحاب العمائم كل العمائم بألوانها المختلفة السوداء والخضراء والبيضاء  . التي غطت على اصوات الشجن والحب والحياة والغد المشرق. وأعد لنا أصوات الجواهري الخالد والسياب والبياتي وسعدي يوسف ومظفر النواب وعريان السيد خلف وكريم العراقي . لتغطي على اصوات الموت والدمار والرعب .

الهور* : مستنقات الجنوب الغنية بالماء والثروة السمكية

المشرح* : نهر صغير تغنى به المطرب العراقي فؤاد سالم , وروجات يقصد بها تموجات مياه المشرح

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  18  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   21  /  تمــوز / 2008 م