الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

عبد الناصر والحص

 

 

شبكة المنصور

وليـد الزبيـدي

 

لم ينقطع الاهتمام بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر،رغم مرور كل هذه المدة على رحيله، وعبّر حشد كبير من المفكرين والسياسيين والمثقفين العرب عن اعتزازهم بعبد الناصر، خلال مشاركتهم في احتفالية تسليم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص جائزة جمال عبد الناصر، التي أقامها مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، وأهم مالفت إنتباهي، هو مشاركة ثلاثة أجيال في هذا الحشد، فهناك الجيل الذي عاصر حقبة عبد الناصر، والجيل الذي تتلمذ على أفكاره وطروحاته القومية، والجيل الجديد، الذي عاش نتائج وتداعيات تلك المرحلة، ويستطيع المرء ملاحظة هذه الأجيال من خلال المشاركين في حفل تكريم الحص، وفي كلمته أشار الدكتور خيري الدين حسيب الى نقطة هامة، تؤكد إستمرار الأجيال في الأهتمام بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقال في هذا الصدد : قليلون هم من بين الزعماء العرب في التاريخ العربي المعاصر، وهم قلة أساساً الحكام العرب الأحياء بينهم والأموات، من يستمر الحديث عنهم، بعد وفاتهم، وتقييم سياساتهم وبرامجهم، ومن تستمر ذاكرة الأمة في حفظ ذكراهم، ومن هذه القلة جمال عبد الناصر، الذي ترك بصماته على هذا التاريخ المعاصر للأمة العربية .

لقد تم اختيار يوم التكريم بهذه الجائزة في ذكرى قرار تأميم قناة السويس، الذي يصادف في السادس والعشرين من شهر يوليو، ويتم منح جائزة جمال عبد الناصر كل سنتين، وأول من حصل عليها محمد حسنين هيكل، وثم جاسم القطامي، والمرة الثالثة جاءت من نصيب الدكتور سليم الحص، الذي أوجز كلمته بمسألة في غاية الأهمية، عندما قال إن المقاومة قد انتقمت لك يا عبد الناصر، فغيرت معادلة الصراع العربي الاسرائيلي .

إن هذا الحشد الكبير من السياسيين والمفكرين والمثقفين، الذين جاؤوا من مختلف أرجاء الوطن العربي والعالم، للمشاركة في احتفالية تكريم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من خلال هذه الجائزة، عبروا جميعاً عن تمسكهم بثوابت العروبة، والرد على الخطط والبرامج التي تحاول تمزيق الهوية وتشتيت قدراتها، ومن بين مالفت انتباهي، ذلك الاهتمام والمتابعة الدقيقة والواسعة من قبل العلماء والمفكرين الذين شاركوا في الاحتفالية، بما يجري في العراق، ولا أقصد أن ذلك فاجأني، لكن ما أفرحني حقاً، هو إجماع هذه العقول العربية الكبيرة، على إن المقاومة العراقية قد أفشلت المشروع الأميركي الكوني، وأن إفشاله قد انعكس على المشروع الصهيوني ووضعه في أدنى درجاته وأوهنها، وتحدث الكثيرون معي عن الكارثة المرعبة فيما لو تحقق لأميركا والصهيونية ماخططوا له في احتلال العراق، لكن يتفق جميع من التقيتهم أن جميع المشاريع والمخططات قد ارتبكت وتضعضعت على طريق إفشالها، بما حققته المقاومة العراقية، التي انتقمت لعبد الناصر وجميع الرموز القومية.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  04  شعبان  1429 هـ

***

 الموافق   06  /  أب / 2008 م