الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الموقف السوري وحربه بالنيابة

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عـبـــد

 

مرت الأمة العربية بمرحلتين متناقضتين من الاحتلال والاستلاب الأولى الاحتلال العثماني المتميز بان الأمة كانت خاضعة للاحتلال موحدة ألأرض وهناك توافق ديني بين المحتل وغالبية أبناء ألامه بالرغم من سياسات التتريك  والحرمان من ابسط  الحقوق الإنسانية والاحتلال الثاني الغربي ( بريطاني ، فرنسي ، ايطالي ) إضافة إلى التواجد الهولندي الذي وقع على اثر الحرب الكونية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية وخيانة الغرب  لتعهداته التي قطعها للشريف حسين مقابل ثورته على الوالي العثماني وإسناد الجيوش  الغربية  والمتميز بتقطيع الوطن العربي إلى كيانات متناحرة لاختلافات أصلا وجدت كي تكون وتكوين كيانات لأصله لها بالموروث القومي الوطني للأمة لتكون أدوات ضغط على أبناء ألامه  لمصلحة المستعمر وتوجهاته ونواياه ، ضمن هذه الأجواء بدأت نزعة التحرر تفعل فعلها في ذات الفرد العربي وأخذت تؤثر في توجهاته وخاصة الشريحة المثقفة التي كان لها تواصل مع المحيط الخارجي وتفاعلها مع المتغيرات هناك فتبلور الأفق الفكري المعبر عن حاجات وتطلعات المجتمع العربي والمنصب أساسا في طرح ما ينهي الحالة الشاذة التي وجدت على الساحة العربية والمتجسدة ب ( التجزئة ، الإقطاعيات ، الطائفية ، الاحتكارات الاستعمارية ما بعد اكتشاف النفط ) وبدأ يدب الوعي القومي في الوسط الجماهيري وحصلت حركة فكرية واسعة من خلال المقالات والحوارات والنقاشات ذات الصلة بالواقع العربي وكيفية الخروج من ما فرض على الأمة العربية ووسائل تحقيق ذلك ، فكانت الولادة الشرعية ترد من رحم ألامه لتضع الحلول والمعالجات التي تجعل ألامه العربية تمتلك عافيتها ويستشرف المستقبل الواعد الذي ينهي كل حالات الاستلاب والضياع والتفتت ، أي امتلاك الأمة لمقومات النهوض والتحرر وعليه لابد لقوى الشر من مجابهة هذه الولادة بما يجعلها أسيرة الواقع العربي وخاصة الواقع القطري الذي يتعارض كليا مع التوجهات القومية أي أن الغرض الأساس هو العزل فيما بين الجماهير العربية والحركة السياسية المعبرة عن إرادتها بمنظور زمني إنساني من خلال الربط فيما بين الإنسان والزمن والحاجات التي تشكل الغاية المنشودة والمحددة في الوحدة العربية والحرية والاشتراكية بالمنظور العربي أي بخصوصيتها العربية  فكانت هناك بعض الأفعال والتصرفات القطرية التي أدانها الحزب كونها تشكل خروقا على الدستور والنظام الداخلي وان التصدي لمثل هذه السلوكيات كانت تنعكس إيجابا على البنية التنظيمية للحزب من حيث الصلابة والإصرار على التمسك بالمشروعية التنظيمية  ..


إن هذا الإيجاز الغرض منه الوصول إلى الاسئلة التي لابد من طرحها على ألاخوه السوريين ولنا الأمل بان المنصفين منهم لابد وان يقفوا أمامها ليتصفحوا المسيرة ويروا الحقيقة التي لابد منها لان الزمن لابد وان يحسم بما يحقق الرؤية القومية الوطنية كي تتمكن الأمة من الانتصار على أعدائها وتحقيق أماني وتطلعات جماهيرها وهو ( هل يحق لمن يدعي العشق القومي والعمل من اجل ألامه أن يصطف مع النقيض ويقدم له الدعم بل يحرضه على الاستمرار بحربه العدوانية على العراق الذي تقوده قيادة قومية وطنية تؤمن وتعمل بذات الفكرألذي يدعيه النظام السوري وهنا لابد من ألتمييزبين الأصالة والانتساب ؟ وهل يعقل من يدعي الثورية ومقارعة الاستعمار والامبريالية يمد يده إلى رأس العدوان بوش ألأب ليشن عدوانه الثلاثيني على بلد عربي له المواقف القومية المميزة في ساحات التصدي والتحرير ؟ ، وهل يعقل نظام يؤمن بالوحدة يحتضن فئة ظاله تعمل من اجل تفتيت العراق إلى كيانات متناحره وتأريخها موسوم بالجاسوسية والعمالة والعلاقات الحميمة مع الكيان الصهيوني الغاصب للتراب الفلسطيني ؟ ، وهل يعقل نظام يدعي العمل من أجل القضية المركزية فلسطين يؤمن بما تخطط له الصهيونية العالمية وزعيمة الشر أمريكا ؟ ، وهل يعقل من يتغنى بالكفاح الشعبي المسلح يحرم على المجاهدين السوريين والفلسطينيين واللبنانيين القيام بإعمال فدائية من المناطق المحادده لفلسطين المحتلة ؟ وها هي الجولان تشهد السبات والهدوء ) هذه الأسئلة وغيرها تجعل كل ذي ضمير حي يرى ان المتغيرات التي حصلت في سوريا منذ 23 شباط 1966 وللوقت الحاضر ماهي إلى ادوار يراد منها تجريد الفكر القومي من محتواه وكل فعل مباشر أو غير مباشر محدد بهدف بعيد يؤذي ألامه وقضيتها وهذا ينصب في المفهوم المبسط للحرب بالنيابة ، لان قتل الشيء من خلال تسميته أهون على العدو من إيجاد الفكر أو القوة التي تؤدي الدور المطلوب ، فالمفهوم القومي الذي تتغنى به الجماهير العربية من محيطها إلى خليجها يقتل عندما من يدعيه ويغالي بطرحه يمهد لفعل المعتدي الذي يرمي تجزأت المجزأ وإنهاء أية ولادة قومية على الساحة العربية والكفاح الشعبي المسلح يتم تقويضه من خلال استسلام من كان حنبليا في طرحه والمناداة به والوطنية ستكون من ذكريات الماضي عندما يتراجع من يرفعها أمام رغبات الغازي المحتل لقاء البقاء على دست الحكم وعدم التعرض للنظام وهكذا تكون العملية وانعكاساتها المتناقضة مع حقيقة الصراع وأبديته لان العدو متواجد والأفعال العدائية قائمة إن كانت حضاريه كالصراع العربي الفارسي المجوسي أو إستراتيجية من حيث تأمين المصالح واستخداماتها من اجل السيطرة على الحركة الكونية من حيث الاقتصاد والنفوذ السياسي والعسكري لديمومة التفرد القطبي  ..


وما تفسير الازدواجية التي تمارسها القيادة السورية في علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة الاحتلال الرابعة وما تدعيه من تعاطف مع الشعب العراقي ، ألم يكن إعطاء الشرعية لما يسمى بالحكومة العراقية هو إقرار بالمنهج الطائفي العدائي الذي أسست عليه ما يسمى بالعملية السياسية وما أخرجته حكومة الاحتلال الرابعة وما سبقها والانحياز إلى قاتل الشعب ومهجره وسالب حقوقه أم هناك تفسير أخر  ..


لم يكن ماذهبت إليه تجنيا على احد بقدر ممارسة حق فيه العتاب والمكاشفة مع أشقاء لو حالفهم الحظ ويحافظوا على قسم الولاء والعهد  لما حصل في الأمة ما حصل وما وقعت سوريا العروبة تحت طائلة الضغوط وأخذ الذي يراد أخذه بدون عناء من قبل العدو ومن تحالف معه وعمل تحت توجيهاته  ..


نسأله تعالى أن يهدي القلوب وتتجلى البصائر بما يرفع الظلم والظالمين وان يمن َ على نشامى العروبه بالنصر المبين وانه لناصر المؤمنين الصابرين المحتسبين والحمد لله رب العالمين  .


ألله أكبر .. ألله أكبر .. ألله أكبر

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢٠ شعبان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٢ أب / ٢٠٠٨ م