الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

لم ... العجب !!؟ وأين العجب ...؟!!

 

 

شبكة المنصور

ودود فوزي شمس الدين / محام وباحث قانوني

 

اعتبر بيان صادر من مكتب رئيس جمهورية الاحتلال في العراق في 1/7/2008 أن مصافحة رئيس جمهورية الاحتلال طالباني لرئيس حزب العمل ووزير دفاع الكيان الصهيوني الإرهابي إيهود باراك خلال مؤتمر الاشتراكية الدولية في أثينا جاءت بصفته الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني نائب رئيس الاشتراكية الدولية وليس كونه رئيساً لجمهورية الاحتلال في العراق حيث قال البيان بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بادر بتقديم إيهود باراك لمصافحة الطالباني وأنه استجاب لطلب الرئيس الفلسطيني وتعامل مع الأمر بصفته الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني وليس بصفته رئيس جمهورية الاحتلال في العراق واعتبر ما جرى سلوكاً اجتماعياً حضارياً لا ينطوي على أي معنى أو تداعيات أخرى، ولا يحمل العراق كدولة أي التزامات.

أن علاقة الحركات الكردية المسلحة مع الكيان الصهيوني ليست جديدة فمنذ بدايات التمرد الكردي على السلطات العراقية المتعاقبة منذ 1921 وحتى احتلال العراق في 2003 بدعم ومساهمة هذه الحركات للاحتلال نشأت العلاقة بينها وبين الكيان الصهيوني. أو التعامل مع المحتلين ودعمهم.

فالشيخ محمود بعث في تشرين الثاني 1918 رسائل إلى الإنكليز في بغداد يطلب فيها شمول الأكراد بالتحرير والاستعداد لتسليم لواء السليمانية إلى القوات البريطانية المحتلة دون قيد أو شرط وفعلاً قام بتسليم لواء السليمانية للاحتلال البريطاني كما قام بتسليم جنود وضباط الفوج التركي في اللواء إليهم كأسرى. ليكافأ من قبل الاحتلال البريطاني بتعيينه حكيمدارا للواء السليمانية.

وفي العام 1966 عاد الطالباني إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الملا مصطفى البارزاني لسحب البساط منه والبدء بمفاوضات مع الحكم آنذاك في انتظار الفرصة السانحة للانقلاب على البارزاني ولكن محاولته فشلت بعد اتفاق الحكومة مع البارزاني.

يقول الكاتب الأميركي جوناثان راندل في كتابه «أمة في شقاق... دروب كردستان كما سلكتها» أنه في 29 أيلول (سبتمبر) 1980 اعترف رئيس وزراء الكيان الصهيوني مناحيم بيغن بأن كيانه قدم أموالاً وأسلحة للأكراد وقاموا بتدريب مقاتليهم وقد كشفت الصحف الصهيونية الصادرة في 30 أيلول / سبتمبر 1980 أن البارزاني خلال الستينات وبداية السبعينات قام بعدة زيارات للكيان الصهيوني.

في حين انتقد جلال طالباني وفضح علاقات الملا مع الكيان الصهيوني...!!؟.

يقول الكاتب راندل في كتابه المذكور «كان أكراد العراق أداة يمكن استخدامها لتحقيق هدف الشاه بأضعاف خصمه الرئيس ـ العراق ـ والاستغناء عنهم عند الضرورة».

«وكان الشاه يريد من الأكراد استئناف القتال وهذا ما تحقق في آذار / مارس 1974 بفعل نيكسون وكيسنجر إلى حد بعيد».

«تقاطعت رغبة الشاه هذه مع رغبة مماثلة لدى الإسرائيليين الذين يسعون دوماً إلى إبعاد العراق عن النزاع العربي ـ الإسرائيلي».

«بعد بضعة سنوات قال كيسنجر: كانت إستراتيجيتنا واضحة وتقضي بأضعاف ؟أي بلد مرتبط بالاتحاد السوفيتي لذلك وبما أن السوفيت أقاموا علاقات عسكرية مع العراق بتنا مستعدين لتقبل فكرة مساعدة الأكراد».

«أن الأكراد لم يكونوا سوى ورقة بالنسبة إلى طهران وواشنطن وأداة فريدة ومفيدة لأضعاف قدرة العراق على القيام بمغامرات سياسية ودولية».

وفي شهر آذار / مارس 1969 ساعد العدو الصهيوني الأكراد في أعداد خطة الهجوم على حقول نفط كركوك بمباركة ودعم شاه إيران ونجحت العملية في تدمير خزانات الغاز الطبيعي إلا أنها لم تنجح كلياً كما أراده العدو الصهيوني وهذه العملية تمت بعد إعدام الجواسيس اليهود بشهرين.

وفي عام 1983 استطاعت القوات الإيرانية بمساعدة قوات التمرد التابعة لجلال طالباني احتلال مدينة حاج عمران.

وفي العام 1986 اتفق جلال مع طهران لتشكيل قوة عسكرية وسياسية مشتركة وبمساعدة متمردي حزبه تمكنت القوات الإيرانية في العام 1983 من السيطرة على مدينة بنجوين.

يقول نوشيروان مصطفى أمين الذي كان نائباً لقيادة حزب جلال في العام 1986 «أن النضال الكردي ما كان ينجح دون مساعدة جار حميم».

وفي نسيان 1987 يقول لجريدة ليموند الفرنسية «بأن الاتحاد الوطني الكردستاني يرى خياراً واحداً هو تجزئة العراق إلى دويلات صغيرة تضم الشيعة والسنة والأكراد».

وفي 16 حزيران /يونيو 1972 وافق الرئيس الأميركي نيكسون على مساعدة الأكراد وتقرر اعتماد ستة عشر مليون دولار لهذا الغرض وتغطية نفقات الشحنة الأولى من الأسلحة الأميركية لهم.

وفي تشرين الأول / أكتوبر 1973 أثناء الحرب مع العدو الصهيوني كان العدو على اتصال مع الملا مصطفى البارزاني حيث راح يلح عليه انتهاز فرصة تحرك الجيش العراقي إلى الجبهة السورية للمشاركة في الحرب لكي يقوم البارزاني بالهجوم العام في شمال العراق وهذا ما أكده رئيس محطة المخابرات المركزية الأميركية في طهران.

وفي حزيران 2003 يصرح طالباني «بأن الجيش الأميركي هو جيش تحرير وليس جيش احتلال».؟!! بينما أقرت الولايات المتحدة على لسان ممثلها في الأمم المتحدة في 8 أيار /مايو 2003 بأنها سلطة احتلال وكما ورد في ديباجة قرار مجلس الأمن 1483 (2003) ويقول الكاتب ضلال سلمان في مقال بعنوان «الكردي التائه بياع المواقف» رداً على موقفه من العرب في أحدى مؤتمرات الاشتراكية الدولية وبحضور الصهيوني شيمون بريز «يمكن أن ندرس شخصية جلال الطالباني كنموذج للسياسي الوصولي والانتهازي الذي لا يشق له غبار أنه رجل كل الفصول وكل الأزمنة أنه الكردي ـ العربي ـ الإيراني ـ التركي ـ الأميركي ـ الانكليزي ـ الألماني.. الخ وعلى حد تعبير أحد أصدقائه فإن الطالباني يبيع المواقف».

يقول نيجر فان برزاني رئيس وزارة إقليم كردستان «أن حكومته لم ولن تعادي إسرائيل وأن حكومته لن تترد في إقامة العلاقات معها».

أما داود باغستاني أحد مساعدي مسعود بارزاني فقد أعلن عن مساعيه لتشكيل وفد شعبي لزيارة الكيان الصهيوني هذا العام بهدف تعزيز العلاقات مع مواطني الدولة العبرية من ذوي الأصول الكردية...؟!!

بعد أيام من الاحتلال ظهرت على الجدران في بغداد شعارات تقول «ألف يهودي ولا تكريتي» و«شارون ولا صدام» كان الهدف منها كسر الحاجز النفسي للمواطن العراقي حيال العدو الصهيوني ثم بدأت المضايقات للفلسطينيين المقيمين في العراق لتصل الذروة بطردهم من مساكنهم وقتل العديد منهم بدعوى مساعدتهم للإرهاب ووقوفهم إلى جانب صدام حسين للتصدي للاحتلال ثم بدعوى انتمائهم إلى طائفة معينة ثم تلا ذلك زيارة مثال الألوسي إلى الكيان الصهيوني مستفيداً من أمر المدير الإداري لسلطة الاحتلال المؤقتة رقم ـ7ـ في 17 آب 2003 بتعليق العمل ببعض مواد قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل.

ثم نشر صور لجنود أميركيين من أصول يهودية احتفلوا بأعيادهم في أحدى القصور الرئاسية، ثم طلب أعضاء من الكونغرس الأميركي الضغط على حكومة الاحتلال بإقامة علاقات دبلوماسية بين العراق والكيان الصهيوني.

ثم جاءت المصافحة بين جلال وباراك والعجيب في الأمر أن يكون محمود عباس هو عراب وسمسار هذه المصافحة ولكن يبدو أن الخيانة عنوان مشترك بين العملاء.

وبعد.....

ماذا يقول الشياطين الخرس وأدعياء محبة آل البيت الكرام والسير على نهجهم، هل كان سيدنا علي بن أبي طالب مخطئاً عندما اقتحم حصن خيبر لأن اليهود أبناء عمومتنا وأصدقائنا في الاشتراكية الدولية. إلى متى يبقى الشعب العراقي مخدوعاً يصدق أكاذيب الأدعياء والعملاء والخونة وقد انكشفت عوراتهم حتى عن ورقة التوت وبات أحد منهم لا يخجل من المجاهرة بالعمالة والخيانة أنه زمن السقوط وزمن السبات ولكن يبقى الأمل بالله سبحانه وتعالى ناصر المؤمنين ثم بالمجاهدين من القوى الوطنية والقومية والإسلامية لإسقاط كل هذه الأمعات ورميهم في مزبلة التاريخ بعد محاسبتهم عن جرائمهم بحق العراق العظيم وشعبه وتراثه وحضارته وقيمه وعروبته.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  18  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   21  /  تمــوز / 2008 م