الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الافتتاحية
حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
وجبهة التحرير العربية

عودة الأسرى والشهداء تمثل حلقة من حلقات تراكم العمل المقاوم

 

 

شبكة المنصور

 

 

هل يحرر الأسرى العائدون من سجون العدو الصهيوني القوى السياسية في لبنان
من عبودية المصالح والأهواء والنفعية؟

إنه حلم سعيد عاشه لبنان بأسره وهو يستقبل الأسرى اللبنانيين في مطار بيروت. إنه حلم اللبنانيين المغلوبين على أمرهم في أن يستمر السياسيون الممثلون لهم في شتى مؤسسات السلطة في وحدة يحتفلون معاً، بصفوف متراصة، من أجل أسمى قضايانا الوطنية التي تقع مسألة السيادة في أولوياتها.

إنه حلم سعيد، يفرك اللبنانيون أعينهم مذهولين سعادة وحبوراً، يذرعون إلى الله أن يستمر الحلم على أرض الواقع.

يتساءل اللبنانيون عما إذا كان أمراء الطائفية السياسية قد اتَّعظوا باستعراضهم التوحيدي في المطار، خاصة وقد وحَّدهم تشابك أيدي المقاومين الأسرى، وخروج جثامين الشهداء في قافلة واحدة تبتدئ في الناقورة وتنتهي عند حدود لبنان الشمالية. وبمسيرتهم تلك وحدوا بلدات لبنان الساحلية ومدنه التي كادت الفتنة الأخيرة تودي بكل معالم الوحدة فيه .

ويتساءل اللبنانيون عما إذا كان أمراء الطوائف قد أتوا ليأخذوا صورة تذكارية في حفل الاستقبال يحتفظون بها لإظهارها في ملصقاتهم الانتخابية ليستغلوها في الدعاية لأنفسهم. وعلى الرغم من ذلك كان المظهر الشعبي، اللبناني والفلسطيني، منفعلاً بالحدث الكبير بوجدانية وصلت إلى حدود إهراق الدمع الحقيقي، حزناً وفرحاً واعتزازاً. حزناً على أن الأبطال لأنهم عادوا في نعوش، وفرحاً لأنهم دفعوا حياتهم ثمناً لسيادة أمتهم، واعتزازاً لأنهم كانوا صادقين في حبهم لوطنهم وأمتهم غير منتظرين جزاء ولا شكورا إلاَّ ما يضمن استمرار توليد الأبطال من أمثالهم.

كان الاستقبال الشعبي ذا مصداقية حقيقية، لا تلوُّن فيها ولا تبرُّج. كان الاستقبال مظهراً من مظاهر احتفاء الجماهير الشعبية بالأبطال الحقيقيين، الشهداء منهم القادمين بنعوش حتى ولو حملت أرقاماً، والمحررين الذين عقدوا العزم على أنهم ما قدموا من الأسر إلاَّ لكي يعودوا إلى ساحة النضال من جديد.

الافتتاحية
حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
وجبهة التحرير العربية
عودة الأسرى والشهداء تمثل حلقة من حلقات تراكم العمل المقاوم

عندما أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي شعار (الكفاح الشعبي المسلح) في العام 1948، وعندما أطلقت (حركة فتح) العمل المقاوم في 1/ 1/ 1965، كانت إشعاراً بأن الأمة اعتنقت عقيدة المقاومة المسلحة طريقاً وحيداً لتحرير فلسطين، كبوابة أساسية لحماية الأمة العربية من مخطط المشروع الصهيوني التوراتي، واعتماده طريقاً أساسياً في تحرير أي أرض عربية تتعرض لأي احتلال آخر، ويأتي في مقدمته المخطط الإمبراطوري الأميركي. واستأنفت أحزاب الحركة الوطنية اللبنانية سلوك هذا الطريق منذ أوائل السبعينيات من القرن العشرين، واشتدَّ تأثيرها منذ العام 1982، في مواجهة الاحتلال الصهيوني. وازدادت تأثيراً بالفعاليات المقاومة التي أضافها (حزب الله) منذ أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، وأنتجت تحريراً لجزء كبير من الأرض اللبنانية في أيار من العام 2000، وأثبتت أنها تستطيع المواجهة في حرب عسكرية مفتوحة في تموز من العام 2006. وهكذا تكرر المشهد في العراق بعد أن أطلق حزب البعث العربي الاشتراكي المقاومة الشعبية في 10 نيسان من العام 2003 لمواجهة الاحتلال الأميركي، وأثبتت أنها كفيلة بإنجاز التحرير ببنادق الثوار وعبواتهم الناسفة.

إن عودة الأسرى وجثامين الشهداء، في تموز من العام 2008، جاءت لتكشف عن جملة من الحقائق التي على الذين أعلنوا انتماءهم لخيار المقاومة الشعبية المسلحة أن يسجلوها في تاريخ المقاومة العربية لكي تستفيد منها فصائل حركة التحرر العربي، ومن أهم تلك الحقائق:

1-نهج المقاومة خط تراكمي بنته دماء الأبطال العرب، وأرواح شهدائهم، على مدى زمني طويل ابتدأ في مقاومة الانتداب الفرنسي والبريطاني، في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين، في أكثر من قطر عربي: العراق وسورية وفلسطين وجنوب لبنان... ومرَّ على ليبيا عمر المختار، وجزائر جميلة بوح يرد وبن بيلا، وبور سعيد عبد الناصر... وانتقل إلى فتح ياسر عرفات من جديد، وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية، وسلكت أحزاب الحركة الوطنية اللبنانية الطريق ذاته.

2-قومية المعركة، وأحياناً عالميتها، وهذا ما تبرهن عليه جنسيات الشهداء الذي عادوا إلى الأرض اللبنانية، فضمت قافلة الشهداء من فلسطين ولبنان والعراق وسورية وتونس والمغرب ومصر و...
3-جبهوية المعركة وهذا ما تبرهن عليه انتماءات الشهداء العائدين المتعددة.

4-الروح البطولية الفائقة التي تميز بها أولئك الأبطال، وبالعودة إلى قراءة تفاصيل المعارك التي خاضوها ندرك كم كانوا يتميزون ببطولة نادرة، خاصة وأنهم اختاروا اجتياز الأسلاك الشائكة من أجل الوصول إلى أرض فلسطين، وهم يوقنون تماماً أنهم سيلاقون الموت لا محالة، فاختاروا طريقه من دون رهبة أو خوف.

5-تكامل الروح البطولية بين الرجل والمرأة، بين المقاتل والمقاتلة، ويكفينا أن نذكر اسم دلال المغربي، وسناء محيدلي، لنحيي من خلالهما أكثر من بطلة سلكت طريق البطولة والشهادة قل نظيرها عند الرجال.

6-احترام سيادة الوطن، والدفاع عنها أو الموت في سبيل استردادها، لم يميز بين الأديان والمذاهب، إذ وحَّد موكب الشهداء بينهم، إلى الدرجة التي لم يكونوا يشعرون بتلك الفروقات أو يولوها هماً، وكان يجمعهم الدفاع عن سيادة وطنهم، لأنهم كانوا يعرفون أن العدو سيعمل على إذلال الجميع واستعبادهم.

إننا، على الرغم من قناعتنا بأن يبقى الشهداء الفلسطينيون على أرض فلسطين، لكي يحتضن ترابها أجسادهم، لا سيما أن أمنياتهم كانت تتعلق بالعودة إليها، أحياءاً كانوا أم أمواتا، إلاَّ أنه لا يجوز الوقوف عند مناسبة عودة الأسرى والشهداء من دون الوقوف عند معاني شهادتهم ودلالتها، التي تؤكد أن نهج المقاومة تتوارثه أجيال عن أجيال، وإن قومية الأهداف ووطنيتها هي العامل الأهم الذي يفتح الباب لكل عربي في الدفاع عن أمته العربية من خلال كل قطر يتعرض للاحتلال، وأن الروح البطولية تسكن عقل العربي وضميره، وأن جبهوية المقاومة وشموليتها كل المواطنين هي الضامن الأكبر لقوتها وفعاليتها لا سيما أنها تسمح للجميع بالمشاركة في غرم التضحية وغنم الانتصار، وأن التكامل بين الرجل والمرأة في معارك التحرير هو تحرير لدور المرأة في المشاركة في بناء الوطن الذي يتكامل مع دورها في بناء الأسرة...

من كل ذلك هل كانت عودة الأسرى، وعودة جثامين الشهداء الأبطال من معظم الجنسيات العربية، بأبعادها ومغازيها، درساً جديداً تضيفه مسيرة الكفاح العربي الشعبي المسلح إلى تراثها الكبير، وتقف عند أبعادها الحقيقية لتستفيد منها في مسيرتها الراهنة لتصحيح الثغرات التي تعيق بعضاً من زخمها في لبنان وفلسطين والعراق؟

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  27  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   30  /  تمــوز / 2008 م