الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ذكرى الرد – إيران في منظور الإستراتيجية الأمريكية

﴿ الحلقة الرابعة

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عـبـــد

 

إن الولايات المتحدة الأمريكية  تضع  في مقدمة حساباتها في  الربع الأخير من القرن الماضي إحاطة الاتحاد السوفيتي السابق بحزام من حلفائها وهي تنهج  ما يسمى (  بإستراتيجية اصطياد الفيل )  وجوهر هذه  الإستراتيجية  السعي  لخلق الأزمات المنضبطة على  مقربه  من  حدود الاتحاد السوفيتي وتشجيع  عوامل  التفتت  في الجسد  السوفيتي  وضمن هذا المسعى  تشجع  الدوائر الأمريكية الاتجاه  الديني في إيران من اجل الاستفادة  منه في إثارة الانشقاقات  في  المجتمع  السوفيتي  وبالأخص  في  جمهورياته  الإسلامية   (  وهذا  من  ضمن الإلية  التي  تناولتها  وثيقة   بريجينسكي  عام  1975  المشار إليها  بالحلقات   السابقة  )  ومن هنا  فان إيران  تشكل ساحة  بالغة الأهمية  في الإستراتيجية  الأمريكية  التي تضع  في حساباتها هذه المسلمة

وتعمل في ضوئها وان اختلفت الأغطية والأقنعة المختارة  للتعامل مع هذه الحقائق ،  كتب السناتور الأمريكي كندي في صحيفة  نيويورك  تايمز  في 5 / 9 /1982 محذرا تحت عنوان ( الخليج الفارسي ) بان سيطرة السوفيت على إيران ستكون من أقسى الاندحارات الإستراتيجية للغرب منذ الحرب العالمية الثانية ، وعلى هذا الأساس وضعت الدوائر الأمريكية المعنية خطة أسمتها تريب واير  تشمل قيام القوات الأمريكية بغزو جنوب إيران ودول أخرى في المنطقة في حال تعرضها لهجوم سوفيتي  ويلاحظ مما تقدم إن الاهتمام  الأمريكي بإيران يتعدى الجانب الاقتصادي واستمرار ضخ  البترول من المنطقة إلى أمريكا والدول الغربية وحلفائهم  أقول يتعدى إلى المجال السياسي الإستراتيجي حيث ترى أمريكا في إيران الدولة  المتحكمة  في  مدخل الخليج   وإنها  حصن الغرب  ضد الموجات الراديكالية المتوقع حدوثها في المنطقة بفعل التأثير الذي يحققه العراق لما حصل  من  نمو اقتصادي  ونهوضي  بفعل  قيادة  حزب  البعث  العربي الاشتراكي  إضافة  إلى  متاخمة إيران  للحدود السوفيتية  الجنوبية  حيث  مصانع  السلاح الكبرى ومن هنا لا يمكن التفريط بإيران وكون الشاه هرم بمنظور السياسة الأمريكية وبدأ التصرف  بالمنظور الخاص كما حصل في اتفاقية الجزائر  والتفريط  بعملائهم  من القيادات الكردية (  البارزاني  -  الطالباني   )  لابد  من إجراء المتغير الذي  يحقق الأهداف السامية للإدارة الأمريكية   ووفقا  لما   اقره  مجلس الأمن  القومي  الأمريكي  عام 1976  حفاظا على المصالح الأمريكية وإيصال قوات الانتشار السريع إلى المناطق الساخنة  لتكون على مقربة  من  مصادر الطاقة وطرق الإمداد في آن واحد والاهم  العراق الذي شكل إزعاجا للإدارة الأمريكية منذ انبثاق ثورة 17 – 30 تموز 68  وبالرغم من التسريع الأمريكي والنزول المباشر إلى ساحة المواجهة إلا أن الإدارة الأمريكية لديها بعض التحفظات وخاصة في نتائج الحرب العراقية الإيرانية حيث إنها لا تريد أن يخرج احد الطرفين منتصرا  لان انتصارا لعراق سوف يؤدى إلى تقسيم إيران وهنا خشية  توسع سوفيتي في شمال إيران يمهد لإيجاد منطقة أمنية  جنوبية للاتحاد السوفيتي مما يعني على الولايات المتحدة الأمريكية  أن توسع   تواجدها العسكري  ،  وانتصار إيران على العراق يحول الدور الإيراني منذ  مجيء خميني للسلطة من دور الرديف التابع والمنفذ للسياسة الأمريكية إلى  دور الشريك  لها أي أن إيران لها أي أن إيران وفق هذه الحالة يصبح لها منطقها التوسعي الخاص بها الذي يحاول أن  يشارك  أمريكا  بالهيمنة على  منطقة الخليج العربي  وهذه  نقطة الخلاف الرئيسية التي  تحكم  العلاقات الإيرانية الأمريكية  ،  وهذا ما وقعت  به الإدارة الأمريكية  ما بعد غزو واحتلال العراق  الفراغ  الأمني  الحاصل بسبب  القرارات  التي  اتخذها  المجرم  بريمر وخاصة  حل الجيش العراقي الباسل  والأجهزة  الأمنية  والتي جاءت بنصائح  عملاء إيران  أو المنضوين تحت عباءتها الطائفية الصفوية  ، فالواقع الملموس  الاحتلال  السياسي والاقتصادي هو فارسي من خلال الأحزاب والحركات والتيارات  التي زرعتها إيران في الجسم العراقي ولاشتداد الصراع  ومن اجل الابتعاد  عن الشراكة التي تصر إيران على  الإقرار بها أخذت الإدارة الأمريكية  بين  حين  وأخر تلمح  إلى التدخل الإيراني  السافر في  الشأن  العراقي  والقبض على عناصر  فرق الموت أو  المجاميع  الخاصة  التي  تدرب  وتمول  من  قبل إيران  بالمباشر وذلك  من اجل  الضغط  على  إيران  للتراجع  عن شروطها بان تكون اللاعب الأساس بالعراق  والمنطقة .

 

له تابع

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢١ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ / أيلول / ٢٠٠٨ م